#سلسلة_التتار_من_البداية_إلى_عين_جالوت🎗
#المحـ١١ـاضرة :عين جالوت في الميزان
∫∫ الحـ١١٩ــلقة ∫∫
- -
💎تتمة آثار عين جالوت :
٧-🎁انتهاء حكم الأيوبيين:
الأثر السابع وهو أثر ملحوظ جداً: اختفى معظم الأمراء الأيوبيين، الذين كانوا أقزاماً في ذلك الزمن الذي لا يعيش فيه إلا العمالقة، والذين فرطوا تماماً في حمل الأمانة الثقيلة التي خلفها لهم جدهم العظيم صلاح الدين الأيوبي رحمه الله،
ولم يكن لهم من هم إلا الصراع على السلطة وجمع المال وتوريث الأبناء، وعاشوا حياتهم في مؤامرات ومكائد، وداسوا على كل الفضائل والمكارم في صراعاتهم، حتى اشتهر بينهم موالاة النصارى تارة، والتتار تارة أخرى، بل واستعانوا بهم في حرب إخوانهم من المسلمين،
وظلّ هؤلاء الأقزام يُذيقون شعوبهم الألم والظلم والقهر والخيانة، ويقاومون أي مشروع للوحدة تحت راية واحدة؛ لأن كل واحد منهم يريد الحكم لنفسه، وظلوا يقاومون الحكم المملوكي في مصر سنوات طويلة، ويتعاونون مع الصليبيين لإسقاطه،
إلى أن حدثت موقعة عين جالوت الخالدة، فكشفت هذه الزعامات الوهمية الفارغة أمام شعوبها وسقطت، وعرف كل زعيم منهم قدره الحقيقي، ورضي بما يناسب حجمه، فإما أن يرضى بإمارة بسيطة تحت حكم قطز العظيم كما رضي بذلك الأشرف الأيوبي، وإما أن ينخلع من مكانه ويترك المكان للأقوياء العظماء،
فقد حفظت عين جالوت الأمة وحمتها من أعدائها التتار، وحمتها كذلك من شر أبنائها، من أمثال هذه الزعامات الفارغة.
٨-🎁تحرير بلاد الشام من الإمارات الصليبية:
الأثر الثامن:حدث أمر هائل عظيم، فقد أخذ المماليك على عاتقهم بعد عين جالوت: مهمة تحرير بلاد الشام وفلسطين من الإمارات الصليبية التي ظلت تحكم هذه المناطق منذ سنة (٤٩١) من الهجرة، أي: مدة (١٦٦) سنة
وهذه الإمارات الصليبية كانت قد عاشت وتمركزت في هذه المناطق في الشام وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا، ولكن بعد عين جالوت بدأ المسلمون يتفرغون لهذه الإمارات الصليبية،
ومع أن عماد الدين زنكي ونور الدين محمود وصلاح الدين الأيوبي رحمهم الله قد بذلوا جميعاً جهوداً مضنية لتحرير هذه المناطق إلا أنه بقي كثير منها لم يحرر، كما فرط أبناؤهم في بعض الولايات المحررة، فتنازلوا عنها من جديد للصليبيين.
ولذلك فبعد عين جالوت وبعد استقرار المماليك في الحكم بدءوا يوجهون جيوشهم الواحد تلو الآخر لتحرير هذه البلاد الإسلامية العظيمة في كل هذه المناطق.
فبدأ الظاهر بيبرس الذي تولى الإمارة بعد قطز
منذ سنة (٦٥٩) من الهجرة يعني: بعد عين جالوت بشهور قليلة في إرسال الحملات الواحدة تلو الأخرى لتحرير هذه الإمارات الصليبية، وبعد جهاد مضن بدأت الإمارات الصليبية في التساقط في أيدي المسلمين في سنة (٦٦٤) هـ،
-يعني: بعد عين جالوت بخمس سنوات، وحرر المسلمون عدة مدن فلسطينية، فقد حرروا قيسارية وحيفا وحصن أرسوف، وفي سنة سنة (٦٦٥) حررت صفد في الشمال الشرقي لفلسطين،
وبينما كان الظاهر بيبرس يحرر هذه البلاد في فلسطين كان سيف الدين قلاوون أحد أعظم قواده يحرر قليقية في تركيا، وهي مدينة من أعظم المدن في تركيا، وهي إمارة صليبية قديمة،
وانتصر هناك على قوات الأرمن النصرانية بقيادة الملك هيثوم،وجمع سيف الدين قلاوون غنائم لا تحصى، وأسر من الصليبيين ونصارى الأرمن أربعين ألفاً
وفي سنة (٦٦٥) هجرية، وسنة (٦٦٦) هجرية حرر الظاهر بيبرس يافا، وفي سنة (٦٦٧هـ) حررت أنطاكيا وهزم الأمير بوهمند الذي أيضاً كان متحالفاً مع التتار في إسقاط الشام وفي حرب المسلمين هناك،
وكانت أنطاكيا أول مملكة صليبية في بلاد المسلمين، فقد احتلت سنة (٤٩١) هجرية، وكانت أغنى الإمارات، حتى إن غنائمها من الذهب والفضة كانت توزع على الفاتحين بالمكيال وليس بالعدد من كثرتها،
ولم يبق عند وفاة الظاهر بيبرس من المدن الإسلامية المحتلة إلا القليل، مثل عكا، وكانت أقوى المدن المحتلة، وبعض المدن في سوريا ولبنان مثل: صور وصيدا وبيروت وطرطوس واللاذقية في سوريا.
وفي سنة (٦٨٤) من الهجرة حررت طرابلس، يعني: بعد عين جالوت بست وعشرين سنة على يد السلطان المملوكي المنصور قلاوون.
ثم خلفه بعد ذلك ابنه السلطان العظيم جداً الأشرف خليل بن قلاوون، وهو من أعظم سلاطين المسلمين، وقد أخذ على عاتقه تحرير كل الممالك الصليبية المتبقية،
فحررت عكا الحصينة سنة (٦٩٠) هجرية، يعني: بعد حوالي قرنين كاملين من الاحتلال الصليبي، وبعد فشل كل أمراء المسلمين السابقين على مدى هذين القرنين بتحريرها،
وبفتح عكا سقطت أعظم معاقل الصليبيين في الشام،وبعدها بقليل حررت صيدا وصور وبيروت وجبيل وطرطوس واللاذقية،وبذلك انتهى الوجود الصليبي تماماً من الشام بعد اثنين وثلاثين سنة من موقعة عين جالوت،
مما يجعل كل هذا التحرير أثراً مباشراً من آثار عين جالوت،فما أعظم تلك الموقعة التي أعزت الإسلام بهذه الصورة العجيبة،وفي غضون سنوات قليلة!
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55