كتابٌ مجهولٌ لابن كيسان(ت299هـ) في شرحِ فصيحِ ثعلب
د. محمد علي عطا
أثناء تصفحي لمخطوطة كتاب جمهرة اللغة لابن دُريد(ت321هج) المحفوظة في مكتبة فاضل أحمد أفندي برقم (1541) والتي نسخت عام (353هج) لاحظت وجود حواشٍ بخط مخالف فيها نقول لغوية عن: ابن القوطية، وابن الأعرابي، وابن كيسان، والمطرز، وثعلب عن ابن الأعرابي، وأبي موسى عن ثعلب، وعن ثعلب مباشرة، وعن ابن عرفة، والأزهري، وأبو عبيد الهروي، وابن قتيبة، والفرَّاء، والفارابي.
وتفاجأت على هوامشها بحاشية منقولة عن شرح الفصيح لابن كيسان تلميذ ثعلب (ت 299هج) في هامش الورقة 238، ونصُّه: "ابن كيسان في شرح الفصيح: زهى يُزهى فهو مزهو، ولا يقال زها يزهو إلا في الثمر".
وكنت أحصيت كل ما كتب عن فصيح ثعلب في بحث محكم بعنوان: الدورة التراثية لفصيح ثعلب تعريفًا وتطبيقًا" وشاركت به في مؤتمر في لبنان ونشر في مجلة العلوم الإسلامية بتندوف في الجزائر، عام 2017م، على الرابط:
(
https://www.academia.edu/34492399/%D8%A7%D9%84%D8%AFولكني لم أقف حين كتابته على ذكر لهذا الشرح رغم الحرص على الاستقصاء، كما لم لأجد لهذا الكتاب ذكرًا في ما كتب عن ابن كيسان من تراجم ودراسات، وأكملها-حسب علمي- دراسة الدكتور محمد بن حمود الدعجاني، ابن كيسان النحوي، وهي رسالة ماجستير بجامعة الملك عبد العزيز، 1978م.
وليست هذه أول مرة نتعرف كتابًا لم يذكره أي مصدر غير المخطوطات فقد وفقني الله من قبل للوقوف على كتاب لابن خالويه(ت370هج) لا ذكر له في أي مصدر غير مخطوطة وعنوانه "جمع الفاعل"، وذكرت قصة ذلك في مقال " جمع الفاعل أثر مجهول لابن خالويه"، وهو على الرابط التالي:(
https://www.hamassa.com/2017/01/13/%D8%AC%D9%8E%Dوهذا يؤكد ما قلته في حوار أجريته مع أخي الكريم شحات البقوشي ذكرت فيه أن تراثنا كالرمال المتحركة لا تثبت على حال وكل يوم في تغيُّر، وأن الأبحاث التراثية هي ملفات مفتوحة مهما بلغت درجة استقصائها وحصرها، وأنه -على طريقة سادتنا الفقهاء- لو حلف حالفٌ على زوجته بأنه لو اكتمل بحثٌ تراثيٌّ فأنت طالق لم تَبِنْ منه أبدًا. وهذا رابط الحوار على موقع أمجاد:
(
https://amgadcenter.com/discussions/172/%D9%84%D9%82وتأتي أهمية هذا الشرح من أنه ثاني شرح قام على الفصيح؛ إذ لم يسبقه غير شرح المُبرِّد(ت285هج)، كما أنه نقصٌ في خريطتنا المعرفية بالدورات التراثية قد استُدرك بفضل الله.
كما أنني وجدت في حواشي مخطوطة جمهرة ابن دريد نقلين عن كتاب شرح فصيح ثعلب لأبي عمر الزاهد (ت345هج)، وهو مخطوط في مكتبة الأوقاف بالرباط برقم(214) كما ذكر فؤاد سزكين رحمه الله، ولم يحقق حتى الآن، ولم أستطع الحصول على صورة هذه المخطوطة حتى الآن، والنقلان هما:
النقل الأول: نقل في هامش الورقة 165، ونصُّه: "حَلوتُه وحُلتُ عليه: علوته بالضرب، قال الشاعر:
كيف جزيت عمَّك القِرشَبَّا
حين أتاك لاعبًا مُحبَّا
حُلت عليه بالقفِيل ضربَا
ضرب بعير السوِّ إذ احبَّا
كأنما تلحق فيه الرُّبَّا
والقِرشَب : الكبير الهرم. والمحب المتعب...البعير، ولحكته العسل وألحقته أي... شرح الفصيح للمطرز".
والنقل الثاني: في هامش الورقة 268، ونصُّه: "ومنه الناطع وهو الذي يتبع الطعام في نطعه بلسانه لشرهه إليه. حاشية من شرح الفصيح للمطرز".
والحمد لله أولا وآخرًا، وأسأل الله أن ييسر الوقوف على مخطوطة شرح الفصيح لابن كيسان كاملا في أحد خبايا الزوايا، سالمًا من البلايا!