وتناول طعام الافطار.. ورفضت ياسمين ان تاكل شيئا وخرج فارس كالمعتاد وهو
يتسائل لماذا تصر ياسمين ان تكلمه بنفس الطريقة في كل صباح لدى خروجه ولدى
عودته ولكنه ظن ان الامر يتعلق بوالدته ..
وحينما عاد فارس استقبلته ياسمين كالعادة وسألته عن عمله فاجابها نفس
الجواب فضحكت وقالت له انا بمزح...فاعدت له طعام الغذاء ورفضت ياسمين
تناول الغداء وكذلك الامر مع طعام العشاء امسكت ام فارس بفارس واخذته
جانبا وسالته:" ما لها ياسمين من الصبح رافضة تحط بفمها اشي..؟
فاجابها فارس انه لا يوجد شيء بل على العكس كل شيء يسير كالمعتاد...وفي
اليوم التالي تكرر الامر فجلس فارس مع ياسمين وسألها:شو القصة يا ياسمين
انت زعلانة من اشي؟
فضحكت ياسمين وقالت: شو يا فارس باين علّي زعلانة من اشي..هو في اشي بزعل..!؟
فقال لها: طيب ليش مش عم توكلي ..
فقالت: ما في اكل في البيت شو اوكل ..!؟
فضحك فارس وقال:اذا الاكل مش عاجبك انا حطلع واجيبلك كل انواع الاكل...؟!
فضحكت ياسمين وخرج فارس وقام باحضار انواع كثيرة من الطعام ..وبالرغم من
كل هذا رفضت ياسمين ان تأكل شيئا..جن جنون ام فارس وصرخت في فارس :بدك هلأ
تحكيلي شو فيه ..البنت صارلها يومين مش عم توكل..
احتار فارس واقنع ياسمين ان يخرجا معا فخرجا في المساء ..توقف فارس بجانب
احد المطاعم وجلسا هناك وياسمين تضحك سعيدة كعادتها ..طلب فارس الطعام
ورفضت ياسمين ان تؤكل شيء فلم يأكل فارس وعاد الى السيارة وقال لياسمين:
شو الموضوع انت ما كنت هيك شو صارلك..؟
فضحكت ياسمين وقالت: ولا شيء يا حبيبي انا قررت اني مش راح اوكل شيء الا اذا انت جبتوا...
فأستغرب فارس وقال: انا جبت اشياء كثيرة بس مش عاجبتك..ممكن تحكيلي اشي واحد عاجبك وانا هلأ بروح اجيبوا..
فقالت:أي اشي بتقدر تجيبوا انا حيكفيني ..
لم يفهم فارس ..ماذا تقصد ياسمين وشعر انها تعمل على استفزازه وقال: ياسمين شو القصة انت بدك ترجعي تجننيني زي اول..
فقالت ساخرة:لا يا حبيبي سلامتك من الجنون انا ما بدي اشي كثير بس بدي
اعيش مثل كل البنات بدي اشعر انو جوزي مسؤول عني وكمان بدي اشعر انو الأكل
الي راح اوكلوا ..
جوزي بيجيبو مش امه ولا اخوه ومش راح يستقرض من حدا فلوس علشان يعزمني على مطعم..
انا يا حبيبي ما بدي مطاعم انا لو بدي مطاعم بشتري كل مطاعم البلد وانت
بتعرف مليح وكمان انا مليت واحنا كل يوم بنحكي عن القصور والسيارات والخدم
وانت يا حبيبي مش عم تقدر تجيب اكل للبيت ..
لما تبطل تحلم بصناديق الذهب والكنوز وتفكر كيف راح تشتغل علشان تقدر تعيش
..ولحد ما تصير تفهم بحب اقولك انا لو بموت من الجوع مش راح اوكل شيء انت
مش قادر تجيبوا..
ذهل فارس من طريقة تفكير ياسمين وشعر ان كل احلامه قد انهارت في لحظات ولم
يفهم لماذا تتصرف ياسمين هكذا ..ولماذا دفعته ليصرف كل ما يملك ويستدين..
وسألها :لماذا يا ياسمين ؟ فقالت له:لاني بدي انسان يحبني واحبوا وبحبوا
الحقيقي حطلع من العتمة للنور وما بدي لا قصور ولا خدام فقال بهدوء :بس يا
حبيبتي المنطق بحكي اذا كانت الفلوس موجودة وكثيرة ، بنقدر نستغلها وممكن
نعمل فيها اشياء كثيرة .
فقالت ياسمين: الفلوس ما الها قيمة عندي واللي عاش حياة مثل حياتنا بعرف معنى كلامي والاحلام والسعادة عمرها ما بتنشرى ..
والقرار هلأ بايدك ويا الله رجعني على البيت عاد فارس وياسمين الى البيت
وكلما حاول ان يقنعها ان تأكل تصدت له ومنعته من الحديث في هذا الموضوع
وفي اليوم التالي وجد فارس نفسه في ورطة كبيرة فهو يعرف انه اذ لم يعمل
بسرعة فلن تأكل ياسمين وهي عنيده ولن تتراجع..
فخرج من البيت وعاد بعد ساعات الظهر سعيدا ...استقبلته ياسمين كعادتها
وسألته فأخبرها انه استطاع عقد صفقة تجارية صغيرة حصل منها على بعض النقود
واحضر معه الطعام ...
فرحت ياسمين وقال لها فارس :والان سنتاول الطعام معا ..اعدت ياسمين الطعام وجلس وبدأ بتناوله وياسمين جالسة تبتسم ولا تأكل...
توقف فارس عن الاكل وسألها :شو القصة فابتسمت وقالت له :كل يا حبيبي
بالهنا والشفا ..علم فارس انه لن يستطيع خداع ياسمين وشعر بتأنيب الضمير
فترك الطعام وخرج من البيت واصر ان يعمل بأي شيء هذه الليلة حتى يحضر
الطعام..
وحالفه الحظ ووجد عملا لعدة ساعات مقابل مبلغ صغير ولم يكن يتخيل فارس
نفسه انه سيقوم بمثل هذه العمل ...وبعد منتصف الليل عاد ومعه الطعام فأكل
هو وياسمين وفي اليوم التالي فعل الشيء نفسه واخذ فارس يصارع الوقت
ويسابقه فهو مجبور على توفير الطعام لعدة ايام بأي ثمن والطريقة الوحيدة
التي ترضى بها ياسمين هي من خلال عمله وفي نفس الوقت يحاول ان يكسب الوقت
للعودة لعمله القديم المريح في عقد الصفقات التجارية التي تحتاج الى وقت
لتثمر ثمارها ..
وهكذا اخذ فارس يعمل بالليل وبالنهار يبذل جهده للعودة الى عمله السابق
وايجاد طريقة للخروج من ديونه التي بدأت تلاحقه حتى وصلت البيت...