[الـحــ12ــلـقـة]
💫زيادة رقعة الخلافة الإسلامية
عندما نقضت إفريقيَّة العهد عام (33هـ) سار إليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح (أمير مصر) ففتحها ثانية، وأَجْبَر أهلها على الخضوع والعودة إلى دفع الجزيرة بعدما منعوها.
💫أما الجبهة الغربيَّة فكانت غزوات أهل الكوفة جهة الرِّيِّ وأَذْرَبِيجَان, فقد صار إلى الثغرَيْنِ عَشَرَة آلاف مقاتل من أهل الكوفة، ستَّة آلاف تَكُونُ بأَذْرَبِيجَان، وأربعة آلاف بالرِّيِّ، وكان بالكوفة في ذلك الوقت أربعون ألف مقاتل، وكان يذهب لهذين الثغرين منهم عشَرة آلاف مقاتل كلَّ سنة، فكان الرجل يُصِيبه في كل أربعة سنين غزوة، وكانت هذه الغزوات لتأييد الفتح الإسلامي في تلك البلاد والمحافظة على الثغور من أن ينتابها عدو، وإعادة مَن شقَّ العصا إلى الطاعة.
ففي عهد إمارة الوليد بن عقبة على الكوفة (25 - 29هـ)، انتقضت أَذْرَبِيجَان العهد، ومنعت ما كانت صالحت عليه، فغزاها الوليد حتى رضيت بأن تؤدِّيَ ما كانت صُولحت عليه، وسَيَّر سلمان بن ربيعة الباهلي إلى أرْمِينِيَة، فشتَّت شمل المجتمعين بها ممن أراد نقض الطاعة.
وفي عهد إمارة سعيد بن العاص فُتِحَت طَبَرِستان حيث سار إليها بجند كثيف، فيه الحسن والحسين رضي الله عنهما ابنا عليٍّ ، والعبادلة: أبناء العباس، وعمر بن الخطاب، وعمرو بن العاص، والزبير، وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم، وغيرهم، فقاتل أهلَ طبرستان حتى طلبوا الصلح.
كما أوغل عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي سنة (32هـ) في بلاد الخَزَر -وهي بلاد الترك خلف باب الأبواب المعروف بـ"الدربند"- حتى وصل بَلَنْجَر، وهي أكبر مدنهم خلف باب الأبواب، ولكنَّ الترك تجمَّعوا بكثرة بالغة، فأُصيب عبد الرحمن بن ربيعة، وانهزم المسلمون، فتفرَّقوا فرقتين: فرقة عادت فقاتلت مع سلمان بن ربيعة، الذي كان قد أُرسل مددًا لأخيه فنَجَتْ، وفرقة أخرى أخذت طريق جيلان وجرجان، وجَعَل على ثغر الباب عبدُ الرحمن أخاه سلمان.
💫أما البصرة فكانت غزواتها في بلاد فارس وخراسان وثغر السند:
ففي عهد إمارة عبد الله بن عامر: انتقض أهل فارس العهد، وقتلوا أميرهم عبيد الله بن مَعْمَر، فسار إليهم ابن عامر، وأوقع بهم وقعة شديدة.
وفي عهد إمارة ابن عامر على البصرة قُتِلَ يزدجرد آخر ملوك الفرس سنة (31هـ)، وبموته انتهت الدولة الساسانية[76].
وفي سنة (31هـ) نقضت أهل خراسان عهدها فخرج إليهم ابن عامر في جيش كثيف، فلما وصل الطَّبَسَيْنِ، وهما بابا خراسان، تلقَّاه أهلها بالصلح، ثم سار إلى قُوهِسْتَان، فقاتل أهلَها حتى طلبوا الصلح فصالحهم، ثم قصد نَيْسَابور فصالحهم، ثم وجَّه الأحنف بن قيس إلى طَخَارستان -ولاية واسعة من نواحي خراسان- ثم إلى مَرْوِ الرَّوْذِ، فلقيته جموع فهزمها، وكانت للأحنف فتوح كثيرة في تلك الجهات، ثم صار إلى بَلْخ فصالحه أهلها، ثم ذهب إلى خُوَارِزم، فاستعصت عليه فعاد عنها، ولما تمَّ لابن عامر هذه الفتوح عاد إلى البصرة.
وهكذا فقد كانت الفتوحات أيام عثمان بن عفان واسعة؛ إذ أضافت بلادًا جديدة في إفريقيَّة وقُبْرُص وأرْمِينِيَة، وأَجْبَرَت مَن نَقَضَ العهد إلى الصلح من جديد في فارس، وخراسان، وباب الأبواب، وضمَّت هناك -إضافةً إلى ذلك- فتوحات جديدة في بلاد السند، وكَابُل، وفَرْغَانَة.
💫مصحف عثمان:
من أعظم أعمال عثمان أنه جمع المسلمين على مصحف واحد، فعن أنس بن مالك: أن حُذيفة بن اليمان قَدِمَ على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرْمِينِيَة وأَذْرَبِيجَان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأُمَّة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسَخْهَا في المصاحف ثم نردُّها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيدَ بن ثابت، وعبدَ الله بن الزُبَيْر, وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف ردَّ عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كلِّ أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.
يتبع.....
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك تليجرام👇
https://telegram.me/gghopff55