قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
بوقتها فترة الخطوبة مرت بهدوء نسبي، إذا كان بدي أتغاضى عن أفأفة أمي من كل شي بحكيه زياد أو هدية بجيبلي اياها.. و الإتفاق اللي اتفقه مع بابا حتى يوافق على زواجي منه فعلا دخل حيز التنفيذ، و جهز زياد شقة كاملة من مجاميعه و بعمّان حسب طلب أبوي، و رجّع أغراض أمه من العقبة و حطها في الشقة حتى تسكن معنا حسب طلب زياد.
هاي التركيبة كانت هي التسوية النهائية اللي توصلوا إلها بابا و زياد حتى يمشي موضوع زواجي منه.. و وافق زياد إنه يروح و ييجي كل نهاية أسبوع من العقبة لعمان بشرط تضل خالتو أم زياد معي بالبيت.. و بهالحالة شعر بابا إني راح أضل تحت عينه.
و على هيك أجى الوقت اللي بدنا نحدد فيه يوم العرس و طبيعة العرس.. مش معقول أهلي تغاضوا عن اللي صار بالجاهة و الخطبة، و كمان العرس ما يصير فيه اللي بدهم اياه.. هون بابا قرر يوقف التنازلات اللي اعتبرها تنازلات و صار لازم من وجهة نظره يمشّي اللي بده اياه.
"يارا ما بتتزوج إلا بفندق، و و ينعمل لها ليلة عرس ما صارت لعروس قبلها"......."أنا ما معي أدفع نص اللي بدكم اياه.. طول عمره العرس للعريس"..
هدول كانوا الجملتين بلخصوا كل اللي صار لترتيب العرس.. بابا من وجهة نظره إنه كلما ارتفعت تكاليف العرس على الشخص، راح يقلوا عدد الناس اللي راح ييجوا من طرف أهل زياد.. و هاد بالزبط اللي كنت أنا كاشفيته و ما قدرت أحكي لزياد عنه.
و زياد حتى لو كان بده يختصر من عدد المعازيم؛ ما كان راح يقدر فعلا يغطي تكاليف عرس زي العرس اللي بده اياه بابا.. و هالمرة لا بضغط مني و لا بإستشارتي كان ممكن يغيروا رأي بابا.. بالذات مع ضغط أمي اللي زادت من جرعاتها هاي المرة.
و كل ما كان ينعاد ينفتح الموضوع؛ يوصلوا هم الاثنين لطريق مسدود.. بالأول كان المفروض نتزوج بشهر 8.. و لعدم الإتفاق تأجل الموضوع ل 11.. و مرة ثالثة لشهر 2 من السنة اللي بعدها.. و ما كان في حل ولا حتى بصيص أمل إنه هالمعضلة راح تنحل.. و أنا كل هاد و أنا حايرة بينهم هم الاثنين.
لغاية ما ارتفعت نبرة فسخ الخطوبة ببيت أهلي و صارت تنحكى بين بابا و ماما زي شربة المي.. انهرت تماما و صدقا بدون أي تمثيل أو إدعاء.. لإنه طول فترات التأجيل اللي راحت، زياد كان يأكدلي إنه مستحيل ييأس.. و إنه وعده بإني أكون إله راح يحققه.. كنت متأكدة إني بدي اياه.. و إني... إني.. إني بحبه.. عن جد بحبه.
كلما كنت أحس إني ما راح أكون معه، كنت أحبه أكثر.. و أحس إني محتاجيته أكثر.. ركضت على كل الناس اللي بعرفهم غيره؛ خالتي سهيلة، زميلاتي بالجامعة اللي ولا وحدة فيهم وصلت مرحلة صديقة، حتى هدول لجأتلهم عشان أحكي و أشكي.. ولا حدا كان بسمع و برد زي ما كان يعمل معي زياد.
فعلا انهرت لما شفت حياتي ضاعت و هي لسه ما ابتدت، و إنهياري كانت القشة اللي لازمة حتى أغير موقف واحد منهم، زياد أو بابا.. و كان بابا.. قرر إنه يضل إقتراحه هو على حاله.. و تكفل بإنه يعمل حفلة العرس على حسابه.. طبعا رفض زياد، بس تحت تأثير الحالة اللي شافني فيها لما أجاني عالمستشفى؛ وافق بشرط يدفع لبابا اللي كان راح يدفعه لحفلة الصالة و بابا هو اللي يكمل.
في النهاية صار العرس اللي بدهم اياه أهلي، و عملت الحفلة بفندق و يا ريتني لا عملت عرس و لا شفت اللي شفته بهداك اليوم!!!
!" مجتمع كنافة
@rwayate
الجزء الخامس
"صوتِك وجهك عطرك شعرك.. لمسة إيدك عم تندهلي
شايف فيكي أم ولادي.. شامم ريحة أرضي و أهلي"
هاد كان مطلبي الوحيد.. من لما طلعت هالأغنية لمروان خوري و أنا نفسي تكون دخلتي بالعرس على أنغام هالأغنية.. حتى لو قدمت، حتى لو تأخرت لأتزوج، هالأغنية كانت حلم كنت أحلمه دايما أكثر من باقي التفاصيل الثانية.
بس بزواج زي زواجي حرام كان يمشي إشي واحد صح زي ما كنت بدي.. من أولها قال تخانقوا أهلي و زياد على الزفة اللي تنعمل لما أوصل الفندق.. هو بده زفة أردنية، و أمي بدها زفة شامية، أجى بابا بده يحل الموضوع فاقترح زفة محايدة و إختار الفلسطينية.. بس صاحبات أمي رجعوا اقترحوا عليها موسيقى عالمية فغيرت رأيها و أصرت بدها "يانّي".
طبعا كل هاد و أنا أغني "ياني ياني ياني.. مش حعمل كده تاني".. والله.. ربنا دب فيي برودة أعصاب مش طبيعية على غير عادتي.. يمرق هالعرس كيف ما كان، مش كثير كان هاممني.. أكثر من اللي صار و اللي شافته أمي بالخطبة مش راح يصير.
بالأخص إنه زياد كثير كان يراعي إنه يعمل اللي بدي اياه.. الكوشة و الورد اللي حوليه و و الألعاب النارية أصر هو يتكفل فيها بدل بابا، حتى بدلة العرس خلاني أنا أختارله اياها على زوقي.. و بالآخر دخلت عالفندق على موسيقى ل"يانّي" زي ما كان بدها ماما.
جهزنا حالنا أجى وقت ندخل على صالة العرس.. طفوا الأضواء و سلطوا الضو علي أنا و زياد.. و إذ بتبع الدي جي حاط أغنية لمروان خوري بس شو: "خايف لتروحي.. خايف لتغيبي".. أبيي رحت ما أغيب ساعتها و أتطلع على زياد.. المسكين شافني زعلت، التفت على غرفة الدي جي و صار يصرخ بأعلى صوته: "أم ولادي يا زلمة.. أم ولادي يا جحش"!!!
و المشكلة كل هاد تصور على الفيديو تبع العرس و أنا أحكي لزياد خلص مش مشكلة.. حسيته زعل يومها أكثر مني.. بعرف إنه زعلان علي بس خلص كنت راح أمشيها ولا يعمل كل هاد.. لحد ما وصلنا للكوشة و هو معصب و مكشر.. و كل ما حدا يحكيله إضحك يعصب و يصرخ بزيادة.. عُجبِه كانت الدخلة.
و أنا مفكرة إنه لحد هون و خلص.. بس الله لا يفرجيكم شو صار لما أجى وقت البوفيه.. تقول معركة صارت عند طاولات الأكل.. إشي حتى عيب ينحكى، بس عجّبوا يومها قرايبه لزياد.. الأرض امتلت أكل و الصحون تنقط من كل مكان قد ما هي مليانة و الصغار يخبصوا و يدعسوا بكل مكان.
و أنا كله كوم، و النظرات اللي كانت تاكلني أكل من قرايبي كوم ثاني.. إنه يعني شو المفروض أعمل؟ و شو المطلوب مني؟ تجاهلت كل شي و خليت العرس يمضى كيف ما كان.. و خلصت الليلة و صرت و اخيرا على ذمة أبو الزوز بعد طول معاناة.
نزلنا بعدها عالعقبة و ضلت خالتو أم زياد ببيتنا بعمّان.. قضيت أسبوع من أحلى ما يكون مع زياد.. رجع ذكرني فيهم قديش هو إنسان رائع بمعنى الكلمة.. الضحكة ما كانت تفارقني طول ما إحنا هناك، و على كل إشي.. حتى اللي صار بالعرس حوّله زياد لشي بشبه المسرحية وهو يقلد الصغار شو عملوا بالبوفيه، و ردود فعل أمي و هي صافنة بحالها، و على قولته: "أمك تعشت يومها على أصابعها بدل البوفيه" قد ما عضت عليهم طول الحفلة.
خلص أسبوع العسل من هون و بدت حياتي تتغير من هون.. كان ضايل لإجازة زياد 3 أيام قبل ما يرجع لشغله و تبدأ رحلته الأسبوعية بين عمان و العقبة.. بهدول الثلاث أيام كانت فرصة لتجربة الجديد اللي راح يصير معي بالعيشة بوجود خالتو أم زياد.. أو بالأحرى بوجودي أنا مع خالتو.
هسه هي متعودة من 25 سنة و هي عايشة لحالها مع زياد لإنه أبوه توفى قبل ولادته بكم شهر.. فالوضع الطبيعي صار إنه زياد و أمه عندهم روتين معين و أنا اللي لازم أندمج فيه.. طريقة ترتيب البيت، مواعيد الصحية الصبح، الفطور، الأماكن اللي بنطلع عليها، و هكذا.
كلها تفاصيل صغيرة و تافهة، ولا ممكن حدا يحسب حسابها و ياخذها بعين الإعتبار إلا لما يجربها و يعيشها بكل حذافيرها.. أنا ما كان عندي مشكلة بأولها، لما كان زياد موجود.. الطبيعي إنه يكون في فروقات بالحياة اليومية بين شخص و الثاني، و هاي الفروقات هي وحدة من الشغلات اللي كنت حاسبة حسابها و عارفة إني راح أواجهها.
و خطتي كانت واضحة و معروفة بإنه الفروقات راح تتلاشى بمجرد وجود تفاهم بيني و بين زياد.. بس اللي بيني و بين خالتو أم زياد هو اللي ماكنت حاسبة حسابه.. ما بدّعي إني ملاك طاهر و منزلة من السما.. و صدقا مش وجودها معي بالبيت هو ضايقني.. بس المنطقة الوسط بيني و بينها ما كنا نلاقيها إحنا التنتين.
أبسطها إنه أنا وحدة من الناس متعودة ما أفطر بالمرة.. و خالتو أم زياد عندها الفطور وجبة أساسية، ما بتعرف تبدأ يومها إلا فيه.. فكيف هي تصحى كل يوم تفطر لحالها؟ ما بصير!! على قد ما هالشغلة تافهة؛ على قد ما اعتبرتها خالتو مشكلة كبيرة و لازمها حل.
و قيسوا فيها على باقي الشغلات.. بالأول كنت أحكي عادي و شوي شوي بناخذ على بعض.. بس لما صارت تنتقد لبسي حتى و طريقة حكيي و الشغلات اللي أنا وعيت عليها تصادمنا.. إنه أنا مثلا ما باكل الستيك بخبز أو بلفه ساندويش.. لأ، ليش حتى بالبيت باكل بشوكة؟ ما بصير.
انخنقت بصراحة.. كل شي بعمله صار محل انتقاد و شوفة حال و "قنزعة" زي ما كانت تحكي.. و لبسي بصراحة ما كنت مستعدة أغيره.. طول عمري بلبس بناطيل و قمصان طويلة و واسعة.. و نسيت أحكيلكم إني محجبة كمان.. يعني حتى بناطيلي كلها واسعة و ما بتوصف جسمي.
إلا بدها اياني ألبس عبايات سوده أو جلباب.. هون صار لازم يوقف كل شي عند حده.. استنيت لحد ما أجى زياد مرة بآخر الأسبوع، و حكيتله إنه خالتو هيك هيك بتعمل معي.. أجى زياد إعتبر إنها هاي بداية المشاكل اللي كان متوقع إنها تصير، و أعطاني درس دين عن رضا الوالدين و التضحية اللي ضحتها أمه عشانه.
صدقا أنا ما كان بدي شي غير إنه تتركني على راحتي و أنا بدي أتركها على راحتها.. بالعكس، كان بدي كمان أتعلم منها شغلات كثير ما كنت أعرفها ببيت أهلي.. أنا بحياتي ما رتبت غرفة أو مسحت غبرة أو كنست سجاد.. ولا بعمري طبخت أو حتى قليت بيضة.. كان بدي اياها تعلمني كثير شغلات.
بس هي للأسف ما أعطتني فرصة.. كل الصورة اللي أخذتها عني إني بنت مدللة و مرهفة طول عمري، و ما بعرف أعمل شي.. و يا ريت هالحكي ضل خلاف على مستوى بيتنا؛ صار الرايح و الجاي عنا عالبيت تصير سيرتي هي العلكة اللي بثم خالتو أم زياد.
أكثر من مرة أسمعها بتحكي عني قدام خواتها أو حدا بإذني.. و زياد كل هاد يعتبره إنه مشكلة حماية مع كنّتها.. و إنه مرة يحكي معها أو يفهمها إنه تطول بالها علي؛ عبث.. اضطريت أنسحب من كل هاد و أرجع أنزوي مرة ثانية لحالي.. يا بغرفتي يا أروح لعند أهلي من الظهر للمغرب.
و هناك طبعا ما كنت أسترجي أشكي أو أحكي شي لأمي.. عارف إنها راح تسمعني أسطوانة إنها كانت عارفة راح يصير هيك و ما بعرف شو.. و أنا في غنى عن سماع هيك نغمة تزيد هم على همي.. بكفي اللي كنت أسمعه من خالتو أم زياد.
كثرت المشاكل و تراكمت بدون ما ينحط حد لأي مشلكة فيهم.. لغاية ما أجى يوم و انكشف كل شي.. و قدام مين؟ خالتي سهيلة.. أجت بنت خالتي هي و جوزها لأول مرة بدها تزورني، و جهزت ضيافة إلهم قبل ما يوصلوا.. سلطة فواكه الله لا يفضح حدا، و طار عقل حماتي بس شافت هالشوفة.
إنه ليش قال عملت الفواكه على شكل سلطة، و طول عمرها الناس بتقدم الفواكه زي ما هي.. أنا طول عمري كنت أشوف أهلي بقدموها هيك، أريح للضيف و بلا ما يقعد يقشّر و ينقط.. و انجنت قال ليش حطيت عسل و مكسرات فوق السلطة.
شوفوا هالشغلة قديش تافهة، و مع هيك ما كنت عارفة إنه صحن هالسلطة هو اللي راح ينهي زواجي اللي ما كان مر عليه شهرين، و بالطريقة هاي."
" مجتمع كنافة
@rwayate "
الجزء السادس و الأخير
لما أجت بنت خالتي هي و زوجها، كنت مصرة أنا إني أقدم الضيافة اللي أنا شايفيتها مناسبة.. هسه ليش ما كنت أعمل هيك مع ضيوف خالتو أم زياد هاد موضوع ثاني.. هي حرة و تضيّف بالطريقة المناسبة إلها.. و لإنه الشغلة اعتبرتها تحدي؛ جابت صحن فواكه مش مقطعة إلها و صحن لزياد.
اللي فاجأني يومها هو زياد، بالغ كثير بطريقة أكله للفواكه.. صار يطلع صوت ما بعرف كيف و هو بياكل البرتقال و أصابعه تشرشر لكوعه، و خالتو صارت تاكل قشر البرتقال و ضيعت نص القعدة و هي تحكي عن فوائد الفواكه و قشرها و ما بعرف شو.
يومها حتى أنا صفنت، مش بس بنت خالتي و جوزها.. فضيحة و حياة الله.. طلعت بنت خالتي من هون و ركض على خالتو سهيلة و حكتلها إنه هيك هيك شفت و هيك هيك عملوا.. و خبرية زي هيك ما كانت خالتي راح تخبيها عن أمي.
ركضت هي كمان لعند أهلي، و على أساس بدها تنقذ بنت أختها من الجحيم اللي عايشة فيه: "إنتو معطين بنتكو لجماعة نَوَر و بلا زوق و ما بفهموا بالأصول........"، لا خلت و لا بقّت على زياد و أمه قدام أهلي.. و قال يعني على أساس أهلي تفاجأوا بالقصة و قرر بابا يحط حد للمهزلة.
بنفس الوقت كنت قاعدة بلوم زياد عاللي عمله هو و أمه.. و بصراحة اتهمته إنهم اصطنعوا اللي عملوه عمدا عشان يقاهروني أنا.. و إنه بطلت أقدر أسكت أكثر من هيك على عمايل أمه فيي.. طبعا تخانقنا يومها لأول مرة، بحجة إنه زهق و قرف الحكي عن أمه.
صار حكي كثير، كان خلاصته إنه طلع زياد طول الشهرين الماضيين كان معطيني فرصة إنه أنا اللي أتغير و أتعلم على عوايد و طبع أمه، و الحياة اللي بدها اياها خالتو أم زياد.. و إنه أنا اللي مصرة إني ما أتغير.. فورا قرر زياد إنه أنا اللي مش قادرة أتنازل عن أسلوب حياتي القديم.
نسي كل الكلام اللي كان يحكيه عن التفاهم، و الحياة الوسط اللي كنا نخططلها بيني و بينه.. و نسي إني أنا وحدة من المظلومين بالمجتمع اللي كان يحكي عنهم و يعتبر حاله أكثر واحد مظلوم فيهم.. صرت أنا البنت اللي هربت من ظلم أهلها و عزلتها عنهم لحضنه هو، و وحدة زيي كان المفروض يعرف من الأول بما إنه ما فيها خير لأهلها ما راح يكون فيها خير لزوجها و أم زوجها.
جرحني جرح كثير غميق.. و نمنا لأول مرة متزاعلين كل واحد بغرفة.. ثاني يوم الفجر تسهّل على شغله و من الصبح لقيت أهلي عندي بالبيت.. و بدون أي مناقشة و لا كلمة زيادة، طلب مني بابا ألم أغراضي و أروح معهم عالبيت.. و من قهري من الحكي اللي حكالي اياه زياد؛ حكيت لبابا شو حكى عني زياد.
عالظهر اتصل فيي زياد و حكيتله اللي فهمني اياه بابا، إنه بس تيجي آخر الأسبوع تعال إحكي معه.. و بعد ما أصر يعرف شو بده يحكي معه، حكيتله إنه بابا شايف إنه سكننا مع خالتو أم زياد هو سبب المشاكل، و راح يطلب منه هو يلاقي حل.. رد علي بجملة وحدة: "إن شاء الله آخر الأسبوع بكون لقيت حل".. و فعلا ما أجى آخر الأسبوع إلا طلاقي مثبت بالمحكمة و جاييتني الورقة.
هيك.. رماني زياد بكل بساطة.. طلع كل الظلم اللي كان يحكي عنه و القهر اللي كان مريض نفسيا فيه، طلّعه علي أنا.. و كإني أنا اللي قسمت الأرزاق و ظلمته فيها.. و كإني أنا اللي سلبت منه كلمة القناعة اللي ما كانت داخلة بقاموسه.. و كإني أنا اللي كنت السبب بموت أبوه و تربيته وحداني علي إيد أمه..رماني هيك بدون ولا كلمة.
تعبت كثير بسبب طلاقي، نفسيا و جسديا.. و رجعت لأيام ما كنت كثير بعدت عنها و ما لحقت أنساها.. بهديك الفترة أنا اللي ضعت و رحت دعوسة بين الرجلين.. بين أهلي اللي ما كانوا بيوم الحاضنة اللي احتضنتني، و بين واحد حكى كلام كان أكبر منه، أو كان قده فعلا، بس الظروف كانت أكبر منه، ما بعرف.
بس طلعت في الآخر أنا اللي لازم أدفع ضريبة سذاجتي و ضعفي، و الأيام و السنين اللي عشت فيهم دور الضحية و بستنى حدا ييجي ينقذني، سذاجة خلتني أثق بواحد زي زياد، و أسلمه عقلي و تفكيري و المنطق اللي كان لازم أفكر فيه من زمان، بس ما حدا علمني اياه.
عشت فترة كثير قصيرة و أنا ألوم حالي، و أجلد حالي كثير عاللي وصلتله.. دورت كثير بخبايا الكم يوم اللي عشتهم معه و مع أمه، ما لقيت حالي بستاهل اللي صار فيي.. و لما وصلت لهاي النتيجة و تأكدت منها، اجتاحني شعور ثاني.. شعور أول مرة بتعرف عليه.. شعور قوة كامنة فيي، ما كنت أعرف إني بملكها.
رجعت لعقلي، و تعلمت منطق جديد كان لازم أعترف فيه من الأول.. عمره بحياته ما حدا قدر يسبح عكس التيار.. في منطق لازم يتطبق و يمشي غصبن عن الكل.. المنطق اللي كان يحكي فيه زياد دايما.. اللي معه هو اللي بتقدّر و بيحترم.. الحب و العواطف هاي "شعارات رنانة".
و بما إنها شعارات رنانة؛ إذن فهي كلمات آخرتها دايما حاويات الزبالة نفس الشعارات الإنتخابية اللي بتنكب مع نهاية أي جولة إنتخابات.. رجعت طلبت من بابا إنه يفتحلي الصيدلية مرة ثانية.. كان بدي اياها تكون بدايتي الجديدة اللي بدي أخلص فيها من كل الآمال الكذابة اللي زرعها فيي زياد.
ما في منطقة وسط من اليوم و رايح.. فتحت الصيدلية و تخلصت من البضاعة اللي كانت انتهت صلاحيتها.. و جبت بضاعة جديدة، و بكل فخر كنت أحكي إني باخذ مساعدة و دعم من بابا.. ما دام معي و بقدر؛ خليني أتنعم و أصرف و أعيش حياتي.. ليش أستحي.
قلت لحالي بكفيني هروب من وضعي الحقيقي.. من لما كنت صغيرة و أنا كرهانة إني بنت الطبقة المخملية.. و لما عرفت إنها هاي هي طبقتي اللي لا يمكن أهرب منها، انغمست فيها.. و رجعت تعلمت فيها كل شي فاتني من بروتوكولاتها و إتكيتها.. خاصة لما تأكدت إنه طلوعي منها راح يسببلي الضياع.
رجعت تقربت من أمي من أول و جديد، و تعرفت على صديقاتها و بناتهم.. و صار إلي صحبة و رفيقات، و بمدة قياسية ما تجاوزت الشهر، فاتتني معرفتهم سنوات و سنوات.. لغاية ما صرت بني آدمة ثانية أنا نفسي كنت متفاجئة منها.. إنسانة عايشة بوسطها و بأسلوب حياة جدا بسيط و سهل إنه يتطبق.
ما بنكر إنه زياد كان يمر مرور ببالي.. بس كنت أعتبره إنه هو اللي كنت محتاجيته بيوم من الأيام عشان يبدد وحدتي.. و محتاجيته كمان عشان يطلعني من دور الضحية؛ لدور الإنسانة العادية اللي عايشة حياتها الطبيعية.
مرت أيام و أسابيع و انا حاسة حالي إني بلاقي حالي، و بتعرف على يارا مستقرة نفسيا و مقتدرة ماديا و ناجحة عمليا.. إلا إني أكون نجحت إجتماعيا؟ أبدا.. هاد اللي فشلت فيه فشل ذريع، و لا قدرت إني أتجاوز هاي العقبة الكبيرة، الأكبر مني و من كل قدراتي.. و عنوان الفشل كان كلمة وحدة: "مطلقة".
بنت عمرها 24 سنة و مطلقة.. بنت فاتحة صيدلية ناجحة و مطلقة.. بنت لسه المفروض بعز شبابها و مطلقة.. بنت بتعرف هي و أمها ناس كثير بدوروا على عرايس و مطلقة.. بنت بتحكي مع وكلاء و مندوبين مبيعات نفسياتهم مريضة لإنها بنت مطلقة.
من كل النواحي، لقيت حالي محاصرة بوحوش مفترسة و أفكار مريضة و حكي ناس متخلفة، كلهم حاصروني بسبب اللقب اللي منحني اياه زياد بورقة صغيرة، كل اللي كنت أتمتع فيه ما كان ممكن يغطي على تبعاتها.
صار لازم أسكر الصيدلية بكير عشان ما أروّح عالبيت بعد المغرب.. و كان لازم أوظف دكتور بيطري و أعطيه راتب و قدره عشان هو اللي يتعامل مع موردين البضاعة و المندوبين.. لغاية ما زهق بابا من تغطية خسائرها و خلاني أسكّرها.. و صار لازم أبذل جهد أكبر و أصرف أكثر على اللبس و الشكل و غيره، بلكي قدرت أتعثر بعريس زي ما بدها أمي.
كل اللي كنت مفكرة حالي حققته بدأ ينهار حولي زي الحلم.. و السبب مجتمع ما رحمني ولا عذرني.. و لا حتى أعطاني فرصة إني أثبت لحالي إنه ممكن أنجح بشي.. مجتمع بحب المادة، و إذا توفرت بحسد عليها، و إذا راحت بشمت بصاحبها.
مجتمع إذا لقى بنت منيحة و محترمة، بس مسكينة و ضايعة بفترسها زي الأسد، و بس يخلص منها برمي اللي ضل منها من عظم و فتات.. و حتى العظم ما خلص من لسانات الأسود الثانية.. مجتمع مفصوم و منقسم على نفسه، ما لقيتله شيفرة لفك عقده، إله وجهين، وجه ناعم و وجه خشن.
مجتمع وصلني لمرحلة إني ألخص حالي بجملة وحدة: مطلقة غنية يتيمة الأب بأوائل الأربعين بتدور على مهرب من سجنها الكبير اللي إسمه مجتمع.
إنتهت.........
قصة اليوم: #مجتـمع_كنافة ..... قراءة ممـتعه🌸💙" #
بـدايـة الـقـصـة..🌺