الجزء الأول
#عابرة_سبيل
للكاتبة روز سعد الدين
في نهار صيفي مشرق ،امتلأت الشوارع بالمارة ، و ازدحمت بهم
كانو متشابهين على الرغم من اختلافهم ، أجل قد اختلفو في الطول و الهيئة و تشابوها في
حثاثة خطواتهم و تصرفاتهم ، قد لا يلحظ ذلك أحداً منهم ، لكن غريباً يراقبهم بصمت من على قارعة
الطريق ، قد بدت لهُ حتى الوجوه متشابهة إلا منها ……
و كأن الشارع قد تلون بالأبيض و الأسود و حافظت هي على رونق ألوانها
استمر يحدق بها حتى تشوشت رؤيته ، أجل هذا ما يحدث عندما لا ترمش لفترة طويلة
كاد أن ينهض من مكانه لينتشلها من وسط زحام الباعة المنتشرين على جوانب الطرق
إلا أنه تراجع في لحظاته الأخيرة و اكتفى بالنظر إليها……
سيرين ……
هاد كان اسما ، كانت عم تمشي بالشارع و تتفتل بين الباعة ، تطلعت يمينا و شمالا
و بخفة ايد مندون محدا يلمحا ، سرقت تفاحتين عن البسطة و خبتن بشنتايتا
كانت مبسوطة بالانجاز يلي عملتو
تابعت بطريقا لعند بسطة بياع الكعك
سيرين : شو سعر هدول الكعكات يا عم
:
البائع : شفتك شو عملتي
رجعيهن لمكانن بسرعة
سيرين : لا تصرخ فيني انا ما عملت شي
البائع : ليكي بناديلك الشرطة و بخليها تزتك بالحبس
طالعي الكعكات من شنتايتك ، شفتك انتي و عم تسرقيهن
سيرين : ما سرقت شي ، بدك تتبلاني يعني
البائع : انتي امسالك ايدن طويلة كتير ، ولازمهن عقاب حتى يتعلمو يبطلو يسرقو
يا شرطييي
يا شرطي تعال لهون
سيرين : خلص خلص برجعن
بترجاك وطي صوتك رح تفضحني قدام الناس
البائع : هلأ صار بدك ترجعيهن …
الشرطي : شو عم يصير هون
التمو كل الناس حوالين بسطة بياع الكعك
البائع : هاي البنت حرامية كانت عم تسرقلي كعكاتي
سيرين : عم يكزب عليك انا ماني حرامية ، سألتو عن حقن و كنت بدي اشتري
البائع : فتاح شنتايتا و شوف مين الكزاب فينا
اخد الشرطي الشنتاية منها و كب كلشي فيها على الأرض
وقع منها شوية ادوية و ورق ، بس ما كان في أي كعك بالشنتة
البائع : والله كانو الكعكات بالشنتة ، اعترفي وين خبيتيهن
الشرطي : حاجتك كزب ، عم تتبلاها عينك كنت عينك
البائع : يا سيدي والله العظيم شفتا عم تسرقن
الشرطي : سكوت احسن ما اشحطك على الحبس
و انتي اختي بتحبي تشتكي على هاد الزلمة
سيرين : لا ما بدي اشتكي على حدا ، الله يسامحو
الشرطي : بتعرف لو اشتكت عليك ، كنت نمت ليلتك بضيافتنا، اعتزر منا و قدملا كعكتين هدية
البائع : أمرك
طال البياع كعكة عن بسطتو و قدما لسيرين
سيرين : بس الشرطي قلك كعكتين
زورا بنظراتو و طال كمان كعكة و عطاها اياهن ، ابتسمت هيي و عم تاخدن
راح الشرطي و الناس تفرقت
و سيرين نزلت على الارض لملمت غراضا بعد ما خلصت ، طالت من جيب فستانا العريض ، الكعكتين و التفاحتين يلي كانت سارقتن و حطتن بالشنتاية
كان البياع مقهور كتير من تصرفا ، سرقت و قدرت تنفد حالا و تطالعو هوي الغلطان
البائع : الا ما يجيكي يوم و توقعي
ضحكت سيرين ، و بانت سنانا يلي كانو مصفوفين متل شي عقد لؤلؤ متناسق و عم يلمع
غمزتلو و تابعت طريقا
مشيت كتير لحتى بعدت عن السوق و وصلت لحارة شعبية قديمة
كانت بيوتا قديمة و على وشك انو توقع فوق روس صحابا
الاطفال تيابن ممزعة و عم يلعبو بالشوارع وسط مياه المجاري
كان في بيت قديم من طابقين بنص هالحارة
وقفت سيرين قبال شباكو شوي و كأنو عم تراقب حدا
بعدا فاتت لجوا و طلعت على الطابق التاني مباشرة ، طالعت مفتاحا و فتحت الباب
و بس صارت جوا سكرتو و رجعت تأكدت مرة تانية انو تسكر
:
اجاها صوت ضعيف من جوا عم ينادي باسما
جهاد : سيرين
………… سيرين انتي جيتي
سيرين : اي جهاد انا جيت
رسمت ابتسامة خفيفة على وشا و فاتت على الغرفة
كان في شاب صغير بأول عمرو نايم على التخت و وجهو شاحب و باين عليه المرض و التعب
سيرين : قلي كيف حاسس حالك ؟
في شي عم يجعك ؟
جهاد : لا انا منيح
بس كان بدي تساعديني حتى فوت على الحمام
سيرين : طيب على مهلك ، عطيني ايدك
قومتو عن تختو و ساعدتو لحتى وصل باب الحمام
و هيي راحت على المطبخ جابت كاسة مي و حطتلو جنبا حبة الدوا
مع الكعك و التفاح
رجعت على غرفتو لقيتو عم يحاول يتسطح على التخت
سيرين : ليش ما ندهتلي كنت ساعدتك
جهاد : معلش حسيت حالي منيح و بقدر امشي
سيرين : طيب يلا لشوف كول هدول بعدا شراب الدوا تبعك ، حتى تتحسن و ترجع توقف على رجليك
جهاد : انتي من وين جبتي هاد الدوا
سيرين : اشتريتو من الصيدلية
جهاد : و منينلك المصاري ، انتي صارلك تلت شهور بلا شغل و على حد علمي نحن مفلسين
سيرين : اي ………
هدول … انا
كنت مدينة مصاري لوحدة رفيقتي ، و اليوم شافتني بالصدفة و رجعتن
جهاد : اي
كان جهاد عم يهز راسو بعدم تصديق
سيرين : اي ما كان هالمبلغ يعني ، عطيتين للصيدلي و قلتلو بكملك الباقي بعدين
جهاد : سيرين انتي مانك مضطرة تساوي اي شي مشاني …!
مانك مضطرة تشتغلي ليل مع نهار حتى تقدري تأمنيلي هالأدوية الغالية
بعرف انو مرضي حمل تقيل عليكي و عم يحملك هموم فوق طاقتك
بعتزر منك ، كان لازم ك