الجزء الأول
#طريق_الذهبطريق الذهب
للكاتبة روز سعد الدين
كانت تركض نحو الهاوية ، حافية القدمين ، ممزقة الثياب ، تلتفت للخلف قليلا ثم تعاود الركض ، بملامح شاحبة ، و نبضات قلب متسارعة ، بقيت تركض حتى وصلت ناصية الجبل ، نظرت نحو الأسفل ، فارتجفت اقدامها قليلا، و بلمح البصر هوت نحو الأسفل باسطةً ذراعيها كعصفورٍ يحلق نحو المجهول …
شهقت من الخوف ، و فتحت عيونها فجأة ، كانت مرعوبة و عم تتلفت حواليها ، و حبات العرق عم تقطر من جبينها
بثينة : بسم الله عليكي شو صرلك
جنان : منام ، شفت منام مرعب كتير
بثينة : هاد اكيد كابوس ، اقرأي قرآن و تعوذي من الشيطان
جنان : الله يكفيني شرو لهالمنام
بثينة : ليكي اديشك عرقانة ، لتكوني مرضانة ؟
اقتربت بثينة من رفيقتا جنان و صارت تلمسلا على وشا لتقيس حرارتا
بثينة : لك حرارتك مرتفعة ، لتكوني لاقطتيلك شي فايروس من مبارح !
جنان : لك لا ما فيني شي
بثينة : يا الله منك يا جنان ، قلتلك مبارح لا ترقصي تحت المطر و تبللي تيابك بتمرضي !
جنان : ما رح يصرلي شي ، هلا بفوت بتحمم بسرعة قبل ما يفيقو البنات ، بتنشط و ما بضل فيني شي …
بثينة : و كمان لا تقربي على حدا من الميتم مشان اذا طلعتي مريضة ما ننعدى ، ما بدنا يصير فينا متل الشتوية الماضية ، مرضنا الكل و تلقحنا بالفرشات
جنان : حاضر ست بثينة مع انو قلتلك ما فيني شي ، بتإمريني بشي تاني
بثينة : اي عجلي حتى ما ناكللنا شي بهدلة من الست صبحية
جنان : يلا رايحة
تناولت جنان تيابا من الخزانة و اخدت منشفة جديدة و طلعت برات الغرفة بهدوء حتى ما تزعج البنات النايمين ، توجهت للحمام الموجود بالطابق التاني ، شلحت تيابا و شغلت المي السخنة لتاخد حمام دافي و منعش …
اما بثينة رتبت تختا و تخت رفيقتا و تسللت على روس اصابيعا من الغرفة بلا ما تلفت انتباه و طلعت على الحديقة الخلفية هي و عم تتلفت وراها لتتأكد انو محدا شافها …
نبيل : بثينة و اخيرا جيتي ليه تأخرتي كل هلقد ؟
بثينة : لانو العاملة كانت عم تنضف الدرج ، و خفت انها تشوفني و تروح تخبر الست صبحية
نبيل : اخ منك يا صبحية ، مرعبة الكل هون ، لك حتى انا بخاف منا بس تبعت ورايي
بثينة : ايييه شو بدنا نعمل ! مضطرين نضل ناخد حذرنا لوقت نتزوج و صير حلالك و مرتك
نبيل : ااه …. اي ….
ارتبك نبيل و بلع ريقو بصعوبة و ظهرت عليه علامات التوتر
بثينة : شبك ارتبكت ؟ مو نحن منحب بعض ؟
نبيل : اي اكيد منحب بعض
بثينة : و مو نهاية كل اتنين بحبو بعضن انو يتزوجو ؟ هيك كنت اقرأ على طول بالروايات انو اللي بحبو بعضن بيتزوجو بالاخر
نبيل : بس انا ولا مرة خبرتك انو بدي اتزوجك ؟
بثينة : شو بفهم من حكيك ؟ انك بتحبني بس ما بدك تتزوجني ؟!!
نبيل : لا ما هيك حبيبتي شبك عصبتي ؟ انا صح بحبك بس ما بقدر اتزوجك بالوقت الحالي
بثينة : ليش ؟
نبيل : الزواج يعني مسؤوليات و اولاد و بيت و مصاريف كتيرة و انا راتبي يلي بقبضو يا دوبو يكفيني مصروف اكل و شرب و حق ادوية لامي
بثينة : حبيبي ما بدي تحس انو عم اضغط عليك و حملك فوق طاقتك ، لو خبرتني بظروفك و وضعك من البداية ما كنت فتحتلك السيرة و زعجتك
نبيل : ما حبيت ضايقك و حملك همي
بثينة : بالعكس ما ضايقتني ، حسيت حالي صرت اقرب منك و بعرف عنك اكتر ، و ما تخاف انا رح ابقى ناطرتك ليتحسن وضعك و تتزوجني
نبيل : اييييه ليتحسن وضعي ان شاء الله …..
حك نبيل دقنو شوي و قلب شعراتو لورا هوي و عم يتطلع ببثينة
نبيل : دخلك وينا رفيقتك الشقرا يلي كانت تجي معك على طول
بثينة : قصدك جنان !
هي كانت تجي معي لتراقبلنا الوضع حتى ما يشوفنا شي حدا بالغلط ، بس اليوم فاقت مريضة و ما قدرت تجي معي
نبيل : اي ، سلامتا
و هلا انتي فوتي لجوا بلا ما ننلقط و المسا انطريني بنفس المكان يلي منلتقي فيه ،محضرلك مفاجأة
قال جملتو الاخيرة و غمزا لبثينة و عض على شفافو بوقاحة
بثينة : مفاجأة شو ؟
نبيل : ما رح خبرك كل التفاصيل ، بس كوني على استعداد لانو رح نطلع مشوار لبرا
صارت بثينة تنط من الفرح ، و بحركة لا ارادية اقتربت من نبيل و ضمتو ، و بس وعيت ع حالا شو عملت خجلت كتير ، و ركضت بعيد عنو هي و دايبة من الخجل
اما نبيل بقي واقف عم يراقبا و يبتسم لوقت دخل عليه رفيقو علاء
علاء : لك مجنون انت ! شو واقف تعمل هون ؟ والله بيشحطوك من الشغل لو شافوك فايت لجوا
نبيل : اي و شو يعني ما انا عم اشتغل حارس هون
علاء : نحن حراس مننطر على الباب من برا مو من جوا ، منفوت لهون اذا كان في غرض لازم نقضيه او غراض نفوتن ، مو لحتى نبصبص ولا نطق حنك و لا تنسى انو الميتم كلو بنات ، بقى مو ناقصك حكي و بهادل من صبحية خانم
نبيل : قولتك خلينا نطلع لبرا نشربلنا كاستين شاي و بخبرك شو رح نعمل الليلة انا و بثينة
علاء : لك مو حرام عليك عم تضحك على بنت يتيمة و صغيرة
نبيل : ما ضحكت على حدا ، و اللي عم اعملو بعملو برضاها مو غصباً عنا