قناة

فوائد دينية في رحاب الزيدية

فوائد دينية في رحاب الزيدية
3.5k
عددالاعضاء
6,528
Links
1,679
Files
163
Videos
1,417
Photo
وصف القناة
فوائد دينية تعليمية دينية دروس يومية منتظمة في جميع علوم الدين ➖كتب دينية ➖ خطب نصية وصوتية للجمع والمناسبات ➖مواعظ صوتية ونصية➖ دروس متنوعة ➖ فتاوى ➖ زوامل أتباع العلماء بدون موسيقى #للتواصل بنا : المحب الزيدي https://t.me/azziadi2
*خطبتان عن آفة السباب واللعان ، 1444 هجرية*

# _إذا رأى الخطيب أن الخطبة طويلة فليختصر منها ما يناسب المستمعين فنحن قد نجعل الخطبة طويلة لاختلاف أحوال الخطباء_
*الخطبة الأولى*
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الأول ولم يزل، الحمد لله الباقي بلا أجل، خرّت له الجباه، ووحدته الشفاه، خلق ما خلق فأقام حده، وصور ما صور فأحسن صوره، ليس لشيء منه امتناع، ولا له بطاعة مطيع انتفاع، نحمده على كل حال وفي كل حال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً.
واشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله، ابتعثه بالنور المضيء والبرهان الجلي، مولده بمكة، وهجرته بطيبة علا بها ذكره وامتد منها صوته، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين.
أما بعد *عباد الله:*
إن من مقاصد هذه الشريعة تهذيب الأخلاق والسلوك، وتنقية المشاعر، ونشر المحبة والمودة بين أفراد الأمة المسلمة، ولكن هناك آفةٌ تعرِض لهذا المبدأ العظيم، آفةٌ تمر بالمجتمع رغم اختلاف مراحله العمري أو مداركه الثقافي، آفةٌ نشأ عليها الصغير، ودرج عليها الكبير، وأهملها كثيرٌ من الآباء والأبناء، والرجال والنساء شباباً وفتيات، آفةٌ ولدت الضغائن والأحقاد والعداوة والبغضاء، آفة أوجبت غضب الرب، ونقلت العبد من ديوان الصالحين إلى سبيل الفاسقين، تلك آفة السباب واللعان، تلك الآفة السباب واللعان، خصلة لا تليق بالمؤمن، لا تليق بالمؤمن حقاً، يقول المصطفى صلى الله عليه وآله و سلم:«ليس المؤمن بسباب ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء».
*عباد الله:* إن هذه الظاهرة من الظواهر السيئة التي فَشَتْ في أوساط المجتمع و بسببها هاجتْ رياحُ العداوة والبغضاء بين المسلمين، هذه الظاهرة تُخرِج صاحبَها من ديوان الصالحين، وتُدخِله في زُمرة الفاسقين، هذه الظاهرة تهاوَنَ بها الكثير من الناس في دنيا اليوم، حتى اعتادها بعض الكبار وكثير من الصغار، فلا تكاد تمرُّ من أمام سوق، أو تدخل في محل، أو تجلس في كثير من مجالس الناس اليوم، إلا ورأيت هذه الظاهرة، حتى أصبحت فاكهةَ المجالس، فأنت تمشي في الشارع تسمع فلانًا يلعن فلانًا، وتمرُّ من أمام شباب صغار يلعبون فتسمع بعضهم يسبُّ بعضًا، ويَشتِم بعضهم بعضًا، تدخل الأسواق لتشتري شيئًا فتسمع بعض الناس يتلفَّظ على أخيه بألفاظ يصف بها العورات أجَلَّكم الله ويطعُن بها الأعراض، ويلعن بها الآباء والأمهات، من الصباح الباكر بدلًا من أن يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله، أصبح يسبُّ ويَشتِم ويلعن، وينادي الناس بأسماء البهائم والحيوانات، أجلَّكم الله.
*عباد الله:* أين أنتم من الآداب التي حثَّ عليها القرآن الكريم؟ أين أنتم من أخلاق إسلامنا الجميل؟ أين أنتم من عفَّة اللسان التي اتصف بها نبينا محمد صلى الله عليه وآله و سلم ؟
انظروا إلى القرآن الكريم عندما أراد أن يتكلم عن بعض الأمور، كنَّى ولم يصرِّح؛ أدبًا في الكلام والحديث، فعندما تكلم عن العلاقة الزوجية كنَّى عنها بالملامسة والمباشرة والرَّفَثِ والحَرْثِ، اسمعوا ماذا قال القرآن العظيم: قال تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾، فكنَّى عن الجماع بالمباشرة، وقال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البق، فكنَّى عن الجماع بالإتيان،وقال تعالى: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ ، فكنَّى عن الجماع بالحرث، وقال تعالى: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ﴾ [ فكنَّى عن الجماع بالرفَث .
أرأيتم *عباد الله* كيف عبَّر القرآن الكريم عن العلاقة بين الزوجين بالإتيان والمباشرة والرفث والحرث؟ وكل ذلك ليعلِّم الأمَّةَ الأدبَ في الحديث والعفة في الكلام.
واليوم كم من الناس اليوم يتفكه في المجالس بكلامه عن ما يحصل بينه وبين زوجته بأقبح الألفاظ ، وهذا منهي عنه ، روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوماً والرجال عنده، والنساء قعود عنده في ناحية فقال: «لعل رجلاً يقول ما فعل بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها»، فأرَمَّ القوم أي سكتوا وَجِلِيْن فقالت أسماء بنت يزيد: إي والله يا رسول الله، إنهم ليفعلون،وإنهن ليفعلن، قال: «فلا تفعلوا، فإنما ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون».
وكم من الناس من يصف لك العورات؟ وكم من رجل يسبُّ أخاه المسلم؟ وكم من أب يلعن أولاده؟ وكم من أم
تلعن بناتها؟ وكم زوج يلعن زوجته؟ حتى أصبح السبُّ والشتم واللعن كأنه مدح وثناء.
*عباد الله:*
كل واحد منا مسؤول عن جوارحه التي سخرها الله له، بل ستكون شاهدة عليه بالخير، أو بالشر كما قال تعالى :{ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [فصلت].
قال السيد العلامة المجتهد: محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله وأبقاه في تفسير هذه الآية ما لفظه:(فلا يكون لهم سبيل إلى التكذيب والإنكار، فإن هم أنكروا شيئاً من سيئاتهم فستشهد عليهم حواسهم وجوارحهم وجلودهم بما عملوا من السيئات.
هذا، وقد تكون شهادة الجوارح والجلود والسمع والبصر صوراً حية يعرضها الله تعالى عند الإنكار فيرى الظالم صورته الحية وهي تعمل المعاصي.
فعندما يرون أنفسهم وهم يمارسون أعمال المعاصي فيحتجون على حواسهم وجوارحهم، ولكنها ستجيب عليهم بأن الله تعالى هو الذي أنطقها ، وأن ما شهدت به هو الحق والصدق الذي لا مفر ولا محيد عنه).

*عباد الله:*
وبما أن اللسان هو أكثر ما يدخل الناس النار، فإنه لا نجاة للمرء إلا بالصمت عن الشر، أو القول بالخير، ومن الشر الذي يهلك الانسان به السب والشتم، روي في كتاب الأربعون حديثا السيلقية أن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَال: «رَحِمَ اللهُ عَبْداً تَكَلَّمَ فَغَنِمَ، أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ، إِنَّ الِّلِسَانَ أَمْلَكُ شَيْءٍ لِلإِنْسَانِ، أَلاَ وَإِنَّ كَلاَمَ الْعَبْدِ كُلَّهُ عَلَيْهِ، إِلاَّ ذِكْراً لِلَّهِ، أَوْ أَمْراً بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْياً عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ إِصْلاَحاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنُؤاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بَهِ؟ فَقَالَ: وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي النَّارِ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ، فَمَنْ أَرَادَ السَلاَمَةَ فَلْيَحْفَظْ مَا جَرَى بِهِ لِسَانُهُ، وَلْيَحْرُسْ مَا انْطَوَىَ عَلَيْهِ جَنَانُهُ، وَلْيُحْسِنْ عَمَلَهُ، وَلَيُقَصٍّرْ أَمَلَهُ ثُمَّ لَمْ تَمْضِ أَيَّامٌ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ:لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ».
صدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
نعم *عباد الله* إن اللعن والسب والشتم والفحش في الكلام والطعن في الأنساب ، كل ذلك ليس من شيم المتقين ، فالمؤمن بعيد عن السب والشتم ولا يستخدم الألفاظ البذيئة في جد ولا هزل ولا في رضا أو غضب ، روي في كتاب الأربعون حديثا السيلقية: أنه صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ فِي خُطْبَتِهِ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْعَبْدَ لاَ يُكْتَبُ فِي الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ يَدِهِ وَلِسَانِهِ، وَلاَ يَنَالُ دَرَجَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَأْمَنَ أَخُوهُ بَوَائِقَهُ، وَجَارُهُ بَوَادِرَهُ، وَلاَ يُعَدُّ مِن الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لاَ بَأْسَ بِهِ حِذَاراً مِمَّا بِهِ الْبَأْسُ، أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّهُ مَنْ خَافَ الْبَيَاتَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ فِي الْمَسِيرِ وَصَلَ، وَإِنَّمَا تَعْرِفُونَ عَوَاقِبَ أَعْمَالِكُمْ لَو قَدْ طُوِيَتْ صَحَائِفُ آجَالِكُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ: إِنَّ نِيَّةَ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ، وَإِنَّ نِيَّةَ الْفَاسِقِ شَرٌّ مِنْ عَمَلِهِ».
بارك الله العظيم لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من المواعظ والذكر الحكيم، إنه تعالى جواد كريم، بر رؤوف رحيم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة إخواننا المؤمنين والمؤمنات، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.

*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه، والشكر له على ما أوْلى من نعمٍ سائغةٍ وأسدى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نستجلب بها نعمه، ونستدفع بها نقمه، وندخرها عُدَّةً لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله نجوم المهتدين، ورجوم المعتدين، وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد *عباد الله:*
إن الفحش في القول وبذاءة اللسان؛ ظاهرة اجتماعية خطيرة، انتشرت بين الناس كالنار في الهشيم، فلا تكاد تمر عليك لحظة من اللحظات وأنت تسير في شارع أو سوق أو في أي مكان إلا وتسمع من الكلام الساقط الفاحش البذيء ما يُغضب الله، وما لا يليق بمسلم يخاف الله ويستحيي من الله ومن عباده.
فمن الناس من اعتاد النطق بالكلمات النابية والألفاظ الساقطة، ولا يستحيي أن يجهر بها بين الناس؛ لأن لسانه قد تعوّدَها، وطبعَه قد أشرِبَها، فهو يتشدّق بها طول نهاره
، ويفتخر بها بين أقرانه.. كلامُه قبيح ومنطقه خبيث، وَصْف للعورات، وتتبع للزلات، وقذف وسبّ واستهزاء لا يستحيي من خالقه الذي يسمعه، ولا يستحيي من رجل ولا امرأة، ولا يعرف وقارا لصغير ولا كبير.
*عباد الله:*
الفحشُ في القول وبذاءةُ اللسان؛ مرض خطير، وشرّ مستطير، حرّمه الله تعالى على عباده صيانة لهم ورفعة لهم ، روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: « سباب المؤمن فسق ، وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه ». إذا فالفحش في القول وبذاءة اللسان؛ طريق إلى الهلاك والخسران، وعلامة على نقص الإيمان ، روى الإمام المرشد بالله الشجري(ع): أنه جاء قوم إلى نبي اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بصاحبهم، فقالوا: يا نبي اللّه إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الحياء من شرائع الإسلام، وإن البذاء من لؤم المرء».
فالرجل الذي يكثر في كلامه من السباب واللعن وهتك الأعراض لا حياء له ، ولا إيمان له ، وإلا فأين أثرُ الصلاة والصيام والزكاة والحج في سلوك العبد وأقواله وأفعاله؟. فقد شرع الله تعالى لعباده من الطاعات والقربات ما تزكو به نفوسهم وتتطهر به قلوبهم وتسلم به جوارحهم من كل سوء ورذيلة، ومن لم يجد لعبادته أثرا في أقواله وأفعاله فليراجع عبادته؛ فقد قال الله تعالى عن الصلاة: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45]. وقال عز وجل عن الزكاة: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ .
*عباد الله:*
كل فردٍ منا لا بد أن تحدث في حياته مشاكل ومتاعب، وقد يواجَه بأمورٍ وظروف، لكن على المسلم أن يروِّض نفسه على الصبر والتحمل، وأن يحاول إمساك لسانه من أن يزل بكلماتٍ تؤخذ عليه، وربما كانت سبباً في إفساد دينه، ففي الأثر المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في تيسير المطالب، للإمام الناطق بالحق أبي طالب يحيى بن الحسين، أنه قال«إنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ الله مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ يَبْلُغَ بِهَا مَا بَلَغَ يَكْتُبُ الله لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَّلَمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ الله مَا كَانَ يَظُنُّ أَنْ يَبْلُغَ بِهَا مَا بَلَغَ يَكْتُبُ الله لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ».
فلنحذر من الكلمات البذيئة، ولنقف عند كل كلمة نقولها، ولنحاسب أنفسنا قبل أن نقول، فإن القول بعد ما يخرج من اللسان فإنه فات الأوان، فلنتق الله في أنفسنا.
نعم *أيها المسلم* في حياتنا اليومية لا بد من وجود بعض المتاعب، أولادك وزوجتك قد تختلف مع الزوجة وقد تختلف مع الأولاد قد تختلف مع الزوجة في بعض وجهات النظر، فما هو الحل؟ هل الحل أن تسبها، وتلعنها، وتسب أهلها، وتلعن أهلها، أو تلعن الساعة التي عرَّفتك بها، وغير ذلك مما يسلكه أهل الحماقة وقلة الرأي وضعفاء التحمل، فالزوجة إياك وسبَّها، فالنبي يقول لا تقبح، ولا تضرب الوجه، ثم اعلم أن مسبتك لها أمام أولادك يُحدث شراً كثيراً، فربما حملوا عليك حقداً، وساء نظرهم إليك، وقل احترامهم لك، وربما قل احترامهم لأمهم، فالمهم أن الأولاد الصغار ينبغي ألا يُسمَّعوا هذا السب والشتم، وعند المناقشة فلا بد أن تكون وحدك معها، تناقشها بأدب واحترام، أما السب، واللعن، والشتم، ورفع الصوت بالكلام البذيء فهذا غير لائق بمُربٍ للأولاد، أولادك الصغار لا ينشؤون على سماع هذه الكلمات البذيئة، والأقوال السيئة، اجعلهم ينشؤون على كل قولٍ طيِّب، كل قولٍ محترم، أما الأقوال السيئة فكن حذراً أن يتخلَّقوا بها أو يسمعوها، أبناءك أيضاً ناقشهم عن أخطاءهم، وأصلح أخطاءهم، ولكن بكلام طيِّب، إياك أن تُسمعهم لعناً وشتماً وسباً فتنقدح في نفوسهم، فيتلفظون بها على غيرهم ، فنحن اليوم وللأسف نسمع أطفالاً صغار لا تتجاوز أعمارهم عمر السنتين ، يسب أمه وأباه ، ويشتمهم بأقبح الألفاظ ، وذلك لأنه يسمع أباه أو أمه أو عمه يتلفظ بهذه الشتائم ، وأنت السبب في ذلك.
احذرو *معاشر المسلمين* أن يرانا الله نعمل ما يغضبه ، وأن يسمعنا نتكلم بما لا يحب من السب والشتم واللعن أو أن يرانا فيما حرم علينا ، أو أن يعلمنا فيما لا يرضيه من الأقوال والأعمال والإعتقادات ، فالله رقيبٌ علينا ، ومطلع علينا {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } ، والآيات والأحاديث كثيرة ، فإذا أردت أن تتكلم زن كلامك هل الله يرضى بهذا الكلام؟ هل الله أذن لي بهذا الكلام؟ هل هذه الكلمة تنفعني أم تضرني؟ وإذا أردت أن تنظر أيضاً فزن نظرك؟ وهل النظر إلى هذا يجوز أو لا يجوز؟ راقب الله ، اخشى الله الذي لا يخشى احدٌ سواه أن يعاقبك في ليلٍ أو نهار على ما تعاقره من المعاصي والذنوب. نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

هذا واعلموا عباد الله أنكم في يوم عظيم فأكثروا فيه من الصلاة والس
لام على النبي الكريم امتثالاً لأمر الله القائل:{{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }}، اﻟﻠﻬﻢ ﻓﺼﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻭﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﻧﺒﻴﻚ اﻟﺨﺎﺗﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ ، ﻭﺻﻞ اللهم ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﻭاﺑﻦ ﻋﻤﻪ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻳﻌﺴﻮﺏ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻭﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ اﻟﺤﻮﺭاء ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ، ﻓﺎﻃﻤﺔ اﻟﺒﺘﻮﻝ اﻟﺰﻫﺮاء، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻳﻬﻤﺎ اﻹﻣﺎﻣﻴﻦ اﻟﺸﻬﻴﺪﻳﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻮﻻﻧﺎ اﻟﻮﻟﻲ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻲ اﻹﻣﺎﻡ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻭﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻡ اﻟﻴﻤﻦ اﻟﻤﻴﻤﻮﻥ اﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ اﻟﻘﻮﻳﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﻧﺒﻴﺌﻚ اﻟﻤﻄﻬﺮﻳﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻘﺘﺼﺪﻳﻦ، ﻭاﺭﺽ اﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻷﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭاﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﻭﺗﺎﺑﻌﻲ اﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭاﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﻓﻀﻠﻚ ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ.
اللهم يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا رازق الضعفاء والمساكين، اغفر لنا وارحمنا، واهدنا وعافنا وارزقنا، وأصلح لنا ديننا فإنه عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيه معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وأصلح مَن في صلاحِه صلاحٌ للإسلام وأهله، وأهلك من في هلاكه صلاح للإسلام وأهله، واجمع كلمتنا، ووحد صفوفنا.
اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأدل لنا ولا تدل منا، وانصرنا على من بغى علينا، وخذ لنا بثارنا ممن ظلمنا، يا رحيم يا رحمن، إنك على كل شيء قدير. اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك . اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، َ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا؛ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا. اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ، لَا عَذَابٍ وَلَا بَلَاءٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ.
اللهم وانصر الإسلام والمسلمين، وأعز الإسلام والمسلمين، وأقم وأيد شريعة سيد المرسلين، وانصر الحق والمحقين، واخذل الباطل والمبطلين، ، وافضح المنافقين والمعتدين، ودمر المفرقين بين المؤمنين، واهلك اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭالكفرة والجاحدين ﻭﺃﻋﻮاﻧﻬﻢ ﻭﻋﻤﻼءﻫﻢ، ﻭﻓﺮﻕ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻭﻗﻠﻞ ﻋﺪﺩﻫﻢ، ﻭاﻭﻫﻦ ﻗﻮﺗﻬﻢ، ﻭﻓﻞ ﺣﺪﻫﻢ ﻭﺃﺩﺧﻞ اﻟﺮﻋﺐ ﻭاﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ. ﻭﺯﻟﺰﻝ ﺃﺭﻛﺎﻧﻬﻢ ﻭاﻃﻤﺲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭاﺟﻌﻞ ﺗﺪﻣﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺪﺑﻴﺮﻫﻢ. اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻣﺰﺝ ﻣﻴﺎﻫﻬﻢ ﺑﺎﻟﻮﺑﺎء ﻭﺃﻃﻌﻤﺘﻬﻢ ﺑﺎﻷﺩﻭاء ﻭﺳﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺒﻼء. ﻭاﺭﻡ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺑﺎﻟﺨﺴﻮﻑ ﻭﺃﻟﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﺬﻭﻑ ﻭاﻓﺮﻋﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﻮﻝ، ﻭﺃﺻﺒﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ اﻟﻤﻘﻴﻢ، ﻭاﻟﺴﻘﻢ اﻷﻟﻴﻢ.اﻟﻠﻬﻢ ﻓﺄﻳﺪﻧﺎ ﺑﻨﺼﺮ ﺗﻌﺠﻠﻪ ﻭﻧﺼﺮ ﻧﻌﺰ ﺑﻪ ﻭﺳﻠﻄﺎﻥ ﺣﻖ ﺗﻈﻬﺮﻩ ﺇﻟﻪ اﻟﺤﻖ ﻭاﻟﺨﻠﻖ ﺁﻣﻴﻦ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، اﻟﻠﻬﻢ اﺣﻔﻆ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻤﺎءﻧﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻭاﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭاﻟﻤﺮﺷﺪﻳﻦ ﻭﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ومن أعانهم وأيدهم من المؤمنين. وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
عباد الله:{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
https://t.me/azziadi
Forwarded From المحب الزيدي
مشاركة 'خطبتان عن آفة السباب واللعان ، 1444 هجرية.pdf'
- السيد العلامة المجتهد المطلق: محمد بن عبدالله عوض المؤيدي حفظه الله وأبقاه
📚فوائد دينية في رحاب الزيدية📚 .


#التحف_شرح_الزلف


🗓 ❂#درس_الخميس ☟❂🗓
🔰#الإمام عبدالله بن علي (ع) .

❋━━❁ 108 ❁━━❋
✳️ *الزلف:*
*٦٦ - وَعَالمُ أهْلِ البَيْتِ للألْفِ خاتمٌ ...*
*هوَ القَائِمُ الدَّاعي إلى اللهِ ضارِعُ*

✳️ *التحف:*
✍️ *الإمام عبدالله بن علي (ع)*
هو الإمام المتوكّل على الله أبو محمد عبدالله بن علي بن الحسين بن الإمام عزّالدين بن الحسن عليهم السلام.
✳️ *دعا إلى الله* في شهر ربيع الآخر سنة أربع وتسعين وتسعمائة، ومن كلامه: يا أمَّة أبينا المصطفى، وأتباع آبائنا الخلفاء، أدعوكم إلى المحجّة التي من لها سلك، سلم وما هلك .. إلى آخره.
✳️ *ومن مشائخ الإمام عبدالله بن علي:* السيد العلامة يحيى بن أحمد بن أمير المؤمنين الإمام عز الدين بن الحسن، وولده السيد العلامة عز الدين محمد بن يحيى عليه السلام، قال فيهما الإمام شرف الدين بن شمس الدين عليهم السلام:
إذا كنتَ في مَدْحِ الأفاضلِ تَبْتَدِي ...
فلا تبتدئ إلا بيحيى بنِ أحمدِ
هو السيِّد المِفْضال والعلمُ الذي ...
له في ذرى العَلياء أشرف مقعدِ
ومَنْ نجْلُه علامة ومطهّر ...
محمدنا يا حبَّذا من محمد
هذا، ✳️ *ومن مؤلَّفات الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي عليه السلام:* كتاب الرائض على مفتاح الفرائض، وكتاب النَّجاة في معرفة الله، وكتاب روضة الجنان في إعجاز القرآن، وله تعليق على تلخيص المفتاح في علم المعاني والبيان وغير ذلك.
✍️ قال ابن الوزير في تتمته:
وشيّدَتْ من علامات الفضائل في ...
أبي العلامة ذي الأوراد في السحر
🔹وقوله: أبي العلامة سهو واضح، فإن المكنى بأبي علامه هو ولده الأمير الشهير محمد بن الإمام المتوكل على الله صاحب المشجر المشهور مع تغيير لائق في أول البيت، قال بعد ذلك:
ولم تَدَعْ وَتَراً في التُّرْكِ حين رَمَتْ ...
تِلْكَ الفَيَالِقَ عن قَوْسٍ بلا وَتَرِ
فشيَّعَتْ دعوة المنصور قائلة ...
هذا بذاك فثِقْ بالله واعْتَبِرِ
ووطّأتْ لبني المختارِ بَيْتَ عُلا ...
على الثريا وحفّتْهم على السّررِ
بطَاهِر أَمْره بالله معتصم ...
لله مستظهر بالله مقتدرِ
علاّمة عَلَمٌ في صَدْرِهِ حِكَمٌ ...
من العلوم برأيٍ منه مُبْتَكَرِ
سَقَى شهارة أَعْنِي تُرْبَةً خُلِطَتْ ...
بِمِسْكِ دَارِيْن في تابوتِه العَطِر
✍️وقد أجمع الموالف والمخالف على بلوغ الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي بن الحسين بن الإمام عزّ الدين بن الحسن عليهم السلام الدرجة العليا من العلم والكمال.
قال السيد العلامة صلاح بن أحمد بن عبدالله الوزير - شيخ الإمام القاسم عليهم السلام - ما لفظه: والموافي على رأس الألف سنة؛ مَنْ تَسَنَّم ذَروة الإمامة بالاستحقاق، ورقى طبقات صَهَوَاتِها على الطباق والوفاق، فما اختلف في معارفه وعوارفه.
إلى قوله: وأقام الحجّة وأظهر المحجّة، واشتهر فضله وجوده أمير المؤمنين وسيد المسلمين المتوكل على الله عبدالله بن علي بن الحسين بن أمير المؤمنين عز الدين بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن المؤيد إلى آخره.
وقال شيخنا فخر الأعلام عبدالله بن الإمام في الجداول مختصر الطبقات: هو الإمام الأعظم الورع الزاهد، يُحكى أنه كان ينقطع صوته ويَضْطَرِبُ إذا صلى في بعض الجَهْرِيّات من البكاء والعَبْرة، له التصانيف المؤسَّسة على التحقيق .. إلى آخره.
وقد وصل الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد إلى مقام الإمام المتوكل على الله عبدالله بن علي عليهم السلام، ومعه جماعة فأَضَافَهُم وأَكْرَمَهُم، وقال الإمام القاسم لجماعته: إنه أي الإمام عبدالله يصلح للإمامة، وإنه يريد أن يبايعه، حكى هذا العلامة الشرفي شارح البسامة، والجرموزي في السيرة وغيرهما، إلا أن الإمام القاسم اشترط شَرْطاً لم يرفع له الإمام عبدالله بالاً لأنه عنده غير وارد، وهو مما تختلف فيه الأنظار، وهو أنه ذكر له ما جرى بينه وبين الإمام الحسن بن علي بن داود بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد عليهم السلام، وكان شيخ الإمام القاسم بن محمد عليه السلام يعتقد إمامته، ويعظّمه غاية في التعظيم، وقد أُسِرَ وهو معه، وهذه الأشياء مما يجري بين كثير من الفضلاء، لا سيّما ذوي القربى كالإمامين.
وقد وصل الإمام عبدالله إلى الإمام الحسن إلى الأهنوم بأهله وأولاده، فقابله الإمام الحسن بالإكرام والإعظام، ثم أشار إليه بالانتقال إلى بلاد الشرف، فانتقل عن إذنه ولم يتعقّب ذلك إلا أَسْرُ الإمام الحسن عليه السلام، وهذا آخر ما جرى بينهما، وهما على غاية التصافي والوداد، فإن كان سبق شيء فقد محاه هذا الوفاق - وقد أفاد ما ذكرنا السيد العلامة يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم في غاية الأماني ٢/ ٧٦٦ - ولم يقم الإمام عبدالله إلا بعد أَسْر الإمام الحسن، وقد فتح الحرب على الأتراك وأوقع بهم وقاسى منهم الشدائد والمخاوف، وقد أشار إلى ذلك الإمام القاسم حيث قال: إنه لم يأمن إلا بقيامه، وبعد أن قام الإمام القاسم توجّه إليه الإمام عبدالله رضي الله عنه لقصد الإصلاح واجتماع الكلمة، فتلقَّاه الإما