قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
مشاركة من أحد اعضاء القناة👇
هااااام جداً اليمن بين عهد الخلافة العثمانية وعهدي الملكية والجمهورية
22/ 10/ 2014م
____

ألخص للقارئ الكريم بتصرف، بعض ما جاء في بحث الاستاذ/ على بن جار الله الذيب، مستشار وزارة الثقافة المنشور في مجلة الجيش العدد(361)مايو2011م:

يقول الباحث:"لقد كتب الكثير عن الوجود العثماني في اليمن ، وتوزعت الكتابات مابين مادح وقادح غير أن جل الكتابات انطلقت من اهواء ونزعات ذاتية ومصلحية ، وبالتالي لم تتسم احكامها بالموضوعية والانصاف، فراحت تطلق الاحكام جزافا .
فإذا كنا في عصرنا هذا نستنجد بقوى اجنبية استعمارية لا يجمعنا بها جامع في اللغة والعقيدة لتقويض النظم والسيطرة على البلاد ونسميها قوى تحرير لا احتلال ولا استعمار؛

فكيف تأتي بعض الكتابات لتسمي الوجود العثماني في اليمن _بما احدثه من تطور واعمال بناء وتشييد ونهضة عمرانية وصناعية فيها_ بالاحتلال !؟ مع أننا نتوحد مع العثمانيين في الدين ورابطة الاخوة ولغة القرأن، ألا ترى معي أن في الأمر مفارقة وأي مفارقة ؟؟.


أما معالم النهضة في ظل دولة الخلافة بقيادة العثمانيين فواضحة في كل جوانب الحياة، الفكرية والسياسية والثقافية والعلمية والصحية والعسكرية والامنية ، وغيرها من الجوانب المختلفة .

ومما يؤسف له أن تلك النهضة الفكرية والعلمية والصناعية العملاقة قد توقفت كاملة مطلع القرن العشرين مع بداية حكم الامام يحي 1918م" .

وسوف نلخص هنا فقط بعض أثار تلك النهضة؛ والتي تعكس حسن رعاية الخلافة _بقيادة العثمانيين_ وإخلاصهم لليمن واهله ، فيما يلي:

أولا: في المجال الصناعي.
شهدت اليمن في ظل الخلافة بقيادة العثمانيين نهضة كبرى في مجالات عدة ، ومنها الناحية الصناعية . حيث أقامت دولة الخلافة العديد من المصانع في ولاية اليمن تعمل بقوة الطاقة الكهربائية التي تنتج عن الفحم الحجري ، كما وجدت في تلك المصانع أحدث المعدات والمكائن الضخمة والتي لا يزال بعضها موجود إلى اليوم في أماكن تلك المصانع ، وبعضها الآخر نقل في ظل الحكم الإمامي اوبعده لأماكن مجهولة، ومنها ما نقل عام 2007م إلى المتحف الحربي بصنعاء عام وموجودة حاليا فيه .

ونذكر بعضها، كما أوردها الاستاذ الباحث في كتابه بالصور والوثائق، ومن ذلك:
1- مصنع الحديد والصلب بصنعاء: والذي أنشئ لصهر الحديد والنحاس، وصناعة المعدات الثقيلة والخفيفة المختلفة ، ومنها صناعة العرابات ووسائل النقل المختلفة. (إنظر الصور في مؤلف الباحث).

2- المصنع الحربي الإسلامي بصنعاء: والذي كان يصنع أنواعا مختلفة من الاسلحة الثقيلة والخفيفة والذخائر، وكان ينتج من الذخائر في اليوم من سبعة إلى عشرة ألف طلقة بندقية ومدفعية .(إنظر الصور في مؤلف الباحث).

3- مصنع قطع الغيار بصنعاء:
والذي كان يصنع فيه جميع قطع غيار المعدات المختلفة مدنية وعسكرية.(إنظر الصور في مؤلف الباحث).

4- مصانع الغزل والنسيج: التي تعمل بالكهرباء لانتاج عدد من المصنوعات النسيجية المختلفة، كالأقمشة القطنية والصوفية ، وبالاضافة لصناعة السجاد الفاخر بأنواعه، وصناعة كسوة الكعبة المشرفة، وكذا تجهيز المحمل اليماني الشريف المتوجه مع الحجاج إلى الأراضي المقدسة في الحجاز .(إنظر الصور في مؤلف الباحث).

5- المصنع الاسلامي للزجاج:
والذي كان يقوم بصناعة جميع الانواع المختلفة من الزجاج الملون وغير الملون، وصناعة نجفات الإضائة.(إنظر الصور في مؤلف الباحث).

6- مصنع الرخام:
لصناعة جميع أنواع الرخام.(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

7- مصانع طحن الغلال والحبوب:
حيث قامت الخلافة العثمانية بإيجاد عدد من الطرق الحديثة السهلة والميسرة لطحن الحبوب والغلال، ومن ذلك:

- مطاحن تعمل بطاقة الرياح، التي تحاول الدول المتقدمة اليوم الوصول لاستخدامها . فقد أنشأت دولة الخلافة العديد من هذه الطواحين في المناطق الجبلية المرتفعة .

- الطواحين التي تعمل وتدار بواسطة الماء، ومنها على سبيل المثال الطواحين موجودة حتى وقت قريب في منطقة حدة القديمة بصنعاء .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

- الطواحين البخارية التي تعمل بوقود الفحم الحجري، ومنها على سبيل المثال الطواحين المتبقية حتى اليوم في قصر غمدان بصنعاء .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
- الطواحين التي تدار بواسطة الحيوانات، وغيرها .

8- مصانع وورش النجارة الخشبية: والتي كان يتم فيها صناعة العديد من الأثاث الخشبية الراقية، مثل:
- صناعة الدواليب والكراسي والمكاتب الحكومية .
- صناعة صوالين الجلوس والكراسي المختلفة.
- صناعة الابواب والشبابيك الضخمة، المطعمة بالعاج والنحاس والمطلية بماء الذهب. (إنظر الصور في مُؤلف الباحث)، مثل باب اليمن في حينه.(إنظر الصور في مُؤلف الباحث)..

9- مصانع مختلفة الأغراض، لتلبية حاجة البلاد واهلها من الصناعات والمصنوعات المختلفة، منها:
- مصانع الجلود وصناعة الاحذية والحقائب والمستلزمات الجلدية الاخرى .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

- مصانع الصابون ومشتقاته، لتلبية حاجة الجيش والموطنين
مجانا .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

- مصانع الادوات المنزلية بأشكالها المختلفة وبأذواق رفيعة جدا .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

10- مصانع الثلج:
حيث أنشأت دولة الخلافة العثمانية في المدن الحارة في اليمن مكثفات للثلج تعمل مولداتها بواسطة الأيدروجين، ومنها على سبيل المثال مصنع الثلج في الحديدة والذي كان ينتج عشرة أطنان من الثلج يوميا ويوزع مجانا على السكان .

ثانيا: مجال المواصلات والنقل:
1- السكك الحديدية وإدخال القطارات إلى اليمن. فقد عرفت اليمن القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشرين، وكانت هذه المشاريع الاستراتيجية، من أهم ما حققته الخلافة الاسلامية وخاصة في عهد السلطان عبد الحميد الثاني -رحمه الله- والذي كان يسعى لربط البلاد الإسلامية ببعضها البعض، لتسهيل إنتقال المسلمين إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج بيسر وسهولة .
وقد إهتم السلطان عبد الحميد الثاني بخط تركيا الشام الحجاز اليمن، وكذلك كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية في اليمن، مبتدئا بخط الحديدة صنعاء، لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة صنعاء بالموانئ .

وقد سار أول قطار في اليمن عام1911م في حفل إفتتاح مهيب حضره الوالي العثماني في اليمن وكبار رجال الولاية وجمع كبير من المواطنين باعتباره أول حدث تأريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية،
وقد وصلت السكة الحديدية في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخة باتجاه بلاد آنس . غير أن العمل في هذا المشروع قد توقف منذ قيام الحرب العالمية الأولى 1914 والتي كان من نتائجها انفصال اليمن عن الخلافة والامة ، وقيام الحكم الملكي الامامي الذي رفض السماح للشركة المنفذه بإكمال المشروع إلى صنعاء _متمسكا بسياسة العزلة_ رغم استلام الشركة قيمة المشروع كاملة من خزينة دولة الخلافة .

فخسرت بذلك اليمن مشروعا هاما كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وفوائد وخيرات كثيرة وكبيرة وعظيمة ، حيث يمثل شريانا حيويا يربط أجزاء اليمن داخليا، وخارجيا ببقية البلاد الاسلامية، بل وأمر الامام أتباعه حينها بإقتلاع ما تم انشائه من سكك حديدية في اليمن .

ولا تزال وثائق وصور ذلك المشروع وما تم انجازه منه ذلك موجودة في اليمن وتركيا حتى اليوم ، كما أن عملية التخريب _من قبل اتباع الامام_ لما أنجز من المشروع موثقة بالصور كذلك، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

2- إنشاء الطرق والجسور العملاقة:

حيث قامت حكومة ولاية اليمن، بشق عدد كبير من الطرق والجسور وتعبيدها في الجبال العالية والسهول المنخفضة المترامية لتيسير حياة السكان وربط المناطق النائية بالمدن، ولا تزال أثارها موجودة إلى اليوم في كثير من المناطق، ومنها طريق الحديدة حجة تعز وغيرها .

3- الجسور:

قامت الخلافة بانشاء العديد من الجسور الحديدية العملاقة في اليمن ، ومنها الجسر الحديدي الذي تم انشائه عام 1903م في منطقة الطور طريق حجة عبس ، والعجيب أن هذا الجسر بطول إثنين وأربعين مترا وعرض أربعة أمتار ولا يوجد له أي عمود يحمله من أسفل ، ولا يزال قائما حتى اليوم داخل قرية الطور القديمة، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

ثالثا: في المجال العسكري والامني:
فقد حرصت الخلافة على:
1- بناء جيش إسلامي حديث على أعلى المستويات ، مسلحا بأحدث الاسلحة المتطورة والحديثة في عصره، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

2- إنشاء المباني الضخمة للجيوش في ولاية اليمن وغيرها .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

3- عمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة والمناطق الساحلية لحماية البلاد والثغور من جهة البحر، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).

رابعا: المجال الثقافي والعلمي:
1- التربية والتعليم والتثقيف: شيدت دولة الخلافة في ولاية اليمن المدارس للمستويات التعليمية _الابتدائي والاعدادي والثانوي والجامعي_ بمختلف التخصصات الثقافية، وكذا الكليات العلمية النظرية والتطبيقية، والصناعية والصحية والعسكرية. وكان التعليم يقدم بمختلف مستوياته وفروعه وتخصصاته مجانا على نفقة الدولة لجميع سكان اليمن. وقد كان في اليمن خمس جامعات وكليات في صنعاء وحدها، هي:
- الكلية الصناعية، والتي اصبح مقرها في العهد الامامي سجنا يسمى (سجن الصنائع)، وحاليا المتحف الحربي بصنعاء .
- الكلية العليا للمعلمين، ومنها دار المعلمين العليا. وقد هدمت في بداية حكم الامام يحي عام 1918م.
- الكلية العليا للاداريين .
- كلية العلوم الشرعية للبنين، وكذا للبنات .
- الكلية الحربية .

2- الاعلام:
تبرز ملاح النهضة في هذا الجانب، بدخول المطابع إلى اليمن عام 1872م، وظهور الصحف والجرائد والكتب المطبوعة في اليمن، ومن ذلك:
- صحيفة اليمن الصادرة عام 1872م ، وصحيفة صنعاء الصادرة عام 1876م، وقد استمرت بالصدور حتى أمر الامام باغلاقها وإيقافها بعد توليه زمام الامور في اليمن 1918، (إنظر الصور في مُؤلف الباحث).
- إصدار قانون الطباعة في القرن التاسع عشر .(إنظر الصور في مُؤلف الباحث)
.

3- في المجال الصحي:
تمثلت أثار النهضة ومعالمها، في التالي:
- إنشاء المعاهد الطبية، لتأهيل الاطباء المتخصصين والصيادلة .
- انشاء المشافي الحديثة المدنية والعسكرية الحديثة .
- إنشاء الصيدليات المركزية العامة، وتوزيع الأدوية مجانا على المرضى .

خامسا: مجال القضاء والعدل:
حرصت الخلافة على تطبيق الشرع وتحقيق العدل في اليمن ، وأحدثت تطورا كبيرا في هذا الجانب لتيسير وصول العدل إلى الرعية دون أن يتكلفوا مشقة السعي إليه، ويتجلى ذلك في:
1- إنشاء المحاكم الشرعية المتخصصة في المدن .
2- إنشاء محاكم منتقلة، حيث تقوم حكومة الولاية بارسال قضاة على نفقة الدولة إلى المناطق البعيدة والنائية عن المدن _كالقرى والعزل_ للنظر في قضايا الأهالي والفصل في منازعاتهم وفقا للشرع دون أن يُكلفوا مشقة السعي الى المحاكم في المدن، (إنظر إتفاقية صلح دعان).

سادسا: مجال الانشاءات والتخطيط العمراني. ويشمل:
1- تخطيط المدن وإنشاء الاحياء الحديثة في المدن الرئيسية (كحي بير العزب في صنعاء)، وكذا بناء الاسوار والابواب الضخمة للمدن (كباب اليمن في صنعاء)وغيرها من المدن.

2- إنشاء وتجديد اسوار المدن اليمنية المختلفة .

3- إنشاء القصور والمباني الحكومية، ومن ذلك:
- مبنى العرضي في العاصمة صنعاء (مجمع الدفاع حاليا) .
- كلية الصنائع، جوار قصر غمدان (مقر الأمن القومي حاليا).

- مبنى الصنائع _حاليا المتحف الحربي_ في ميدان التحرير، وما يجاوره من مباني على نفس الطراز المعماري .

- المساجد والقباب الضخمة، ومنها، جامع وقبة البكيرية جوار قصر غمدان.

- إنشاء الخانات السلطانية (دورالضيافة) التي تقدم خدماتها لنزلائها مجانا على نفقة دولة الخلافة سواء في المدن أوعلى الطرقات الطويلة بين المدن . وقد تحولت هذه الخانات في ظل الحكم الامامي إلى ما يسميه أهل اليمن (سماسر)، أي مخازن للتجار .

ما ذكر فقط بعض مظاهر التقدم وأثار النهضة التي شهدتها اليمن في ظل الخلافة بقيادة العثمانيين، وذلك وغيره دليل ناطق على ما أولاه الخلفاء العثمانيين من اهتمام وحسن رعاية لليمن وأهلها ، إلى جانب حماية البلاد ووحدتها في وجه الاطماع الاستعمارية الأوروبية وغيرها .

فجزى الله الاستاذ الباحث علي بن جار الله الذيب ، كل خير على بحثه ونفع به .

والسؤال هنا:
ماذا أنجزت النظم القطرية العلمانية (الوطنية)، منذ سقوط دولة الاسلام، سواء بوجهها الملكي ام الجمهوري ؟!
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط          ∫∫ 
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
🔖المحاضرة[١٢]الاخيرة:سقوط الأندلس
....... ... ....ِِ. ........

سلسلة الأندلس_
المحاضرة الاخيرة :سقوط الأندلس

#تمهيد
تولى بنو الأحمر حكم مملكة غرناطة، وكان أول حكامهم هو محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر الذي عقد معاهدة مع ملك قشتالة فرناندو الثالث وقدم له فيها بعض التنازلات التي تدل على ضعف المسلمين في تلك الحقبة التاريخية، وقد كانت هنالك بعض الأسباب التي أدت إلى عدم غزو ملك قشتالة لغرناطة، وقد استعان محمد بن يوسف الأحمر بيعقوب المنصور المريني الذي استطاع هزيمة النصارى في معركة الدونونية، ثم حصلت بعد ذلك خلافات ونزاعات وأطماع أدت إلى سقوط غرناطة واحتلالها.
 
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
💎اهم العنواين الرئيسية

📌حكم بني الأحمر لمملكة غرناطة :

-المعاهدة التي تمت بين محمد بن يوسف بن الأحمر وملك قشتالة
-السبب لعدم غزو ملك قشتالة لغرناطة
-سبب استعانة أمير غرناطة بالمنصور المريني على ملك قشتالة
-تولية محمد بن محمد بن الأحمر على غرناطة

-موقف محمد بن الأحمر من المنصور المريني حينما صار حاكما على ألمرية
-موقف ابن الأحمر مع يوسف بن المنصور المريني بعد توليه حكم بني مرين
-تولية محمد الثالث الأحمر الملقب بالأعمش لبلاد غرناطة
-موقف ملوك بني الأحمر مع ملوك قشتالة ما بين سنة 709 إلى سنة 897 هجري

-الخلافات بين الغالب بالله الأحمر وأخيه الزغل وأثرها في سقوط الأندلس
-ظهور الخلاف بين أبي عبد الله الصغير وأبيه الغالب بالله وعمه الزغل وأثر ذلك في سقوط الأندلس
-انتفاضة موسى بن أبي غسان ضد الصليبيين في الأندلس وتسليم أبي عبد الله الصغير غرناطة للنصارى

📌-محاكم التفتيش ضد المسلمين في الأندلس
📌-عوامل سقوط دولة الإسلام في الأندلس

📌بعض الأسئلة:
-فتح القسطنطينية وتزامنه مع سقوط الأندلس
-سبب ذهاب الإسلام من بلاد الأندلس
-سبب عقد اتفاق السلام بين اليهود والفلسطينيين في مدريد
-دور الشعوب والأفراد تجاه فلسطين
لئلا تصبح أندلسا أخرى

يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط 🔖المحاضرة[١٢
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
      ∫∫ الحــ104ــلقة ∫∫
- - -
💎حكم بني الأحمر لمملكة غرناطة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
أما بعد: فاليوم نفتح الصفحة الأخيرة من صفحات تاريخ الأندلس: من الفتح إلى السقوط.
بالأمس القريب وقفنا على تداعيات سقوط دولة الموحدين، وهزيمتهم في موقعة العقاب، وسقوط مدن المسلمين الواحدة تلو الأخرى حتى سقطت قرطبة حاضرة الإسلام وعاصمة الخلافة الأموية، وهكذا لم تبق في بلاد الأندلس إلا ولايتان كبيرتان نسبيا:

ولاية غرناطة، وهي تقع في الجنوب الشرقي من بلاد الأندلس، وتمثل حوالي (١٥%) من أرض الأندلس، وولاية إشبيلية في الجنوب الغربي من بلاد الأندلس، وتمثل حوالي (١٠%) من بلاد الأندلس، وهاتان الولايتان فقط هما اللتان بقيتا من بلاد الأندلس بعد هذا الانهيار المروع في هذه البلاد العظيمة

وذكرنا أيضا أن المسلمين استمروا في بلاد الأندلس لمدة أكثر من (٢٥٠) سنة بعد هذا الانهيار الكبير، وهذه علامة استفهام هامة جدا لا بد أن يقف أمامها المسلمون

ففي سنة (٦٤٣هـ) سقطت جيان، وفي تلك السنة يطلب فرناندو الثالث ملك قشتالة من ابن الأحمر الذي يتزعم مملكة غرناطة في الجنوب الشرقي من البلاد أن يعقد معه معاهدة، يضمن له فيها بعض الحقوق، ويأخذ عليه بعض الواجبات،

لكن قبل أن نتحدث عن هذه المعاهدة نذكر من هو ابن الأحمر؟ هو محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر وينتهي نسبه إلى سعد بن عبادة الخزرجي صاحب رسول الله، لكن شتان بين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر وبين سعد بن عبادة صاحب رسول الله

وسمي ابن الأحمر؛ لأن لون شعره كان أحمر، ولم يكن هذا اسما له، بل كان لقبا، وكان هذا اللقب له ولأبنائه من بعده حتى نهاية فترة حكمهم لمنطقة غرناطة.

💎المعاهدة التي تمت بين محمد بن يوسف بن الأحمر وملك قشتالة:

عقد محمد بن يوسف بن الأحمر أو محمد الأول عقد معاهدة مع ملك قشتالة كان فيها: أولا: أنه يدفع الجزية لملك قشتالة، وهذا يدل على مدى التهاوي في حال الأمة الإسلامية، فقد كانت دولة الموحدين تسيطر على أطراف كثيرة جدا في بلاد الأندلس، وعلى أماكن كثيرة جدا في إفريقيا، لكن ما حدث بعد السقوط هو أن ملك غرناطة يدفع الجزية لملك قشتالة وهي (١٥٠) ألف دينار ذهب كل سنة

ثانيا:أن يحضر بلاطه كأحد ولاته على البلاد
ثالثا:أن يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة علنا
رابعا:أن يسلمه ما بقي من حصون جيان وأرجونة وغرب الجزيرة الخضراء حتى طرف الغار، وتقع كلها في غرب غرناطة، وبذلك يسلم ابن الأحمر مواقع بمنتهى الخطورة لـ فرناندو الثالث ملك قشتالة تحيط بغرناطة

خامسا:أن يساعده في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج له، فأول حرب يدخل فيها ملك قشتالة بعد هذه المعاهدة هي الحرب ضد إشبيلية، فطلب من ابن الأحمر أن يساعده في فتح إشبيلية فيسمع ويطيع، فجهز ابن الأحمر فرسان المسلمين، وذهبوا في مقدمة جيوش قشتالة ليحاصروا إشبيلية سنة وخمسة شهور، وهذا أمر في منتهى العجب، وهو أن ابن الأحمر وجيش غرناطة وشعبها يحاصرون مدينة إشبيلية المسلمة المجاورة، التي كانت مجرد محافظة أو مدينة مع مدينة غرناطة في دولة واحدة هي دولة الأندلس، لكن انظر إلى الانهيار الكبير جدا في أخلاق القادة والشعوب، شعب تحرك ولم يتأثر لحصار إخوانه المسلمين الموجودين هناك في مدينة إشبيلية

يستغيث أهل إشبيلية بكل من حولهم، فالمغرب مشغولة بالثورات الداخلية، وبنو مرين يصارعون الموحدين في داخل المغرب، وغرناطة تحاصر إشبيلية، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وفي (٢٧) رمضان في سنة (٦٤٦هـ) بعد (١٧) شهر تسقط إشبيلية بأيدي المسلمين ومن عاونهم من النصارى، ويغادر أهل إشبيلية البلاد وعددهم أربعمائة ألف مسلم يهجرون ويشردون من إشبيلية، فتسقط إشبيلية ثاني أكبر مدينة في الأندلس، تلك المدينة ذات التاريخ المجيد والعمران العظيم، أعظم ثغور الجنوب، ومن أقوى حصون الأندلس، لكن واحسرتاه على المسلمين تفتح حصونهم وتدمر قوتهم بأيدي المسلمين وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرونا وأصبح لا يرى في الركب قوم وقد عاشوا أئمته سنينا وآلمني وآلم كل حر سؤال الدهر أين المسلمونا؟ المسلمون يحاصرون المسلمين، والمسلمون يقتلون المسلمين، والمسلمون يشردون المسلمين، هذا كان واقع هذه البلاد في سنة (٦٤٦هـ)تختفي إشبيلية إلى الأبد من على الخارطة الإسلامية، والذي فيها مسجد إشبيلية الكبير، الذي أسسه يعقوب المنصور الموحدي بعد انتصار الأرك الخالد بغنائم الأرك،والذي صار إلى اليوم كنيسة يعلق فيها الصليب ويعبد فيها المسيح، بعد أن كانت ثغرا من أعظم ثغور الإسلام،

وهكذا لم تبق في سنة (٦٤٦هـ) في بلاد الأندلس بلاد مسلمة إلا غرناطة وما حولها من القرى والمدن، فهي تمثل (١٥%) من أرض الأندلس، وتضم ثلاث ولايات متحدة سويا: ولاية غرناطة، وولاية ملقة، وولاية ألمرية، وهي جميعا تحت حكم ابن الأحمر، وإن كان هناك شيء من الاستقلال في داخل كل ولاية.
يتبع....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط       ∫∫ الح
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
       ∫∫  الحــ105ــلقة ∫∫

💎السبب في عدم غزو ملك قشتالة لغرناطة

الأمر الأول:في الواقع أن غرناطة في ذلك الوقت كان فيها كثافة سكانية عالية جدا، تستعصي على جيوش النصارى أن يدخلوها، فقد كانت تسقط المدينة من بلاد الأندلس على يد النصارى، الذين كانوا ينهجون نهجا واحدا إما القتل وإما التشريد والطرد من البلاد، فكان كلما طرد المسلمون من بلادهم اتجهوا إلى الجنوب الشرقي من البلاد، فتجمع كل أهل الأندلس المسلمين في منطقة غرناطة في الجنوب الشرقي من البلاد، فأصبح فيها كثافة ضخمة جدا، لا تستطيع قوات النصارى أن تدخل إلى هذه المناطق الكثيفة

الأمر الثاني:الحصون المنيعة، فقد كان فيها حصون كثيرة جدا كانت تحيط بمنطقة غرناطة وألمرية وملقة

الأمر الثالث:أن مدينة غرناطة في الجنوب الشرقي للأندلس كانت تقع على البحر الأبيض المتوسط بالقرب من بلاد المغرب العربي، وقد قامت في بلاد المغرب العربي نواة دولة إسلامية جديدة هي دولة بني مرين، وكانت دولة سنية تقوم على التقوى، وكانت تساعد من حين إلى آخر بلاد غرناطة، ولذلك استطاعت بلاد غرناطة أن تقف على أقدامها ولو قليلا في مواجهة فرناندو الثالث ومن معه من النصارى في مملكة قشتالة، لذلك وافق فرناندو الثالث على هذه المعاهدة، لكنها كانت معاهدة مخزية جدا؛ لأن ملك غرناطة كان يدفع فيها الجزية، ويحارب مع ملك قشتالة، ويقضي معه العهود ألا يحاربه يوما من الأيام، ومع كون هذه المعاهدة تقوم على أساس التعاون والتصالح بين الفريقين، إلا أنه بين كل عام وآخر كان فرناندو الثالث وغيره من ملوك النصارى يخونون العهد دائما مع ابن الأحمر، ويحتلون بعض المدن منه، فيحاول ابن الأحمر أن يرد تلك البلاد فلا يفلح؛ فيعاهدهم من جديد على أن يترك لهم حصنا أو حصنين أو مدينة أو مدينتين ويتركوه حاكما على البلاد يحكم باسمهم

إذا:غرناطة لم تؤسس على التقوى، بل أسسها ابن الأحمر على شفا جرف هار معتمدا على صليبي لا عهد له ولا أمانة،قال تعالى: {أوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون} [البقرة:١٠٠]

💎أسباب استعانة ابن الأحمر أمير غرناطة بالمنصور المريني على ملك قشتالة:

قضى ابن الأحمر معاهدات مع ملك قشتالة من سنة (٦٤٣هـ - ٦٧١هـ)، لكن في سنة (٦٧١هـ) بدأ ملك قشتالة ألفونسو العاشر بالمخالفة الصريحة للمعاهدة، فبدأ في تجهيز جيوش كبيرة ينوي بها دخول غرناطة لإنهاء الوجود الإسلامي تماما في بلاد الأندلس،

فوجد ابن الأحمر نفسه في مأزق؛ لأنه عاهد من لا عهد له، فنظر إلى بني مرين الدولة التي قامت على أنقاض دولة الموحدين، وقد سقطت دولة الموحدين سقوطا كاملا في سنة (٦٦٨هـ)، وقام بحكم المرينيين رجل اسمه يعقوب المنصور المريني،

وقد وصف المؤرخون يعقوب المنصور المريني بقولهم: كان صواما قواما، دائم الذكر كثير الفكر، لا يزال في أكثر نهاره ذاكرا، وفي أكثر ليله قائما يصلي، مكرما للصلحاء، كثير الرأفة والحنين على المساكين، متواضعا في ذات الله تعالى لأهل الدين، متوقفا في سفك الدماء، كريما جوادا، وكان مظفرا منصور الراية، ميمون النقيبة، لم تهزم له راية قط، ولم يكسر له جيش، ولم يغز عدوا إلا قهره، ولا لقي جيشا إلا هزمه ودمره، ولا قصد بلدا إلا فتحه، كان رحمه الله خطيبا مفوها يؤثر في نفوس جنوده، شجاعا مقداما يبدأ الحرب بنفسه ،فهذه صفات عظيمة جدا، لا بد أن يقف معها المسلمون كثيرا،

فيستعين محمد بن الأحمر الأول ببني مرين، وبالفعل يأتي بنو مرين ويصدون هجوم النصارى، فقد تعودت بلاد الأندلس لأكثر من حوالي مائتي سنة أن تستورد النصر من خارجها، فمرة تستورده من المرابطين، ومرة من الموحدين، ومرة من بني مرين، وهكذا لا تقوم للمسلمين قائمة في بلاد الأندلس إلا على أكتاف غيرهم من بلاد المغرب العربي وما حولها من البلاد

إذا:هذه البلاد التي قامت على أكتاف غيرها لا يستقيم لها الأمر، ولا تستكمل النصر، ولا تستحق الحياة، ولا يستقيم أبدا أن تنفق الأموال الضخمة في غرناطة في بناء قصر الحمراء من أعظم قصور الأندلس، ليكون قصرا لحكم ابن الأحمر وهو محاصر من جيوش النصارى، ولا يستقيم له أبدا أن ينشئ الجنان الكثيرة، والتي هي أكثر من (٣٠٠) حديقة ضخمة جدا في غرناطة، ويطلق على كل حديقة جنة من سعة هذه الحديقة وكثرة الثمار والأشجار وما إلى ذلك من نعيم الدنيا، ولا يستقيم له أبدا أن ينفق هذا الإنفاق والبلاد محاصرة من جيوش النصارى، وعندما يأتي وقت الجهاد يذهب ويستعين بالمجاهدين من البلاد المجاورة.

لكن على كل حال أتى بنو مرين واستطاعوا أن يردوا الهجوم النصراني،لكن في سنة (٦٧١هـ) مات محمد بن الأحمر الأول وقد قارب الثمانين من عمره

واستخلف على الحكم ابنه محمد بن محمد بن يوسف بن الأحمر الملقب بـ الفقيه؛ لأنه كان صاحب علم غزير وفقه عميق
يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط        ∫∫  ال
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
     ∫∫  الحـ106ــلقة ∫∫

💎تولية محمد بن محمد بن الأحمر على غرناطة بعد وفاة أبيه واستعانته ببني مرين على النصارى في معركة الدونونية وغيرها:

معظم أمراء بني الأحمر كان اسمهم محمدا، فـ محمد الملقب بـ الفقيه لما تولى الأمور ونظر في أمر البلاد، وجد أن قوة المسلمين في بلاد الأندلس لا تستطيع أن تبقى في مواجهة قوة النصارى، فإن ألفونسو العاشر لما مات محمد بن الأحمر الأول ظن أن البلاد قد تهاوت فأسرع بالمخالفة من جديد وبالهجوم على أطراف غرناطة، فاستعان محمد بن الأحمر الثاني الملقب بـ الفقيه بـ يعقوب المنصور المريني في سنة (٦٧٣هـ)،

فجهز المنصور جيشا قوامه خمسة آلاف مقاتل، وكان هو قائد الجيش، ووصل مع جيشه إلى بلاد الأندلس وانضم إليه خمسة آلاف مقاتل من غرناطة، فالتقى المسلمون مع الصليبيين، خارج غرناطة بالقرب من قرطبة، وعدد المسلمين عشرة آلاف مقاتل، بينما عدد النصارى تسعون ألفا من الصليبيين على رأسهم رجل من أكبر قواد مملكة قشتالة يدعى دون ننيو ديلارا، والموقعة التي دارت بين المسلمين والصليبيين في ذلك المكان عرفت بموقعة الدونونية نسبة إلى دون ننيو ديلارا الذي كان يقود قوات قشتالة في تلك الموقعة، تمت هذه الموقعة في سنة (٦٧٤هـ)، وقاد جيوش المسلمين المنصور المريني، وأخذ يحفز الناس على القتال،

وكان مما قاله في خطبته الشهيرة: ألا وإن الجنة قد فتحت لكم أبوابها، وزينت سورها وأترابها، فبادروا إليها وجدوا في طلابها، وابذلوا النفوس في أفنانها، ألا وإن الجنة تحت ظلال السيوف، {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} [التوبة:١١١] فاغتنموا هذه التجارة الرابحة، وسارعوا إلى الجنة بالأعمال الصالحة، فمن مات منكم مات شهيدا، ومن عاش رجع إلى أهله سالما غانما مأجورا حميدا، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فعانق الناس بعضهم بعضا للوداع وبكوا جميعا،

وسبحان الله! وإذا بهذا العدد القليل وبهذه القيادة وبهؤلاء الرجال الذين أتوا من بلاد المغرب حقق المسلمون انتصارا باهرا عظيما، وقتل من النصارى ستة آلاف وأسر ثمانية آلاف، وقتل دون ننيو قائد قشتالة في تلك الموقعة، وغنم المسلمون غنائم هائلة لا تحصى، فما انتصر المسلمون منذ موقعة الأرك في سنة (٥٩١هـ) إلا في موقعة الدونونية سنة (٦٧٤هـ)، ثم انقسم جيش المسلمين بعد تلك الموقعة إلى نصفين: نصف توجه إلى جيان وعلى رأسه ابن الأحمر ففتح جيان وانتصر عليهم، ونصف اتجه إلى إشبيلية وعلى رأسه المنصور فإذا به يحاصر إشبيلية ويصالح أهلها على الجزية، سبحان الله! رجل يحاصر إشبيلية بخمسة آلاف فقط، قال رسول الله: (نصرت بالرعب مسيرة شهر) وهذا يدل على صلاح الرجال والجيوش.

وفي سنة (٦٧٧هـ) -أي: بعد ثلاث سنوات من تلك الموقعة- ينقض أهل إشبيلية العهد، فيذهب إليهم يعقوب المريني ويصالحونه من جديد على الجزية، بعد أن تحاصر فترة من الزمان، ثم بعد ذلك يتجه إلى قرطبة ويحاصرها فترضخ له من جديد، فيحرر قرطبة وإشبيلية وجيان، وهذا كله وعدد جيشه لا يزيد عن خمسة آلاف مقاتل، فهذا الأمر يستحق وقفات طويلة، وهذا الأمر ليس بمستغرب في التاريخ الإسلامي، بل المستغرب أن يهزم جيش الناصر لدين الله من قبل في موقعة العقاب، وكان عدد المقاتلين خمسمائة ألف مسلم؛ لأنهم اعتمدوا على قوتهم ولم يعتمدوا على الله سبحانه وتعالى، فهذه سنن تتكرر في التاريخ ولنا فيها عبرة.

ينتصر المريني كل هذه الانتصارات، ويجمع غنائم لا حصر لها، ثم في منتهى الورع والزهد يعطي كل الغنائم لأهل غرناطة ويعود إلى بلاد المغرب ولا يأخذ معه شيئا، انظروا إلى التاريخ كيف يكرر نفسه، فقد فعل نفس فعل يوسف بن تاشفين رحمه الله بعد موقعة الزلاقة، فهؤلاء هم الرجال المنصورون.

يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط      ∫∫  الحـ
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
         ∫∫    الحــــ107ــلقة   ∫∫

💎موقف محمد بن الأحمر الفقيه من المنصور المريني حينما صار حاكما على ألمرية:

مات حاكم ولاية ألمرية وتولى من بعده على حكم ألمرية ابنه وقد كان شابا، ولما رأى أفعال يعقوب المنصور المريني وانتصاراته المتعددة أعجب به إعجابا كبيرا، فعرض عليه أن يحكم ألمرية، فوافق يعقوب المنصور المريني على ذلك فخلف فيها رحمه الله قوة بسيطة من المسلمين تبلغ من العدد (٣٠٠٠) رجل واستجلب (٣٠٠٠) رجل آخرين من بلاد المغرب، ووضعهم في جزيرة طريف حتى يكونوا مددا قريبا لبلاد الأندلس إذا احتاجوا إليها في حربهم ضد النصارى، ثم عاد إلى بلاد المغرب.

نظر محمد بن الأحمر الفقيه إلى ما فعله حاكم ألمرية من إعطاء ولاية ألمرية لـ يعقوب المنصور المريني، فأوجس ابن الأحمر، في نفسه خيفة، ففكر ولسان حاله يقول: إن في التاريخ لعبرة، لقد استعان المعتمد على الله بن عباد ملك الطوائف بـ يوسف بن تاشفين فأخذ البلاد وضمها إلى دولة المرابطين، وها هو الآن يعقوب المريني يأخذ مدينة طريف وألمرية إن في التاريخ لعبرة! لا بد أن أقف موقفا حتى لا تضم بلاد الأندلس إلى دولة بني مرين، فهذا هو الفكر الذي كان عليه هذا الرجل الذي لقبوه بـ الفقيه وما هو بفقيه.
فلم تكن له طاقة لمحاربة يعقوب المنصور المريني ولا لشعبه ولا لجيشه ولا لحصونه، فاستعان بملك قشتالة لطرد يعقوب المنصور المريني من جزيرة طريف، بعد أن انتصر على النصارى في موقعتين شهيرتين في التاريخ: الدونونية وما تلاها في سنة (٦٧٧هـ) وفتح إشبيلية وقرطبة وجيان، فأتى ملك قشتالة بجيشه وأساطيله فحاصر طريف من ناحية، وحاصرها من الناحية الأخرى ابن الأحمر الفقيه، فعلم بذلك يعقوب المنصور المريني رحمه الله فعاد من جديد بسرعة إلى جزيرة طريف، وجهز الجيوش والأساطيل وحارب النصارى في موقعة كبيرة في سنة (٦٧٧هـ) وانتصر عليهم، ففروا إلى الشمال، فوجد ابن الأحمر نفسه في مواجهة يعقوب المنصور المريني، فأظهر الندم والاعتذار والأسباب غير المقبولة، فعفا عنه يعقوب المنصور المريني رحمه الله وتاب عليه وأعاده إلى حكمه.

ومن جديد يأتي يعقوب المنصور المريني في سنة (٦٨٤هـ) ليساعد ابن الأحمر في حرب جديدة ضد النصارى، هكذا وهب يعقوب المنصور المريني حياته للجهاد في سبيل الله وللدفاع عن دين الله، وفي هذه الموقعة ينتصر المسلمون على النصارى ويعقدون معهم عهدا، واشترط عليهم شروطا فلم يطلب منهم مالا ولا قصورا ولا جاها، لكن طلب منهم أن يأتوا له بكتب المسلمين الموجودة في قرطبة وإشبيلية وطليطلة وغيرها من البلاد، وبالفعل أتوا له بكميات ضخمة جدا من كتب المسلمين، وهذا هو الذي حفظ تراث الأندلس إلى الآن، وما زالت في مكتبة فاس في المغرب إلى هذه اللحظة، فهذا يدل على علو المقاصد والهمم عند يعقوب المنصور المريني رحمه الله.

💎موقف ابن الأحمر الفقيه مع يوسف بن المنصور المريني بعد توليه حكم بني مرين:

في سنة (٦٨٥هـ) بعد هذه الموقعة يموت الحاكم العظيم المنصور رحمه الله ويخلفه يوسف بن المنصور على إمارة بني مرين، ويذهب ابن الأحمر الفقيه بسرعة إلى ابن المنصور يعرض عليه ما شاء من أرض الأندلس، ويعرض عليه الولاء والطاعة، ويقدم له ما يريد، فطلب يوسف بن المنصور رحمه الله أن يأخذ الجزيرة الخضراء وطريف حتى تكون قاعدة له في حرب النصارى، وهدأت الأمور نسبيا هناك في غرناطة، لكن لما أخذ يوسف بن المنصور الجزيرة الخضراء وطريف حرك هذا الأمر الوساوس من جديد في قلب ابن الأحمر الملقب بـ الفقيه، فذهب مرة أخرى إلى النصارى، واستعان بهم من جديد على حرب يوسف بن المنصور لرد طريف من بني مرين، فأتى بالفعل جيش النصارى، وحاصر طريف، لكن في هذه المرة استطاع الجيش النصراني أن يسقط طريف، وكان الاتفاق بين النصارى وبين الفقيه ابن الأحمر أنهم إذا أخذوا جزيرة طريف من بني مرين أن يعطوها إلى ابن الأحمر، لكن بعد أن أخذها النصارى لم يعيدوها له، وهكذا خانوا العهد معه وحدثت الجريمة الكبرى والخيانة العظمى وسقطت طريف، التي كانت تطل على مضيق جبل طارق، وبذلك انقطعت بلاد المغرب عن بلاد الأندلس لوجود قوة كبيرة للنصارى تقع في طريف على الطريق بين بلاد الأندلس وبلاد المغرب، فانقطع المدد من بلاد المغرب إلى بلاد الأندلس.

يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط          ∫∫  
#سلسلة_الأندلس_من_الفتح_إلى_السقوط
         ∫∫    الحــــ108ــلقة   ∫∫

💎تولية محمد الثالث الأحمر الملقب بالأعمش لبلاد غرناطة بعد وفاة والده:

في سنة (٧٠١هـ) يموت ابن الأحمر الفقيه ويتولى من بعده محمد الثالث الذي كان يلقب بـ الأعمش، وقد كان رجلا ضعيفا جدا، وتولى الأمور في عهده الوزير أبو عبد الله بن الحكيم وما هو بحكيم، فقد سيطر على الأمور تماما في بلاد غرناطة، وكان على شاكلة من سبقه في مراسلة ملك قشتالة والتحالف معه، ثم لم يكتف بذلك، لكنه زاد على السابقين له في هذه المحالفة بأن فعل أفعالا عجيبة، فجهز جيشا وذهب به إلى دولة بني مرين واحتل منها سبتة حتى يقوي شأنه في مضيق جبل طارق، بل وفعل ما هو أشد من ذلك، فراسل رجلا من بني مرين ليقوم بانقلاب ضد يوسف بن المنصور وأمده بسلاح، فوافق الرجل على ذلك، فهو يريد أن يزعزع الحكم في بني مرين ويعتمد تماما على ملك قشتالة في الحكم، وهذا غباء منقطع النظير، وأمر لا يقره عقل ولا دين، لكن هذا ما حدث.

كانت النتيجة أنه بعد ذلك بأعوام قليلة سقط جبل طارق على يد الصليبيين، وعزلت بالكلية بلاد الأندلس عن بلاد المغرب، وهكذا تركت غرناطة لمصيرها المحتوم، فبلاد غرناطة وحكام غرناطة وشعبها اعتمدوا منذ سنوات طويلة على استيراد النصر من بلاد المغرب، أما الآن فقد انقطع النصر الذي يأتي من بلاد المغرب، وخيانات كثيرة جدا مع بلاد المغرب لا تعطي لهم الأمان في مساعدة هؤلاء، وهكذا تركوا لحالهم ولشأنهم، وكان هذا في سنة (٧٠٩هـ) لما سقط جبل طارق في يد الصليبيين.

💎موقف ملوك بني الأحمر مع ملوك قشتالة ما بين سنة ٧٠٩هـ إلى سنة ٨٩٧هـ:

ما بين سنة (٧٠٩هـ - ٨٩٧هـ) أي: قرابة المائتي سنة والحال في بلاد غرناطة معاهدات متتالية من أبناء الأحمر ملوك غرناطة مع ملك قشتالة، وتسليم جزية وخزي وعار سنوات طويلة لكن لم تسقط، والذي حفظ هذه البلاد من السقوط لمدة مائتي سنة من غير وجود مدد من بلاد المغرب، أنه كان خلاف كبير جدا يدور بين مملكتي قشتالة وأراجون المملكتين النصرانيتين في شمال غرناطة، فقد كانتا تتصارعان سويا، والمعروف أن كل مملكة منهما صارت مملكة ضخمة كبيرة على أنقاض الدولة الإسلامية في بلاد الأندلس، وأصبحت قوة غرناطة قوة هزيلة جدا لا ينظرون إليها، فقد انشغلوا بأنفسهم وتركوا المسلمين.

ففي هذه المدة الطويلة كانت غرناطة على عهد واحد من الخمول والدعة والركون والمعاهدات المخزية مع النصارى، وهنالك أسباب غيرت الأحوال وجعلت بلاد الأندلس تسقط بالكلية، ويلتفت إليها النصارى بعد أن شغلوا عنها بحروبهم.

💎الخلافات بين الغالب بالله الأحمر وأخيه الزغل وأثرها في سقوط الأندلس:

في سنة (٨٧١هـ) أي: قبل السقوط بحوالي (٢٦) سنة، كان يحكم غرناطة في ذلك الوقت رجل اسمه محمد بن سعد بن إسماعيل بن الأحمر الملقب بـ الغالب بالله، وكان له أحد الإخوة اسمه أيضا محمد ويعرف بـ أبي عبد الله محمد الملقب بـ الزغل، أي: الشجاع، ولكن الأخوين اختلفا على الحكم، وتصارعا في مملكة غرناطة الهزيلة الضعيفة المحاطة في الشمال بمملكتي قشتالة وأراجون، فاستعان أبو عبد الله محمد الزغل بملك قشتالة لأجل أن يحارب أخاه الغالب بالله، وبالفعل تمت الاستعانة ودارت موقعة بين الأخوين، ثم اصطلحا على تقسيم غرناطة، فصار الجزء الشمالي منها والذي هو ولاية غرناطة الرئيسية تحت حكم الغالب بالله، والجزء الجنوبي والذي هو ولاية ملقة تحت حكم الزغل وهكذا انقسمت غرناطة إلى قسمين.

وفي سنة (٧٧٤هـ)، أي: بعد هذا التقسيم بثلاثة أعوام يحدث حدث خطير جدا في الأندلس، وهو زواج فرناندو الثالث ملك أراغون وهو غير فرديناند الثالث ملك قشتالة أيام محمد بن الأحمر الأول، فيتزوج من إيزابيلا وريثة عرش قشتالة، وبعد هذا الزواج اصطلحت الدولتان: دولة أراجوان مع دولة قشتالة، وبعد خمس سنوات من زواجهما توحدت المملكتان في مملكة واحدة هي مملكة إسبانيا، وكان ذلك في سنة (٨٧٩هـ) وكانت هذه بداية النهاية لغرناطة، وأقسم الملكان فرديناند الثالث وإيزابيلا على ألا يعقدا عرسا إلا في قصر الحمراء، قصر الرئاسة الموجود في غرناطة، فهذا يدل على قوة العزم الذي جهزوه لبلاد المسلمين، أما بلاد غرناطة في ذلك الوقت في سنة (٨٧٩هـ) فقد كانت منقسمة إلى شطرين أو قسمين: قسم مع الزغل وقسم مع الغالب بالله، أما حال الشعب فقد عم فيهم الترف والدعة والخمول والغناء والخمور في ذلك الوقت، فماذا ننتظر بعد تلك الأمور؟

يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
https://telegram.me/gghopff55