قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
" مجتمع كنافة "
الجزء الأول
@rwayate
أصعب شي بهالحياة هي مسألة نسبية.. بتختلف من شخص للتاني.. في ناس واقفين بمواجهة زوج أو زوجة سيئين.. و ناس مشكلتهم أهلهم، ولد أو بنت أو أم و أب.. و في ناس مشكلتهم هي نظرة مجتمع بأكمله لوضعهم الإجتماعي، مبني على ثقافة أو عادات و تقاليد بالية أساسها ضعيف و أحيانا مريض.
أنا بالنسبة إلي الصعوبة اللي واجهتها كانت نوعا ما خليط من كل هاد.. شوي من هون و شوي من هناك.. إشي واجهته من لما كنت صغيرة.. و أشياء كثير ظهرت بعدين، لما صار لازم أطلع من المثاليات اللي كانت تحيط فيي و أنا في كنف أهلي، أعضاء نادي الطبقة المخملية.
زي ما بحكوا: الناس إلها بالظاهر.. ما بتعرف بالنوايا و داخليات الناس و شو بصير معهم.. بشوفوا شو قدامهم، و شو بظهروا الناس إلهم.. ساعتها بنقسموا الناس لقسمين: في ناس بتشوف و بتسكت، ما إلها علاقة بالشي اللي ما بخصها.. و ناس ما يتقدر إلا تراقب و تحكم كمان، حتى لو كان رأيها ما بقدم ولا بأخّر.. و أنا مشكلتي الأهم و الأصعب مع النوع الثاني.
يارا.. بنت عادية.. بسيطة.. بنت زيها زي باقي البنات.. كنت طفلة بحب اللعب و بحب ألبس فساتين بتدور و نافشة كثير.. بنت كانت طفلة بيوم من الأيام و كبرت.. و كان أول حب إلها هو وائل كفوري.. و لما حلق عالصفر و راح عالجيش حبت رامي عياش بداله.
طفلة بتركض على أبوها لما يروح من الشغل، و تحكيله شو صار معها بالمدرسة و تفرجيه علامتها الكاملة عشان يعطيها مكافأتها اللي تعودت عليها منه.. طفلة زي معظم الناس كانت تحب خوالها و خالاتها أكثر من أعمامها و عماتها.. و تسرق مكياج أمها و تجرب بحالها بدون ما حدا يعرف، و هكذا.
بمعنى آخر ما كنت أفرق عن أي بنت ثانية سواء عرفوا الناس عنها هاي الأمور، أو احتفظت فيها لنفسها و ما شاركته مع أي مخلوق.. زي ما عملت أنا بالزبط.. لإني ببساطة ما كان عندي حدا أو صديقة مقربة إلي كثير حتى أسرّلها هيك شغلات.. ولا حتى أخت.
يمكن بهداك الوقت كانت هاي أكبر مشاكلي بالحياة.. كنت ألاحظ إنه في بنات معي بالمدرسة إلهم صديقة وحدة مقربة.. و بنات ثانيات كانوا يعتمدوا على إنه إلهم مجموعة من أربع أو خمس صديقات مقربات لبعض، و ما بسمحوا لأي بنت جديدة تخترق دائرتهم.
و بين هدول النوعين؛ أنا كنت ضايعة تماما.. حاولت أتقرب من كثير بنات و ما كنت أفلح بهاي المهمة.. و السبب الأساسي و الأهم كان إني بنت العز.. هاد كان ذنبي اللي ما أذنبته.. مفهوم البنات بالمدرسة على بساطته إني بنت غنية و أهلي من جماعة "الجخ و النفخ" كان يسببلي أزمة غير إعتيادية، كل اللي كنت أشكيله منها كان يعتبر إنه هاي تفاهة مش بمكانها.
"إنت لإنك مش زينا بتفكري هيك".. أكثر جملة سمعتها زمان و كنت أكرهها.. شو يعني مش زينا؟ كنت دايما أتغلب و أبذل جهد كبير بإني ما أظهر أي شكل من أشكال النعمة و الترف اللي فعلا كان بإيدي و ربنا منعم فيه على أهلي، بس حتى أثبت للبنات إني زيهم.
ما بتتخيلوا قديش هاي المهمة صعبة.. و صعبة كثير.. فكرة إنك تكوني شخص ثاني غير حالك مش هداك الشي السهل أبدا على فكرة.. إنك تعيشي حياتك كلها و كإنك بحفلة تنكرية.. بتدّعي إنك شكل مش شكلِك،، و لبس مش لبسِك.. و حكي مش حكيِك.. بس حتى تقنعي غيرك إنه إنتِ زيِك زيها.
ولذلك مش كثير بحب أتذكر يارا أيام المدرسة.. خاصة إني بهاد الأسلوب خسرت الطرفين، لا صار إلي صاحبة ولا عجب أهلي اللي بعمله بحالي.. دايما لحالي و مهتمة بدراستي و بس.. مع العلم كثير كانوا معلماتي يحبوني و يفضلوني على كثير من بنات صفي؛ بس ما كانوا يغنوا عن الشخص اللي كان نفسي يكون قريب مني.. و دورت عليها كثير و ما لقيتها.
بالآخر يأست و بطلت تفرق معي كثير، لإنه الجهد اللي كنت أبذله حتى أقنع غيري بحالي تعّبني كثير و زهقت منه.. يمكن أكون تعودت، بس المهم نفسيتي كثير تحسنت بعد ما صرت طالبة ثانوي و وصلت لهاي القناعة.. هاي القناعة اللي حولت مشكلتي لشي مختلف تماما.
في الثانوي كان لازم أمر بمرحلة مين أنا.. و شو أنا.. بعد ما صرت على طبيعتي اللي برتاح فيها، بدون تصنّع و تمثيل إني شخص ثاني.. كنت ألبس و أسرح شعري بالطريقة اللي بتناسبني و شايفيتها حلوة، بس كان بدي حدا يحكيلي إنه هيك حلو فعلا أو لأ.. أرفع شعري ولا أنزله؟ ألبس جاكيت الجلد ولا الصوف؟ ألف اللفحة على رقبتي ولا أفردها على كتفي؟ و الأهم: أنا حلوة ولا لأ؟؟؟؟
هسه أمي من الناس اللي دايما كانت مشغولة بصالوناتها النسائية و نواديها الثقافية.. و جلساتها الصباحية و المسائية اللي ما بتخلص مع مدام فلانة و طنط علانة.. و الوقت اللي كنت بدور فيه على وجودها معي و على أجوبة عن كثير أسئلة كنت أحتاج إجابتها، كان يضيع هدر.
يا إما مش موجودة بالبيت.. أو تلفون مدته ساعتين ما بده يخلص.. أو إجابة معتادة دائما: "إحكي مع خالتك هي بتعرف كل إشي".. أكيد خالتي سهيلة كانت بتعرف كل شي.. بس ما كنت أقدر أستشير خالتي عن اللي صار معي وقت اللي صرت بنت بالغة.. أو شو ممكن أعمل بمنظري و جسمي اللي صار زي الشباب.. و كثير شغلات ثانية.
المهم كان إنه هي تضل حلوة و بكامل أناقتها دائما.. و تكسر روتين حياتها الممل (على حد تعبيرها) بصبغ شعرها كل فترة بلون مختلف أو تسريحة جديدة.. و بابا ضليت أركض عليه لما يروح من شغله حتى لما صرت بثانوي.. بس مش عشان مكافأتي زي لما كنت صغيرة؛ كنت أغتنم فرصة دخوله عالبيت قبل ما تبدأ أسطوانته المعتادة بالشكوى من كثر العزايم و الحفلات اللي كان ينجبر يروحها مع أمي.. أو دخوله لمكتبه اللي بالبيت عشان يكمل شغل.
بهداك الوقت يئست و كان لازم أنا أدور على ذاتي بنفسي، بدون مساعدة حدا.. صرت أطلب من السايق اللي كان بابا مخصصلي اياه عشان يوديني و يجيبني من المدرسة إنه يتركني بحجة إنه بدي أتمشى عشان أضعف.. بس ما يروح عالبيت فورا حتى ما حدا ينتبه.
صرت أخلص مدرسة و أروّح عالبيت مشي و من طرق بعيدة.. أتعمد إني ما أرجع عالبيت.. ضايعة بزحمة الناس و ما بعرف رجلي لوين ماخذيتني و راح توديني.. أتبع للناس اللي ماشية حولي، و أشوف هاد شو بعمل و هاد كيف بسوق و هاد كيف بصيح و بسب على جاره أو المحل اللي جنبه.. أي شي يأخرني عن الرجعة للبيت و روتينه الممل و الفارغ.
و بين كل هدول، كنت أدور على حدا يحكي معي، وقت الإيجاب حتى يعاكسني! مش مشكلة.. المهم حدا يعبرني بأي طريقة و يحسسني إني موجودة.. و فعلا هاد اللي صار بآخر سنة إلي بالمدرسة.. بزغ نجم زياد بحياتي و دخل عليها على أقل من مهله.
بالبداية كان مجرد شخص كنت أصادفه كثير بطريق الرجعة للبيت.. أول مرة و ثاني مرة و كذا مرة؛ كنت أشوفه و تلفتني إله اللخمة اللي كانت تغطي وجهه كل ما يشوفني.. و ضلينا على هيك لغاية ما خلصت مرحلة المدرسة و بدأت أجهز حالي لدخول الجامعة.. طبعا أي جامعة و شو التخصص؟ بوقتها ما بعرف.
كنت يومها نازلة على السوق لحالي كالعادة.. رحت على المحلات اللي كنت أمر من قدامها طوال سنين المدرسة و أنا أشتهي إني أكبر بسرعة و أصير ألبس من القطع اللي على المليكانات.. يومها و هناك تحديدا، تجرأ إنه يحكي معي و لأول مرة.. و بدأ معي البداية الغلط: "لو سمحتي دادا"!!!
هالكلمة بموت منها.. "دادا".. شو يعني دادا؟ كل أدوات النداء الموجودة باللغة العربية، و دادا؟!!!!! كانوا دايما أصحاب المحلات ينادوا من أبواب محلاتهم: "تفضلي دادا".. "عنا شغلات حلوة دادا".. "أهلا و سهلا دادا".. و من أيامها ترسخت بذهني هالكلمة بس بطريقة غلط.
"لو سمحتي دادا.. أنا أخو صاحبتك اللي كانت معك بالصف، و طلبت مني أعطيكي الدوسية هاي.. تفضلي؟".
طبعا أول سؤال تبادر لذهني هو مين صاحبتي اللي كانت معي بالصف؟ بعدين مين صاحبتي اللي بيني و بينها دفاتر و دوسيهات أصلا؟ كل هالحكي ما كان في منه.. و مع هيك شكرته بكل اللي بقدر عليه من الإعتيادية و مشيت.. لغاية ما غبت عن عيونه اللي ما انزاحت عني.. و شفت اللي أعطاني اياه: "الحضارة الإسلامية أ103".
أولها انصدمت لما شفت العنوان.. بس أثار فضولي و خلاني بدي أعرف شو دخلني بهيك موضوع.. فتحتها و لقيت ورقة مكتوب فيها:
"من المستحيل أن نصدق أن هناك عالما موازيا لعالمنا.. لكني متأكد بأنني رأيتك مكتوبة بإسمي في هذا العالم.. يوما ما ستكونين لي رغما عني و عنك..... زياد
".
" مجتمع كنافة "
@rwayate
الجزء الثاني
برأيكم وحدة بهيك عمر و تقرأ حكي زي اللي كان مكتوب لي شو ممكن تكون ردة فعلها؟
يوم كامل، بنهاره و ليلته مروا علي و أنا كل شوي أفتح الورقة و أعيد قراءتها.. حتى بعد ما حفظتها و صرت أرددها بيني و بين حالي؛ كان لازم أفتحها و أقرأها بخط إيده.. أول مرة حدا بحكيلي زي هيك حكي.. حكي مش معروف شو نتيجته و لوين راح يوصّل، و مع هيك كان حلو.
يمكن لإنه مش معروف لشو راح يأدي كان حلو.. لإنه الغموض هو اللي بمنحنا الإحتمالات الكثيرة اللي أحيانا بنكون بحاجتها أكثر من النهايات الواضحة.. و المقطع اللي كتبه "رغما عني و عنك" هو اللي خلاني أشعر لأول مرة بشعور جديد علي تماما.
هديك الليلة عشت فيها أحلام و أفلام إلها أول ما إلها آخر.. عشت قصة حب بين شاب فقير حب وحدة غنية.. و أهلها رفضوه و هو أصر إنه بده اياها.. و عمل المستحيل عشان يتجوزها.. و غاب و صار غني و رجع طلبها مرة ثانية.. عشت تفاصيل كثير كثيرة و بليلة وحدة.. علما إني ما كنت اعرف إذا كان هو فقير عن جد ولا غني.. بالأحرى ما كنت اعرف عنه شي.
لحد ما طلع علي الصبح و أنا يخلص فلم و أعيش فلم ثاني.. بدون ما يخطر على بالي إنه هاي الورقة ما كان فيها عنوان و لا موعد و لا أي شي يعرفني على زياد سوى إسمه.. وقتها بس عرفت إني عشت ليلة بتجربة جديدة و رجعت للواقع.. اعتبرت إنه إشي صار و خلص بكل بساطة.
بس عقلي اللي ما قبل يعترف إنه خلص خلاني أرجع مرة ثانية أروح على نفس المكان، و بحجة إنه بدي أبدل بنطلون كنت شارييته.. و فعلا رحت و غيرت اللون (مع إنه كان عاجبني) و إذ بزياد واقف بستناني برا المحل و أنا طالعة:
- ممكن أحكي معك كلمتين؟
- عفوا.. أنا بعرفك شي؟
- بعرفك من أكثر من سنة، و إنتِ بتعرفيني.
- و شو بدك مني؟
- الوحداني اللي زيي بده حدا وحداني زيه.. و مين في أروع منك؟ يا ريت بس تسمحيلي أحكيلك اللي نفسي أحكيه من زمان.. و إذا ما عجبك كلامي راح أختفي فورا.
المشكلة إنه كلام زياد بهداك اليوم كان عادي، و أقل من عادي كمان.. بس تعابير وجهه كانت مؤثرة خاصة و هو بحكي عن الوحدانية بالذات.. بكفي أحكي إنه هالحوار كله صار و هو حاطط عينه بالأرض بدون ما يتطلع علي.. نفس الرجفة اللي كنت أشوفها عليه من لما كان يصادفني أيام المدرسة.. ما تغير فيها شي.. و هاد اللي طمني أكثر.
وقتها كان كلامه عن الوحدانية بلامس فيي إشي كنت موجوعة منه من زمان.. وتر كان يضرب علي و ما حدا سامعه.. هو اللي خلا الفضول عندي يوصل لذروته حتى أعرف شو بده هالشب اللي إله سنة و أكثر براقبني من بعيد و تجرأ إنه يحكي معي.
طبعا رفضت عزيمته على شي نشربه، و أنقذتني مظلة لمحطة إنتظار باص فيها كرسي طويل و فاضي.. طلبت منه إنه نقعد هناك و يحكي اللي بده اياه و بسرعة.. و كلمة بسرعة كانت كفيلة بإنها تهزه بزيادة و تزيد من من العجقة اللي كان غرقان فيها.
ببداية حديثنا سألته السؤال الأهم و الأغرب: "ليش الحضارة الإسلامية؟!!!".. عن جد.. شو دخل الرسالة و محتويات هالرسالة العميقة بالحضارة الإسلامية.. و جوابه كان إنه يومها عنده محاضرة حضارة إسلامية و ماكان معه غيرها يخبي فيها الرسالة.
طبعا حاولت إني أنكر معرفتي فيه من قبل الرسالة اللي أعطاني اياها.. بس لما ذكرني بكثير مواقف صارت لما كانت عيوننا تتقابل بدون حكي؛ اعترفت له إنه كان يلفتني بانتظاره المتكرر إلي بعد دوام كل يوم.. و لما سألته، كان تبريره لهاد الصمت هو خوفه من إنه وحده زيي ما كان ممكن تقبل تحكي معه.
رجعت بهاي اللحظة للمشكلة اللي كنت أعاني منها دايما.. إنه ليش الكل بفكر إنه وحدة زيي مش ممكن التعامل معها ببساطة، حتى زياد اللي ما كان يعرف عني شي وقع بهاي المنطقة الملغومة بحياتي.. فجأة و بدون أي تردد قررت إني أطلعه من هاد الفخ.. و حسيت إنه من واجبي أرجع للعبة التنكر اللي كنت معتادة عليها و أنا صغيرة.
صدقا بهداك الوقت كنت لسه بدوّر على حدا يتقرب مني.. و هالموضوع كنت مأجليته لغاية ما أدخل الجامعة و أتعرف على ناس من أول و جديد.. بس لما شفت زياد بين إيدي و صارله سنة أو أكثر بحاول يتقرب مني؛ إشي خلاني أنا كمان أتمسك فيه.
لما سألته عن معنى كلمة "وحدة زيي"، جاوبني إنه كان يتوقع إني بنت غنية و شايفة حالها، من لبسي و إنه دايما لحالي.. و هاد كان نفس السبب اللي خلاه يجرؤ بالآخر إنه يغامر و يحاكيني.. وقتها اعترفتله إني فعلا غنية و دايما لحالي، حتى في البيت و المدرسة.. بس طلبت منه يعيد النظر بموضوع شايفة حالي.. هيني قاعدة معك و بحكي معك عادي.
ساعتها انفتح كل واحد فينا على الثاني.. ضليت مصرة إني أتجنب الحكي عن أهلي و وضعهم، و هو كان فنان بإثبات حسن نيته و هيامه فيي طول الأشهر الماضية.. أقنعني بطريقة جدا جذابة إنه ممكن يكون هو هاد الشخص اللي كنت بدور عليه من زمان.
طبعا بهديك الأيام رجعنا شفنا بعض مرتين بس، قدر يقنعني فيهم إني أختار الجامعة الأردنية و الكلية اللي هو بدرس فيها: كلية الطب البيطري.. علما بإني بكره شي إسمه حيوانات و دم و تشريح.. بس مقابل إنه أضل معه و نشوف بعض أكثر و بشكل أريح؛ وافقت.
اصطدمت أيامها بأهلي.. و أخذ مني إقناعهم بإنه هاي رغبتي، و إنها هي الطريقة الوحيدة اللي أنا شايفيتها عشان أغير حياتي و أهرب من الوحدة اللي هم كانوا السبب فيها، أخذ مني كذبة إسمها زينة (صديقة وهمية حابة أضل معها) و شهرين كاملين من الزن على راسهم.
و فعلا.. انقبلت و صرت طالبة بكلية الطب البيطري.. طبعا الجامعة و السنين اللي قضيتها فيها كانوا مجرد نزهة، و جو أفضل بكثير من جو المدرسة.. و الأهم، زياد اللي كان دايما معي.. طبعا كل قعداتنا كانت جوا الجامعة، و إتفقنا ضمنيا إنه الطلعات برا الجامعة و الكافيهات ممنوعة.. و صار عرّابي بمعنى الكلمة طول فترة الدراسة.. و اللي فعلا أثبت لي إني أنا إله، و راح أكون ملكه.
طول الفترة اللي كنا فيها سوا بالجامعة كان دايما موضوع الشغل اللي لازم يلاقيه بسرعة هو محور غالبية أحاديثنا.. لإنه فرق السنتين اللي بيننا ما كان فرق كبير و بيسمح لزياد إنه فعلا يأسس حاله و يكون قادر إنه يوفي بوعده إلي لما أتخرج.
و مع هيك كان الكلام معه – مجرد الكلام – مؤنس لدرجة فوق الخيال.. خاصة إنه كان مثقف سابق سنه بكثير.. و حتى السكوت اللي كان يطغى أحيانا على قعداتنا، كان في حضرته طرب و أمان.. فعلا بأيامها لقيت فيه اللي بدي اياه.
كثير حلوة كانت هديك الأيام.. و كعادتها و لإنها حلوة؛ مرت بلمح البصر.. و تخرج أبو الزوز (زي ما كان يحب أناديله) لما خلصت أنا سنة ثالثة.. و أجى وقت الجد.. وقت اللي لازم يبين هالحكي صح أو كله حلم و كذبة كبيرة، عشتها لمدة 3 سنوات و راح تنتهي.
ما بخفي إني تغيرت كثير عن أيام ما كنت صغيرة.. و تغيرت أكثر، و زادت عصبيتي و رجعت لعزلتي بالبيت اللي ما تغير فيه شي من بعد تخرجه.. بس كل هاد و أنا بخمّن و بتوقع شو اللي راح يعمله زياد.. كنت عارفة إنه ما بملك عصى موسى و يبني حاله بيوم و ليلة.. بس أهم شي كان مخوفني صارت الجامعة اللي ما فيها زياد.
ولا مرة حسبت هاد الحساب.. لقيت حالي معزولة تماما عن زملائي بالدفعة.. و انتبهت إني بكلية و تخصص أنا ما إلي رغبة فيه بتاتا.. و كان لازم أكتفي بزياراته القليلة عالجامعة، و التلفونات اللي كنا نسرقها سرقة من ساعات الليل اللي صارت موحشة أكثر بدونه.
بعد ما خلص تدريب النقابة لمدة 3 شهور؛ طلعت له وظيفة في العقبة.. و إنتهت مع الوظيفة كل لقاءاتنا اللي كنا نصبر فيها بعض، بس في سبيل إنه يجهز حاله و ييجي يحكي فيي مع أهلي.. هاد كان أكبر همي.. بعكسه هو اللي كان هاد الموضوع نص همه.. بس النص الثاني و اللي ماحكالي عنه كان أهله هو
." مجتمع كنافة
@rwayate
الجزء الثالث
زياد كان شاب غير عادي.. حلو كثير و وسيم.. صحيح لبسه كان مبهدل دايما، و زوقه بالألوان الله لا يفرجيكم.. و من النوع اللي بدب الحكي دب.. بس مع هيك كانت تركيبته غريبة كثير.. لما يحكي كان يجذبني جذب زي المغناطيس و أفتح أذاني منيح للي بسمعه منه.
مشكلته كانت إنه عايش وحداني مع أمه فعلا زي ما حكالي.. أبوه متوفي من لما كان صغير، و أمه ست كبيرة و ختيارة على قد حالها.. و نوعا ما كان يشعر بإنه مضطهد من المجتمع و الناس كلها.. و بطريقة جدا مقنعة و عملية.
كانت عنده نظرية دايما كان يثبتلي صحتها، بإنه الإنسان لازم يتقدر و يُحترم حسب سلوكه و أفعاله اللي بقدمها للغير، بغض النظر عن وضعه المادي و مكانته الإجتماعية بين الناس.. و هاد الشي كان مستحيل ينطبق عنا بمجتمعنا.. و بالتالي كان يعتبر حاله شخص مظلوم من الكل.
مثال على هاي النظرية، إنه الأخ الأكبر مثلا بكل عيلة هو اللي إله السلطة و النفوذ من بعد الأب بحكم العادات.. بس إذا كان في أخ أصغر منه في السن و مقتدر ماديا أكثر منه؛ فورا المجتمع راح يعمل إعتبار للأخ الأغنى مش الأكبر.. و بالتالي المادة (و بس المادة) هي اللي بتحدد مكانة كل شخص في مجتمع زي مجتمعنا.
طبعا هاي نقطة ببحر الأمثلة اللي كان يعطيني اياها زياد و يقنعني يوم عن يوم إنه فعلا المادة هي الأساس.. رغم إنه ما بمتلكها.. حتى كلمات زي القناعة بالقليل و الفلوس مش كل شي و غيرها، كنت أحسها فعلا شعارات و "مثاليات رنّانة" على حد وصفه، ضحكوا فيها الأدباء و المثقفين و نادي الطبقة المخملية على الناس البسيطة اللي زي حالته حتى يتقبل هو و أمثاله وجود هاي الطبقة في المجتمع.
بس أنا كنت بالنسبة إله حالة خاصة.. لما عرف مشكلتي مع أهلي و العزلة اللي كنت عايشيتها طول عمري، اعتبرني مثال صارخ على عدم كمالية حياة الطبقة المخملية.. حتى الأغنياء عندهم مشاكلهم و تعقيداتهم.. و أنا كنت وحدة من هدول اللي ممكن أنحسب على الطرف المظلوم من المجتمع.. و لذلك: حبني.
بهاي المنطقة الوسطية بين وضعي و وضعه إلتقينا.. و فعلا صارت علاقتنا تتحول لحب من نوع مختلف عن كل مشاعر الحب الثانية.. و عشان تكتمل هاي العلاقة اللي بيننا بالزواج، كان لازم يسعى أكثر و بسرعة إنه يوصل للحد الأدنى من القدرة إنه يخطفني من طبقتي و يطلع هو كمان من طبقته.
الوظيفة اللي طلعتله كانت بالقويرة (أقصى الجنوب).. قرية نائية قريبة على ميناء العقبة و بعيدة عن عمّان أكثر من 300 كم.. و مهمته كانت رقابة على إستيراد الأغنام و المواشي اللي بتيجي عن طريق المينا.. اضطر ياخذ أمه معه و يسكن هناك.. خاصة إنه الراتب و البدلات كانوا محرزين إنه يترك عمان عشانهم.
و لذلك بآخر سنتين بالجامعة كثير خفت زياراته لإلي و لقاءاتنا صارت كل شهر أو شهرين.. وقتها رجعت أنا لعزلتي و خلاني محتاجيته أكثر من الأول.. دراستي كانت مجرد واجب بدي أخلص منه و أتخرج كيف ما كان.. و هاد الحكي أكيد زعج أهلي و ما كان عاجبهم الحال اللي وصلته.
و خلال هالسنتين كانت أمي تحاول تدبرلي لقاءات مصطنعة مع الهوانم اللي كانت تعرفهم و عندهم عرسان محتملين بليقوا فيها و بمكانتها هي و بابا.. و الجامعة كانت هي الحجة القوية اللي كنت أملكها.. لحد ما مروا السنتين ببطء و صرت على وجه تخرج.
اتفقت مع زياد إنه صار لازم ييجي و يتقدم لأهلي.. و قعلا طلب من أمه تحكي مع أمي و ترتب موعد لزيارتهم.. طبعا أمي استغربت كثير من هاي المجهولة اللي فجأة و من غامض علمه طلبت تيجي تشوفني هي و إبنها.
شرحتلها إنه هاد الشب كان معي بالكلية و بعرف إنه بشتغل و بس.. و أنكرت إني بعرف تفاصيل ثانية عنه غير إني بعرفه بالشكل.. وفعلا أجى زياد مع أمه و قعدوا مع أمي.. طبعا أبوي أوكل المهمة هاي لأمي لحالها كونه مشغول كثير كعادته و ما بقدر يترك شغله.
و بمجرد ما شرح زياد لأمي عن شغله و وين هو؛ تغيرت ملامح أمي.. لو كان بإيدها كانت بدها تطردهم طرد من البيت.. يا دوب سمعت كم جملة منه و من أمه، و شافت أمه لزياد كيف كل شوي تتمسح بذراعاتي و وجهي؛ صارت تتلفت يمين و شمال و تتركهم أحيانا عشان تفتح شباك و تسكر شباك.. أي شي يخلصها من الزيارة.
طبعا زياد فهم على أمي، أعطاها رقم تلفونه على أساس يسألوا و يفكروا و يردولهم خبر.. و أول ما طلعوا من بيتنا ثارت ثورتها لأمي و فقدت عقلها.. و على بهدلة لإلي و يا ويلك من الله، و أنا مفكرة إنه دكتور و محترم، و جايبيتلي واحد من بين الغنم.. و صراخ بطريقة جنونية.
حاولت أهدّيها و أشرحلها إنه مش زي ما إنتِ مفكرة.. و إنه إحنا أطباء و إلنا مكانتنا.. بس عالفاضي.. فصلت (أو بالأحرى انفصمت).. خاصة بس حكيتلها إنه الشب مقبول و مبين عليه مثقف و مؤدب.. ضلت تصرخ لغاية ما روّح بابا من شغله، و بلشت تبهّر و تملّح بالحكي على راحتها.
طبعا بابا بس سمع الحكي؛ كعادته ما قال شي.. بس قدر إنه يسكت أمي بإنه هو راح يتصرف.. ولا حتى حكى معي أنا.. بالليل اتصل زياد و سألني شو الأخبار، حكيتله إنه أبوي بده يفكر بالموضوع.. و فعلا أبوي سألني عن إسم زياد و وين بشتغل على أساس بده يسأل عنه.
و هالسؤال أخذ منه حوالي شهر.. شهر كامل و أنا أصبّر زياد كل شوي إنه يستنى و إنه أبوي مشاغله كثيره عشان هيك أخذ وقت طويل.. خلصت امتحانات آخر فصل، و على أساس أبوي كان محضرلي مفاجأة هدية تخرج.. روحنا من حفل التخريج على محل قريب من بيتنا و إذ ب: "صيدلية يارا البيطرية" للحيوانات الأليفة!!!!
صيدلية كاملة مكملة و جاهزة بس إني أقعد فيها.. أكيد فرحت فيها كثير، خاصة لما شفت الديكورات و الأضواء و القارمة الكبيرة اللي عليها إسمي.. و بنفس الوقت فهمت شو اللي كان مأخر بابا كل الوقت عن موضوع زياد.. فورا انسرقت مني الفرحة و عرفت إني راح أكون قدام معركة كبيرة مع أهلي.
اصطنعت فرحة غصبن عني لغاية ما رجعنا عالبيت، و سألت بابا: "شو بالنسبة للشب اللي تقدملي؟".. و رجعت هسترت أمي من أول و جديد.. صارت تسب علي مسبات أول مرة بسمعها منها، لغاية ما استفزتني و حكيتلهم إني موافقة عليه و بدي اياه.
طبعا إنتو تخيلوا شو صار بأمي.. بس بابا هو اللي كان ممكن ياخذ و يعطي معي (شوي).. عالأقل كان يحاول يقنعني إنه هاد إسمه إنتحار و مش الحياة اللي بتليق فيي و فيه هو و أمي.. و مع هيك ضليت مصرة إنه ييجي زياد و يقعد مع بابا، عالقليلة يسمع منه و يشوفه.
فعلا حكى بابا مع زياد و طلب منه ييجي و يشوفه.. يومها كان بجنن أبو الزوز.. أول مرة من لما عرفته كان لابس لبس مرتب فوق العادة.. و منعّم لحيته و مسرّح شعره على جنب و هيبة أول مرة بشوفها عليه.. بتذكر يومها قعدت معه لحالنا شي خمس دقايق قبل ما يفوت بابا و أنا صافنة فيه.. حكالي: "عارف شو بدك تحكي، بس بلكي بهالمنظر أعطاني فرصة يسمعني عكس أمك".
و هاد اللي صار.. أجى بابا و رحب فيه عادي.. و صاروا يحكوا عن الشغل و الحياة و المصاعب.. و زياد يجاوب و يحاور بابا بكل أريحية و ثقة.. بابا كثير كان يحاول يحكي عن البزنس و الإقتصاد، و زياد بكل ذكاء يحول الموضوع لأي شي ثاني مختلف.. لغاية ما انتبه إنه بابا بينجذب لموضوع التخطيط و المستقبل.
بلش زياد يحكي عن طرق التخطيط الناجح و يعطي أسماء مؤلفين كتب معروفين عن هاد الموضوع، و مدرسة فلان و طريقة فلان.. لغاية ما بابا يإس و قرر يكشف كل أوراقه و يحكي بصراحة:
- شوف عمو زياد.. أنا بنتي يارا هي وحيدتي و مستحيل أقبل إنها تروح تعيش بالعقبة و بعيد عني و عن أمها.. هاي مشكلتي الوحيدة معك.. بس كمان أنا ما بقبل إنك تضحي بشغلك و مستقبلك.. فأنا برأيي إنه تشوف و تدور نصيبك بغير مكان.
- لا عمي.. أنا ما حكيت إنه أضحي أو إنت تضحي.. هاد زواج كل اللي بدي اياه منه إني أأسس عيلة مع يارا.. أنا و يارا في كثير شغلات مشتركة بيننا راح تكون ملائمة إنه نتفق فيها سوا و نكون زوجين مثاليين.. أنا متأكد إنه في حرج من فرق الإمكانات بيننا و بينكم، بس بيني و بين يارا أنا واثق إنه ما راح يكون في أي فروقات.
- لا تفهمني غلط، بس يارا مستحيل تقدر تغير أسلوب حياتها بعد ما وصلت لهالعمر.. أنا مش حاب أحكي عن هاي الشغلة، بس بما إنك تطرقت إلها لازم تعرف إنه الحياة مش مثاليات و حكي فاضي تبع أفلام اليومين هدول.. الحياة أصعب من هيك.
- و لإني مؤمن بالزبط بهاد الكلام، أنا بأيدك إنه الحياة مش شعارات و مواعظ كذابة.. و إلا كان آمنت بإنه الفلوس مش كل شي.. الفلوس هي أساس مهم، و هي اللي قدرت أوفره بشغلي الحالي، بضل فرق أسلوب الحياة، هاد أتوقع يارا هي اللي بتقدر تقرره.
- مش عارف شو أحكيلك والله يا عمو.. واضح إنك مثقف و فهمان.. بس زواجك من يارا معقد.. و أنا من واجبي أجنّبها هاد التعقيد.
- إذن إسمحلي نطلب من يارا هي اللي تقرر.. و أنا حاضر باللي بتشوفه هي و أكيد إنت.
- إن شاء الله خير.
و النتيجة النهائية كانت قرار بابا إنه أنا اللي أختار.. و خياري أنا كان زياد و حياتي الجديدة اللي راح تبدأ معه.
" مجتمع كنافة "
الجزء الرابع
@rwayate
بعد ما انحطت أمي تحت الامر الواقع اللي فرضه بابا، و اللي قدرت أفرضه أنا كمان بالقوة اللي كان يمدني فيها زياد، و النصائح اللي كان يزودني فيها بالإيمان فيه أكثر و أكثر؛ أجى يوم الخطبة.
جاب زياد يومها جاهة صغيرة بناءا على طلب من بابا، لإنه حب تكون الجاهة عنا بالبيت.. و كان المفروض إنها تكون جاهة رجال و كتب كتاب و بس، و حفلة الخطبة للستات تصير بعدها بيومين.. بس بعد إصرار من أمه لزياد، أجت و جابت معها شي عشر ستات.. و على أساس إنه هيك عالضيق.
طبعا أنا صرت ويلي أمي اللي أصلا مش عاجبها الموضوع من أساسه و كملته أم زياد، و ويلي أنا اللي أصلا ما كنت مجهزة حالي و تفاجأت و هم داخلين مع الرجال.. و المشكلة إنه مش يخبرني زياد عالأقل إنه خالاته و بناتهم جايين معه.. عجق الدنيا يومها و أمي احتاست وين تقعدهم و بأي صالة، رغم إنه بيتنا ما شاءالله برح و كبير.
طبعا بابا سمّه و موته كان الدخان.. لا بطيق ريحته ولا حتى اللي بدخنوه.. لدرجة إنه كان مانع أي حدا يشتري مكتة دخان للبيت.. و لأجل الصدفة كل الرجال اللي أجوا عالجاهة بدخنوا.. و هم قعدوا عالكنبايات من هون و كل واحد فيهم ولع سيجارة من هون.
حاول إبن عمه لأبوي و صاحبه كثير إنه يحكيلهم إنه أبو يارا ما بحب ريحة الدخان، و جابها عن طريق النكتة إنه حتى ما عنده مكتات نحطها قدامكم، بس عالفاضي.. إشي صار يطفي بالمزهرية اللي جنبه، و إشي عالأرض و دنيا ساحت عالآخر.. لغاية ما وجه بابا بطل يتفسر.
قام عمه لزياد و طلبني على طريقة الجاهات المعروفة (أو اللي المفروض انها معروفة).. و خطب خطبة طويلة بدأها بآيات قرآن و بعدين عن الشباب العصاميين و تأسيس الأسرة، و أكيد نبذة عن زياد و كفاحه مع أمه لغاية ما وصل اللي وصله.. و ختمها إنه إحنا جايين طالبين إيد بنتكم يارا إله.
وقف بابا يومها ولا بنساها: "أوك، و إحنا موافقين".. هسه بابا أنا بعرفه.. كل حياته شغل بشغل.. و سفرات و عشاءات عمل و مؤتمرات و معارض دولية.. يعني متأكدة إنه بحياته ما طلع حضر جاهة.. و أكيد كان مستغرب الخطبة اللي خطبها عم زياد.. بس غيري، قرايبه لزياد ضلوا على صفنتهم، ما بعرفوا طبعه لبابا.
المهم انكتب الكتاب و أخيرا.. و وزعوا الكنافة و الجاتو و بلشت بناءا على إصرار خالتو أم زياد حفلة صغيرة.. أجت وحدة من خالاته طلعت من الكيس الأسود اللي فاتت فيه طبلة.. و بلشت تطبل و قاموا يغنوا و يرقصوا.. طبعا أمي لما شافت هالمنظر تركت كل شي و ركضت على غرفتها تعيط.. و خالتي سهيلة تحاول تهدي فيها.
هسه أنا من لخمتي ما عرفت شو أعمل.. حاولت أضلني قاعدة بس كل شوي وحدة منهم تقومني ترقص معي.. و أنا أتلفت و أدور على أمي أو خالتو سهيلة.. وقتها فعلا حسيت حالي طلعت من دار أهلي.. ما بقدر أحكي إني تضايقت، بس تفاجأت بالتغيير اللي صار فجأة.
طبعا كل هاد صار على المستوى الضيق اللي انعملت فيه الجاهة.. بس نفسه هو اللي انعاد معي بحفلة الخطبة و على نطاق أكبر و أوسع بكثير.. ما شاءالله يومها قرايبه لزياد من الستات اللي أجوا على الصالة ما بنعدوا.. و لبس أشكال و ألوان أول مرة بشوفها.
اللي ضايقني فعلا يوم الخطبة كانت عادتهم اللي ما عجبتني بالمرة.. و لا عجبت حدا من قرايبي.. هي عادة البوس.. أي ما ضل حدا من بنات خالاته أو بنات عماته إلا يسلموا عليه و مبواسة.. إنه خالاته و عماته ماشي، بس بناتهم شو بينهم و بينه إنهم يبوسوا بعض.
أول وحدة و الثانية و الثالثة، بعدين بطلت أتحمل.. حكيت لزياد و هو جنبي إنه ليش بتبوسوا بعض؟؟ قال لي عادي عادي بعدين بشرحلك.. بس ما صبرت يومها، حكيتلوا لغاية ما تشرحلي لا تبوس حدا.. عن جد انقهرت و صرت مبينة إنه زي بلشت غيرة.. بس والله ما كانت غيرة أكثر من إنها إستغراب و إستنكار.
و كانت هاي أول خلاف بيني و بينه.. بعد ما خلصت الحفلة، و أمي شبه غيبت شي أربع مرات، روّحنا لعنا عالبيت و غيرت فستاني و لبست شي ثاني على أساس نطلع نتعشى برا.. ورجعت فتحت معه الموضوع.. قال هاي عادي عنا إنه نسلم على بعض هيك، و إنهم هيك بعبروا عن فرحتهم فيي.
و هات أقدر أقنع زياد إنه مش عادي، و إنها الشغلة مش غيرة.. بالآخر و بناءا على طلبه أجلنا النقاش لبعدين و طلعنا تعشينا بمطعم.. و أجى هالعشا بوقته بالزبط.. لإنه ساعتها شعرت بإني استعدت زياد اللي كنت حاسة حالي بخسره و بخسر حالي معه طول فترة الحرب اللي صارت من بداية ما طلبوني أهله.
رجع يومها لزياد اللي كنت مسلميته عقلي و تفكيري.. و خلاني أشعر فعلا إني متطمنة للحياة الجديدة اللي بدي أعيشها بكنفه.. كان بدي أحس إنه جنبي و راح يكون معي، هاي لحالها كفيلة بإني أتغاضى عن أي شي ثاني ممكن ما يعجبني بالمستقبل.