(61)

لم يُشفق النوم عليّ هذهِ المرة، كان الأمرُ أشْبه بكابوسٍ تحتَ ياقات إندثار الشهبِ، لقد رأيتُ أنني بحارٌ على قارب تبحرهُ ذاتي إلى ظلال الهاوية، أما هناك ؟ الموج الأزرق ما عاد يعرفني، حتى نورس المحيط قد هجرني، ماعدت أعرف أين ترسوا بقايا ما بعثرتهُ لي أيامي الشِداد، البحرُ ما عاد بحراً، والسماءُ زافرةً لمؤشر البوصلة، لا أجزم أنني على حافة الغرق لكن أعلم أن لا طوق نجاة أهرع إليه، الموج الأزرق بات أسوداً يا صديقي، لقد لوثهُ ما يحملهُ حبري الأسود من شتات و ضياع بين أزقة الرماد، يبدو أن أسراب الأمل لا عودة لها لضفاف مهجعي، أما الواضحُ علناً أنني خسرت و مازلت أخسر الكثير وحتى هذا الآن يا صديقي الهزائم تنهشني، إلى أين يا قاربي إلى أين ؟ دعني أسبح قليلاً أمام مغيب الشمس علني أغيب و يغرق قاربي وحدهُ إلى نُزل الهاوية، لعلي أنبلجُ شروقاً أرمم بهِ و لا أخسرُ المزيد، أما الواقع يخبرني ؟ " هذا أنت ولن تتغير "

#MohamedSyr | ربما مأساة

محمد عرفة السيد - سوريا/دمشق