رواية قصيره بعنوان:
فنـــاءٌ وســـراب .....
سلامٌ على ايام كانت تضم سراباً من العطاء وسرابٌ من الوفاء الناصع الذي كان يبشم منه الحبيبان معاً.
سلام يحن له الفؤاد ويستلذ به من كان يقبع في رباه ..
فمازالت عتبت باب الحب ماكثه في نوايا كل هؤلاء الدامين الذين اتخذوا هذا الحب شهيق وزفير يتبادلوه فيما بينهم.
فمنهم من رمى به الحب في الشهيق ومنهم من رميا في الزفير.
اما عن الصنف الاخر وهم أولئك الثكالى الذين ضلوا يتهاون في اوساط الليالي المظلمات املين ان يعودوا مجددا ..
لكن الاكثر ألماً والاكثر تعسفاُ هم اولئك الذين وطئة اقدامهم اكثر مماهو مسموح لهم .خطو خطوات سريعه ومماثله.. ركنوا العواطف وتوخي الحذر امام اسوار الديار. وساروا اكثر من اللازم .دخلوا عتبات الحب بقسوه وبعنجهيه .وطئت اقدامهم وكأنهم داخلين على الملاهيه والارجوحات ..
مشيوا على ممشى الدهاليز وهم يقنون انها مجرد دهاليز. لدارٍ صغيره ومختصره. يبدأ بدخولٍ مريح وينتهى من الباب الاخر وبصحبتهم كنز ثمين وهو الحب.
لكنهم بعد ذلك عرفوا حماقاتهم وعرف استراتيّجيتهم الخاطئه والمزريه.
عروفوا انهم دخلوا على دهالِيزٍ لانهاية لها.
دخلوا وضلوا يمشون ويتخبطون دون جدوى . لقد اصبحوا الان في صحراء مقفره ومظلمه فلا يستطيعون ان يرجعوا من ذلك الباب الذي استهانوا به ولايقدرون ان يخرجون من الباب الاخر.
فهاهم الان يتهاوون ويتهامشون وكأنهم بكمٌ وعميان.
مازال الكثيرين يتساءلون مافائدة الروايات التي تدون وتحكى عن الحب وعن النهايات الفاجعه ومافائدة سردها والبوح بها عن طريق الورقات ؟
وبرغم من هذه التساؤلُات والتناكرات الا انهم عرفوا حقيقتها عندما استوطنوا فيها وعاشوا واقعها واصبح يعرفون ويفهمون مسمياتها ....
فهانحن الان داخلين على ْعوَالُمٌ ومحيطات وانهار وبحيرات جديده .وهانحن الان على محّميات عديده استباحت بعضها البعض..
هنا ديالى موطنها الجدير وموطنها البراق ..
وبلهفه حاره مازالت تمسك النثر وتقرأهُ وتسحرها الكلمات التي يمزجها كل مبدع وكل متحرش بفن الكتابه .تحمل بصحبتها الاشعار والحكم الغزيره .
رمت بها الاقدار هنا نحو زخات متراكمه ومتشاحنه فتارة تجعله تأسي واخرى تصطبر وتحيا...
لكن هذه المره رمى بها القضاء عبر نافذه اخرى وعن طعم اخر ..
طعم الشبكات العنكبوتيه وعبر نافذه بيل غيتس.
منذ ان طلبت منه ان يعطيها كتابه نثريه لبروفيل اعجبها. وكان يعني لها الكثير ..
مدها بالنثر المشابه للبروفيل التي طلبت منه..
صاغ النثر كتابتاً وادخل الطمأنينه لها .كانت اشبه بطفله. عندما تمدلها بشيءٍ تريده فمجرد ان تنفذلها طلبها الصغير فسرعان ماتراها تهرع الى احضانك ..
شكرته رسل على صياغه النثر معبرةٌ
ـــ سعيدة جدا وممنونه لك استاذي تشكر على كل حرف كتبتهُ وتسلم اناملك ..
رد عليها محمد بكامل عنفوانهِ ...
ـــ يسلم راسك ياطيبه .فهذا واجبنا تجاه كل امرأة تريد مايحلو ومايورق لها ..
بالمناسبه احب اعرفك على نَفَسِيَ محمد من محافظه بغداد.. فمن اين انتِ ومااسمك
ــ عاشت الاسامي استاذي ..
اسمي رسل محافظة ديالى ..
ـــ يااهلين فيكِ يارسل ..
مضت الايام على تعارفهم وكل منهما كان يَكنْ بعض من المشاعر للاخر ..
كانا يتبادلان بعض الاحاديث الجميله حول موضعات عديده كالشعر والغزل وعن القصص الجميله التي تبدأ بحياة جميله وتكتمل بلقيان ...
ضلان يغاردان عن بعد وكأنهما متلصقان ومتماسكان ..
كان محمد يخفي بعض الا عجاب المشابه للحب فهيا بدأت تدخل مدرسة حبه . لكنه لم يتصور اطلاقاً ان يقع في حبها ولم يتصور انها سوف تأسرهُ وتجعله مستسلما .. لم يمر وقت طويل علۑ تعارفهما وانسجامها الملائم .
حيث ان محمد فور خروجه من منزله تعرض لحادث سير جائته سياره من خلفه وادمت به طريح الارض .ومن ثم قام احدهم بنقله واسعافهِ الى اقرب مشفى
ركن الشاب السياره التي كانت تحوي محمد ونادى الُاطِبّاء وكان المشفى يعج بالفوضى ارجوكم اسرعوا اسرعوا .انزلوا الاطباء سرير النقل وقاموا بإدخاله فورا غرفة الطوارئ وتفقدوا حالاته وبسلامة الله لم تحدث له اخطار طفيفه ..
مر اسبوع كاملا على انقطاع الدردشه بينهما وسرعان ماكانت الرسائل تعج من رسل ..لكن لاجدوى لرد ..
واخيراستمد محمد عافيته وقام بشحن هاتفه ورد على رسل
ــ معذرة لعدم ردي على الرسائل لقد حدث لي حادث سير والحمدلله انا الان بخير وحاليا بالمشفى اتلقي بعض العلاجات اللزمه ..
شهقت رسل صوت مصحوب بعويل ونواح وكان الحزن بادي على وجهها ومن ثمه ردت لها معبرةً
ــ اسف على ماحصلك وحزنت كثير.واسأل الله ان يردك بالسلامه ..
كان محمد يكنُّ لها الكثير من الحب والعطاء اراد ان يفاجئها عن قصة حبهٍ لها لكن من اي ناحية سيبدأ لها وباي نكهة سيبوح لها ..إنه الحب ياهذا انه الحب التي بدات سلسلته تنخر من الكبد الى بقيت الشرائين الطفيفه ......