هاي التركيبة كانت هي التسوية النهائية اللي توصلوا إلها بابا و زياد حتى يمشي موضوع زواجي منه.. و وافق زياد إنه يروح و ييجي كل نهاية أسبوع من العقبة لعمان بشرط تضل خالتو أم زياد معي بالبيت.. و بهالحالة شعر بابا إني راح أضل تحت عينه.
و على هيك أجى الوقت اللي بدنا نحدد فيه يوم العرس و طبيعة العرس.. مش معقول أهلي تغاضوا عن اللي صار بالجاهة و الخطبة، و كمان العرس ما يصير فيه اللي بدهم اياه.. هون بابا قرر يوقف التنازلات اللي اعتبرها تنازلات و صار لازم من وجهة نظره يمشّي اللي بده اياه.
"يارا ما بتتزوج إلا بفندق، و و ينعمل لها ليلة عرس ما صارت لعروس قبلها"......."أنا ما معي أدفع نص اللي بدكم اياه.. طول عمره العرس للعريس"..
هدول كانوا الجملتين بلخصوا كل اللي صار لترتيب العرس.. بابا من وجهة نظره إنه كلما ارتفعت تكاليف العرس على الشخص، راح يقلوا عدد الناس اللي راح ييجوا من طرف أهل زياد.. و هاد بالزبط اللي كنت أنا كاشفيته و ما قدرت أحكي لزياد عنه.
و زياد حتى لو كان بده يختصر من عدد المعازيم؛ ما كان راح يقدر فعلا يغطي تكاليف عرس زي العرس اللي بده اياه بابا.. و هالمرة لا بضغط مني و لا بإستشارتي كان ممكن يغيروا رأي بابا.. بالذات مع ضغط أمي اللي زادت من جرعاتها هاي المرة.
و كل ما كان ينعاد ينفتح الموضوع؛ يوصلوا هم الاثنين لطريق مسدود.. بالأول كان المفروض نتزوج بشهر 8.. و لعدم الإتفاق تأجل الموضوع ل 11.. و مرة ثالثة لشهر 2 من السنة اللي بعدها.. و ما كان في حل ولا حتى بصيص أمل إنه هالمعضلة راح تنحل.. و أنا كل هاد و أنا حايرة بينهم هم الاثنين.
لغاية ما ارتفعت نبرة فسخ الخطوبة ببيت أهلي و صارت تنحكى بين بابا و ماما زي شربة المي.. انهرت تماما و صدقا بدون أي تمثيل أو إدعاء.. لإنه طول فترات التأجيل اللي راحت، زياد كان يأكدلي إنه مستحيل ييأس.. و إنه وعده بإني أكون إله راح يحققه.. كنت متأكدة إني بدي اياه.. و إني... إني.. إني بحبه.. عن جد بحبه.
كلما كنت أحس إني ما راح أكون معه، كنت أحبه أكثر.. و أحس إني محتاجيته أكثر.. ركضت على كل الناس اللي بعرفهم غيره؛ خالتي سهيلة، زميلاتي بالجامعة اللي ولا وحدة فيهم وصلت مرحلة صديقة، حتى هدول لجأتلهم عشان أحكي و أشكي.. ولا حدا كان بسمع و برد زي ما كان يعمل معي زياد.
فعلا انهرت لما شفت حياتي ضاعت و هي لسه ما ابتدت، و إنهياري كانت القشة اللي لازمة حتى أغير موقف واحد منهم، زياد أو بابا.. و كان بابا.. قرر إنه يضل إقتراحه هو على حاله.. و تكفل بإنه يعمل حفلة العرس على حسابه.. طبعا رفض زياد، بس تحت تأثير الحالة اللي شافني فيها لما أجاني عالمستشفى؛ وافق بشرط يدفع لبابا اللي كان راح يدفعه لحفلة الصالة و بابا هو اللي يكمل.
في النهاية صار العرس اللي بدهم اياه أهلي، و عملت الحفلة بفندق و يا ريتني لا عملت عرس و لا شفت اللي شفته بهداك اليوم!!!