مجمع الكتب📗📘 - خزانة الفوائد

ديوان من دواوين عباس محمود العقاد

بين يدي القراء
بسم الله الرحمن الرحيم
اسم هذه المجموعة يدل على موضوعها؛ لأنها ديوان مقتبس من دواوين الناظم، وهي:
يقظة الصباح، ووهج الظهرية، وأشباح الأصيل، وأشجان الليل، ووحي الأربعني، وهدية
الكروان، وعابر سبيل، وأعاصري مغرب، وبعد الأعاصري، وما يلي من شعر نظم بعد صدور
هذا الديوان الأخري.
وقد نفدت الأجزاء الأولى من هذه الدواوين وأعيد طبعها فنفدت في حينها، ولم يبق
ً من آخر هذه الدواوين جميعا إلا القليل، وجاءتنا الرسائل الكثرية مممن يسألون عن
ً بعض هذه الدواوين أو عنها جميعا ويطلبون إرسالها إليهم، وبخاصة قراء البلاد العربية
التي لم يتيسر وصول الكتب املصرية إليها في بعض العهود، فترددنا بني طبعها في مجلد
واحد وبني إعادتها أجزاءً متفرقة كما صدرت أول مرة، وكلاهما لا يغني في تيسري املطلوب
منها، لضخامة الحجم أو لتطاول الزمن، فآثرنا أن نتوسط بني الأمرين باقتباس هذه
ً املجموعة التي تنوب عن شعر الدواوين جميعا إلى حني، وتتم أبواب الشعر في جملتها ملن
نقصت عنده بعض الأجزاء.
ويطيب لنا أن نشري إلى نفاد هذه الدواوين؛ لأننا نستفيد منه ميزانًا من موازين
الأدب في عمومه، وميزانًا من موازين الشعر على الخصوص، وميزانًا من موازين الشعر
في عصرنا هذا على الأخص، وهو أحوج ما يكون إلى ميزان وإلى بيان.
فلا مرجع لنقد الشعر غري قرائه الراغبني فيه بمعزل عن ضجة «الدعاية» ومذاهب
النقاد وموقف الصحافة وأدوات النشر بني الإقبال والإعراض أو بني العناية والإهمال.

وأصدق ما يكون ذلك امليزان في دلالته على القول الأخري في نقد الشعر أن يكون
هذا الشعر مما يتفق محبوه وخصومه على أنه كلام لا يوصف بالصبغة السطحية ولا
يستهوي الجهلاء ببهرج رخيص قليل الحظ من الفهم والتفكري ولا يستثري الغريزة التي
تسوغ ما ليس بالسائغ في موازين النقد والتمييز.
ً وبني يدي هذا املرجع الأمني، بل هذا املوئل القرير الذي لا نرتضي لكلام نقوله موئلا
ً سواه، نقدم هذا الديوان من الدواوين كما قدمناها جميعا من قبل، شاكرين ذاكرين.
عباس محمود العقاد