قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
اسعد الله اوقاتكم
حكـــــــــــــــــــاية حيـــــــــــــاة ( الجزء الاخــــــــير )
___________________________
بيوم العــرس كننت اسعد بنت الكون ..حضرت حالي و لبست فستاني الابيض مشان يجي ياخذني حبيب احلامي ..بس اجا لياخذني نزلت تحت جناح اخــي ..الانسان يلي انقذ حياتي .. الانسان يلي عتبرتو هو الاب الحقيقي.. الحمدلله .. الله عوضني باجلى اخ بالدنيااا ..
عرسي كان يجنن .. كانو الكل حواليي .. ام عمااد كانت مبسوطة رغم كلشي .. كان في عيلة عماااد و كان في عيلتي..ام رياض ورياض و ياسمين و امها و شويرفقات من يلي يشتغلو معي.. ابي اجا هو و مرتو و رغم كلشي انبسطت بشوفتهن ..نايلة حبيبة قلبي ما فارقتني ولاثانية ..حتى عماتي بعد من ساعة اجو .. بالاول نصدمت بعدين رحبت فيهن مثلن مثل ايا حداا.. ططول العرس و انا عم اضحك و مبسوطة و عم سلم ع هااد وهااد .. هليوم كان اسعد يوم بالنسبة الي
لما العرس خلص .. انا و عمااد رحنا ع بيتناا يعني ع بيت حماتي .. ما رضينا نروح ع هوتيل لانو بعد يومين رح نسافر مشان شهر عسل ... و اخيرا صرنا بغرفة لحالناا .. فجاة حسيت بلخوف و التوتر .. اجا عمااد باسني ع جبيني وقلي
عمااد : ليش هيك متوترة حبيبتي
انا: خايفة عمااد
عمااد : من شو يا عمري..
قعدت انا و عمااد جنب بعض .. حكيتلو كلشي و قللتلو انو كان بدي كل يوم قلو هشي بس هو ما تركني .. قلتلو انو حمزة كاان انسان وسخ و ما لمسني ولا يوم ولا قرب من جسمي .. بالاول عمااد نصدم بعدين نبسط كثيرر
عمااد: يا الله مو مصدق حبيبتي .. يعني انتي خلقتي لالي و ماحدا قرب منك ابداا
انا : اي و الله يا عمري .. هاادهو قدرناا ..
الباقي من السهرة كاان خاص شوي ..بس كان اسعد يوم بحياتي .. الصبح بس فقناا سمعت اختي عم تدق ع الباب و تقلي انو الفطور عند الباب ... اكلنا سوا انا و حبيبي بعدين كان لازم روح عند الحلاقة انا و ياسمين مشان ساوي شعراتي ..بس الغطاا ييلي نمت عليه ما لقيت كيف بغسلو لانو ماكان معي غسالة .. خبيتو بالحمام لبين ما ارجع .. بعدين اجت ام عمااد سلمت علينا و باركتلناا .. وصلني عمااد عند الحلاقة لانو هدااك اليوم كمان عملنا حفلة صغيرة مع العيلة و بس ...
بس لما رجعت ع البيت ام عمااد فتحت عليي الباب و قالتلي انو بدها تتحكي معي بشي خاص
هي : لما طلعتو رحت ع غرفتكن و لقيت الغطاا بالحمام .....
اانا : اي فهمت شو بدك تحكي
هي : بس ما فهمت .. مو كنتي متزوجة ..
طلعت معا ع غرفتي و حكيتها بشكل عالم شو يلي صار معي .. لاول مرة ام عمااد نبسطت و ضمتني .. فهمت انو بدها تروح تخبر عيلتها بهيك خبر ...و اخيرا انا و عمااد رحنا شهر عسل .. و بس رجعناا بلشت انا شغلي و هو شغلو كمااان .. كان كثير يشقلي بغيابي و انا كماان ..حسيت انو هلمهنة عم تسرقني منو كثيرر ...بعد كم شهر انا صرت حامل .. عمااد كتير كان مبسوط بهيك خبر و حتى اهلو .. قررت اني وقف لفترة و اخذ عطلة مرضية طويلة ... مرت الايام وصررت ست بيت ..كنت حامل و كثير حساسة ... كنت كل يوم نظف بيتي و انزل لتحت ساعد ام عماااد ..بيوم كنا قاعدين كلنا ع الغذا ابو عماد قلي
هو : يا بنتي مانك مجبورة كل يوم تنزلي تاكلي و تنظفي البيت فوق و تحت ..انتي هلا الك حياة خاصة حاولي تستغليهااا مع زوجك و البيبي يلي ببطنك ... بعدين قال لمرتو
هو : و انتي لا تخليها تساعدك كل يوم بالبيت .....
انا :لا ابي .. لا تحكي هيك ..مو هي يلي تطلب مني بس انا بحب هيك جو عائلي .. بالاول كنت عيش مع ستي الله يرحمها ..وهلااا صرتو انتو كل عيلتي
لاني كنت حساسة كثير صرت احكي و ابكي .. ام عمااد قامت و عانقتني .. علاقتي معا كثير تحسنت .. صح مرات يكون في مشاكل مثل ايا بيت ..بس كنت احترما و تحترمني ..
اليوم صار معي ولد يشبه ابوه كثير بكل الملامح .. هو و عمااد صارو كل حياتي ..ما ندمت ابدا اني تركت شغلي لحتى اهدي كل باقي حياتي لزوجي و ابني .. لانو انا عشت بلا ام و بعرف شو يعني .. الحمد لله قدرت رتب اموري و ما خلي عمااد يغار من ابنو ولا العكس هههه.
__________________
انا كتبتلكن هلقصة بدون ما خبر عمااد .. كان كل ما يطلع للشغل بقعد ع لابتوبي و اكتبلكن .. اجا يوم و عمااد شاف كلشي .. بالاول زعل مني شوي بعدين فهمتو انو هشي يخليني ارتاح اكثرلما فضفض و احكي.. الحمد لله تفهم عليي و كان بدو يقراهااا .. عماد ما يحب احكيعن الماضي و عن حمزة وعن شي يلي عشتو زماان ..بس الانسان دايما يحتاج شي ساعة لحتى يتذكركيف كااان و كيف صارر .. تشكرت الله كل يوم ع شي يلي هداني ياه ..بعد ما خلصت هاي القصة عمااد قراها كلها ..مرات بشوفو عم يضحك و مرات بشوفو تعكرر ..
انا هلا مرا كثير مبسوطة ..مبسوطة لاني نجحت بحياتي .. مبسوطة اني صرت ام ..عايشة بالهنا مع زوجي و عيلتو وابني .. بس هشي ما يخليني انسى شي يلي عشتو بالماضي و كل ما اتذكرر بسجد و بشكر الله ..
__________
ياسمين و رياض تزوجو الصيف الماضي ...بعد ما جبت طفل .. صار في تواصل بيني وبين امي و ابي .
. صح انو علاقة شوي باردة بس مع هيك ما حبيت احرم ابني من ستو و جدو .. ابي كل ما كنت اخذلو ابني بحسو صار انسان ثاني .. كثير حنون وكثير رايق .. بعرف انو ما حبني بيوم بس الاهم انو يحب ابني ...
_____
قبل ما ودعكن بعرف انو عم تتساءلو ع ليلى شو صار معا .. مرة كنت بالسيارة مع ابني و نزلناا لحتى نشتري كم غرض .. كنت حاملة ابني بايدي حتى سمعتناا نادتني
هي :حياةة !!!
من وقت شفتا اخر مرة ما بقا الصدفة جمعتناا .. سلمنا ع بعض .. ما حسيت حالي اني لسا حاقدة عليها ولااا انو لساتني بحبها مثل ما كنت .. يعني شعور باردكثير ..حكيتلها اني تزوجت مع عمااد و انو هلفصعون ابناا .. ما حاولت اسالها عن حياتهاا .. طلبت انو تاخذ رقمي مشان نرجع نتواصل بس رفضت و رحت و تركتاا ما كان بدي رجعها ع حياتي ...
__________
و اخيرا بدي قلكن اسفة مشان الدموع يلي سببتلكن ياهن ..اكيد في منكن كثار عم يقول انو معقول هلقصة واقعية ؟؟ .. بدي قلكن انو اي كلشي صار معي حكيتلكن ياه بالحرف .. انا كتبتلكن قصتي مشان فضفض يلي جواتي ومشان انتو تتعلمو منها كثير شغلات ...يعني اذا صدقتو هاي القصة ماشي و اذا ما صدقتو كمااان مو مشكلة ..المهم انا و يلي حواليي يعرفو كلشي عشتوو... و اخيرا بدي قلكن انو ابداا ما تقطعو الامل
حياة يلي عاشت العذذاب الله عوضها باحلى دنيا
حياة يلي عاشت بدون اب و ام الله عوضها باحلى اخ و باحلى عيلة
حياة يلي شتغلت خداامة بيوت الله عوضها باحلى شغل و احلى تجربة
حياة يلي فقدت حبيبها .. ضلت دايما تتمناه جواتها حتى اجا اليوم و الله حققلها حلمهاا ..
حياة تحبكن كثير و تتمنالكن السعادة و تتشكركن ككثير لانو سمعتوهاا ...
________________________________
انتهت
❤️ #حــــــــــــــــــــــــكاية_حــــــــــــــي
بدايـة القــصة..
شــو رأيكن بقصة #حكاية_حياة..؟
قصة رعب++ قصيرة بعنوان ... (أطفال المقابر

أرخى بندقيته (الميزر) العتيقة ألمانية الصنع إلى جواره، ومد يده بملعقة معدنية صغيرة إلى علبة بلاستيكية تحوي حبيبات الشاي الحمراء، ملأها حتى آخرها ثم (لقم) بها براد الشاي الذي قارب الماء فيه على الغليان، وكرر ذلك عدة مرات، الشاي لا يكون شايا إلا إذا كان ثقيلا بلون الليل ... رفع البراد بيمينه متقيا من حرارته بخرقة قديمة من القماش حال لونها، صب منه في كوب زجاجي صغير، فملأه، ثم أعاد البراد إلى (الشلية) التي ضعفت جذوتها بعد أن حال معظم حطبها إلى رماد، أضاف خمس ملاعق من السكر، فالشاي لا يكون شايا إلا إذا كان زاعق الحلاوة ... أخذ رشفتين وشعر بحالة من المتعة وصفاء المزاج ... فالشاي المضبوط مع القمر الفضي والليل البهيم ولسعة البرد المحببة، توليفة وخلطة مضمونة تستطيع معا أن توقظ الرومانسية والمشاعر حتى في الصخر الأصم ... أخذ يغني بكلمات من أغنية قديمة بصوت أجش مبحوح لا ينصح بأن يسمعه أحد غيره.
وردية الليل في حراسة جرن الغلال ليست سيئة خصوصا لمن هم في مثل عمره وفي مثل حاله، فبعد وفاة زوجته منذ أعوام وتفرق أولاده عنه وانشغال كل واحد فيهم بأسرته وحياته، لم يبق هناك من يتأثر بغيابه في الليل ... ولا في الصباح!.. كما أنه يجد عذوبة وسحر خاص في هذا العمل ويجدها فرصة لاجترار بعض الذكريات الجميلة من الماضي عندما كان لحياته هدفا ومعنى.
- أرحل ياملعون!
التقط جذوة من النار وألقاها على ذلك الذئب الأشهب الوحيد الذي اقترب منه بفضول، سقطت الجذوة على الأرض بين قدمي الذئب فانبعثت منها شرارة أصابت بطنه وفخذيه ففر موليا وهو يأن متألما ... هو لن يشعر أبدا بالخوف من ذئب أجرب مثل هذا، ولو انضم إليه عشرة آخرين من بني جلدته، ربت بيديه على بندقيته فطمأنته برودة معدنها ... الشئ الوحيد الذي يقلقه هو تلك المقابر الممتدة أمامه على مرمى البصر والتي عليه أن يمر بها ويقطعها كل ليلة عائدا إلى قريته ومنزله مختصرا الطريق بدلا من أن يدور حولها.
تنتهي ورديته قبل الفجر بساعة، ويحل محله زميل آخر أصغر سنا وأصح عافية، أحيانا يبقى بصحبته حتى بزوغ ضوء الصباح وقد يتناول الإفطار معه، ولكنه في الغالب كان ينتظر حتى يؤذن الفجر فيصليه في ذلك المسجد القريب من المقابر ثم يعود إلى داره، في هذا اليوم شعر بالمرض وبأن فيروسات (الإنفلونزا) قد وجدت طريقها إلى صدره وعظامه وهي الآن تخطط لفرض سيطرتها على جسده وإخضاعه، لذا اعتذر لزميله قبل آذان الفجر بدقائق وقرر الرحيل ، فقال زميله مستظرفا:
- صحبتك السلامة ... كن حذرا وأنت تمر بالمقابر! لا نعلم أي مخلوقات تجول فيها الآن.
ابتسم وهو يشير ببندقيته:
- لن يكون من حظها أن تقف في طريقي.
جلب دراجته العجوز الصدئة التي كانت ملقاه على الأرض قريبا منه، جلس على مقعدها، لوح لزميله مودعا قبل أن ينطلق بها في الطريق إلى داره ... كان يقود دراجته على ذلك الممر الترابي الذي يقطع المقابر، فجأة صدر منها صوت تحطم هادر (كرااااك) ثم انقلبت به على الأرض، فتدحرج عنها قبل أن يستقر على ظهره وقد غطى التراب كل جسده وثيابه، اعتدل وهو ينفض التراب عن نفسه، توجه ناحية الدراجة وتفحصها بسرعة، قبل أن يقول بصوت مغتاظ:
- اللعنة، (الجنزير) انقطع مرة أخرى.
تنهد في ضيق ثم رفع الدراجة، وبدء يدفعها أمامه وهو يسير على قدميه ... لم يكن قد سار أكثر من عشرين مترا عندما تنبه إلى ذلك الصوت الذي ينبعث من أحد القبور القريبة، وعندما اقترب أكثر تنبه إلى أن فوهة القبر مفتوحة وهناك ضوء خافت ينبعث من داخله، شعر بالتوتر و بالقشعريرة الباردة تتولد على ظهره ورقبته، وبانتصاب شعر ساعديه، تذكر كلمات صديقه الأخيرة فزاد ذلك من قلقه وتوتره ... أسند الدراجة على جذع شجرة محترق، وحمل بندقيته في وضع التصويب واقترب أكثر من ذلك القبر ... إنه بالفعل يسمع بعض الأصوات تخرج من داخله وكأن هناك من يتحدث بصوت هامس.
عندما أصبح أمام القبر تماما اختفى الصوت واختفى معه ذلك الضوء الخافت، حاول أن ينظر إلى داخله فلم يرى إلا الظلام والعتمة، أخرج مصباحه الضوئي ومد رأسه إلى داخل فتحة القبر وأخذ يسدد المصباح محاولا تفحص المكان في الداخل، كانت الرائحة عطنة وخانقة، وهناك كفن مهترئ يستند إلى جدار القبر وفي الناحية الأخرى طفل صغير عاري، وبعض الصخور و....!!! ... أصدر صرخة صغيرة حادة، أعاد ضوء المصباح إلى المكان الذي كان فيه الطفل الصغير فلم يجده، أخذ يحرك المصباح بهستيريا بحثا في أرجاء المكان، يلمح شئ ما يتحرك بسرعة من جانب إلى آخر ولكن ضوء المصباح لا يستطيع إدراكه.
رفع رأسه وهو يلهث من الإثارة ومن نقص الأوكسجين في الداخل، أخذ يفكر ماذا عليه أن يفعل الآن؟ ... حدثته نفسه بأن يهرب بسرعة فهذا الطفل ليس طبيعيا بالتأكيد، ولكنه شعر بالخجل من مشاعر الخوف التي تعتمل في نفسه في تلك اللحظة وهو بهذا العمر ... فجأة امتدت يد من الداخل وقبضت على ساقة اليسرى فأسقطته المفاجأة على بطنه، شعر بقوة هائلة تحاول
أن تجذبه إلى داخل القبر، زاد هلعه عندما أمسكت يد أخرى بساقة اليمنى وحاولت جذبه أيضا بقوة إضافية إلى الداخل ... أخذ يقاوم ويدفع بكلتا قدميه ويحاول أن يزحف مبتعدا، نظر لما وراء ظهره فلمح رأس صغيرة تبرق بعينين صفراوين مرعبتين بلا حدقة من فتحة القبر، وبيدين تمسكان بكلتا قدميه كالكلابتين في محاولة لجذبه إلى الداخل، شعر برعب هستيري وأخذ يتلفت حوله بحثا عن بندقيته فوجدها على بعد شبرين من يده الممتدة، استجمع إرادته ثم دفع جسده للأمام دفعة واحدة مكنته من التقاطها، قبل أن يعتدل موجها إياها ناحية فتحة القبر ويطلق النار ... انبعثت صرخة حيوانية هائلة قبل أن يشعر بتحرر ساقيه ... نهض مسرعا وانطلق يعدو مبتعدا ...
كان يعدو كالمجنون بين شواهد القبور، ويتلفت خلفه بين اللحظة والأخرى متحسبا أن يكون ذلك الطفل الملعون في أثره ... توقف فجأة عندما رآه أمامه يسد عليه الطريق ... تبدو ملامحه أوضح الآن، مخلوق صغير بحجم طفل في الخامسة من عمره، عاري الجسد والرأس، له عينان صفراوين بلا حدقتين ومسحوبتين لأعلى، وله فم كشق بعرض رأسه بلا شفاة تتخلله بعض الأنياب والقواطع المهترئة، كان يقعي على أربع كالضواري وينظر ناحيته نظرة مرعبة، لم يكن بشريا بالتأكيد، يبدو كطفل ولكنه ليس طفلا هو شئ آخر مرعب ... وجه بندقيته ناحيته مهددا وهو يتراجع إلى الخلف كان يعلم أنها تحتاج للتلقيم بعد أن استعملها منذ لحظات ولكن ذلك المخلوق لا يعلم، كما أنه يمكن استخدامها أيضا (كالشومة) للدفاع عن نفسه ... تنبه إلى ذلك الصوت خلفه، فالتفت فراعه طفل ثاني يشبه صاحبه الأول يحاول التسلل ناحيته من الخلف فوجه البندقية إليه برد فعل غريزي وأخذ يحركها بين الأثنين اللذان أخذا يدوران حوله في انتظار الفرصة المناسبة للانقضاض ... انضم لهما ثالث ورابع، كانت تلك المخلوقات الكريهة تخرج من فتحات القبور وتنضم إلى محاصريه ... كان الآن محاصرا بعشرة من أطفال الجحيم، يقف موليا ظهره إلى بقايا حائط حجري قصير، يوجه بندقيته بين تلك المخلوقات مهددا ... مر القليل من الوقت وهو على هذه الحالة، شعر بأنفاسة تتثاقل وبالعرق يغطي جسده الذي بدء يرتعد بشكل مرضي حتى أن البندقية أخذت تتراقص بين أصابعه، شعر أن الرؤية تغيم تدريجيا أمام ناظريه، وبذلك الألم في صدره، يبدو أن قلبه العجوز قرر أخيرا أن يتعرض لأزمته الأولى وفي الغالب ستكون الأخيرة أيضا.
أصبحت البندقية ثقيلة للغاية ولم يعد قادرا على توجيهها أكثر من ذلك، سقطت من يده، فكانت تلك إشارة إلى المخلوقات بالهجوم عليه، فانقضت عليه من كل صوب تجذبه من يده وثيابه تجاه قبر قريب مفتوح تحاول النزول به إلى داخله، حاول المقاومة في البداية ولكنه كان ضعيفا للغاية، فاستسلم لمصيره ... كان مسجيا على ظهره وتلك المخلوقات تجذبه في تصميم ناحية القبر مخلفة وراءهم سحابة من الغبار، بصرت عيناه بصيصا من نور الصباح في السماء، حاول أن يملي عينيه به، فقد تكون تلك هي المرة الأخيرة التي يرى فيها النور ...
فجأة توقفت تلك المخلوقات عن دفعه، وأخذت تتلفت حولها في قلق وهي تتسمع بآذانها التي تدور حول محورها تجاه الصوت كالحيوانات ... حاول أن يتسمع هو الآخر ولكنه لم يسمع شيئا في البداية، ولكن بعد ثوان وصل إلى مسامعه صوت أقدام حيوان يدق الأرض بحوافره، أخذت المخلوقات تتخاطب فيما بينها بصوت كالأنين قبل أن يبدء كل منها في الهرب والاختفاء داخل قبر من القبور ... كان صوت الحوافر يتعالى ولكنه لم يكن قادرا على الاعتدال لرؤية صاحبه، حتى توقف الصوت بجواره:
- السلام عليكم، هل أنت بخير؟
إنه يعرف هذا الصوت إنه صوت إمام المسجد المواجه للمقابر، يبدو أنه قد أنهى صلاة الفجر وهو عائد الآن إلى منزله على ظهر حمارته الكالحة ... هب إليه إمام المسجد وأقعى بجانبه محاولا مساعدته، أسند ظهره وأجلسه وأخذ يصب بعض الماء على وجهه من زجاجة كان يحملها في جراب داخل بردعة حمارته، وعندما إطمأن أنه بخير ومازال حيا يتنفس، سأله بتعاطف حقيقي:
- ماذا حل بك؟
أخذ يحاول أن يشرح له أحداث النصف ساعة الأخير والقبور التي فتحت وخرجت منها تلك المخلوقات اللعينة الشبيهة بالأطفال، ومطاردتها له ... كانت كلماته مرتعشة مهتزة تشوهت معظم معالمها، فلم يفهم الرجل منها إلا كلمتين (القبور المفتوحة)! فنظر ناحية القبور ثم أجابه باستنكار:
-
- ولكن القبور كلها مغلقة!
هب من جلسته وهو ينظر إلى القبور التي كانت مفتوحة منذ ثوان قليلة والمخلوقات التي اختفت داخلها، فوجدها كلها كما قال إمام المسجد مغلقة ... ربت الأمام على ظهره وهو يقول بلهجة مشفقة:
- يبدو أنك كنت مريض وغبت عن الوعي في الخلاء وحلمت بكابوس مرعب.
ساعده على النهوض وهو يردف:
- هيا سأذهب بك إلى منزلك لترتاح.
نظر نظرة أخيرة إلى القبور التي أغلقت أفواهها، وسأل نفسه في حيرة هل كان كل ما حدث له هو ضربا من الأحلام و الكوابيس الشنيعة ... شعر ببعض الآلام في ساقيه فرفع جلبابه، رأي آثار لكدمات زرقاء على كلتا قدميه، آثار لخمسة أصابع صغي
رة ... أصابع يد طفل صغير!
.. (تمت)