قناة

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds

فيلق القدس الإلكتروني Force Electronic Quds
9.9k
عددالاعضاء
38
Links
Files
8
Videos
65
Photo
وصف القناة
《وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ》 فريق سيبراني إسلامي حر، لا نتبع لأي جهة ونعمل على مُناصرة المسلمين في كل مكان ونحارب العدو الصهيوني بالصاروخ الرقمي. contact us : @ForceElectronicQuds_bot #فيلق_القدس_الإلكتروني
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت 🔖#المحـ9ـا
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🔖#المحـ9ـاضرة [ قرار الجهاد ]
             ∫∫    الحـ١٠١ــلقة   ∫∫
- - - - - -
💎مشكلة وجود الإمارات الصليبية في طريق الحرب مع التتار وحلها:

في أثناء إعداد هذا الجيش وفي هذه الشهور الخمسة ظهرت أيضاً مشكلة جديدة أمام قطز رحمه الله، فقد كانت المشاكل كثيرة جداً، فالجهاد صعب.

وهذه المشكلة هي أن هناك أجزاء ليست بالقليلة من فلسطين ولبنان وسوريا، وبالذات على ساحل البحر الأبيض المتوسط محتلة من قبل الصليبيين،
فقد كان هناك إمارات صليبية في عكا وحيفا وصيدا وصور وبيروت واللاذقية وأنطاكية وغيرها وغيرها

وكانت أقوى هذه الإمارات مطلقاً هي إمارة عكا في فلسطين، وهي تقع في طريق قطز إذا أراد أن يحارب التتار في فلسطين، ففكر قطز بالآتي:

📌أولا: الصليبيون أعداء الأمة كما أن التتار أعداؤها، بل إن الصليبيين أشد خطراً على الإسلام من التتار، لأن حروب التتار حروباً همجية، ليست لها جذور ولا أهداف ولا قواعد، بل لمجرد التدمير، لا لشيء غيره

وأما المشروع الصليبي في أرض الإسلام فهو مشروع مختلف، فالصليبيون يحاربون المسلمين حرباً عقائدية، والكراهية شديدة في قلوبهم للمسلمين، وتخطيطهم هو لحرب الإسلام نفسه، فهم يحاربون الإسلام لذات الإسلام، وأما التتار فهم يحاربون أي بشر وأي حضارة.

والمشروع الصليبي مع أنه يحارب الإسلام لذاته، فهو يهدف إلى الاستيطان في بلاد المسلمين، وإحلال النصارى مكان سكان البلد المسلمين الأصليين، سواء في فلسطين أو في سوريا أو في لبنان أو في غيرها، وشتان بين احتلال الشعوب واحتلال الجيوش، فالجيوش التترية ستغادر البلاد في المستقبل لا محالة

وأما الشعوب الصليبية المستوطنة فقد جاءت لتعيش في هذا المكان، فكون الصليبيين يحاربون من منطلق عقائدي، ويحاربون ليستوطنوا البلاد ويعيشون فيها يجعل خطورتهم أكبر من خطورة التتار
مع أن الحروب التترية في ظاهر الأمر أشد فتكاً وأكثر تدميراً من حروب الصليبيين، فكلاهما مر، فـ قطز يعلم أن الصليبيين أعداؤه كما أن التتار أعداؤه، ولا بد أن يوضع هذا في الحسبان.

📌ثانياً: تاريخ التعاون الصليبي مع التتري قديم، فالتتار رغبوا في بلاد المسلمين عن طريق الصليبيين من أيام جنكيزخان، والنصارى الصليبيون هم الذين ساعدوا هولاكو في إسقاط بغداد ومدن الشام، وما تحالف التتار مع الأرمن والكرج وأنطاكية ببعيد، وقد رأينا كل ذلك، ومن المحتمل جداً أن يصل التتار إلى تحالف إستراتيجي خطير مع الصليبيين في الإمارات الصليبية في فلسطين والشام،وهذه نقطة ثانية مهمة جداً.

📌ثالثاً: مع كون هذا التحالف الصليبي التتري أمر وارد، إلا أن قطز كان يعلم أن الصليبيين في عكا يكرهون التتار أيضا كما يكرهون المسلمين، وهم لا يكرهونهم فقط، بل يخافون منهم كذلك؛ لأنهم لا عهد لهم، وممكن أن يتفقوا اليوم على شيء وغداً يخالفونه، ومذابح التتار الجماعية مشهورة، وفظائعهم في شرق أوروبا وفي روسيا النصرانية كثيرة جداً ولا تنسى، وأعداد النصارى الذين قتلوا على أيدي التتار لا تحصى

هذا كله بالإضافة إلى الحقد الصليبي الرهيب على هولاكو؛ لأنه فرض بطريركاً أرثوذكسياً يونانياً على كنائس أنطاكية الكاثوليكية الإيطالية في سابقة لم تحدث قبل ذلك أبداً، وكل الناس يعرفون العداء المستحكم بين الأرثوذوكس والكاثوليك، ونصارى عكا كانوا من الكاثوليك المتعصبين جداً، ولا يتصورون أن يحدث ذلك في أنطاكية فضلاً عن أن يحدث في عكا نفسها.
كل هذه الخلفيات كانت تجعل الصليبيين في عكا يتوجسون خيفة من التتار، ويعاملونهم في حذر شديد، ففكر قطز بأن التتار قد يتحالفون مع الصليبيين، ولكن الصليبيون في عكا لن يرغبوا في التحالف مع التتار إلا إذا أرغموا على ذلك، فلو أراد أن يعاهدهم فمن الممكن أن يسبق التتار
📌رابعاً: أن الصليبيين في ذلك الوقت في سنة (٦٥٨) هجرية يعانون من ضعف شديد.
فعكا وإن كانت هي أقوى الإمارات الصليبية في ذلك الوقت، إلا أنها كانت تعاني من ضعف شديد منذ هزيمة المنصورة سنة (٦٤٨) هجرية، ومنذ رحيل لويس التاسع ملك فرنسا إلى بلده، وقتل عدد كبير جداً من الجنود الصليبيين في هذه المعركة، وأسر كل الجيش الباقي،
فمنذ كل هذه الأحداث والصليبيون في تدهور مستمر، وهناك هبوط كبير جداً في إمكانيات ومعنويات الجيش الصليبي في عكا، وكان قطز يعلم أنه وإن كان يتعامل مع عدو شديد الكراهية، لكنه عدو ليس شديد القوة بل ضعيف
📌خامساً: إن إمارة عكا إمارة حصينة جداً، وهي أحصن مدينة على الإطلاق في الشام وفلسطين، وقد استولى عليها النصارى سنة (٤٩٢) هجرية، يعني: قبل (١٦٦) سنة، ومنذ ذلك التاريخ والقواد المسلمون بما فيهم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله يفشلون دائماً في فتحها،فكان قطز يعلم أن فتح المدينة صعب جداً، حتى وإن كانت الإمارة في أشد حالات ضعفها،وجد قطز أفضل الحلول عقد هدنة سلام مؤقتة مع الصليبيين ،وتم ذالك
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت 🔖#المحـ9ـا
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🔖#المحـ9ـاضرة [ قرار الجهاد ]
             ∫∫    الحـ١٠٢ــلقة   ∫∫
- - - - - -
💎هروب المتخاذلين من الجيش المصري:

برغم كل هذا الإعداد المادي والدبلوماسي والمعنوي والاقتصادي لهذا الجيش، وبرغم التحفيز العظيم الذي قام به العلماء لحث الناس على الجهاد، إلا أنه كان هناك بعض المسلمين الضعفاء، لم يصدقوا أن القتال أصبح أمراً واقعاً،

وهؤلاء هم ضعفاء القلب لا ضعفاء البدن، فطوال هذه الفترة السابقة كان هؤلاء الضعفاء يعتقدون أن هذه مجرد نفرة حماسية، وسوف تهدأ الأمور بعدها، ولم يصدقوا أنه سيكون هناك قتال مع التتار، وكانوا يعتقدون أن هذه مجرد كلمات تقال من قطز كعادة الزعماء في الضحك على شعوبهم؛ لمجرد التنفيس عن الضغوط؛ لكي لا يحدث انفجار، ولم يعتقدوا أبداً أن قطز رحمه الله يعد العدة الحقيقية للقتال،

فلما اقتربت ساعة الصفر وعلموا أن القتال حقيقياً وقريباً تزعزعت قلوبهم، وبدءا يفكرون في الهرب من الجيش، وهرب بعضهم فعلاً، واختبأ عن أعين المراقبين, بل إن منهم من خرج بالكلية من مصر ليهرب إلى قطر آخر، فمنهم من هرب إلى الحجاز، ومنهم من هرب إلى اليمن, بل إن منهم من وصل في هروبه إلى بلاد المغرب.

وبعض المحللين يعتقد أن ذلك خسارة، وأن الجيش فقد بعضاً من عناصره الهامة، أو أنه على الأقل سيصبح قليلاً في أعين الأعداء، لكن كان الخير كل الخير في هروب هؤلاء في هذه اللحظات الحقيقية في القتال، والله عز وجل يصعب أحياناً جداً من أمر اللقاء قبل أن يحدث؛ حتى ينقي الصف المسلم، فلا يخرج إلى القتال إلا من ينوي أن يثبت في أرض القتال

وأما ماذا كان سيحدث لو خرج هؤلاء المتذبذبون في جيش المسلمين؟ فقد وضح الله عز وجل ذلك في سورة التوبة، فقال تعالى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ} [التوبة:٤٧]، أي: هؤلاء المتذبذبون المنافقون، {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة:٤٧].

فهؤلاء المذبذبون لو خرجوا في الجيش المسلم لأضعفوا قوته، ولبثوا فيه الاضطراب والقلق، وتارة يفعلون ذلك عن غير عمد بخوفهم وجبنهم، وتارة عن عمد بغية إثارة الفتنة، والمشكلة الكبرى كما قال ربنا في كتابه: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة:٤٧].

أي: أن بعض المسلمين الصادقين سيستمعون لهم، وسيتشككون، وسيقتنعون بكلامهم، وهذه مصيبة كبيرة جداً.

ولذلك كان خروج هؤلاء من الصف في هذا الوقت المبكر مصلحة عظيمة جداً للجيش المسلم، وبذلك طهر الجيش المسلم وأصبح نقياً خالصاً، فكل من خرج إلى عين جالوت كان يعلم أنه سيلقى التتار، ويتمنى أن يموت شهيداً في سبيل الله.

💎تجمع الجيش المصري واستعداده للخروج لجهاد التتار:
بدأ تجمع الجيش المسلم في معسكر الانطلاق في منطقة الصالحية في المحافظة الشرقية الآن، وهي منطقة صحراوية واسعة، تستوعب الفرق العسكرية الضخمة التي تأتي من كل مكان، وكانت نقطة انطلاق للجيوش المصرية المتجهة إلى الشرق.

وتجمعت الفرق العسكرية من معسكرات التدريب المنتشرة في القاهرة والمدن الكبرى، ثم أعطى قطز رحمه الله إشارة البدء والتحرك في اتجاه فلسطين.

ترى كيف عبر الجيش المسلم سيناء؟ وماذا فعل في أرض فلسطين؟ وما موقف الصليبيين في عكا؟ ثم ماذا حدث مع التتار في الموقعة الهائلة عين جالوت؟ وما هي تفصيلات المعركة؟ وما هي خطة قطز رحمه الله؟ وما هو رد فعل التتار؟ وما هي نتيجة هذه الموقعة الخالدة؟ هذا ما سنعرفه وغيره إن شاء الله في المحاضرة القادمة.

وأسأل الله عز وجل أن يجعل لنا في التاريخ عبرة، {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر:٤٤].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
#يتبع في يوم اخر المحاضرة العاشرة
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🌺 #المحـ١٠ـاضرة [ عين جالوت ]
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع المحاضرة العاشرة(عين جالوت)
سلسلة التتار من البداية إلى عين جالوت

عين جالوت من أعظم معارك الإسلام الخالدة، فقد حررت بلاد الإسلام من التتار، وقضت على الجيش الذي اجتاج نصف الكرة الأرضية، وسفك دماء الملايين، وأعادت للمسلمين هيبتهم، وهي خير دليل على أن تمسك المسلمين بدينهم بصدق، وعودتهم إلى ربهم عز وجل مفتاح نصرهم وإن قل عددهم وعدتهم.
___________________
💎اهم العنواين الرئيسية :

-خروج الجيش المصري إلى غزة
-موقعة غزة
-فلسطين أرض الانتصارات
-أهمية الانتصار في موقعة غزة
-تأكيد الهدنة بين المسلمين والصليبين

-رعب كتبغا من المسلمين
-توجه الجيش الإسلامي إلى عين جالوت
-التحاق المتطوعين بالجيش الإسلامي
-رسول صارم الدين أيبك إلى المسلمين
-أحداث ليلة ويوم ٢٥رمضان ٦٥٨هجري
-نزول مقدمة الجيش الإسلامي
-دور فرقة الطبول العسكرية الإسلامية
-بداية معركة عين جالوت
-سحب التتار إلى داخل السهل

-محاصرة جيش التتار
-تراجع الجناح الأيسر للجيش الإسلامي
-مقتل قائد التتار
-هزيمة التتار وهروبهم
-معركة بيسان وإبادة التتار
-قطز رحمه الله في ميزان الإسلام

قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🌺#المحـ١٠ـاضرة [ عين جالوت ]
             ∫∫    الحـ١٠٣ــلقة   ∫∫
- - - - - - -
💎خروج الجيش المصري إلى غزة:

مع المحاضرة العاشرة من محاضرات قصة التتار،في المحاضرة السابقة تحدثنا على القرار الجريء الذي أخذه قطز بالجهاد والقتال ضد التتار، وعن قراره الأصعب وهو الجهاد في فلسطين، وكيف بدأ بالفعل في تجميع الجيوش في منطقة الصالحية بمحافظة الشرقية، وأخذ فعلاً قرار التحرك إلى فلسطين

وهذا التحرك كان في أوائل شعبان سنة (٦٥٨هـ)
الموافق شهر يوليو سنة (١٢٦٠م)أي:أن هذا التحرك كان في أشد شهور السنة حراً، فكان السفر من الصالحية باتجاه الشمال الشرقي إلى سيناء، ثم سلوك طريق الساحل الشمالي لسيناء بحذاء البحر الأبيض المتوسط حتى غزة شديد المشقة، لأن الجيش سيخترق الصحراء الشرقية في مصر، ثم يخترق صحراء سيناء بكاملها حتى يصل إلى غزة،

ومع ذلك صبر الجيش المجاهد،وتذكر الجميع غزوة تبوك وما صاحبها من صعوبات شديدة الشبه بما يصاحب هذه الموقعة

فالمسلمون في تبوك كونهم في الحر، والأزمة الاقتصادية التي كانت تمر بالمدينة، وقطع المسافة الصحراوية الطويلة كانوا ذاهبين لقتال قوة هائلة من قوى الأرض في ذلك الزمن، وهي قوة الرومان،

وفي هذه المرة كذلك قطع المسلمون المسافة الطويلة في هذا الحر،وفي هذه الأزمة الاقتصادية؛ ليقابلوا جيشاً هائلاً كذلك هو جيش التتار،والتاريخ يكرر نفسه،غير أن المسلمين في تبوك لم يجدوا الرومان في انتظارهم،فلم تتم المعركة، وأما في موقفنا هذا فالتتار كانوا في الانتظار، وستتم الموقعة كما تعلمون

تحرك قطز وقد رتب جيشه الترتيب الذي سيقاتل به لو حدث قتال،وذلك حتى إذا فاجأه أحد جيوش التتار كان مستعداً للقتال

فوضع رحمه الله على مقدمة جيشه ركن الدين بيبرس القائد العسكري الفذ؛ ليكون أول من يصطدم بالتتار، وقطز كان يهدف من ذلك أن يجعل الفرقة الأولى التي تصطدم بالتتار على رأسها قائد عسكري فذ، حتى تُحدث هذه الفرقة نصراً ولو جزئياً، وهذا النصر وإن كان صغيراً إلا أنه سوف يرفع من معنويات الجيش المسلم لا شك
ولذلك جعل أقوى فرق الجيش هي الفرقة الأمامية الأولى التي تتقدم الجيش،وليس هذا فقط،

بل وأيضاً فصل المقدمة تماماً عن بقية الجيش، وجعل المقدمة على مسافة طويلة من الجيش بحيث إذا كانت هناك عيون للجيش التتري تراقب خط سير الجيش المسلم، فستكتشف المقدمة فقط وتظن أنها هي كل الجيش المسلم، وبذلك يستطيع قطز أن يخفي بقية الجيش ويناور به ويحاور ويختبئ، ويفعل خططاً قد لا تخطر على بال التتار
____
💎موقعة غزة:
اجتاز ركن الدين بيبرس الحدود المصرية في (٢٦) يوليو سنة (١٢٦٠م) ودخل فلسطين، وكان بقية الجيش المسلم لا يزال في الطريق، وبمجرد دخول المقدمة الإسلامية أرض فلسطين، اجتازت بسرعة رفح وخان يونس ودير البلح واقتربوا جداً من غزة

ورآهم التتار هناك بعد أن اكتشفت عيونهم هذه المقدمة، وحدث ما توقعه قطز، ظنوا أن المقدمة هي كل الجيش، والتقت الحامية التترية التي كانت في غزة مع مقدمة الجيش المسلم في موقعة غزة،

كانت مقدمة الجيش المسلم مقدمة قوية والحامية التترية في غزة صغيرة نسبياً، والجيش التتري الرئيسي معسكر على مسافة بعيدة جداً، على مسافة حوالي (٣٠٠) كيلو متر من غزة في سهل البقاع في لبنان،وكانت كل الحسابات تعطي فرصة كبيرة للجيش المسلم أن يحقق انتصاراً ولو بسيطاً

وبالفعل انتصر ركن الدين بيبرس بمن معه من الجنود على الحامية التترية الصغيرة وقتلوا منها بعضها، وفر الباقون إلى الشمال؛ليخبروا《 كتبغا》
 الذي يعسكر في سهل البقاع بالهزيمة النسبية التي وقعت للحامية التترية في غزة، ويخبرونه كذلك أن الجيوش الإسلامية تتقدم في اتجاه الشمال.
الحامية التترية في غزة فوجئت بالجيش المسلم، وكانت مفاجئة كبيرة جداً لهذه الحامية، ولم تكن المفاجأة مفاجأة المباغتة أو الخطة العسكرية، وإنما كانت المفاجأة الحقيقية أن التتار اكتشفوا أن هناك طائفة من المسلمين ما زالت تقاتل وتحمل السيوف،وتدافع عن دينها وعن أرضها وعن شرفها
وكان قد ألِف التتار في كل السنوات السابقة أن يروا المسلمين يفرون،و زعماء المسلمين يطلبون دائماً التحالف المخزي، وما توقعوا أبداً أن تظل هناك طائفة مسلمة تدافع عن دينها وحقها
ولكن هذه الأمة مهما ضعفت فإنها لن تموت، ومهما ركع منها رجال فسيظل منها آخرون يدافعون عنها ما بقيت الحياة،واسمعوا هذا الحديث الجميل الذي رواه الإمام مسلم عن ثوبان رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله:(لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق،لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله)وستظل هذه الطائفة موجودة إلى يوم القيامة
وفي رواية الإمام أحمد رحمه الله عن أبي أمامة رضي الله عنه زاد زيادة هامة جداً، فقد سأل بعض الصحابة عن هذه الطائفة فقالوا:(أين هم يا رسول الله؟ قال:ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس)
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت 🌺#المحـ١٠ـ
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🌺#المحـ١٠ـاضرة [ عين جالوت ]
             ∫∫    الحـ١٠٤ــلقة   ∫∫
- -
💎فلسطين أرض الانتصارات:
مع أن الذين قاتلوا في غزة ثم بعد ذلك في عين جالوت لم يكن معظمهم من أهل بيت المقدس ولا من أهل فلسطين، إلا أن الله جعل هذا المكان الطاهر فلسطين موطناً لانتصارات متكررة للمسلمين، وانظروا التاريخ، فقد تكون هناك هنات وسقطات، ولكن حتماً ما يكون هناك قيام، وكثيراً ما يكون القيام على أرض فلسطين، مهما اشتدت الأزمة بالمسلمين
فعلى أرض فلسطين وما حولها من أرض الشام وجّهت ضربات إسلامية موجعة للإمبراطورية الرومانية،في أجنادين وبيسان واليرموك وغيرها.
وعلى أرض فلسطين وما حولها وجّهت ضربات إسلامية موجعة للصليبيين في حطين وطبرية وبيت المقدس
وعلى أرض فلسطين وجّهت ضربات إسلامية موجعة للتتار في غزة ثم في عين جالوت ثم في بيسان
وعلى أرض فلسطين وجّهت ضربات إسلامية موجعة لبقايا الصليبيين بعد ذلك في عكا وعسقلان وحيفا
وعلى أرض فلسطين وجّهت ضربات إسلامية موجعة للفرنسيين في عكا
وعلى أرض فلسطين وجّهت كذلك ضربات إسلامية موجعة للإنجليز في الثورات المختلفة، وأشهرها ثورة (١٩٣٦م) التي استمرت قرابة أربع سنوات
وعلى أرض فلسطين وجّهت وما زالت توجه ضربات إسلامية موجعة لليهود،وسيكون هلاك اليهود بإذن الله على هذه الأرض،
روى الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله:(لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم! يا عبد الله! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود)

💎أهمية الانتصار في موقعة غزة:
انتصر المسلمون على التتار في غزة، وهذا الانتصار كان انتصاراً جزئياً أو مرحلياً،وبعض المؤرخين يقللون جداً من شأن معركة غزة، حتى يتغافلها تماماً بعضهم
وأنا في الحقيقة أرى أنها من أهم المواقع الحربية في تاريخ المسلمين، ليس لكثرة قتلى التتار، فقد كان القتلى قليلين جداً،ولا لأهمية غزة الإستراتيجية في ذلك الوقت،ولكن لأنها أساساً عالجت الهزيمة النفسية عند المسلمين، فالمسلمون رأوا بأعينهم أن التتار يفرون،وسقطت المقولة التي انتشرت في تلك الآونة:من قال لك:إن التتار يهزمون فلاتصدقه
فالآن من الممكن أن تصدقه، وهذه أول مرة يهزم فيها التتار منذ سنين طويلة، فموقعة غزة كان لها أثر إيجابي هائل على الجيش المسلم، وكذلك كان لها أثر سلبي هائل على جيش التتار،
فعلى المسلمين ألا يستصغروا أبداً أي عمل من الأعمال،فلا يستصغر مسلم أن تلقى حجارة على يهودي فيجري اليهودي ويهرب، فهذه كبيرة جداً، ولا يستقلنّ مسلم أن يُقتل جندي يهودي أو أمريكي في فلسطين أو في العراق أو في غيرها،
فالهزيمة الحقيقية هي هزيمة الروح والنفس، والانتصارات المرحلية البسيطة -وإن كانت عسكرياً لا تمثل الكثير- تفيد كثيراً جداً في رفع الروح المعنوية للأمة، والجيش المحبط من المستحيل أن ينتصر

💎تأكيد الهدنة بين المسلمين والصليبين في عكا:
اتجه الجيش المسلم بعد انتصار غزة إلى ناحية الشمال، ومشوا بحذاء البحر المتوسط،يعني: في غرب فلسطين، ومروا على المدن الإسلامية العظيمة الواحدة تلو الأخرى،فمروا على عسقلان ثم على يافا ثم مروا غرباً بطولكرم، ثم حيفا،ثم اتجهوا شمالاً بعدها إلى عكا المدينة المسلمة المحتلة من قبل الصليبيين
وعسكر قطز خارج عكا في الحدائق المحيطة بحصن عكا، وبدأت المراسلات بين قطز وبين أمراء عكا الصليبيين،يريد أن يؤكد على الاتفاقيات السابقة،ويرى هل ما يزال الصليبيون عند عهودهم؟
فأرسل وفداً من الأمراء المسلمين فدخلوا حصن عكا، وأحسن الأمراء الصليبيون استقبال المسلمين، وأكد الطرفان على ما سبق الاتفاق عليه، وتكررت الزيارات أكثر من مرة، واطمأن الطرفان إلى استقرار الوضع، ومن ثم عزم قطز على الرحيل واختيار مكان مناسب للقاء الهام الذي سيجري بعد أيام مع التتار
وعندما بدأ قطز يغادر منطقة عكا، أشار عليه أحد الأمراء المسلمين الذين قاموا بالسفارة بينه وبين الأمراء الصليبيين أن عكا الآن في أشد حالات الضعف، وأنهم مطمئنون إلى المعاهدة الإسلامية، وغير جاهزين للقتال، فإذا انقلب عليهم قطز فجأة فقد يتمكن من إسقاط حصن عكا وتحرير المدينة الإسلامية،وهذه المدينة الإسلامية محتلة منذ (١٦٦) سنة،فقال الأمير لـ قطز: هذه فرصة أن نحرر هذه المدينة المحتلة،
فرد عليه قطز رداً صارماً بقوله: نحن لا نخون العهود، فالرؤية واضحة جداً في عين قطز، فقد كان يأخذ بأسباب النصر الحقيقي، التي منها: اتباع شرع الله عز وجل، وحفظ العقود، وعدم نقض المواثيق من صميم شرع الله،
يقول الله عز وجل في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة:١]فهذا هو الدين والشرع الإسلامي،وهذه هي قوانين الإسلام،وهؤلاء هم قادة الإسلام
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت 🌺#المحـ١٠ـ
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🌺#المحـ١٠ـاضرة [ عين جالوت ]
             ∫∫    الحـ١٠٥ــلقة   ∫∫
- - - - - - -
💎رعب كتبغا من المسلمين:

ترك قطز رحمه الله عكا واتجه إلى الجنوب الشرقي؛ ليبحث عن مكان يصلح للمعركة القادمة، وفي هذه الأثناء وصلت الأخبار إلى كتبغا بعد أن وصل إليه فلول جيش التتار الذي هُزم في غزة، فغضب غضباً شديداً، فهذه أول مرة تُهزم الجيوش التترية في هذه المنطقة بكاملها، ومن قبل هذا لم نسمع هزيمة للتتار،

فجهّز جيشه وبدأ يأتي من اتجاه الشمال إلى الجنوب ليقابل الجيش المسلم في فلسطين، والمسافة بين سهل البقاع وبين الحدود الفلسطينية اللبنانية شمال فلسطين حوالي (١٠٠) كيلو متر، وبين أول سهل البقاع إلى غزة (٦٠٠) كيلو متر، (١٠٠) كيلو متر من أرض لبنان والباقي في فلسطين،

والجيوش تقطع هذه المسافة عادة في يومين أو ثلاثة، ولكن كتبغا قطعها في أكثر من شهر، فقد علم أن هناك رجالاً يقاتلون من المسلمين فتثاقلت خطاه، والرسول يقول في الحديث الشريف: (نصرت بالرعب مسيرة شهر).

وهذا الرعب كثيراً ما يكون غير مبرر بالأسباب المادية، وليس له تفسير إلا أن الله عز وجل ألقاه في قلوب أعدائه، كما قال ربنا في كتابه الكريم في سورة الأنفال: {سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال:١٢]

وقال سبحانه وتعالى في آل عمران: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} [آل عمران:١٥١]

فالله عز وجل يلقي الرعب في قلوب الجيوش الضخمة الهائلة إذا رأت أمامها جيشاً مؤمناً يقاتل في سبيل الله عز وجل، وهذه حقيقة كونية متكررة في كل مواقع المسلمين، فالجيش التتري جاء إلى هذه المنطقة بعد مرور شهر من علم كتبغا بتجمع المسلمين لقتاله في فلسطين
 _____________
💎توجه الجيش الإسلامي إلى عين جالوت:

انتهز الجيش الإسلامي هذه الفرصة وغادر عكا باتجاه الجنوب الشرقي وأسرع قطز باجتياز مدينة الناصرة وتعمق أكثر في الجنوب الشرقي حتى وصل إلى منطقة تعرف بسهل عين جالوت.

وعين جالوت سهل يقع في الوسط تقريباً بين مدينتي نابلس في الجنوب وبيسان في الشمال، وهي بالقرب جداً من معسكر جنين الآن، ومنطقة جنين هذه دارت فيها بعد ذلك بقرون موقعة هائلة بين المجاهدين الفلسطينيين وبين اليهود، وزاد فيها شهداء المسلمين على (٥٠٠) شهيد بعد أن صبروا في قتالهم صبراً عجيباً

وهذا السهل موقعه موقع فريد، فهو على مسافة (٦٥) كيلو متر جنوب منطقة حطين، التي دارت فيها الموقعة الخالدة حطين سنة (٥٨٣ هـ)، يعني: قبل (٧٥) سنة من موقعة عين جالوت، وكذلك يقع على مسافة حوالي (٦٠) كيلو متر إلى الغرب من منطقة اليرموك التي تمت فيها موقعة اليرموك الخالدة بقيادة خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وأرضاه منذ أكثر من ستة قرون، وهكذا ساهمت الذكريات الجميلة حول منطقة عين جالوت في تحميس وتحفيز الجيش المسلم الصابر هناك.

وجد قطز أن سهل عين جالوت منطقة مناسبة جداً للقتال؛ لأنه عبارة عن سهل واسع منبسط تحيط به التلال المتوسطة من كل جوانبه إلا الجانب الشمالي، فهو مفتوح من الجانب الشمالي، كشكل حدوة الحصان، وأما من الغرب والشرق والجنوب فهو عبارة عن تلال متوسطة منخفضة مليئة بالأحراش والأشجار التي تصلح تماماً لتكون مخبأً للجيوش الإسلامية، فيستطيع أن يعمل فيها كمائن كبيرة، ويستطيع أن يحاصر الجيش التتري في داخل هذا السهل الواسع، وعمل مناورات كثيرة جداً، فوجد الأرض مناسبة فرتب جيوشه، وكتبغا لم يأت بعد.

انتهى قطز من ترتيب جيشه ووضع على فتحة السهل الشمالية المفتوحة مقدمة الجيش القوية، التي كان على رأسها ركن الدين بيبرس، وأخفى كل الجيش بعد ذلك وراء الأحراش في الشرق والغرب والجنوب، وانتهى رحمه الله من هذا الإعداد والترتيب في (٢٤) رمضان سنة (٦٥٨هـ)، أي: أنه كان في العشر الأواخر من شهر رمضان، في الشهر الذي وقعت فيه بدر وفتح مكة وفتح الأندلس.
وانتظر المسلمون على تعبئة في هذا الجو الإيماني الجميل جداً.
#يتبع غدا باذن الله
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت 🌺#المحـ١٠ـ
#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت
🌺#المحـ١٠ـاضرة [ عين جالوت ]
             ∫∫    الحـ١٠٦ــلقة   ∫∫
- - - - - - -
💎التحاق المتطوعين بالجيش الإسلامي:

بينما قطز في سهل عين جالوت إذا بأعداد غفيرة من المتطوعين المسلمين من أهل فلسطين يخرجون من القرى والمدن ليلتحقوا بالجيش المسلم،وقد تيقنوا أن حرباً حقيقية ستحدث قريباً

ولا بد أن نقف هنا وقفة ونحلل الموقف الغريب هذا؛ وهو كيف قعد هؤلاء قبل ذلك؟ وكيف قاموا الآن؟ولماذا تحركوا الآن إلى سهل عين جالوت؟
والإجابة في منتهى البساطة، فهذا أمر رأيناه كثيراً جداً في التاريخ الإسلامي، فهؤلاء القاعدون كانوا يفتقدون إلى القدوة

فالكثير من المؤمنين الصادقين الذين يريدون خدمة الدين لا يجدون قدوة صالحة يقلدونها، ولا يجدون قائداً مخلصاً يتّبعونه فيقعدون، فقد ألف هؤلاء البسطاء في فلسطين أن يروا قوّادهم في الشام يعقدون الأحلاف المهينة مع التتار، ويفتحون لهم الحصون والديار،فافتقد هؤلاء المسلمون البسطاء القدوة الصالحة، فلم يظهر الخير الكثير الذي بداخلهم

فلما جاء قطز ومن معه من المؤمنين الصادقين، وقطعوا الطريق كله إلى أرض الموقعة، وهم يتقدمون في ثبات،لما رأوا كل ذلك تحمست قلوبهم، وخرجت العواطف الكامنة في صدورهم، وتحركت فيهم الحمية لهذا الدين، وهانت عليهم التضحية، وهان عليهم الجهاد

وهؤلاء لم يكونوا كالجيش النظامي في قدراته ومهاراته، ولكنهم متحمسون متشوقون إلى العمل في سبيل الله، وهذه الحماسة في ميدان القتال تنفع كثيراً، فـ قطز رحمه الله استخدمهم في سلاح الخدمات، ووفر الجنود الذين كانوا في سلاح الخدمات في أعمال أخرى قتالية، وبالإضافة إلى ذلك كان لهم أهمية أخرى كبيرة جداً في تكثير سواد المسلمين،ولا شك أن هذا يبث الرعب في قلوب الكافرين

ثم اجتمع الكثير من الفلاحين من القرى المختلفة ممن لا يستطيع قتالاً ولا خدمة واصطفوا بأعداد كبيرة على طرفي سهل عين جالوت وقد علت أصواتهم بالتكبير والدعاء للمسلمين، وارتفعت صيحاتهم التأييدية للقوات الإسلامية، وتحركت ألسنتهم وأيديهم وقلوبهم بالدعاء لرب العالمين أن ينصر الإسلام وأهله،ويذل الشرك وأهله

كل هذه الأحداث كانت في يوم (٢٤) رمضان من سنة (٦٥٨هـ) وهو اليوم السابق مباشرة للموقعة الرهيبة عين جالوت،وكل هذا كان تأييداً للجيش المسلم،ورفعاً لمعنوياته إلى أقصى درجة
---
💎رسول صارم الدين أيبك إلى المسلمين يحمل خبر تعاون صارم الدين مع المسلمين:

في نفس اليوم أيضاً قبل الموقعة بيوم حدث شيء غريب جداً،فبينما هم في سهل عين جالوت جاء رجل من أهل الشام وهو يُسرع المسير يطلب أن يقابل أمير القوات الإسلامية قطز

وقال: إنه رسول من قبل صارم الدين أيبك، وهو أحد المسلمين الذين أسرهم هولاكو قبل ذلك عند غزوه بلاد الشام، ثم قبِل أن يعمل في الخدمة في صفوف جيش التتار، واشترك معهم في مواقعهم المختلفة، وجاء معهم إلى موقعة عين جالوت، ولا ندري إن كان قد قبِل التعاون مع التتار لرغبة في نفسه، أم قبل ذلك مضطراً وهو يعد العدة لينفع المسلمين؟ لا ندري هذا، فهذا بينه وبين رب العالمين،

ولكن ما نعلمه أنه قبيل موقعة عين جالوت، وفي هذا اليوم الذي سبق الموقعة مباشرة قرر أن يخدم جيش المسلمين بقدر ما يستطيع،{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[المدثر:٣١]

فهذا الرجل صارم الدين أيبك لا يعرفه قطز ولا يعرفه أمراء الجيش الإسلامي، ولكن الله وضعه في هذا المكان؛ ليقدم للمسلمين خدمات جليلة، وليأتي النصر من حيث لا يحتسب المسلمون، وسبحان الذي ساقه في ذلك التوقيت الفريد كما ساق نعيم بن مسعود قبل ذلك في غزوة الأحزاب؛ليكون سبباً رئيسياً في انتصار المسلمين يوم الأحزاب!{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[المدثر:٣١]

فقد أتى رسول صارم الدين أيبك بثلاث معلومات: ☆أولاً: جيش التتار ليس بقوته المعهودة؛ فـ هولاكو قد أخذ معه عدداً كبيراً من الجيش وهو راجع إلى تبريز بعد أن وصله نبأ موت منكو خان خاقان التتار، فالجيش الذي سيقابل المسلمين الآن ليس على نفس الهيئة التي دخل بها الشام، فلا تخافوهم،وهذه معلومة في غاية الأهمية؛ فقد طمأنت الجيش المسلم على أنه سيقابل جيشاً أصبح إلى حد ما أضعف من السابق، فيستطيع الجيش المسلم تحقيق الانتصار

☆ثانياً: ميمنة التتار أقوى من الميسرة، فعلى جيش المسلمين أن يقوي من الميسرة؛ لأن الميسرة الإسلامية ستقابل الميمنة التترية

☆ثالثاً:أن الأشرف الأيوبي أمير حمص، وهو من الأمراء الموالين للتتار سيكون في جيش التتار، ولكنه راجع نفسه وسيُظهر التعاون مع التتار، بينما في الواقع سينهزم بين يدي المسلمين

فاجتمع الخبراء العسكريون الإسلاميون،وخافوا أن تكون كل هذه الأمور مجرد حيل من التتار، ليخدعوا به المسلمين ويضلوهم، وبدءوا بالفعل يرتبون صفوفهم مع اعتبار أن هذه الأمور قد تكون من الأمور الحقيقية
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55