1 - اللسان هو قبل كل شيء أداة للتبليغ و التخاطب ، فتلك هي وظيفته الأصلية و غيرها من الوظائف فرع عليها.
2- اللسان ظاهرة اجتماعيـة لا فردية و معنى ذلك أن اللسان غير مرتبط بالفرد كفرد بل هو مجموع من الأدلة يتواضع عليها المستعملون.
3- لكل لسان خصائص من حيث الصورة و المادة ، لذلك يختلف النظام الصوتي و الإفرادي و التركيبي من لغة إلى أخرى كما يختلف مضمونها المادي .
4- اللسان في حد ذاته نظام من الأدلة المتواضع عليها و له بذلك بنى و مجار ظاهرة و خفية .
5- للسان منطقـه الخاص به وهو مجموع الأصول و الجذور التي يخضع لها الاستعمال اللغوي السليم. و هي قوانين تجريدية لا عقلية .
6- اللسان وضع و استعمال ثم لفظ و معنى في كل من الوضع و الاستعمال ، و نعني بذلك أن اللغة مجموعة منسجمة من الدوال و المدلولات ذات بنية عامة ثم بنى جزئية تندرج فيها.
7- للبنى اللغويـة مستوى من التحليل غير مستوى الوضع و الاستعمال و الحق أن الوضع اللغوي وضعان اثنان و هما : اصطلاحي و بنيوي فأما الأول فهو جعل اللفظ دليلا على المعنى قصد التواطؤ عليه بين قـوم، أمـا الثاني فهو جعـل الشيء على هيئة مخصوصة سواء كان دليلا على شيء آخر أو لا و يرادفه البناء و التركيب .
عرض لأهم التجارب اللسانية العربية:
يمكننا الانتقال الآن إلى محطة حاسمة في توجيه اللسانيات العربية وجهة البحث اللساني الحديث من خلال مدارسه الكبرى واتجاهاته المتشعبة ،والمميز في هذه المرحلة أن المهتمين بقضايا اللسانيات والنحو واللغة العربية ينتمون إلى توجه مدرسي واحد تقود مدرسة فيرث الإنجليزية، ويمكن الحديث خلال ذلك عن علماء كثيرين درسوا بانجلترا من مصر خصوصا كعبد الرحمن أيوب وتمام حسان وكمال بشر و محمود السعران ...إلخ غير أن جهود هؤلاء لم تكن لتصب في قالب واحد بل اتجه كل باحث إلى موضوع بعينه يدرسه ويتعمقه ،وسنغرض بشكل موجز إلى تجربة كل واحد منهم، وقيمة ما تضمنته أبحاثه في المجال المختار.
1-تجربة إبراهيم أنيس
قد قام هذا الباحث بدور بارز منذ البدء في دراسة العربية بمنظار المفاهيم اللسانية الأوروبية الوصفية منها و التاريخة والتركيز على دراسة البنية الصرفية والتركيبية والدلالية للغة العربية من خلال:
أ-تقويم آراء القدماء في قطاعات اللغة من وجهة نظر اللسانيات في بلاد الغرب ويمكن استكشاف ذلك من خلال الاطلاع على كتابيه الأصوات اللغوية ودلالة الألفاظ وفي اللهجات العربية، وما يمكن الوقوف عليه من أفكار في جهود هذا الباحث يتلخص في
2-اعتباره الدراسة التي قام بها في المستوى الصوتي للغة العربية منتمية إلى علم الفنولوجيا بالرغم من اهماله الواضح لنظرية الفونيم التي تتأسس عليها النظرية الفنولوجية الحديثة
3-غموض المصطلحات التي استعملها في دراسته لاعتماده على مصطلحات تراثية لا تتوافق مع المصطلح الأجنبي كاستعماله على سبيل المثال مصطلحات الساكنconsones /المتحركvoweles .
4-دراسة اللهجات العربية دراسة مستفيضة من حيث مستوياتها اللغوية وانتشارها وتوزيعها وعلاقتها باللهجات الحديثة ومقارنتها بعلم القراءات القرآنية بهدف التعرف على التطورات المهمةو العامة لتطور اللهجات عبر التاريخ بعد ظهور الاسلام.
5-وبالنسبة إلى كتابه دلالة الألفاظ نجده يركز على عرض النظريات الدلالية الحديثة سواء المتقاربة أم المتعارضة ويقرن بينها وبين آراء العرب من فلاسفة و متكلمين وأصوليين ولغويين ولعلى لا أكون مبالغا إذا قلت بأنه اعتمد بشكل كلي كتاب بلومفيلد المشهور اللغة .
وأهم نقطة في الكتاب تقسيمه الدلالة إلى:
صوتية صرفية معجمية الاجتماعية
وقبل مواصلة المسيرة مع علماء أخرين لابد أن ننوه بكتابين آخرين ترجما إلى العربية تلقاهما الباحثون باهتمام كبير في مجال اللغة وحازا في نفوسهم مكانة مرموقة هما:1-منهج البحث في الأدب واللغة للانسون و ماييه (1946) وترجمه محمد مندور ضمن النقد المنهجي عند العرب.والمفيد بالنسبة إلى عرضنا هذا أن نشير إلى أهمية المقالة الثانية من الكتاب والتي تعرف بعلم اللسان وأسس المنهج البنوي وكيفية دراسة اللسان دراسة وصفية بنيوية من خلال دراسة كل مستوى في علاقته بالآخر يمكني أن أقول بنوع من التحرز أن ترجمة هذه الرسالة في هذا التاريخ هو تهيئة ذهنية لمرحلة أخرى أكثر جدية تمثل آراء ومحاضرات سوسير، أما الكتاب الثاني فقد ترجته الأستاذ محمد القصاص وعبد الحميد الدواخيلي ، وهو لفندريس بعنوان اللغة 1950.وبالإضافة إلى تركيز الكتاب على التحليل البنيوي للغة يهتم بموضوعات أخرى تندرج في مايصطلح عليه باللسانيات الموسعة واللسانيات التاريخية .
2-تجربة محمود السعران:
يؤسس لهذه التجربة بكتاب علم اللغة مقدمة للقارئ العربي (19