كثير من طلبة العلم خريجي الكليات الشرعية يتراوح بين همّين: هم مواصلة الدراسات العليا، وهم الوظيفة كالقضاء ونحوه، وقد سأل أحدهم فأجبته جوابًا واقعيًّا فيه موازنة بين أمور كثيرة من واقع تجربة.
السؤال:
حفظكم الله: مُحتار يستشيركم قائلًا: أنهيت دراستي الجامعية في كلية الشريعة ورُشّحت للقضاء وقُبلت في الماجستير
وهو متردد بينهما ونفسه إلى الماجستير تميل، لكن أقاربي يعاتبونني بأنّ القضاء وظيفة راقية ورواتبها عالية، لكن الماجستير لا تدري هل تقبل بعد ذلك في التدريس الأكاديمي أم لا.... ومن هذا الكلام
فماذا عساكم ناصحيه؟
الجواب:
لا بد من الانتباه لأمور:
- دراسة الماجستير وترك الوظيفة يعني ولا بد التأخر في الزواج وقلة ذات اليد، إلا لمن كان أهله أثرياء ويساعدونه.
- القضاء بعد ملازمة سنة كاملة في المحكمة يفرغك نظامًا للدراسة في المعهد العالي للقضاء.
- الوظيفة تعني لطالب العلم شيئًا عظيمًا؛ لأنها استقرار نفسي واجتماعي، فيعينك ذلك على صفاء الذهن وراحة البال ومواصلة التحصيل.
- الوظائف الآن شحيحة جدًّا والسعيد من حصل على وظيفة.
- وظيفة القضاء راتبها جيد لكن القضاء شاق ومرهق ويَشغل عن طلب العلم.
- المجلس الأعلى للقضاء لا يفرغك لدراسة الدكتوراة إلا نادرا.
- وظيفة معيد في إحدى الجامعات هي أنسب وظيفة لطالب العلم.
- الوظيفة الأكاديمية تساعد كثيرًا على طلب العلم ومريحة وتسمح لك بإكمال الماجستير والدكتوراة.
- الدخول في القضاء سهل لكن الخروج منه صعب.
- الجامعات الآن لا تقبل موظفًا بل لا بد من شخص غير موظف، فدخولك في القضاء ثم نقل خدماتك للجامعة مستحيل، لا بد من استقالة وهي صعبة، وقد تطول إجراءاتها فتفوتك الوظيفة.
باختصار:
- إن أردت العلم فاذهب للجامعة أو المعهد العلمي أو كتابة العدل أو الدعوة أو كن باحثًا علميًّا، وإن أردت العمل والإنجاز ودعاء الناس والاحتساب فاذهب للقضاء.
- إن كان أهلك ميسوري الحال فادخل الماجستير وقدم باستمرار على الوظائف المذكورة، وإن كان أهلك ظروفهم صعبة فالوظيفة أولى.
ختاما:
هذه محاولة جواب، ويبقى أن الأمر كله لله، ولا تنس الاستخارة والدعاء.
وفقك الله لكل خير