غياب
شعر/أحمد محمد عبيد
أما تساءلت عن هذا الذي غابا
كيف الشرود على عينيه قد ذابا
كيف استفقتِ ولم تلقي قصائده
عند الصباح ولم تطرقْ لك البابا
هل انتبهتِ بأن الليل أرهقهُ
لمّا تلاشى مع الشِّعر الذي انسابا
وهل علمت هزيعًا قد همَى معه
إلى الغياب فلم يخبرْك أسبابا
ولم يعد فالعذاب المرّ حيّرهُ
على انتظاركِ أحقابًا وأحقابا
مضى مع الليل مفتونًا كعاشقةٍ
محرومةٍ عانقت في الحلْم أحبابا
وفجّرت بعض ما أوهَى لواعجها
للاشتياق نحيبًا أوصد البابا
مضى يصارح ما يلقاه قافيةً
يراكِ صورتها نورًا وأعتابا
يراك مثل شفيفَ الضوء في دمه
إذا تلاقح والخفق الذي طابا
ومرّ منتفضًا فيه ومرتجفًا
واهتز منجذبًا كالبرق خلّابا
وأينعت بعدها أحلى قصائده
إليكِ مثل حفيفٍ أيقظ الغابا
أما تساءلتِ لمّا قد أفقتِ ألمْ
تأتِ الحمائمُ أسرابًا وأسرابا!
ألم تريْ رجفةَ الشبّاك حين خلتْ
منه الورود التى تأتيكِ إعجابا!
لم تدركي بعدُ هل أخفى قصائده
هذا الصدى أو سَفتْها الريح أطيابا