قناة

📚قصص||روايات||منوعة📚

📚قصص||روايات||منوعة📚
23.9k
عددالاعضاء
218
Links
2,827
Files
17
Videos
767
Photo
وصف القناة
قصص و كتب pdf 💚📚 محبي القراءة في نعيم لا يدركه غيرهم... لا تشيخ أرواحهم وعقولهم ولو شاخت أجسادهم.💚 فهرس القصص👇🏻💗 @rwayattt للتواصل @Rwayate_BOT بإدارة💙✨ ⴅÂÐЄĦÂ حسابي الانستغرام💚🌿👇🏻 https://instagram.com/madeha_alyan?igshid=YmMyMTA2M2Y=
تي يا نرجس ؟ معقول ما بيوصلك صوت قلبي و آهآت روحي ؟ كل نفس بيطلع مني بنادي عليكي ..
بغفى و بعقلي الف حلم ، بس للأسف و لا واحد منهم عم يتحقق من سنتين ..

//////

سامر : يا عيني عليكي يا نتالي والله طلعتي قدها و كلام الخالة صباح كان بمحله
نتالي : شكراً الك استاذ فضلك كبير عليي و ما بنسالك اياه

قام من ورا مكتبه ، سكر ازرار بدلته ، و مشي باتجاهي ..
كنت واقفة قباله من الجهة التانية ، و صرت اتبعه بعيوني لحد ما وصل عندي ..

سامر : اي انسة نتالي ، اجا الوقت اللي بتعلق بموضوع شغلك الأساسي ، و ليه انا تعبت عليكي و قبلتك من البداية
نتالي : تفضل عم اسمعك

طلعت من عنده و عم حاول استرجع المكالمة اللي سمعتها قبل شهر ، لما كان عم يحكي و يتطلع عليي و يبتسم ، يعني الكلام اللي سمعته بالاتصال اللي اجاه وقتها كنت انا المقصودة فيه :

( اي عصوم ، لا بالشركة صرت ، يسلمو عالنومة الحلوة ، يا لطيف شو مريحة ما ضل عظمة على عظمة برقبتي ، صراحة لازم اشتري متل هالصوفاية ببيتي هههههه ، الله معك بشوفك
ان شاءالله بأقل من شهر رح تكون مساعدتك الجديدة جاهزة )

____________

أيّتها الوردة والرّيحانة والياقوتة والسّلطانة
والشعبية والشّرعية بين جميع الملكات ..
يا قمراً يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات ..
يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي ..
غاليتي أنت غاليتي ..
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك ..
لا أدري كيف مشيت إليّ وكيف مشيت إليك ..
دافئةٌ أنت كليلة حب ..
من يوم طرقت الباب عليّ ابتدأ العمر

غنيتي اللي ما بحس حالي عشقان ازا ما سمعتها كل يوم ، كل كلمة فيها بتوصف علاقتي و مشاعري ل نرجس ..
كنت عم اسمعها و مرخي حالي على الكرسي و لافف حالي باتجاه الزجاج و صفنان بالاطالة من مكتبي ، بندق الباب و بنفتح بدون ما أأذن ..

نتالي : احم .. معتصم بيك

وقفت الاغنية ، و لفيت كرسيي باتجاه الصوت اللي جاي من اول الغرفة ..
كان صوت ناعم كتير ، بس الرجفة فيه واضحة ، و كأنه طالع من حدا خايف ..

معتصم : مين سمحلك تفوتي ؟

حكيت هالجملة و انا عم مثل التجاهل ، و ابعد نظري عن هالشخصية المستفزة اللي قطعت عليي وحدتي ..

نتالي : ( بهمس ) عفوا ، بس دقيت كتير و لما تأخرت قلت بفوت اتطمن
معتصم : خلص تمام ، مين انتي وشو بدك ؟

رفعت نظري لألقي نظرة ، كانت واقفة بخجل و التوتر واضح عليها ..
فركت جبيني و شبكت شعري باصابعي ، و سندت ايدي على المكتب ..

هالوجه الناعم بلون حنطي خفيف ، عيون واسعة بلون اخضر ، خصر منحوت ، قوامها الرفيع ..
كانت اناقتها ملفتة ، فستان لعند ركبتها ، مكياج ناعم ، و شعرها الطويل المجعد مبين من ورا ضهرها ، ريحة عطرها اللي بعثت الحياة لهالمكان ..

قاطعني صوتها : انا .. انا .. ن .. ن .. نتالي بعتني لعندك الاستاز سامر ، و قال انك بانتظاري

معقول سامر ما عرفها ؟ معه حق شكلها متغير كتير ، بس ملامحها و صوتها محفورين بذاكرتي ، و مستحيل ما اعرفها لو غابت عني العمر كله ..

قربت لعندها ، مديت ايدي اسلم عليها ك نوع من الاعتذار بعد الاسلوب المتغطرس اللي قابلتها فيه ، و رحبت فيها ..

معتصم : اهلا و سهلا آنسة نتالي ، سوري انسة او ؟
نتالي : … انا .. اي انسة
معتصم : تفضلي اقعدي ، مشان نتفاهم على امور الشغل

////

اكرم بيك : استاذ رياض في عقد عمل جديد لموظفة في شركة … محتاج تجهيز من حضرتك و تاخدلها اياه مشان توقع عليه
رياض : فوراً بجهزه و بروح عالشركة ، و هي الاوراق اللي كان لازم راجعهم صاروا جاهزين ، تفضل

//////

كنت عم رتب جدول المهام اللي طلبه مني معتصم بيك ، و مزعوجة كتير لأنه الوظيفة كانت اصعب من توقعاتي ، لا مو هاد السبب يا نتالي ..
السبب الحقيقي انتي عارفتيه منيح ، بس عم تتناسي مشان تكملي حياتك الجديدة اللي ابتديتيها من يوم ما اخدتي هداك الشك و تنفستي حريتك ، و قررتي تطوي صفحة ماضيكي و كل حدا بذكرك فيه ..

سلافة : نتالي المحامي وصل و جايبلك العقد
نتالي : تمام

طلعت مع سلافة لقابل المحامي ، و تفاجأت لما شفته ..

يتبع ..

 
الجزء الثاني :
رياض : انسة نتالي ؟
نتالي : نعم انا ، مين حضرتك ؟

كانت نظراتنا متبادلة بشكل ملحوظ ، خصوصاً مني ..
انا بلشت اتمعن فيه ، كان شب باين انه عمره بالعشرينات ..
بشرته سمرا نفس درجة لون بشرتي ، و طويل و نحيف ، شعره و لحيته مايلين للون البني ..

انتبه لحاله و اتدارك الموقف و كمل :
انا محامي من شركة المحاماة اللي بتتعامل معها شركتكم ، و جبتلك عقد العمل الخاص فيكي مشان توقعي عليه

نتالي : محامي ؟

رياض : ؟؟؟

حركت راسي يمين و شمال و قعدت على كرسي مشان اوقع عالعقد ..
و كل شوي راقبه اذا بيتطلع فيي او لأ ..

نتالي : هيك جاهزين
رياض : جاهزين ، شكرا الك

اعطيته العقد ، اخده مني بابتسامة شكر و تابع طريقه ..

بقيت واقفة عم اتطلع عليه ، لحقته بعيوني لحد ما اختفى ، تشتت تفكيري و حسيت الدنيا وقفت ..
نزلت راسي و كنت بدي ارجع على مكتبي ، بس وقفني كلام سلافة .
.

سلافة : يعني قالتلي ريهام عنك ، بس ما تخيلت لهالدرجة تكوني
نتالي : ما فهمت شو قالتلك ؟

طول القعدة كانت ساكتة و بتاكلني بعيونها مع العلكة اللي عم تفقع فيها بتمها ..
بس انه تكون متفقة هية و ريهام عليي ما تخيلت لهالدرجة الحقد يكون ..
و ما بتزكر اني اذيتها بشي لريهام حتى تحكي عني و تشكك بأخلاقي ..

معتصم : شو عم بصير هون ؟

طلع معتصم بيك من مكتبه على صوتنا و نحن بنتخانئ ، التفتت عليه سلافة و هية عم تزبط بحالها و تمضغ بهالعلكة : ما في شي يا بيك بس عم فهمها شوية مباديء بتلزمها بشغلها ( و اتطلعت عليي من فوق لتحت بضحكة خبيثة )

معتصم : الحقيني .. ( اشرلي بإيده و فات مكتبه (

لحقته و انا حاسة الدم رح يطلع من راسي من كتر العصبية ، دقيت مرتين و دخلت ..

معتصم : شو القصة نتالي ، من اول يوم بلشنا خناءات ؟

ما عرفت شو جاوبه ، شو احكي ؟ لك ما في شي ينحكى اصلا ..
تهمة و ألفتها عليي ، كل الناس هيك بهالدنيا بكرهوا بعض ؟ مشتهية لاقي حدا بحب الخير للتاني ، بس اخ شو الفايدة من الكلام ..

معتصم : شو عم احكي مع حالي انا ؟ وين رحتي عبرينا شوي
نتالي : انا بدي روح كمل شغلي .. عن ازنك

بلمح البصر كنت طالعة من عنده ، بس فتحت الباب لقيت سلافة كانت واقفة و عم تتنصت علينا ..
اتدارَكَت موقفها ، و انا كملت طريقي بدون ما اعير اهتمام لأي حد منهم ..
____________

دوامي مع معتصم بيك ما اله موعد محدد لينتهي ، يعني كان من ضمن وظيفتي اني رافقه لأي مكان بخص الشغل ، متل عشاء عمل او اجتماعات باي مكان بروح عليه ..

صارت الساعة 5 و كل الموظفين تقريبا روحوا ، دققت بجدول اعماله لليوم ما كان عنده اي شي بعد الدوام ..
ضبيت اشيائي و تفقدت بكرا شو لازمني ، حملت شنتايتي ..
حطيت ايدي على قبضة الباب ، انفتح بدون ما افتحه ، كان معتصم بيك ..
تفاجأت فيه ، كان لازم روح عليه و خبره اني طالعة ..

نتالي : معتصم بيك كنت رح ..
معتصم : انا اجيت اسالك ازا رح ترجعي عبيتك مشان وصلك بطريقي ، اكيد ما معك سيارة
نتالي : انا ما بسوق اصلا ، بس بلا ما اتعب حالك بروح لحالي

كل كلامي بحسه ما اله داعي ، ما بيوصف اي شي من الاحداث اللي كانت تصير معي وقتها ..
معتصم و انا ، من جديد ، بس هالمرة الاقنعة مكشوفة ..
شعر الدنيا و كلام الحب كله ما بيوصف نظراتنا ، و نغمات دقات قلوبنا ..

سلافة : معتصم بيك أنا جاهزة ، بنقدر نمشي

ما قدرت ابعد عيوني عنها و أرد على سلافة ، حنيني اللي ما انطفى رجعت ناره تقوى اكتر و اكتر ..
نرجس قدامي ، و ما بفصلني عنها الا خطوات معدودة ..
ما بعرف اذا احساسي بمكانه و هية كمان عارفتني متل ما انا عرفتها ..
المهم انه بحثي الطويل ما جاب نتيجة ، و بدون جهد مني نرجس رجعت لحياتي ..

نتالي : سلافة عم تنتظرك .. ممكن تفتحلي طريق مشان امشي انا

جملتها كانت مغلفة بمشاعر مكسورة ، مشيتها المتباطئة كانت اكبر دليل على مشاعرها اللي خايفة ترجع تعترف فيهم ..

معتصم : لحظة .. سلافة لو سمحتي اليوم روحي مع الشوفير انا عندي شغل مع نتالي طالعين على عشاء عمل

وقفت و حاولت تحافظ على اعصابها ، شفت هالشي من قبضة ايديها اللي ضغطت عليهم ..
مشيت لعندها و توجهنا سوا للمصعد ، طلعنا و كل واحد فينا وجهه معاكس للتاني ..
عم تهرب مني بنفس المكان ، بس لوين يا نرجس خلص وصلتلك و ما في شي رح يبعدني عنك ..

معتصم : تفضلي

فتحلي باب السيارة ، قعدت بالمقعد جنبه ، مشينا و نحن ساكتين ما في صوت الا الغنية اللي ما بسمع غيرها ..
فجاة سمعت صوته صار يدندن مع المسجلة و يعلي بصوته شوي شوي

قاتلتي ترقص حافية القدمين
ترقص…ترقص حافية القدمين
في مدخل شرياني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني؟

و انا عم اكتم بضحكتي ، اي ضحكة و دموعي غرقت وجهي و بمسح فيهم اول بأول ..
وصلنا على بيتي ، نزل وفتحلي الباب ، ما قدرت اتطلع فيه و لا جامله بأي حرف ..

صباح : مسا الخير ، شو القصة ؟ سكري الباب
معتصم : يسعد مساكي صبوحتنا
صباح : اهلا اهلا بمعتصم بيك ، شو هالمفاجاة تفضل

الخالة صباح طلعت بتعرف معتصم ، يارب ما تكون بتعرف القصة كلها ..
تركتهم و دخلت على غرفتي ، و بقي معتصم واقف عالباب ما قبل يفوت ..

معتصم : خالة صباح بدي اسالك سؤال و ضروري كتير انك تجاوبيني بصراحة
صباح : تفضل ، خير شفت شي عاطل من نتالي لا سمح الله
معتصم : لا ابدا .. بس …..

_________________

كان تفكيري موقف ، شو عم بصير ، انا لازم اترك الشغل ، مستحيل ابقى معه بعد كل شي صار ..

صباح : نمتي ؟

دخلت عليي عالغرفة بدون انذار ، و كانت عم تفرك بايديها و متلبكة ، و تمها ملياان حكي ..

نتالي : كيف رح يجيني نوم ( ببكي )

قربت لعندي و ضمتني و صارت تبكي معي ، يمكن اكتر مني كمان ..
السر اللي خبيته عن كل حدا عرفته بعد هديك الليلة ، انكشف و ما في لزوم ضل متخبية ، و صار وقت واجه فيه الناس بدون ما اخاف من ال
ماضي ..

صباح : لا تبكي ، انا معك للنهاية ، و ما رح اتخلى عنك

قعدت و حطت راسي بحضنها ، و صارت تلعبلي بشعري و تمسح دموعي و دموعها ..

نتالي : خالة صباح انا رح احكيلك قصتي و انتي بعدين بتحكمي اذا رح تتخلي عني او لأ ، كان لازم احكيلك من البداية قبل ما تعرفيها من غيري
صباح : عم اسمعك

___________

أنا نرجس ، قصتي بتتلخص بحياة صعبة و ظروف مأساوية ، لحد ما الله بعتلي اياكي و طلعتي بطريقي ؛ و كنتي الدواء لجروحي و عوضتيني عن اهلي .

بليلة من ليالي تشرين .. و متل هالايام .. و قبل 7 سنين .. امي هربتني بدون ما يحسوا عليي ابي و باقي قرايبنا ..
هربتني لانه الموت كان قريب مني ، بكل لحظة باخد نفس فيها ، كنت شك انه يكون اخر نفس رح اخده ..

امي اللي ما بعرف شو صار فيها بعد ما ودعتني ، و بكيت دم على حالتي ، لأنه قلب الام بعمره ما خاب ، كتير نبهتني كتير ، و يا ريتني سمعت كلامها ، كان عمري يادوب 17 سنة ، و فهمي على قدي وقتها ، لما قالتلي انه المدينة شي بخوف ، و ما احكي لحدا شو قصتي ، و ما اوثق بالناس ..
الثقة ، ايوا الثقة هاي محور قصتي ، ما تعلمت معناها منيح الا لما وقع الفاس بنص راسي و قطعني بدون رحمة ..

وصلت المدينة بعد ما وقف الباص اللي ركبتني فيه امي ، و نزل كل اللي فيه ..
ضليت امشي على الرصيف ، و دور على شي مكان احط راسي فيه و ارتاح ، هم كبير لبنت بعمري تعتبر طفلة ..

فقت تاني يوم على ايد بتهز فيي ، انتفضت من خوفي و ما قدرت ارفع وجهي لشوف مين هالشخص اللي اول شي شفت منه حذاءه ، لدرجة شفت وجهي فيه من كتر ما هو نضيف ، و بنطلون رسمي ، من اللي كنت شوفهم على التلفزيون ..

فادي : ارفعي راسك خليني شوف هالوجه الحلو
نرجس : …

شفت رجليه نزلت لعندي ، كنت نايمة على مقعد حديقة ، و تحت راسي شنتتي اللي فيها كم قرش اعطتني اياهم امي ..

فادي : انا بنزل لعندك ، احكيلي لشوف ليش نايمة هون ؟ وين اهلك ؟ انتي ضايعة عنهم ؟ احكيلي بساعدك

كان رجال نص راسه اصلع ، و عيون صغيرة نظرتهم حادة كتير ، طويل كتير كتير و ضخم ..
هزيت براسي يمين و شمال ، تحرك شعري اللي كان مفرود و مغطي على وجهي ..
مد ايده و قال : قومي معي نفطر ، و بنحكي بس تروقي ، باينتك تعبانة كتير

ما قدرت قاوم ، نومتي بدون غطا طول الليل ، و بدون اكل ، و وضع نفسي اكثر من سيء ، سلبوا مني أي مقاومة ..

نرجس : شكرا الك
فادي : العفو ، شبعتي ؟
نرجس : الحمدلله

كنا بمطعم ما كنت احلم آكل فيه طول حياتي ، اصلا ما عمري وصلت المدينة و ما في مطاعم بقريتنا الصغيرة ..
طال من جيبة الجاكيت بكيت دخان ، و شعل اول سيجارة و هو عم يتطلع عليي ويتفحصني ، و انا كنت ضامة اكتافي و محنية ضهري ، و مو قادرة ارفع عيني بعينه ..

فادي : ما قلتيلي شو قصتك ؟
نرجس : قصة شو ؟
فادي : اتطلعي عليي منيح يا بنت ، انا زلمة مارق على راسي اشكال الوان من الناس ، لذلك بقدر افهمك من دون ما تحكي ، بس اذا حكيتي بنصير صحاب و بقدر اساعدك

عدل جلسته و نفض جكيت بدلته بجفاصة ، و كمل :
و أكيد لاحظتي اني بقدر اعمل اي شي بتحلمي فيه ( ابتسم بخبث )
نرجس : شكرا الك ، لا مو بحاجة مساعدة

حملت حالي و بدي اقوم ، عبس وجهه و كأنه ما توقع ، قلتله : عن ازنك انا لازم روح .. و شكرا مرة تانية
فادي : لحظة ( طال كرت من محفظته و حطه عالطاولة )
اذا احتجتي شي بتقدري تتصلي على واحد من هدول الارقام

مشيت و ما بعرف لوين ماخديني رجليي ..
كانت الدنيا كتير بكير ، و المحلات يادوب فاتحة ، الشارع موحش ..
قعدت على طرف رصيف و ضميت ركبي و انكمشت على حالي ، و صرت ابكي على حظي اللي خلاني اوصل لهيك مكان ..
هربت من الموت ، بس الموت كان ارحم عليي من هاللحظات ..

بس شفت الشارع صار فيه حركة ، قمت و فتت عالمحلات واحد واحد ..
نرجس : عمو بلاقي عندك شغل ؟
صاحب البقالة : لمين ؟ بس ما يكون الك !
نرجس : اه الي ، الله يخليك كتير بحاجة للشغل
صاحب البقالة : و الله يا عمو شوفة عينك المحل صغير ، و يادوب جايب همه

نزلت راسي بيأس و قلتله : يعطيك العافية
صاحب البقالة : لحظة يا بنتي ، اذا كتير محتاجة لشغل بدلك على محل البسة كانوا يدوروا على موظفة

ارتسمت الضحكة على وجهي البريء ، و سألته :
وين هالمحل عمو دلني عليه و انا بروح

وصلت على المحل اللي دلني عليه ، فتت و لقيت فيه صبية مبينة اكبر مني بكتير ، دخلت و خبرتها اني من طرف العم … و بدور عشغل

اتفحصتني بنظراتها ، و صارت تلف حواليي و ترفع شعري الطويل المجعد بطرف اصابعها
نهال : شو قلتيلي اسمك ؟

بس سألتني عن اسمي ، تزكرت اني بمدينة و ما حد بعرفني فيها ، حبيت ابتدي حياة جديدة و ارسمها من أولها ، اخترت اسم كنت حبه كتير

نهال : هييه يا بنت نحن هنا ، عم اسالك شو اسمك ؟
نرجس : اسمي اسمي نتالي
نهال : شي حلو ، اسمك الفني هاد و لا شو ؟
نتالي : كيف يعني اسمي الفني ، شو شايفتيني عندك
نهال : و عم تردي بوجهي من اولها .. انقلعي من وجهي هاد اللي كان ناقص و الله
نتالي : بعتز
ر ما عاد عيدها ( بتبكي ) الله يوفقك ما تقلعيني ، خليني اشتغل شو مابدك بس دخيلك
نهال : اييه شو بتلعي ، خلص ماشي ، يلا بلشي هي الممسحة و السطل هناك ، نفاضة الغبرة فوق الرف
نتالي : حاضر

بلشت بالشغل اللي خلتني عيده اكتر من خمس مرات ، قال البلاط مشحط ، و كل ما امسح تمشي عليه قبل ما ينشف ..
نشف قلبي على قد ما صبرت بهداك اليوم عليها ..
بس و لا النومة بالشارع ..
حطيت ايدي على تمي و شهقت ، لك صحيح وين بدي نام اليوم ؟ و ما اتفقت عالاجرة ؟
رحت لعندها كانت عم تحاسب زبونة ، بس خلصت قلتلها : ما عرفت كم رح اخد اجرة على شغلي ؟
نهال( بقرف ) : لا تخافي اكيد المعلم بس يجي رح يكرمك ، بس دخيلك بعدي عني رح استفرغ من ريحتك

بعدت عنها و كملت : مين هاد المعلم ؟ و متى رح يجي ؟
نهال ( بضحكة سخرية ) : شوفي هي شرف يؤبر ألبي

اتطلعت عالباب محل ما كانت عينها ، لقيت شب عم يفتح فيه ، و فات لعنا و حامل بين ايديه كرتونة كبيرة ..

دقرتني و قالت : ليش بعدك واقفة ، حركي حالك و احملي عنه

ما لحقت اوصل لعنده ؛ الا هو منزلها عالارض ..
نهض حاله و اتطلع فيي ، التفت لنهال اللي كانت مسبلة عيونها و مو شايفة قدامها و قال : مين هاي ؟
وين رحتي نهاااال( صار يلوح بايده و يعلي صوته (
نهال : نعم ، اه هاي بنت اجت تشتغل مو كنا بدنا وحدة تنضف المحل ، نتالي بعرفك على عناد ، ابن صاحب المحل ، و مسؤول عن كل شي هون
نتالي : ..
عناد : و اتفقتوا عالاجرة ؟
نتالي : كنت..
نهال ( قاطعتها ) : معقولة يا معلم ، انا تربايتك ولو ، ما في شي بتم بدون امرك .. انت فصل و نحن بنلبس
عناد : ممتاز
اتطلع عليي من فوق لتحت و كمل : شوفي يا نتالي نحن هون محل على قد قدنا يعني بادوب مطلعين راس مالنا ، لذلك الأجرة رح تكون شوي قليلة ، بس بوعدك اذا زاد ربحنا ازيدلك اياها .. مبدئياً 12 دولار باليوم شو رايك ؟
نهال : رأيها بشو معلم ؟ اكيد موافقة مو هيك نتالي ؟
نتالي : … بس يا معلم انا ما .. ما بعرف ( كنت رح اغلط و احكي عن حالي ) خلص اللي بتشوفه
عناد : يا عيني عليكي ، الدوام بخلص عال7 مسا و بدي يكون المحل مرتب من مجاميعه ، و كل يوم بتفتحي المحل قبلنا

سكوتي كان اكبر دليل على ضعفي ، من وين رح جيبها للقوة و انا بلا اهل و بلا سند ، حتى بدون سقف يأويني من كلاب الشوارع ..
خلص دوامي و سكروا المحل ، اعطوني نسخة ، و راح كل واحد بطريقه ..
حفظت المكان منيح مشان ما اتوه ، تمشيت بالمنطقة و حاولت اسال عن مكان للنوم ، ما لقيت ..
تزكرت اني بلا اكل من الصبح ، رحت على مطعم اشتري سندويشة بس كان الوقت متأخر و الكل بلشو يسكروا ..
استمريت بالمشي لحد ما طلع قدامي قهوة ، قربت شوي لقيتها معبية رجال و شباب ..
تراجعت شوي شوي بدون ما اتطلع وراي ، و لفيت وجهي بدي كمل الطريق ، اصطدمت بحدا ..

عناد : على مهلك كنتي رح توقعيني ( اتطلع فيي منيح بين هالعتمة ) هاد انتي ؟
نتالي : اسفة ما انتبهت معلم
عناد : شو عم تعملي بهالوقت ، وين بيتكم ؟ ليكون ضيعتي الطريق

اهتمامه بالسؤال ، و استغرابه من دموعي اللي خانتني ، خلوني اسمع كلامه ، و روح معه لبيت اهله ، بعد ما عرف اني هربانة من الضيعة..

ام عناد : مين هاي البنت اللي جايبلنا اياها بنصاص الليالي ؟ انت بدك تفضحنا ؟ لو عرفوا الجيران شو بدنا نحكيلهم ؟ شو بدهم يحكوا علينا ؟
عناد : لا حول ولا قوة الا بالله ، وطي صوتك يا امي و اسمعيني للنهاية
هالبنت ما الها حدا و اليوم اجت و شغلناها بالمحل ، بهون عليكي بنت بهالعمر تنام بالشوارع ؟
ام عناد : و لا يمكن اقبل اوسخ سمعة بيتي ، روح وديها لمكان تاني تنام فيه غير بيتي

ليلتها بلش عقلي يستوعب انه هالدنيا مليانة وحوش ، و قلوب الناس الرحمة انتزعت منها ..

اجرتي اللي كنت اخدها يا دوب كانت تكفيني اكل و شرب و شوية ملابس بسيطة ، كنت غير فيهم خلال الشهر ، و احتياجات شخصية ..

بعد ما كملت الشهر بشغلي النهاري بمحله و نومتي فيه ليلا ، و بدون ما نهال تعرف اني برجع نام فيه ، لأنها بلشت تنزعج من وجودي و تشك باني عم طبق المعلم ..
معاملة عناد الطيبة معي و محاولته لمساعدتي ، كانت احلام يقظة صحيت عليها ، كان لازم اكتشف هالشي لحالي بعد ما اخد مني نسخة المفاتيح ، لحجة انه ما بيلزموني ، لاني بعد ما اطلع من المحل متلي متلهم بس يخلص الدوام ، برجع فوت من شباك بتركه مفتوح شوي .. و بيجي الصبح قبل نهال بفتح المحل و بروح ..
بهالليلة المشؤومة ؛ و بعد ما حطيت راسي بدي انام ، سمعت صوت طرق خفيف ، تجمدت من خوفي ، بس رحت وقفت عند الباب الزجاجي اللي بكون تحت باب الحديد اللي بسكره المعلم بس يخلص الدوام ..
حسيت بالباب الحديد عم يفتح شوي شوي ، و شخص عم يبين من اضوية الشارع ..
انفتح باب الحديد لحد مكان القفل للباب الزجاج ، حط المفتاح و فتحه ..
من صدمتي تلبكت و بقيت واقفة عم اتفرج ..
شافني واقفة ورا الملابس المعلقين بالمحل ، و كل جسمي برجف ..
سكر كل شي بالمفاتيح اللي معه ، و صار يقرب مني شوي شوي ..
و انا كل
ما قرب الزق اكتر بمكاني لانه ما في مجال ارجع لورا او ابعد من طريقه ..
وصل لعندي و عيونه كلها شر ، و الخباثة بتنقط من وجهه متل نقط المطر النازلة و ملت الشوارع ..
صرت انادي عليه و ابكي ، بس ما كان سامع اي شي مني ..
انكمشت على حالي و قرفصت على الارض تحت الملابس ، و بدي ازحف مشان اقدر ابعد عنه ..
قرب مني اكتر و اكتر ، و انا اتحرك ببطئ لاني محاصرة كتير ..
كان في خشبة بطرفها مسمار ، بنستخدمها مشان نطول القطع البعيدة عنا ..
لقيتها مرمية عالارض بعيدة عني كم خطوة ، صرت اجر حالي و انا مقرفصة ..
بهالوقت قرب مني و هجم عليي بدو يمسكني من ايدي ..
بس قمت فجاة و مسكني من خصري ..
دفشته و صرت اتهرب منه و قدرت اوصل لعصاية الخشب ..
شافها و حاول ياخدها مني ، و ضليت اسحبها من ايده و هو يسحب ، المسمار كان من طرفه ..
حركت ايدي بتراخي فصارت القوة من طرفه ..
ارتد جسمه و فلتت العصاية منه ..
انجرح من المسمار ..
التهى بالجرح و الدم اللي نزل ، ركضت اخذتها و رفعتها عليه ، صار يضحك و يلوح بالمفاتيح انه ما بقدر اطلع من هون بدون مفاتيح ..
و الطلعة من الشباك اصعب من النزلة منه ..
يعني مقاومتي عالفاضي ..
و صار يحكيلي انه حبني من اول ما شافني و ساعدني و خلاني بالشغل مشان يخطبني بس كانت امه مو موافقة عليي ..
خلال كل هالكلام كان يقرب مني و يلف حواليي مشان ياخد العصاية ..
و اول ما لف و جهه خبطته فيها و اجا المسمار براسه ..
وقع عالارض ، و انا رميت العصاية و الخوف تسلسل لقلبي بس شفت الدم عالارض ..
بس ما كان في مجال اضل خايفة ..
وبس حسيته بيفقد الوعي ، رحت اخدت المفاتيح اللي ارتمت عالارض جنبه بعد ما ضربته ..
_________

رياض : شو يمة مبسوطة بالمدينة ؟ النا سنتين ما بصدق كيف الايام بتمرق بسرعة
ام رياض : ما في بعد بيتنا و حياتنا البسيطة ، لولا اختك نرجس ما بطلع من بيتي و ببعد عن ابوك الله يرحمه
رياض : تعيشي .. طيب ناقصك اشي اجيبلك اياه
ام رياض : بدي سلامتك ، لولا هالجارات عليي ماشاءالله زي العسل ، ما في اخبار جديدة عن اختك يمة ؟
رياض : هيني بدور، و ان شاءالله بنلاقيها عندي أمل كبير اني رح التقي فيها و ارجع ايامنا القديمة مع بعض
ام رياض : يااارب الله يجمعني فيها

//////

سامر : الو معتصم ، شو بشوفك رديت ماخد الموبايل معك هالمرة هههه
معتصم : لا ما طلعت اليوم ، ما في داعي اطلع خلص
سامر : يا عيني عليك بلشت ترجع لوعيك
معتصم : لا مو هيك القصة بس .. لقيتها .. الو .. الو لك وين رحت .. الو سامر

ما في عشر دقايق الا الباب عم يندق بقوة ، فتحت و كنت متأكد انه سامر ..

معتصم : اهلا وسهلا
سامر : اتركك من الترحيب هلا و فهمني شو هاي لقيتها ؟ كيف و متى ؟ ليش ما خبرتني ؟
معتصم .. شو عم تعمل .. طول بالك نزلّي هالمسدس خلينا نتفاهم
انت شكلك مو صاحي ، كم مرة قلتلك بس تكون شربان ما تفتحلي الباب
معتصم : هصصص امشي قدامي بدون صوت

يتبع ..

 
الجزء الثالث :
ما سيطرت على حالي و رفعت مسدسي بوجه اخي و رفيقي ..
كل مرة بضعف و ببكي متل الولد الصغير ..

سامر : بشو احلفلك اني ما عرفتها ، كتير متغيرة يا اخي
معتصم : ما تحلف ما رح صدقك ، كم الها عندك و قدام عيونك و انا ما بعرف
سامر : خد امسح دموعك و ما بدي اشوفك بهالحالة خلص هي نرجس رجعتلك
معتصم : انت ما بتعرف شو شافت هالبنت بحياتها ، داقت المر بكل اشكاله لحد ما الله حطني بطريقها
سامر : كيف وصلت لفادي ؟ حكالك
معتصم : لا ، نرجس حكتلي كل شي ..
كيف أول مرة التقوا ، و كيف رجعت التقت فيه ..

___________

طلعت من المحل و ما حسيت على حالي كيف ركضت مسافة بعيدة ، و بدون ما احدد وين وجهتي ..
طلع الصبح عليي و انا ما بعرف المنطقة اللي وصلتها ، و أول مكان لمحته عيني دخلت عليه و سألت اذا بلاقي هاتف عنده ؟
نتالي : الله يوفقك عمو بلاقي عندك هاتف بدي احكي مكالمة ضرورية
صاحب المحل : تفضلي بس باخد 5 دولار عالمكالمة الدولية
نتالي : شوف هدول الارقام ، بدي جربهم و بس يلقط الخط خد اللي بدك ياه
صاحب المحل : لا هاد الرقم محلي احكي قد ما بدك

فادي : الووو مين ؟
نتالي : عمو فادي انا نتالي
فادي : ما بتزكر حدا بهالاسم .. فيقتيني من عز نومي
نتالي : لا تسكر ارجوك .. انا البنت اللي لقيتها نايمة على كرسي بحديقة و افطرنا سوا ازا بتتزكر و اعطيتني كرت و ..
فادي ( بغرور) : اي تزكرتك وينك يا بنت ..

اعطيته العنوان ، و استنيت اكتر من نص ساعة لحد ما اجاني بسيارة فخمة ، و ركبت ..
كان خوفي من اني كون قتلته ل عناد ، اول مدخل لفادي على حياتي ..
و من اول يوم خبرني انه رح يدبرلي شغل بجيب منه 1200دولار بالشهر و يمكن اكتر ..

فادي : يا سلام عليكي يا نتالي ، هيك جمال بدو هيك اهتمام و هيك مكان في ناس بتقدر قيمتك
نتالي : بس لحد هلا ما فهمت شو رح يكون شغلي بالضبط ؟

شبك ايديه و وجههم عليي ، و صار يقلب بنظره بيني و بين وحدة كانت واقفة جنبي و بتسرحلي بشعري ..

فادي : هلا انتي شو بتعرفي تشتغلي ؟ أو
وين بتلاقي حالك مبدعة ؟
نتالي : شو ما بدكم بعمل ، بنضف و برتب و ممكن اطبخ .. يعني هيك شغلات
فادي : ههههههههههه ضحكتيني ، هيك يعني انتي مبدعة

ضحكاته اللي ما توقفت ، و تكراره لكلماتي عصبوني منه ، و على شوي كنت رح اترك هالمكان ، بس سمعت كلمة ( فنانة) ، بلعت ريقي و بان عليي التعجب ..

فادي : هالمكان ما بيجي عليه الا الناس المهمين بالبلد ، و انا بحب اني ابسطهم على ذوقي الخاص اللي وثقوا فيه ..
يلا يا شيرين فرجيها كيف بكون الفن على اصوله ، و اعطيها كم درس لسهرة اليوم ، ما بدي تأخير اكتر من هيك ( كز على اسنانه و كمل ) اصلاً ما بعرف كيف فلتك من ايدي من اول يوم شفتك فيه

شيرين اللي فيما بعد عرفت انها مسؤولة عن كل شي بخص الموظفين بالمطعم ، وقفت مع فادي و حكوا مع بعضهم و كأنهم كانوا عم ينتظروا شخص ، بعد ما اجا كان حامل بايده اوراق ..
ما سمعت اي شي من كلامهم ، كنت بفكر بكلمته ( فنانة ) شو ممكن يكون تفسير هالكلمة يا ترى ؟
شفتها عم تقرب مني و مدت ايدها اللي حاملة فيها الورق و بايدها التانية اعطتني قلم ..

شيرين : اكتبي اسمك الثلاثي على كل ورقة و وقعي عليهم

احترت أي اسم اكتب ، ما معي أي اوراق ثبوتية عدا ورقة من امي ، مكتوب عليها شهادة ميلاد ..
فتحت شنتتني الصغيرة المعلقة برقبتي و طلعت الورقة ، و قبل ما افتحها ، سحبها فادي من ايدي بكل سلاسة و نفضها بايد وحدة و فتحت ..
ابتسامته الخبيثة كانت عم تعرض شوي شوي ، نزل ايده و اتطلع عليي ، و كان عم يحكي مع شيرين : يلا ابدأي بالتجهيزات الأولية لبين ما كمل المعاملة على طريقتي الخاصة

و أشر لشب كان واقف معنا كأنه حارس شخصي اله حتى يلحقه ..

نتالي : خالة شيرين شو يعني اني اشتغل فنانة ؟
شيرين : أولاً لا تنادي لحدا خالة او عمو او شي من هالالفاظ الغبية نحن هون بشغل ، انا بتناديلي شيرين
تانياً البسي هدول خليني شوف كيف رح يجوا عليكي
نتالي : شو هاللبس هاد ؟

صدمتي لما شفت الملابس ، او بالأحرى كم قطعة القماش اللي يادوب يستروا شي من جسمي ، فيقوني على المصير اللي وصلت اله ..
و احساسي بإني هربت من موت ل موت اعظم ، بعد ما وصلت على المدينة ، كان بمحله ..
معاملة شيرين معي بالأول كانت كتير حلوة ، و بس شافت مقاومتي للموضوع عم تزيد ، شفت الوجه البشع ، و الالفاظ السيئة اللي وصفتني فيها ..
و فادي ما رجعت شفته الا المسا ، دخل على الغرفة اللي حبستني فيها شيرين و لقاني منكمشة عحالي ، و غرقانة بدموعي ..
قرب مني و نزل بركبه لعندي ، رفع وجهي بايده ، و دقق في عيوني ..
ما قدرت ابقى ساكتة ، دفشته عني و قمت ..

فادي : مو حرام هالعيون تبكي ؟ ليش عاملة بحالك هيك

مسحت دموعي و انا عم برجف من خوفي و جاوبته بضعف : انا بدي اطلع من هون فورا ، ما بدي اشتغل عندك

قرب مني و ملامحهُ وضحت عليها الجدية ..

فادي : ما عندي مانع ، بس ما ترجعي تتصلي فيي اذا لقطتك الشرطة
نتالي : ش ش شرطة شو ؟
فادي : شو نسيتي انك قتلتي زلمة ؟ الشرطة بكل مكان و معهم مواصفاتك و عم يدوروا عليكي ، يلا لشوف اطلعي و ما تسمعيني حسك بعد هيك

من الطبيعي انه هيك فيلم من تأليف و اخراج واحد متل فادي ، يمرق و بكل سهولة على وحدة متلي ..

بأقل من ساعة جهزتني شيرين ، و حولتني لشخصية مختلفة بكل مقاييسها عن نرجس اللي كانت الصبح ..
شغلات كتيرة علمني اياهم فادي قبل ما ابدأ باول خطواتي بعالم الفن ( على رأيه ) ..
و انه هالمكان راقي و زباينه كلهم برجوازيين ، و أهم شغلة انه كيف ساير اللي بطلبوني و ارسم حدود بعلاقتهم معي ..
و بنفس الوقت ما أزعلهم ، لأنه ازا زعلوا مني بكون سبب في خسارة المحل لهيك شخصيات ..
كان كتير مدقق على هالموضوع ، بالرغم من اعتراض شيرين و انه رح يحصلوا على مبالغ اعلى ..
حاجتي مو بس للفلوس ، لأ للمأوى كمان ، كانت اقوى من شعور القرف اللي انتابني لما طلعت على الستيج ، ببدلة الرقص اللي لبستني اياها شيرين ، و بعد ما عرفني فادي للموجودين ( النجمة الصاعدة نتالي ) ..

متل ما بقولوا ، كل شي بأوله صعب ..
و انا هيك كمان ، كل يوم كنت اتعود اكتر ، و ملامح موهبتي توضح اكتر ههههه ..
امتثلت لأوامره و مزاجياته ، بعد ما وقعت على المستندات اللي كانت باسمي الجديد ( نتالي ) ، قالولي انهم مجرد معاملات روتينية لكل الموظفين ..
لكنها كانت ، و للاسف ، ثمن لحريتي ، اللي لما احتجتها ، كان لازم ادفع ثمنها غالي ..
مرقت عليي سنة و تنتين و تلاتة و انا على هالموال ، شغلي متل ما هو ..
و الفلوس اللي من حقي ، ما كنت شوف منهم الا القليل ، بحجة انه بشغّل الباقي مشان مستقبلي ..
بس ما قدرت اكتشف لعبته و هدفه المخفي ؛ لأنه تفكيري كان محدود ، و ما قدرت افهم انه ما بدو اياني أجمّعهم و ادفعله وقت ما بدي ..
و قدر يطمعني بالفلوس اللي رح جيبها من هالشغل ، و نسيت طعم الحريّة اللي اشتهيت دوقه لما سمحت لحالي إني عيش الحب ، اللي كنت اسمع عنه كتير بس ما عمري فهمته الا بهداك اليوم ..

لما اجا عليي فادي و خبرني انه ال
ليلة في عشاء عمل لشركات مهمة و الها اسمها بالبلد ، و لازم بيضله وجهُ قدامهم ..
اخترت البس أحلى شي عندي ، و اتدربت كتير ، و حتى اخترت موسيقى ما عمري رقصت عليها مشان حس بالتغيير ..

حبيت ابتدي رقصتي بغطا بيجي مع البدلة اللي كنت لابستها ، غطيت فيه وجهي و بينت عيوني ..
و بعد ما رقصت نص الوصلة ، اجت عيني على الطاولة البعيدة عن الستيج ، و لفت انتباهي الشب اللي ما كان متفاعل معي من دون كل الرجال اللي بالصالة ..

بس نظراته كانت خارقة كتير ، حبيت اني الفت انتباهه و شوف ردة فعله ، رفعت الغطا عن وجهي بحركة سريعة خلال الرقصة ..

سامر : معتصم وين قايم يا زلمة ، لسا السهرة ما خلصت
معتصم : شوي و برجع ، انبسطوا انتوا

هالنجمة اللي حديث الكل كان عنها ، و منتظرينها على احر من الجمر ..
اول ما لمحتها بوسط الستيج بملابسها الشبه عارية ، و حركات جسمها المغرية ، سحرتني لا ارادياً ؛ و ما تخيلت حالها اني انجذب لهيك وحدة ..
بقيت عم انتظر لحظة اشوف وجهها لما قامت الغطا عنه ، في شي تغيّر جواتي ، و صدمتي بملامح وجهها الطفولي ، حركوني من مكاني ، و رحت انتظرتها لحتى تخلص رقصتها بمكان قريب من الستيج ..

معتصم : عفواً ممكن نحكي شوي ؟

اختفاء هداك الشب من مكانه بنفس اللحظة اللي رفعت فيها الغطا عن وجهي ، وتّرني كتير ، اول مرة بحس بهالشي تجاه اي زبون بقابله من لما اشتغلت ..
خلصت الوصلة و ما قدرت جامل أي حدا ، كتير عصبت ، و بدون ما اعرف السبب ..
مشيت بسرعة لأوصل غرفتي ، بس لقيته واقف بمكان قريب من الستيج ، و طلب أحكي معه ، وافقت على طول و نسيت فادي و نسيت انا وين اصلاً ..

ما توقعت انه في رجال لسا عندهم احترام لاي انثى بهالدنيا ، و تصرفاته معي من لما لبسني جكيت بدلته ، و سألني عن عمري ، لحد ما طلب مني اني اترك هالمكان و الشغل كله ..
كلامه رجعني للواقع اللي كنت فيه ، و تزكرت العقد الجزائي و المستندات اللي وقعت عليهم بدون ما افهم أي شي وقتها ..
و انه فادي بيتحاسب قانونياً ، لانه وظفني بهيك شغل لما كان عمري اقل من السن القانوني ..

فادي : شو عم بصير هون ؟ معتصم بيك لو سمحت نتالي بتروح لطاولتك انت ارتاح و نحن بنقوم بواجبك

التفت عليي معتصم بيك و سالني بعيونه اذا رح نفذ اوامر فادي ، أو اسمع كلامه و اتحرر من القيود المربوطة بكل جزء فيي ..
وقتها حسيت حتى لساني كان مقيّد ، و ما قدرت جاوب بأي شي ..

معتصم بيك حبل النجاة اللي تعلقت فيه ، راح و تركني بدون ما يلتفت عليي ..
و تأكدت انه حلمي كان اصعب من انه يتحقق ، لأنه فادي كان بالمرصاد و ما رح يتركني بهالسهولة ..

قمت الحقه لأعطيه جكيت بدلته ، سحبني فادي من ايدي بأقوى ما عنده ، و دفشني ، و بدون رحمة ، و بالرغم من المقاومة و الصراخ و طلب النجدة اللي طلعوا مني يومها بس للاسف ما لامست سمع اي حدا ..
غمضت عيوني و تمنيت الموت و استسلمت ..
لكن رنة موبايله كانت المنقذ بهاللحظة ، و طلع من عندي و هوة عم يهدد بإني اذا هربت ، و بدون ما ادفع اللي عليي ، رح يجيبني و يعمل اكتر من اللي عمله ، و اني لسا ما شفت شي من الوجه التاني اله ..

لملمت حالي ، و نمت و انا حاضنة جكيت معتصم ، لقيت فيه الامان و الدفا اللي فقدتهم من سنين ، تمنيت شوف وجهُ مرة تانية ، حبيته كتير ، و تعلقت فيه من اول لقاء ، و حلمت اني كمل حياتي معه ..

بس سجني تشددت حراسته ، و أحلامي تحولت لكوابيس مزعجة ، ما عاد في شي احارب مشانه ، و حياتي متشابهة كل يوم متل اليوم اللي قبله ..
مرق عليي سنة و أنا على الحال ، و بكل يوم بنوي إني اهرب ، بس خوفي من مواجهة الحياة ورا حيطان هالمطعم كان اقوى من ارادتي ، و طعم الحرية فقدت الامل اني دوقه ..

ليوم كنت عم اتحضر للسهرة متل كل يوم ، بدق باب غرفتي ، حكيت تفضل ، وجهي كان عالمراي و كاشف الغرفة كلها ، و لما انفتح الباب انطبعت صورته قدامي ..
وقعت من ايدي قطعة المكياج اللي كنت عم زيّن حالي فيها ، و قمت عن الكرسي ..
ابتسملي و مشي باتجاهي ..

معتصم : تزكرتيني ؟
نتالي : انت معتصم بيك صح ؟

طلعنا من المعطم شابكين ايدينا ببعضهم ، و ضحكات فادي الخبيثة صداها عم بلحقنا ..
و أول ما ركبنا بسيارته ، شرحلي خطته بالتفصيل ، لأني ما رحت من باله ابداً ، و كان عم يخطط بذكاء كيف ممكن يرجعلي و يقدر ينتشلني من هالوحل اللي وقعت فيه بسبب جهلي ..

معتصم : ما بدي الشمس تطلع و انا معك ، حتى ما ارجعك لهداك المكان مرة تانية
نتالي : … انا ما بدي افترق عنك وين ما بتكون و باي مكان في العالم بحب كون معك

رجعني على المطعم حسب الاتفاق اللي بينه و بين فادي ، و معي أول شيك من معتصم ، اجرة هالليلة اللي قضيتها معه ( حسب ما فهم فادي ( ..
بقينا على هالحال اكتر من شهر ، و كل يوم يجي معتصم ياخدني معه قبل ما تبلش السهرة بالمطعم ، و يرجعني الصبح ، و بايدي شك بنفس المبلغ كل يوم ..

فادي : شو بس ما تكون عجبتك هالشغلة نتالي خانوم ؟
نتالي : اي شغلة ما فهمت ؟
فادي : شو عم تجدبيها عليي ؟
نتالي : شو بدك فهمني على شو عم تلمح ؟
فادي : بلا لعي يلا جهزيلي حالك الليلة في زبون تاني رح ياخدك و دفع اكتر من البيك

للأسف ، اطماع هالشخص و خباثته كانوا اكبر من حساباتنا ، أول عالاقل حساباتي انا ؛ لأني ما كنت بقدر اتخيل شو ممكن يعمل معتصم مشاني اكتر من هيك ..

ما كان معي اي وسيلة لاتصل بمعتصم و خبره عن الشي اللي رح يصير ، و قرب موعدي مع الزبون اللي جابلي اياه فادي ..
قعدت على طاولة انتظر الزبون ، و ادعي يجي معتصم قبله ..

أوس : مسا الجمال لأحلى و ارق انثى قابلتها بحياتي

انتفضت بس سمعت هالصوت الخشن اللي كان من شخص واقف وراي ، قمت عن الكرسي برعب

أوس : على مهلك ليش هيك ارتعبتي ، عم نمسي عليكي سمعينا صوتك الحلو متلك

قرب مني اكتر و حط ايده على خصري ، بعدت عنه بسرعة ، و بلعت ريقي ..

نتالي : مين انت ؟
أوس : ما حبيتها منك هاي

لف وجهُ و نادى بصوت جهوري : يا فادي

و رجع التفت عليي و تفحص كل جزء مني ، حسيته عم يعد بالخلايا من كتر ما كانت نظراته حادة ..

فادي : في أي مشكلة أوس بيك ؟ نتالي شو عم بصير هون
أوس : لا ما في مشاكل ريحلي حالك انت و خبرهم يجهزولنا السيارة لأني مستعجل كتير و بدي لحق السهرة من أولها

كان يحكي و كأنه فادي مو موجود بالمكان ، وقتها حسيت انه نهايتي قربت و المستنقع اللي كنت مفكرة اني رح اخلص منه ، رجعت وقعت أكتر من الأول فيه ..
مد ايده و بدو اياني امسكها ، لفيت وجهي بعصبية و سبقته بالمشي ، لحقني بخطوات سريعة و مسكني و شد على ايدي ..

أوس : مو لابقتلك العصبية ، و بطبيعتي بحب الانثى الرايقة
نتالي : تمام ، بس ممكن تترك ايدي لانك عم تشد عليها كتير ، و هالشي بعصبني أكتر

كانت تصرفاته كتير غريبة ، و اختلفت عن لما كان بالمطعم ، صار حنون و قاسي ، لطيف و خشن ، هادي و عصبي ، كلهم بنفس الوقت ..
الطريق كانت من المطعم للشقة اللي اخدني عليها اكتر من نص ساعة و مع هيك صارت فيها كل المواقف ..
ما كان باين عليه انه متزن متل ما منظره بيعطي فكرة ، كلامه مو مرتب ، و معظمه مو مفهوم ..

نزلني من السيارة غصب ، و لما شفته كيف عم يتصرف معي حاولت اتفلت منه ، راح حملني على كتفه ، صرت اضرب فيه بلكي بيختل توازنه لانه مو ضخم كتير
ما قدرت حركه ، و للاسف وصل شقته اللي كانت بالطابق الارضي و سكرها منيح بالمفتاح و خباه بجيبة بنطلونه ..

فوتني عالصالة و كانت جاهزة من مجاميعه ، مو مخلي نوع مشروب الا جايبه ، و لا اكل او تسالي ..
حتى مولع شموع و موسيقى رومنسية ، و انا عم حاول اخد نفس سمعت الموسيقى تحولت لنوع تاني ، و صار يرقص و يقلدني و طلب مني ارقص معه ..

مسك قنينة مشروب و خضها و فتحها بجنون ، و غرقني فيها ، و ضحك بهستيريا ، كل هاد و انا فاتحة تمي و مذهولة باللي عم يصير ..
صب كاسين و قرب مني ، اعطاني واحد ، قلتله انا ما بشرب ، قرب مني اكتر و شدني من خصري لعنده و طق كاساتنا ببعض و قلي اشربي قبل ما ازعل ..

كانت أول مرة بحياتي بدوق فيها المشروب ، ما تحملت طعمه و وقعت الكاسة من ايدي و رحت استفرغ ..
لحقني و هو عم يضحك عليي ، و قلي كل شي أوله صعب ، خدي كمان لقمة رح تحبيه ، و رشقني بكاسته على وجهي و ملابسي ..
رجعت غسلت ، و طلعت من الحمام ، لقيته مجهز بدلة رقص مشان البسها و ارقصله ، كان عم يشرب كتير ، قلت هلا بسكر و برتاح منه ، خليني سايره لحد ما يطفي وصرت خطط للهروب ..

فتت لغيّر ملابسي على غرفة ، ما لحقت اطبق الباب و بدي اقفله ، لحقني و هو عم يتمايل و يرقص بالكاس اللي ما نزل من ايده من وقت فتنا البيت ، قلتله لو سمحت بدي اتجهز لاعملك احلى رقصة ، و اتدلعت عليه شوي لحتى قدرت اطلعه من الغرفة و سكرت بالمفتاح ..

حاولت اتاخر قد ما فيي ، بس ما حل عني و هو عم يخبط عالباب و يهددني بكسره ، فتحتله و تناولني على طول ، ما خلاني ارقص حتى ..
حسيت انه خطتي رح تفشل ازا بضل على هالحالة ، قلتله بدي صب كاس الي تشرب معي ؟ انبسط و قال هاتي القنينة كلها كاس ما بكفي ، و عملت حالي عم بضحك معه ، طبقت كل الدروس اللي علمني اياهم فادي ..

بس كانت عندي مشكلة وحدة ، هي المفتاح ، قلت بس ينام عالآخر بطوله ، قام هو طلب مني اني شلحه اواعيه ..
قلتله حاضر ، و قربت بدي فك ازرار قميصه و انا نفسي عم تلعي من ريحة المشروب ، و عم حاول قاوم حتى ما استفرغ و صحيه عليي ..
مسك ايدي و حطهم على حزام بنطلونه و قال بلشي من هون كتير متدايق ، بلعت ريقي و نزلت ايدي بحذر لاني كنت فاهمة عليه ..

//////

وصلت عالمطعم متاخر عن موعدي اليومي ، ما لقيتها ، جن جنوني و قلبت الدنيا على نتالي ، كان فادي قاعد و براقب بصمت ، رحت لعنده و سألت عنها ، رفع كاسه و قال : تعال نشرب سوا نخب الحب الضائع هاهاهاهاها

مسكته من خوانيقه و ضربته ، و رميته عالارض ..

معتصم : شو عملت فيها ولاااك ؟
فادي : شو مفكر حالك بدك تتشاطر عليي ؟

وقف و هو عم يكت بحاله و يرتب منظره ، و بضرب بكفوفه وبقول : نتالي خلص بح .. راحت و تركتني و تركتك

قر
ب مني و ضربني بكف ايده على صدري ، رجعت مسكته و ضربته ..

معتصم : بدك تعترف و لا بجيب الشرطة تتفاهم معك

ما عجبه كلامي ، توتر و بان على وجهه الخوف ..

فادي : طول بالك معتصم بيك عم نتساير ، شو بدنا بالشرطة تنكد علينا سهرتنا ، بس خلينا نتفق مشان ننبسط احنا التنين ، لا تكون اناني و تنبسط لحالك و غيرك يزعل
معتصم : يا عيني عليك ، هات من الاخر كم بدك ؟
فادي : انت كريم كتير يا بيك ، و نتالي بتستاهل
معتصم : كم بدك مقابل المستندات اللي موقعها عليهم ؟

//////

قبل ما كمل فك بنطلونه ، و انا عم اتململ ، دق تلفونه ، مسكه بقرف و لما شاف مين عم يدق ، سكر الخط ..
رجع اتصل نفس الرقم فيه ، تأفف و التفت عليي ، كانه خايف من شي ، هزيتله براسي باستغراب ..

اوس : خدي ردي انتي مو جاي عبالي احكي مع حدا

صدمني بهالطلب ، و قبل ما فكر بالرد كان فاتح الخط و حاطط الموبايل على داني ..

فادي : اوس بيك بعتزر عالازعاج بس لو ما كان شي ضروري ما بتصل

حطيت ايدي على الموبايل و همستله بانه فادي بدو اياه ، هز براسه و قلي انتي احكي ..

نتالي : اي فادي اوس بيك مشغول بدك شي منه ؟
فادي : ابعدي عن اوس بيك و اعطيني عنوانكم ازا بتعرفيه بسرعة

حسيت بشي حلو و انه رح تنفرج عليي ، قمت من عند اوس و وقفت بمكان تاني ، و بقي هو قاعد عالصوفة ..

و ما سمعت الا كم كلمة من فادي ، و قبل ما فكر شو اعمل كان اوس ماخد مني التلفون ، و فتح السبيكر ، و فادي كمل كلامه بدون ما يعرف ..
وجه اوس انقلبت ملامحه اول ما سمع كلمة ( اهربي ) ، و عيونه تعلقت عليي و ما عرفت كيف اتصرف ، لك كيف بدي اهرب بدون مفتاح ..

سكر الخط و طيّر الموبايل لبعيد ، و صار يقرب مني و هو عم يحك بدقنه ..
رجعت كم خطوة لورا من خوفي ، دقرت بالطاولة ، و وقعت كاسة منها و انكسرت ..

اوس : شو بتستني لسا ، قربي خدي المفتاح ، و لا نسيتي انه بجيبتي

توتري زاد ، و تفكيري بالهروب ما توقف ، كان عندي فرصة و فادي اخدها ، بس لازم رجعها ..

نتالي : لا ما بدي اهرب ، يلا خلينا نكمل من محل ما وقفنا ، و هي رح صبلك احلى كاس يعدل مزاجك
اوس : حلوووو ، هيك انتي عيني

و اول ما وصل لعندي ، و لانه كان مو لابس شي برجله ، دخلت زجاجة مكسورة باصبعه ..
كانت فرصتي بإني قرب منه و آخد المفاتيح ، اهتميت فيه و سطحته ، ضل متمسك فيي و بدو يستغل وضعه ، و انا كنت بدي اياه ينام ..
بقيت اشرب انا و اياه و سايره ، لحد ما وصلت للي بدي اياه ، و فعلا غفي و انا بلعب بشعره متل ما طلب مني ..

انتظرته شوي حتى تاكدت انه غرق بالنوم ، و مديت ايدي شوي شوي بجيبته ، كان قلبي رح يوقف من الخوف ، لما فتح عيونه و عم يضحك ..

أوس : كشفتك ، اي قولي من الاول بدك اشلح بنطولي هاهاها .. تعي تعي ساعديني

للاسف ، ما قدرت الا اسمع كلامه و احافظ على ابتسامتي الهادية ، لحد ما رجع غفي من جديد ..
استغليت نومته من بدايتها و قمت اخد المفاتيح من جيبته ، و بس تحركت من عنده رجع حس عليي و مسكني ، و ربطني بايديه و غفي ..
بكيت على حظي ، و فقدت الامل ، لحد ما شفته صار بدو يتقلب ، سحلت حالي شوي شوي ، و نزلت عالارض بخفة ..
مسكت بنطلونه ، دورت عالمفتاح ، و اخدته ، و مشيت باتجاه الباب ، و جربت المفاتيح واحد واحد ..
ما بعرف من وين اجتني هالقوة ، و وين راح خوفي ، و كيف خطتي نجحت باسرع من تخيلاتي ..
من الفرحة دموعي ما توقفت ، و نسيت اني طالعة بدون ما ابدل اللي كان عليي ، و حتى بدون ما البس شي يغطيني ..

بس شفت الشارع قدامي ما عرفت من وين امشي ، و كيف بدي اقنع اي حدا و انا بهالمنظر اني بدي بر امان يأويني ، رجع فيي الزمن لنقطة بدايتي بهالمدينة ..
من مكان ما صف سيارته ، عرفت باي اتجاه امشي ، كان الوقت بعد منتصف الليل بشوي ، و الشوارع تقريبا فاضية ..

//////

معتصم : فادي شو صار معك ؟ نتالي وينها ؟
فادي : اول ما اعرف أي خبر عنها رح خبرك فوراً يا بيك
معتصم : ما رح نام اليوم قبل ما اشوفها ، و ازا طلع الصبح و ما بينت رح تقضي باقي عمرك بالسجن ، و وما بتاخد و لا دولار من اللي اتفقنا عليهم ، فهمت و لا اجي فهمك قدام زباينك المحترمين ؟ هلا انقلع يلا انت و رجالك دور عليها من تحت طقاطيق الارض اخلقلي اياها

ااخ شو هالحظ هاد ، رح افقد عقلي عالاخر ، شو صار معك يا نتالي قدرتي تهربي ؟ .. مين عم يدق الجرس بهالوقت .. يمكن سامر .. يلا رح افتح

معتصم : … هههه
نتالي : بقدر فوت ؟

فرحتي بشوفتها نستني الدنيا ، ضمينا بعض بشوق كانه النا سنين ..

معتصم : كل الطريق كنتي ماشية بهالمنظر ؟
نتالي : دخيلك لا تزكرني ، ما قدرت اركب مع حدا و مشيت ساعتين
معتصم : المهم انه نحن مع بعض من جديد ، كنت رح ارتكب جريمة بهالنذل

قضينا كل الوقت و نحن نحكي ، بس تفكيري بمصيري بعد اليوم ، و انه شو رح يصير فيي لو بقيت عند معتصم ..
و خوفي من فكرته بانه نرفع قضية على فادي ، و نحاسبه عىى كل شي عمله فيي ..
خلاني عيد حساباتي بإني عوض حالي عن كل شي مرقت فيه بالمدينة بها
لاربع سنوات ..
ما جاوبت معتصم على أي شي من خططه ، و فكرني موافقة عليهم ..
الصبح افطرنا ، و راح جبلي اواعي جديدة مشان البسهم ، و نروح مشان ندفع الشيك لفادي و اخد المستندات ، و باقي اغراضي من المطعم ، بس اقترحت عليه اني روح لحالي ، خوفاً من انه يرجع يعلق مع فادي ..
وافق انه يوصلني ويبقى بالسيارة مشان ازا احتجته ، هزيتله راسي و طلعنا ..

_____________

سامر : اي و بعدين ؟ وين راحت ؟
معتصم : مهو هاد اللي بدي اعرفه منها بعد ما لقيتها
سامر : هلأ من كل عقلك بدك تصدق و اتضلك راكض ورا وحدة اتفقت مع شخص متل فادي
معتصم : ساااامر !!
سامر : ليش مستبعد انهم يكونوا متفقين سوا ؟ اعطيني تفسير واحد بس و الك مني ما افتح تمي و اتدخل بالقصة
معتصم : انا ما عندي تفسير بس متأكد انها ما اتفقت معه عليي ، لك مستحيل انها تتفق هية ما صدقت و ايمتى تخلص منه ، بكرا رح اسألها عن كل شي و بتشوف انه كلامي صحيح
سامر : خلينا نفترض انه كلامك صحيح ، كيف رح تقدر تتزوج هيك بنت ؟ ماضيها رح يضل شوكة بحلقك طول العمر ، هاد ازا افترضنا انه ابوك وافق عليها
معتصم : ما حدا دخله فيي ، نرجس هي حب حياتي و ما رح اتخلى عنها ، بعدين هية ما اختارت هالماضي ، مناصب الدنيا كلها ما بتعنيني

كلام سامر كان متل الاعصار ، اللي هب في عقلي و خربطلي كل افكاري ..
انا لازم اعرف كل شي عن نرجس ، و شو اللي خلاها تعمل هيك فيي ؟ حتى اقدر اقنع ابي فيها ..

يتبع ..

الجزء الرابع :
صباح : كملي ؟ ازا تعبتي بلاها بنتي
رجعت ابكي بحرقة ، لما وصلت عند هاللحظة اللي حددت فيها مصيري المستقبلي ..
نتالي : رح كمل ..

_____________

فادي : نتالي انتي منيحة ؟
نتالي : … تفضل هي الشك معي بس اعطيني كل شي بخصني
فادي : معتصم بيك وينه ؟
نتالي : لا تقلق ما رح خليه يشكيك للشرطة ، بس بدي اخد كم غرض الي بغرفتي
فادي : تتزوجيني ؟

صدمني بهالطلب و ضحكت من قهري ، ما قدرت رد ..

فادي : انا حافظت عليكي كل هالمدة بس لاني حبيتك و كان بدي نتزوج
نتالي : … عن ازنك

لميت اغراضي ، و تسللت من الباب الخلفي للمطعم ..
ما كان عندي خيار تاني لحتى ابدأ بحياة جديدة ، اصعب قرار اخدته بحياتي ، و عاهدت نفسي اني ما اتراجع عنه شو ما كان الثمن ، و بلحظتها دعست على قلبي ، و تركت وراي معتصم اللي كان حبي الاول ، الشخص اللي رجعلي انسانيتي ، و احترامي لذاتي ، و كمان حبل نجاتي ..
لانه رح يكون حلقة وصل بيني وبين فادي طول العمر ازا بقيت معه ..

_____________

صباح : قطعتي قلبي ، كيف بتخبي عني هيك قصة انتي ؟
نتالي : و هلا يا خالة احكمي عليي باللي بتشوفيه مناسب
صباح : احكم على شو ؟ انتي امك ما قالتك تسجلي بشي مدرسة ، او تشتغلي شغلة ببتعرفيها ؟ تزكري منيح

هزيت راسي و انا اشهق من وجعي ، و حسرتي على عمري اللي ضاع بسبب ذنب ما ارتكبته ..
ما قدرت ابدأ من أول القصة ، و خبرها بالسر اللي جبر امي تعمل هيك ..

نتالي : انا درست للمرحلة المتوسطة ، و بعدها ابي خلاني اترك المدرسة ، لهيك ما خطر ببالنا الدراسة من اساسها ، و حتى صنعة ما لحقت اتعلم
صباح : خلص يا عمري ارتاحي و انسي الماضي ، بكرا بترجعي على شغلك و اللي كاتبه ربك رح يصير
نتالي : لا ما بدي خلص انا بدي اقدم استقالتي

//////

معتصم : صباح الخير .. ياريت تعمليلي قهوة
سلافة : بتؤمر معتصم بيك .. بس في شغلة لازم قلك عليها
معتصم : خير على هالصبح
سلافة : نتالي تركت الشغل و طلبت مني اكتب استقا..

نتالي : صباح الخير.. اسفة عالتاخير

كان واقف و وجهه باتجاه سلافة ، و لما سمع صوتي التفت عليي بابتسامة من الدان للدان ، بس رجع يكمل

معتصم : شو كنتي عم تقولي سلافة ؟
سلافة : انا .. اي .. كنت …

مشي باتجاه مكتبه قبل ما سلافة تكمل كلامها ، فتح الباب و رجع التفت علينا و قال : نتالي لو سمحتي الحقيني

بقيت اتمشى رايح و جاي و انا عم افرك بجبيني و اتأفف ، هالكم دقيقة اللي مرقوا حسيتهم سنين ..
قلبي طق من الانتظار ، و صبري نفذ ..
لحد ما سمعت دقتها للباب ، و فاتت لعندي ..

نتالي : احم

كان واقف قريب مني ، و ضحكته مخبية بعيونه اللي عم تتأملني ..
ما كنت عارفة شو احكي ، و من وين ابدأ ..

معتصم : انبسطت برجوعك عن قرار الاستقالة .. هيك فهمت من سلافة
نتالي : انا ..

قرب اكتر مني و لف ايده ورا ضهري و شدني لعنده ، وبقي يتأمل فيي و يمرر ايده التانية بين خصلات شعري ..

نتالي : معتصم بيك لو سمحت هالحكي ما بصير نحن بمكان عمل ، مو معقول من تاني يوم يطلع عليي حكي اشكال الوان ، اكيد ما بهون عليك
معتصم : لا تحاولي ، بعد اليوم ممنوع نفترق
نتالي : مو على كيفك ، انا بقرر ازا …
معتصم : هش ( حط اصبعه على شفافي ) ما بدي شي يقاطع فرحتي بامتلاكي لهالصبية الحلوة ، كتير لابقلك هالفستان

نزلت عيوني بخجل ، و القيت نظرة على حالي ، كنت لابسة فستان ابيض معرق بورد زهري ، و اكمامه حفر ..
خجلت من كلامه ، ما كان فيي قاطعه لإني فرحانة متله و يمكن اكتر ..
اني كون