#الغفران_بقلم_مال_الشام
#ثلاثية #واقعية

تركت هناء اغراضها و اخدت اوراقي الرسمية و الثبوتيات و طلعت من البيت ... خلال ساعه ونص بكيت متل ولد صغير مو متل رجال عمرو 32 .. بكيت لوقت ما حست صرت ابكي دم مو دموع ..
لوقت ما رجعت هناء ... سمعت طقة المفتاح و حطيت راسي تحت الغطا ..

هناء : فوتي مرت عمي تفضلي ..

ام خالد : وينو ؟

هناء : جوا

فاتت امي لعندي وقعدت على التخت .. صارت تلمسني بايديها : خالد .. شو صايرلك يا امي .. شو صار فيك يا حبيبي

رفعت الغطا من على وشي و رمت حالها علي و صارت تحضني بقوة كبيرة وتبكي وانا ابكي بصوت عالي بحضنها .. ما بعرف ازا هناء شافتني بهاد الشكل بس لما وعيت على حالي ومسكت اعصابي لقيتها تاركه البيت ورايحه

رجعت امي ..

رجعت بكل معنى الكلمة .. رجعت كأنو امبارح تركتني .. ما عاتبتني بأي كلمة و لا حسستني انو زعلانه مني ..

كان العمر تعبها بس لسه صحتها معها .
. تقوم تطبخ وتجي تطعميني
تنضفني و تمسحلي و تحكي معي وتطلعني من غنرفتي وتسندني على كتفها الي ما لقت حدا تسندو عليه وقت احتاجت

كنت كل ما اقعد معها خاف كتير ، قول اكيد هلأ بدا تفتح الموضوع .. اكيد هلأ بدا تعاتبني .. بس ولا مره عاتبتني ! ولا مره سألتني ليش هيك صار ..

ام خالد : يامو تفاحة ولا برتقالة ؟

خالد : لا ولاشي امي مو جاي على بالي

ام خالد : معناها موزه ههههه وانت صغير كنت تحب الموز اكتر شي شوي روح على المطبخ جيبلك موز

مسكتها من ايدها وشديتها ..

ام خالد : شو ما بدك ؟

خالد : بعدك متزكرة شو كنت حب انا وصغير ؟

ام خالد : ايه طبعاً .. انت ابني و وحيدي .. كل حياتي بتزكر كل شي بيتعلق فيك ...

خالد : حتى بعد الي عملتو فيكي ؟

حسيت كأنو رجف قلبها .. فتحت عيونها فجأة وصارت انفاسها تتسارع ... سحبت ايدها من ايدي وقامت بسرعه

ام خالد : لا تحكي بهل موضوع انا ما بدي احكي فيه ابداً

خالد : بس لازم نحكي فيه

ام خالد : رح جيبلك موزة من المطبخ ..

قامت بسرعه وضلت بالمطبخ وما رجعت وانا ضليت قاعد وحاطط ايدي التنتين على راسي وعم اتزكر الي عملتو ..

وقت رحت اخطب هناء اهلها شرطو يكون الها بيت ملك مستقل بمنطقة محترمة .. وقت حكيتلهن عن البيت الي اشترالي ياه ابي قبل ما يتوفى قلي عمي (( منيح لكن بتخلي فيه الست الوالدة وبتشتري بيت لهناء .. ))

احرجوني و ما رضيو يتنازلو ابداً عن هاد الطلب وانا كنت عم اشتغل جديد وما معي الا كم ليرة مفكرهن رح يجوزوني .. ما رجعت لعندهن وبعد شهرين خبرتني هناء انو جاين لعندن ضيوف ورح يخطبوها

ما لقيت حالي الا عرضت البيت الي قاعدين فيه للبيع ... و رجعت خبرت ابو هناء انو رح جهزلها البيت بكم شهر وطلبت نقرأ الفاتحة ..

بعم ما بعت البيت الي كتبو ابي باسمي مشان عيش فيه انا وامي ... بلشت دور على بيت منيح بمنطقة محترمة .. اخدت اسوارتين دهب من امي هي اعطتني ياهن مشان مشي امور الخطبة

و لقيت بيت على العظم بمنطقة محترمة كتير و بنفس المستوى الي متعوده هناء تعيش فيه ...

لما خبرتها فرحت كتير وخبرت اهلها ... وابوها تكفل انو يكسي البيت على حسابو ويفرشلنا ياه المهم بنتو تكون مبسوطة ومو ناقصها شي ..

كل شي انحل ... الا مشكلة وحده الي هي امي .. والي ما قدرت قول لعمي انها رح تعيش معنا .. وهناء قالتلي انو ابوها رح يفركش الجوازة كلها ازا بيعرف انو امي رح تعيش معنا ... ف طلعت بحل بشع كتير ..

_____________________
(( قــــــــــــبــــــــــــل سنة ))

ام خالد : حبيبي خلصت انا ضبيت كل اغراضي

خالد : اكيد ما عاد ناقصك شي ؟

ام خالد : ايه ايه اكيد .. يلا خلينا نمشي .. بدي شوف بيتنا الجديد

خالد : ايه يلا امي اعطيني الشنتى عنك

ام خالد : لك ابني .. معقول مرتك تزعل لاني رح فوت البيت قبلها ؟ خلينا نستنى هون لبعد ما تتجوزو باسبوع بجي لعندكون ما تعتل همي !

خالد : لا ما بصير لازم نفرغ البيت ونسلمو .. الي اشتراه طلب مني سلمو هاليومين

ام خالد : ايوه .. طيب ليك خلص بروح بقعد عند مرت ابوك شهر زمان .. معليه بتحمل ما تعتل همي ، انت وعروستك لازم تاخدو راحتكون شوي ما بصير اكبس على نفسكون من اولها !

خالد : خلصنا بقى امي امشي معي بدون حكي

ام خالد : ليش زعلت مني ؟ انا امك وشايفه كيف حالتك الك ايام ما عم تاكول ولا عم تنام وعطول شارد .. واكيد هاد كلو لانك عم تفكر فيني .. ليك ابني افهم شغله
انا مستحيل نغص عليك حياتك انت ومرتك .. بالعكس والله ما بدي غير شوفكون مبسوطين وما رح ازعجكن بشي لا يكنلك فكرة .. رح ساعدها بكل شي وكون الها متل الام
ما تفكرني متل باقي الحموات ...رح حطها بعيوني لان قيمتها من قيمتك يا روحي انته

خالد : لك خلصنا بقى فهمت .. امشي معي يلا

______________________________
#الغفران_بقلم_مال_الشام
#ثلاثية #واقعيه

الجزء الثاني

من هداك الحادث .. وبهداك اليوم .. تغيرت كل حياتي ..

كنت صاحي وحاسس على كل شي هن وعم يسحبوني من السيارة .. بس ما كان في اي وجع .. دم مغطي عيوني و عم حاول احكي بس ما قدرت .. بعد ما رفعو السيارة وطلعوني حطوني على النقالة
وسمعت صوت سيارة الاسعاف ، و كمان ما كنت حاسس بأي وجع .. بعيوني بلشت دور على هناء بكل مكان وافكار كتيرة عم تروح وتجي براسي .. ابشع هي الأفكار انو هناء تكون ماتت !!

لوقت ما وصلت على المستشفى وسمعت الممرضين فوق راسي عم يقولو (( حالة خطيرة .. جهزو غرفة العمليات

.. )) ما كنت مستوعب انو الحكي عني لاني فعلاً ما كنت حاسس بألم

بغرفة العمليات ... كان الضو فوق راسي حط الدكتور اصابعو قدام عيوني و سألني بصوت عالي (( هدول كم ؟ )) .. حرك اصابعو يمين ويسار و انا عم تابعو .. بعدين رجع يحكي مع الطاقم الطبي الي معو
وانا رجعت اتطلع بالضو الي فوق راسي .. وما بعرف ليش شفت بالضو وحده حامل حاطه ايدها على ضهرها وعم تمشي .. ضيقت عيوني و حاولت اتطلع اكتر
ضلت عم تمشي هي المرا بعدين تمددت عالأرض و خلفت .. حملت الطفل الي بايدها وصارت تهدهدلو وتضحكلو .. وفجأة قامت و صار الولد يمشي جنبها وهي ماسكه ايدو
يوقع وتوقفو .. يوقع وتوقفو ..صار يكبر الولد وهي كمان تكبر .. هو ضهرو يستقيم وهي ضهرها ينحني .. اخر شي ترك ايدها وفل .. وهي قعدت بالأرض وصارت تبكي ..
ما عاد قدرت هدي حالي و صرت حاول اصرخ .. الي كنت عم شوفو مجرد شريع سريع لحياتي انا وامي .. وبعدها غبت عن الوعي ..

_____________________

هناء : حبيبي .. خالد ؟

فتحت عيوني على صوتها وعلى لمسة ايدها ..

حطت ايدها على راسي وصارت تبكي : الحمدلله انك بخير .. خفت كتير عليك

خالد : انتي منيحه ؟

هناء : منيحة .. مابني شي ..

كانت ايدها ملفوفة و قاعده على كرسي متحرك ..: ليش هاد الكرسي ؟

جاوبتني الممرضه الي واقفه جنبها : ما تقلق زوجتك بخير بس في كسر بايدها وبرجلها ولازم تضل مرتاحه وهي اصرت تجي تشوفك لهيك جبتها على الكرسي المتحرك

ابتسمت و شديت اصابعي على ايدها : الحمدلله على سلامتك

هناء : الحمدلله على سلامتك انت ياعمري ... لو تعرف شو خفت .. هاد الحادث ابشع شي صار بحياتي .. اهلي كلون خافو عليك .. كنا ناطرين لحظة بلحظة لتصحى ونطمن عليك

خالد : ليش اديه علي نايم ؟

هناء : تلات ايام ..

تطلعت حوالي على الغرفة الي انا فيها ..

هناء : بابا جابنا على هاد المشفى بعد ما طلعت من العملية .. هون بيهتمو فينا احسن

غمضت عيوني وكنت حاسس بتعب فظيع .. حتى عظامي كانت عم توجعني ... والوجع بلش بالتدريج لبعد ساعة ونص بلشت اصرخ وهناء صارت تبكي من الخوف
اجا الدكتور و اعطاني مسكن الم خلاني ارتاح وارجع نام بهدوء ..
يومين اضافيات بالمستشفى على المسكنات وبعدين بلش الوجع يصير مقبول نوعاً ما .. كانت هناء كل الوقت جنبي ما تتحرك ولا ثانيه رغم وجعها والكسور الي بجسمها ..

تطعميني بايدها و تحاول تحكي معي بس كنت حاسس حالي داخل بصدمة ولسه ماني مستوعب الي صار معنا .. وكل ما اتطلع على هناء واتخيل انو كنت ممكن اخسرها تسود الدنيه بوشي

هناء : حبيبي .. جبتلك خبر حلو

خالد : ليش الحلو بجيب غير الاخبار الحلوة .. هاتي لشوف بدهن يخرجوني ؟

هناء : يا الله منك هيك حرقت المفاجئة ؟ ..

خالد : هههههههه خلص اسف رح اعمل حالي ما معي خبر وانتي ارجعي فوتي واحكيلي

هناء : حسابك بالبيت .. هلأ رح جهز اغراضك وبعدين منتفاهم

خالد : كيف بدك تجهزيهن اقعدي انتي وهلأ بتجي الممرضة بتضب كل شي

هناء : اوووف لك عنجد مليت حاسه حالي مربطه

خالد : ايه على الاقل انتي صرتي تمشي و عندك ايد تانيه تحركيها .. انا لهلأ مو قادر اتحرك اي حركة

هناء : _ _ _

خالد : بالله خليني شوف الدكتور هلأ لافهم اديش بدي ضل على هالحالة

هناء : بس بابا حكي معو وشرحلو حالتك كلها ..

خالد : اي وشو قال عمي ؟

هناء : قلي انو رح تتحسن بالتدريج بس هلأ ما فيك تمشي بنوب

خالد : اي يعني شو المشكلة بالضبط ؟

قربت وقعدت جنبي على التخت وحطت ايديها على وشي : ما تكتر اسئلة المهم نطلع من هون رح اختنئ

خالد : عيونك

هناء : عيوني ؟

خالد : اي

هناء : شبهن ؟

خالد : بشلو

______________________

طلعنا على بيت عمي وبقينا هنيك شهر ونص .. لوقت ما رجعت هناء تتحرك بشكل طبيعي وصار فيها تدير بالها علي لحالها .. رجعنا على بيتنا .. وفتت على بيتي محمل وعمي وهناء عم يسندوني
بعد ما طلعت منو واقف على رجلي ..

حطني عمي بالفرشة و كان وشو مبين عليه الانزعاج ومانو مبسوط ابداً .. شكرتو مرتين وما رد علي.. بس طلع من البيت رجعت هناء وفتحت الشنته لتطلع تيابنا وتحطهن بالخزانة

خالد : هناء .. شبو ابوكي كأنو مو طايقني ؟

هناء : اه ؟ ليش عم تحكي هيك ابي كتير بحبك بس هو ما كان حابب نطلع من عندن