وآنذاك، وحتى لا يبدو من الآن فصاعدا ما يحدث بالضرورة وباستمرار من تلقاء نفسه ودون أي هدف، منشأ في هدف محدد ويكسب الإنسان وضوح الذهن والناموس الأخير . فإن طبيب الأخلاقيات يلج المسرح، بعقيدته أن الله «هدف من الوجود»، لذلك يختلق واحدة أخرى، أي وجودا ثانيا، وبواسطة تركيبه الجديد يخرج الوجود القديم، المبتذل، عن أطواره البالية و المبتذلة، أكيد أنه لا يريد إطلاقا أن نسخر من الوجود، ولا من أنفسنا أو من نفسه على الأقل، فبالنسبة له يظل الكائن دائما کائنا، شيئا من الأول والأخير والعظيم أيضا، ليس هناك ، في نظره، نوع، كميات ، أصفار قط.
وبقدر ما تبلغ اختلاقاته وتقديراته من الحماقة والهذيان، بقدر ما يغالي في تجاهل سيرورة الطبيعة ونكران شروطها .
وكل الأخلاقيات كانت على الدوام خرقاء وضد الطبيعة لدرجة أنكل واحدة من هذه الأخلاقيات كانت قادرة على تقويض الانسانية لو أنها ثبتت سيدة لها ..لكن ! مع كل ولوج جديد «للأبطال» على الخشبة، يكون شيء جديد ماقد تم اكتسابه : الرأي المخالف الشنيع للسخرية ، هذه الرجة العميقة للكثير من الأشخاص مع هذه الفكرة : «أجل، ، من الأهمية بمكان أن نحيا ! أجل، أستحق أن أحيا !»
- الحياة ، أنا كذلك، أنت ونحن جميعا قد أصبحنا البعض للبعض الآخر، مفيدين ثانية، لبعض الوقت - يقيني أنه علي التمادي وحتى إشعار آخر للضحك، إنتهى العقل والطبيعة بالانتصار على كل واحد من أطباء «الهدف» هؤلاء : فالتراجيديا القصيرة لم تكف عن أن تعبر وتعود إلى كوميديا الوجود الأبدية ، ويجب أن ترتد في النهاية أمواج الضحك أيضا إلى أكبر هؤلاء التراجيديين.
ولكن على العموم، بالرغم من كون كل هذا الضحك ناجعا للإصلاح، فإن عودة الظهور الدائمة لأطباء الهدف من الوجود لم يكن لها أدنى مفعول لتحويل الطبيعة الإنسانية - هذه الطبيعة ستفتقر من الآن فصاعدا إلى شيء آخر، وبالضبط الحاجة إلى العودة الدائمة لظهور أطباء مماثلين، لظهور مذاهب «هدف» مماثلة.
- لقد أصبح الانسان بشكل غير محسوس حيوانا غريب الأطوار، وأكثر من أي حيوان آخر، وجد نفسه مجبولا على تلبية شرط وجود : يجب على الانسان، من وقت لآخر، أن يعتقد أنه يعرف لماذا هو موجود، ولا يستطيع نوعه البشري أن يزدهر دون ثقة دورية في الحياة ! دون إیمان بالعقل في عقر الحياة ! وعلى التوالي سيأتي زمن حيث سيفتي الجنس البشري أنه : «يوجد شيء ما لا يستحق أن نضحك منه! » وصديق الجنس البشري، الأكثر تبصرا سيضيف : «ليس الضحك والحكمة المرحة فحسب، هما مايراه ضمن عدد وسائل وضرورات حفظ النوع ، بل المزاج التراجيدي أيضا بغباوته التي لا توصف»!
- وبالتالي ! النتيجة ! لكن هل فهمتم ما أردت قوله أيها الرفاق ؟ هل فهمتم هذا القانون الجديد للمد والجزر ؟ فنحن أيضا سيكون لنا موعدنا !
- فريدريك نيتشه
- من كتاب #العلم_المرح أو (تسمية أخرى) #العلم_الجذل
وبقدر ما تبلغ اختلاقاته وتقديراته من الحماقة والهذيان، بقدر ما يغالي في تجاهل سيرورة الطبيعة ونكران شروطها .
وكل الأخلاقيات كانت على الدوام خرقاء وضد الطبيعة لدرجة أنكل واحدة من هذه الأخلاقيات كانت قادرة على تقويض الانسانية لو أنها ثبتت سيدة لها ..لكن ! مع كل ولوج جديد «للأبطال» على الخشبة، يكون شيء جديد ماقد تم اكتسابه : الرأي المخالف الشنيع للسخرية ، هذه الرجة العميقة للكثير من الأشخاص مع هذه الفكرة : «أجل، ، من الأهمية بمكان أن نحيا ! أجل، أستحق أن أحيا !»
- الحياة ، أنا كذلك، أنت ونحن جميعا قد أصبحنا البعض للبعض الآخر، مفيدين ثانية، لبعض الوقت - يقيني أنه علي التمادي وحتى إشعار آخر للضحك، إنتهى العقل والطبيعة بالانتصار على كل واحد من أطباء «الهدف» هؤلاء : فالتراجيديا القصيرة لم تكف عن أن تعبر وتعود إلى كوميديا الوجود الأبدية ، ويجب أن ترتد في النهاية أمواج الضحك أيضا إلى أكبر هؤلاء التراجيديين.
ولكن على العموم، بالرغم من كون كل هذا الضحك ناجعا للإصلاح، فإن عودة الظهور الدائمة لأطباء الهدف من الوجود لم يكن لها أدنى مفعول لتحويل الطبيعة الإنسانية - هذه الطبيعة ستفتقر من الآن فصاعدا إلى شيء آخر، وبالضبط الحاجة إلى العودة الدائمة لظهور أطباء مماثلين، لظهور مذاهب «هدف» مماثلة.
- لقد أصبح الانسان بشكل غير محسوس حيوانا غريب الأطوار، وأكثر من أي حيوان آخر، وجد نفسه مجبولا على تلبية شرط وجود : يجب على الانسان، من وقت لآخر، أن يعتقد أنه يعرف لماذا هو موجود، ولا يستطيع نوعه البشري أن يزدهر دون ثقة دورية في الحياة ! دون إیمان بالعقل في عقر الحياة ! وعلى التوالي سيأتي زمن حيث سيفتي الجنس البشري أنه : «يوجد شيء ما لا يستحق أن نضحك منه! » وصديق الجنس البشري، الأكثر تبصرا سيضيف : «ليس الضحك والحكمة المرحة فحسب، هما مايراه ضمن عدد وسائل وضرورات حفظ النوع ، بل المزاج التراجيدي أيضا بغباوته التي لا توصف»!
- وبالتالي ! النتيجة ! لكن هل فهمتم ما أردت قوله أيها الرفاق ؟ هل فهمتم هذا القانون الجديد للمد والجزر ؟ فنحن أيضا سيكون لنا موعدنا !
- فريدريك نيتشه
- من كتاب #العلم_المرح أو (تسمية أخرى) #العلم_الجذل