قناة

مكتبة فهارس و كتب في اللغة العربية

مكتبة فهارس و كتب في اللغة العربية
9.0k
عددالاعضاء
620
Links
55,270
Files
11
Videos
2,691
Photo
وصف القناة
. تابعة لسلسلة قنوات مكتبة ١١:١١ الثقافية 📚👇 https://t.me/L_alnader2 للإبلاغ عن محتوى مخالف 👇 بوت القناة @alnader412_bot
بت أهميتها لا من أجل صحتها فحسب بل لكثرة ما تفرع عنها من مبادئ جزئية أفاد منها الباحثون في شتى الميادين مما له علاقة بظواهر اللسان و التبليغ سواء كان في المستوى النظري أم التطبيقي، و أكثرها قد تفطن إليها النحاة و اللغويون العرب الأولون ، و سنذكر أهمها :
1 - اللسان هو قبل كل شيء أداة للتبليغ و التخاطب ، فتلك هي وظيفته الأصلية و غيرها من الوظائف فرع عليها.
2- اللسان ظاهرة اجتماعيـة لا فردية و معنى ذلك أن اللسان غير مرتبط بالفرد كفرد بل هو مجموع من الأدلة يتواضع عليها المستعملون.
3- لكل لسان خصائص من حيث الصورة و المادة ، لذلك يختلف النظام الصوتي و الإفرادي و التركيبي من لغة إلى أخرى كما يختلف مضمونها المادي .
4- اللسان في حد ذاته نظام من الأدلة المتواضع عليها و له بذلك بنى و مجار ظاهرة و خفية .
5- للسان منطقـه الخاص به وهو مجموع الأصول و الجذور التي يخضع لها الاستعمال اللغوي السليم. و هي قوانين تجريدية لا عقلية .
6- اللسان وضع و استعمال ثم لفظ و معنى في كل من الوضع و الاستعمال ، و نعني بذلك أن اللغة مجموعة منسجمة من الدوال و المدلولات ذات بنية عامة ثم بنى جزئية تندرج فيها.
7- للبنى اللغويـة مستوى من التحليل غير مستوى الوضع و الاستعمال و الحق أن الوضع اللغوي وضعان اثنان و هما : اصطلاحي و بنيوي فأما الأول فهو جعل اللفظ دليلا على المعنى قصد التواطؤ عليه بين قـوم، أمـا الثاني فهو جعـل الشيء على هيئة مخصوصة سواء كان دليلا على شيء آخر أو لا و يرادفه البناء و التركيب .
عرض لأهم التجارب اللسانية العربية:

يمكننا الانتقال الآن إلى محطة حاسمة في توجيه اللسانيات العربية وجهة البحث اللساني الحديث من خلال مدارسه الكبرى واتجاهاته المتشعبة ،والمميز في هذه المرحلة أن المهتمين بقضايا اللسانيات والنحو واللغة العربية ينتمون إلى توجه مدرسي واحد تقود مدرسة فيرث الإنجليزية، ويمكن الحديث خلال ذلك عن علماء كثيرين درسوا بانجلترا من مصر خصوصا كعبد الرحمن أيوب وتمام حسان وكمال بشر و محمود السعران ...إلخ غير أن جهود هؤلاء لم تكن لتصب في قالب واحد بل اتجه كل باحث إلى موضوع بعينه يدرسه ويتعمقه ،وسنغرض بشكل موجز إلى تجربة كل واحد منهم، وقيمة ما تضمنته أبحاثه في المجال المختار.

1-تجربة إبراهيم أنيس
قد قام هذا الباحث بدور بارز منذ البدء في دراسة العربية بمنظار المفاهيم اللسانية الأوروبية الوصفية منها و التاريخة والتركيز على دراسة البنية الصرفية والتركيبية والدلالية للغة العربية من خلال:
أ-تقويم آراء القدماء في قطاعات اللغة من وجهة نظر اللسانيات في بلاد الغرب ويمكن استكشاف ذلك من خلال الاطلاع على كتابيه الأصوات اللغوية ودلالة الألفاظ وفي اللهجات العربية، وما يمكن الوقوف عليه من أفكار في جهود هذا الباحث يتلخص في
2-اعتباره الدراسة التي قام بها في المستوى الصوتي للغة العربية منتمية إلى علم الفنولوجيا بالرغم من اهماله الواضح لنظرية الفونيم التي تتأسس عليها النظرية الفنولوجية الحديثة
3-غموض المصطلحات التي استعملها في دراسته لاعتماده على مصطلحات تراثية لا تتوافق مع المصطلح الأجنبي كاستعماله على سبيل المثال مصطلحات الساكنconsones /المتحركvoweles .
4-دراسة اللهجات العربية دراسة مستفيضة من حيث مستوياتها اللغوية وانتشارها وتوزيعها وعلاقتها باللهجات الحديثة ومقارنتها بعلم القراءات القرآنية بهدف التعرف على التطورات المهمةو العامة لتطور اللهجات عبر التاريخ بعد ظهور الاسلام.
5-وبالنسبة إلى كتابه دلالة الألفاظ نجده يركز على عرض النظريات الدلالية الحديثة سواء المتقاربة أم المتعارضة ويقرن بينها وبين آراء العرب من فلاسفة و متكلمين وأصوليين ولغويين ولعلى لا أكون مبالغا إذا قلت بأنه اعتمد بشكل كلي كتاب بلومفيلد المشهور اللغة .
وأهم نقطة في الكتاب تقسيمه الدلالة إلى:
صوتية صرفية معجمية الاجتماعية

وقبل مواصلة المسيرة مع علماء أخرين لابد أن ننوه بكتابين آخرين ترجما إلى العربية تلقاهما الباحثون باهتمام كبير في مجال اللغة وحازا في نفوسهم مكانة مرموقة هما:1-منهج البحث في الأدب واللغة للانسون و ماييه (1946) وترجمه محمد مندور ضمن النقد المنهجي عند العرب.والمفيد بالنسبة إلى عرضنا هذا أن نشير إلى أهمية المقالة الثانية من الكتاب والتي تعرف بعلم اللسان وأسس المنهج البنوي وكيفية دراسة اللسان دراسة وصفية بنيوية من خلال دراسة كل مستوى في علاقته بالآخر يمكني أن أقول بنوع من التحرز أن ترجمة هذه الرسالة في هذا التاريخ هو تهيئة ذهنية لمرحلة أخرى أكثر جدية تمثل آراء ومحاضرات سوسير، أما الكتاب الثاني فقد ترجته الأستاذ محمد القصاص وعبد الحميد الدواخيلي ، وهو لفندريس بعنوان اللغة 1950.وبالإضافة إلى تركيز الكتاب على التحليل البنيوي للغة يهتم بموضوعات أخرى تندرج في مايصطلح عليه باللسانيات الموسعة واللسانيات التاريخية .
2-تجربة محمود السعران:
يؤسس لهذه التجربة بكتاب علم اللغة مقدمة للقارئ العربي (19
62) ونكتشف موضوعه العام من خلال مقالته :" وأنالم ألتزم في جملة ما عرضت مذهبا بعينه في كل أصوله وفروعه من هذا الدرس اللغوي المتعددة ،بل ركنت إلى التعريف بالأصول العامة التي ارتضيتها والتي قل أن يختلف فيها أهل هذا العلم مع بيان مصادرها ومذاهب أصحابها في معظم الأحوال مع الإشارة في الوقت نفسه إلى الآراء المخالفة الصادرة عن مذاهب أخرى حتى يكون القارئ على بينة من المذاهب اللغوية المختلفة ،وعلى دراية بالفلسفات التي قامت عليها ..." ، وللإشارة يمكن القول أنه كان من أوائل من استعمل مصطلح بنيوية في الفكر اللساني العربي الحديث غير أنه في الدراسة المعتمدة على وجه الخصوص مزج بين اتجاهين متعارضين فتراه يحاول التوفيق بين التحليل الشكلي الذي أرسى دعائمه بلومفيلد في الاتجاه التوزيعي ،وهو اتحاه يقلل إلى حد كبير من أهمية الجانب المعنوي في الوصف النحوي فالوظيفة النحوية للمورفيم محددة في الجملة من خلال توزيعه في أمثالها الأخرى، وبين اتجاه فيرث الذي يربط النحو بالدلالة ،ويخصص في إطار البحث الدلالي مبحثا خاصا يعرف فيه بجهود ميشال بريال وفيرث في دراسة الدلالة اللسانية دراسة علمية .
3-تجربة تمام حسان:
يمكن التمثيل لآراء تمام حسان بكتابه الهم اللغة بين المعيارية والوضعية الذي طبع لأول مرة سنة 1958، وقد تبنى فيه صاحبه وجهة النظر الوصفية لنقد التراث النحوي العربي الذي وسمه بالمعيارية بانقضاء عصر الاستشهاد؛ إذ اكتفى النحويون بدراسة المادة اللغوية القديمة (الفصيحة) دون أدنى محاولة لتجديدها بالاعتماد على اللغة المتطورة .لقد اعتمد تمام حسان في نظريته الوصفية على منهج العلماء الانجليز وفي مقدمتهم فيرث الذي كرس الطابع الاجتماعي للغة، ويربط البنية الشكلية بالدلالة، والسبب الموضوعي لهذا التبني ما يوجد من توافق منهجي بين اللغويين العرب والجرجاني خاصة في نظرية النظم وما تدعو له النظرية السياقية الفيرثية من ضرورة الاهتمام بالسياق اللغوي وسياق الحال لدراسة معنى الكلام المنطوق، وقد حدد تمام حسان مفهوم القاعدة الوصفية بأنها تمثل جهة اشتراك بين حالات الاستعمال الفعلية وليست معيارا جامدا .
وتمثل المعيارية –عنده- الاحتكام للقياس والتعليل عوض الاستئناس بالجانب الاستعمالي الاجتماعي للغة ،والحقيقة أن التعليل اللغوي إنما صدر عن علماء العربية رغبة منهم في تفسير ما قرر عن طريق الوصف ولا مانع في ذلك ، أما في كتابه مناهج البحث في اللغة الذي صدر سنة 1955 -والحقيقة أنه أسبق في التأليف من الأول- قد عرض فيه صاحبه إلى دراسة البنية اللسانية وفق منهج التحليل البنيوي الغربي المطبق –هنا –من طرفه على اللغة العربية الفصحى من خلال عمده إلى التمثيل لكل مستوى من اللغة العربية وتسليط المصطلحات والأدوات الخاصة بالمنهج البنوي في عملية الوصف كالقيم الخلافية والفونيم والوظيفة والتوزيع والعلاقة ،وفي مستوى الدرس النحوي يبنى التحليل العلمي على تصنيف العناصر المكونة لها شكليا ووظيفيا وهو تصنيف براغماتي مبن على الاستقراء بالحس ،ويهتدي بفضل هذه الرؤية الشكلية الوظيفية إلى تقسيم الكلمة في العربية إلى اسم وفعل،و أداة و ضمير وخالفة.
إن المتتبع لما كتبه تمام حسان في هذين الكتابين يكتشف مزجا قام به بين مفاهيم متعددة لنظريات ومدارس متنوعة وربما مختلفة منهجيا ونظريا ، أما كتاب اللغة العربية معناها ومبناها (1973) فقد خصصه لوصف اللغة العربية بالاعتماد على مقولات المنهج البنيوي الحديث ،وقد حاول الباحث فيه إعادة قراءة التراث النحوي في ضوء النظرية السياقية الفيرثية ، والحقيقة أن تمام حسان لم يوضح لنا بشكل مقنع المنوال الفصيح ممثلا فيما قدمه النحاة من وصف في كتب النحو ،ولا شك أن الدارس المتمعن يدرك أن هناك خللا منهجيا وقع في الباحث بخاصة إذا تعمق البحث في خصائص المنهج البنوي وأصوله السوسيرية.
إن مجال هذا الكتاب- كما يقول تمام حسان -هو الفروع المختلفة لدراسة اللغة العربية الفصحى ،ويمثل المعنى فيه أهمية بالغة علما أن من المدارس اللسانية الحديثة من لاتدخل في صلب اهتماماتها الدراسة الدلالية، وتقتصر على وصف الشكل الخالص أو المبنى ويبدو أنه كان متأثرا إلى حد كبير بنظرية فيرث السياقية التي تميز بين المعنى المعجمي والمقامي ، وهذه نظرة تقارب آراء القدماء العرب من مناطقة وأصوليين في دراسة الدلالة اللغوية المفردة أو في سياق ؛يقول تمام حسان : " وحين قال البلاغيون لكل مقام مقال ،ولكل كلمة مع صاحبتها مقام وقعوا على عبارتين من جوامع الكلم يصدقان على دراسة المعنى في كل اللغات لافي العربية الفصحى فقط، وتصلحان للتطبيق في إطار كل الثقافات على السواء ،ولكن كتبهم لم تجد ظروفا مواتية لتذيع وتشتهر كما حدث لرأى مالينوفسكي وهو يصوغ مصطلحه الشهير سياق الحال يعلم أنه مسبوق إلى مفهوم هذا المصطلح بألف سنة أو ما فوقها ،إن اليذين عرفوا هذا المفهوم قبله سجلوه في كتب لهم تحت مصطلح المقام . إن قراءة متمعنة في كتاب اللغة العربية معناها ومبناها ي
مكن أن يستنتج أن الباحث قد أعاد ترتيب الأفكار اللسانية الكلاسيكية التي تشتت في كتابات القدماء في ضوء المنهج الوصفي ومقولات النظرية السياقية تحديدا في مجال الدلالة ومقولات الفنولوجيا البراغية في مجال الصوتيات .
4-تجربة كمال بشر:
نعرض لبعض آراء كمال بشر اللسانية من خلال كتابه دراسات في علم اللغة الصادر سنة 1969 والذي خصصه للبحث في التفكير اللغوي عند العرب في ضوء علم اللغة الحديث ، والحقيقة أن البحث الذي أسسه كمال بشر ظل متواترا عند نخبة من الباحثين اهتمت رأسا بتأصيل النظريات اللسانية ،والكشف عن جذورها في الفكر اللساني العربي ،ويركز خلال دراسته على ابن جني و السكاكي اللذان يعتبرهما خير ممثل لعلماء العربية نظرية وتطبيقا ومنهجا لإدراكهم طبيعة العلاقات النسقية بين مستويات اللغة الصوتية والصرفية والتركيبة والدلالية، وإن أعاب عليهم بعض الشيء عدم توفيقهم في التطبيق وبالنسبة إلى امكانية التوفيق بين منهج العرب واللسانيات الحديثة يصرح بصعوبة ذلك لعدم تكافؤ الطرفين ثقافيا وعلميا، ويرى في التلفيق بين المنحيين خليطا من التفكير ومزيجا من طرائق البحث أوقعتهم في أخطاء منهجية لا يقرها البحث الحديث ، ومن جهة ثانية يبين كمال بشر الهدف العملي للدراسة اللسانية العربية المرتبطة بالنص القرآني في المرحلة الأولى وبتعليم القواعد النحوية في المرحلة الثانية ،وعليه يتبدد الوهم القائل بإمكانية تطبيق المناهج الحديثة في اللسانيات تطبيقا صارما على النحو العربي لاختلاف الأصول والأدوات بل اختلاف السياق الحضاري كله ،والأنفع بالنسبة إلى الباحثين الكشف عن جوانب النظرية اللسانية العربية لا الادعاء بعدم ارتكاز البحث اللساني على منهج ثابت وواضح.
5-تجربة عبد الرحمن أيوب :
يمثل لهذه التجربة بكتابه دراسات نقدية في النحو العربي الذي طبع سنة 1957 وهو يعبرعن وجهة نظر مؤلفه في نقد الثراث النحوي، والذي يلخصه في كلمة نحو تقليدي قياسا على النحو الحديث الذي تقدمه اللسانيات الوصفية كبديل علمي وموضوعي للسابق ، ويرى الكاتب أن النحو العربي مبني على افتراضات عقلية نظرية يحاول النحويون تعميمها على المادة اللغوية من غير نظر إلى الاستنثناءات على القاعدة ،وهو عكس ما تكرسه النظرية الوصفية التي تستنبط القاعدة من الأمثلة اللغوية، وتأبى أن تفلسف الظاهرة اللسانية كما فعل التقليديون حين تبنوا الفكر الأرسطي، أما البديل الذي يقترحه الباحث فهو تبني منهج التحليل الشكلي الذي تتضمن معالمه وطرقه الإجرائية الوصفية في كتاب زليج هاريس مناهج اللسانيات البنيوية" الذي يوضح فيه كيفية تصنيف الوحدات اللسانية في الجملة على أساس وظيفتها الشكلية ،ويعني هذا الكلام أن شكل اللفظة هو الذي يساعد الدارس على تحديد قسمها الذي تندرج .....