#سلسلة_الأندلس_من الفتح_إلى_السقوط
🔖المحاضرة الثانية:عهد الفتح الإسلامي
     ✍    ∫∫    الحــــ16ــــلقة   ∫∫
- - - - - -
💎تتمة مناقشة قضية حرق طارق للسفن:

☆خامساً لا يعقل أن قائداً محنكاً مثل طارق بن زياد رحمه الله يحرق سفنه، ويحرق خط الرجعة عليه، وماذا يصنع لو هزم في هذه الموقعة؟ وهذا أمر وارد جداً، فالأيام دول، فقد تحدث الكرة على المسلمين لفترة من الفترات، وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [الأنفال:١٥ - ١٦]،

وننتبه هنا للاستثناء:( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )الأنفال (16)

أي: أنه هناك احتمال أن ينسحب المسلمون من ميدان المعركة إما تحيزاً إلى فئة المسلمين التي كانت في الشمال الأفريقي، فكيف يحرق طارق بن زياد سفنه فيقطع على نفسه الانحياز إلى فئة المسلمين، أو التحرف إلى قتال جديد والاستعداد إلى قتال جديد؟ وإن كان حدث هذا الإحراق فما هو إلا تجاوز شرعي خطير لا يقدم عليه رجل فيه ورع وتقوى وعلم وجهاد طارق بن زياد رحمه الله، وما كان المسلمون حكامهم وعلماؤهم ليسكتوا على مثل هذا الحدث من طارق بن زياد .

سادساً: أن طارق بن زياد لا يملك كل السفن التي حرقها، فإن بعضها مؤجرة من يوليان ليعبر عليها الجيش الإسلامي ثم تعاد بعد ذلك إلى يوليان القائد الذي كان موجوداً في ميناء سبتة، فليس من حق طارق بن زياد أن يحرق هذه السفن.

فالخلاصة: أن هذه الرواية مختلقة، وما أشيعت إلا لتهون من فتح الأندلس وتجعله أمراً محتماً على المسلمين؛ لأنهم ليس لهم ظهر وليس لهم رجاء.

💎طارق بن زياد يسرع في التوغل والفتح :
أما الموقف بعد موقعة وادي برباط الشهيرة فإن طارق بن زياد القائد الفذ المحنك بعد هذه الموقعة يعلم أنه إن أكمل الفتوح في تلك اللحظة فهي أفضل الفرص لفتح الأندلس مع أنه فقد 3000 شهيد في موقعة وادي برباط،

ووجد أن الروح المعنوية عند جيشه عالية جداً؛ لأن جيشه 12000 انتصر على 100000 واحد، ووجد أن الروح المعنوية عند القوطيين في الحضيض نتيجة الهزيمة، وأن الجيش القوطي هزم وقتل منهم الكثير، وتفرق منه بالفرار الكثير فأصبحت القوة أمام طارق بن زياد ضعيفة، وأنه قد يكون قد قتل لذريق في الموقعة أو حتى إن لم يقتل فعموم الناس تكره هذا الرجل، ففرصة أن يعلم الناس دين الله سبحانه وتعالى فقد يدخل معه الناس في هذه الظروف في دين الله،

وأن يوليان على عهد معه ولا يدري أحد إن كان سيخالف عهده مستقبلاً أم لا فعليه أن ينتهز هذه الفرصة وينطلق لفتح بلاد الأندلس بعد موقعة وادي برباط.

لذلك أخذ طارق بن زياد جيشه مباشرة بعد انتهاء الموقعة وتوجه اتجاه الشمال لفتح بقية بلاد الأندلس منها《 #إشبيلية 》وهي أعظم مدن الجنوب على الإطلاق، ولما اقترب جيش المسلمين من إشبيلية تحقق فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي جاء في صحيح البخاري : (نصرت بالرعب مسيرة شهر)،

ففتحت المدينة أبوابها للمسلمين دون قتال وصالحت على الجزية بالرغم من حصانة هذه المدينة وارتفاع الأسوار وقوة الحامية، وأكمل طارق بن زياد رحمه الله الفتوح بعد إشبيلية. 
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك في التلجرام👇
https://telegram.me/gghopff55