لغرور وتزكية النفس.
هذا، ومن شأن المؤمن أن لا يمسي ولا يصبح إلا هو متهم لنفسه بالتقصير في طاعة الله والتفريط في ذكره والتضييع لشكره.
وهذا لا يمنع أن نطلب المعونة من غير الله،لكن لنعلم أن الله هو المعين،وهو المسخر،وأن كل شيء بيد الله،لا ينفع إلا إذا أراد الله؛فالنبي قد استعان بالمشركين ودعاهم لمعاونته.
وأن إعانته مبنية على الأسباب، والله هو المهيئ لهذا الذي يعينك،والمسخر له.
﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ6﴾ آخرالفاتحة دعاء وأولها ثناء على الله، يعني أن الله يعلمنا الطريق القويم،وهي سبل الأنبياء التي سلكوها ليصلوا إلى رضوان الله. والصراط المستقيم يعني: الدين الحق الذي جاءت به أنبياء الله ورسله¢.
ودلالة على أن هذه الدعوة التي أمرنا الله بها في كل صلاة هي التي توصلنا إلى طريق الحق وإلى السعادة والنعيم الدائم التي هي أمنية كل إنسان،وهي نعمة من الله أن يفرضها علينا لندعوه بها، ونتوصل بها إلى هذا النعيم الدائم، ولم يعلمنا كيفية الدعاء له إلا وهو سيستجيب لنا،وهو كريم لا يخيب أحداً لديه.
وينبغي أن لا يقطع أحد رجاءه وأمله في الله،بل يستغفر ويتوب إليه إن كان قد عصاه فسيغفر له ويتوب عليه.
وهو عالم ببني آدم،وأنهم مرة يخطئون،ومرة يصيبون، ومرة كذا ومرة كذا، فلا يخب أمل المرء في الله ورجاؤه فيه، فينبغي أن يقبل إلى الله بالدعاء ويستغفره، ﴿إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ87﴾[يوسف]، ولو فعل ما فعل فلا ييأس ويقول إن الله لن يغفر لي، ولن يقبل توبتي ودعوتي؛ فالله يغفر لك المعاصي كيفما كانت إذا رجعت إليه وندمت.
فالله محسن إلينا غاية الإحسان، ومنعم علينا بأجل النعم؛ فينبغي أن نتألم إذا عصيناه،ونندم أشد الندم، ونحرص على أن لا نفعل شيئاً مما نهى عنه.
وهذه هي التوبة وهي أن نتألم لما وقع منا من معصية الله، وبعض الأئمة قد قال: إن التوبة هي الندم، أي: ولو لم يصحبه استغفار.
والصراط المستقيم: هو الدين الحق، فإذا هداك الله إليه فسوف تتوب وتستغفر وتفعل كل الطاعات،فهي دعوة عامة تشمل كل خير وطاعة في الدنيا والآخرة.
وهو:﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
لكن:﴿غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ7﴾ وهم اليهود والنصارى، فقد أنعم الله عليهم لكنه قد غضب عليهم وضلوا عن الطريق.
واليهود والنصارى فقد حرفوا وبدلوا وضلوا وأضلوا،فليسوا على طريق موسى #؛لأنه على الصراط الحق.