#اضاءة

عندما قام ترامب بالاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان، لم نسمع من عصابات الأسد تنديدا شديدا، فهناك مغفلون يعتقدون أن العصابة ستقوم يوما ما باستعادة الجولان، بل ويعتقدون انفسهم أن ايران ستحرر فلسطين، أو تريد ذلك. كل هذا جزء من أجندة للسيطرة على عواطف الشعوب

منذ 1973 لم تطلق عصابات الأسد طلقة واحدة على الكيان الصهيوني في الجولان، ومنذ انهاء الأحزاب الايرانية في لبنان للاحزاب الفلسطينية أو تدجينها بشعارات ممانعة ومقاومة لم تعد هناك الا مناوشات شكلية. تتفاخر تل ابيب بعدم وجود حراس اكثر اخلاصا من آل الأسد في حماية الكيان، حتى أنه وقبل أيام تم نشر فيديو لعربات عسكرية للكيان بدون جنود، فلماذا يقلقون من جبهة مجمدة منذ نصف قرن؟

حتى عندما كان الكيان يدك دمشق ويقصف المطارات، لم تقم العصابة بأي رد فعل سوى التنديد والاحتفاظ بحق الرد، وكان من المفترض ان تقوم ولو مرة بقصف موقع للصهاينة من باب حفظ ماء الوجه بدلا من تركيز مدفعيتها على المدنيين السوريين، فالرصاص الوحيد الذي وجهته عصابات الأسد كان على الشعوب الفلسطينية واللبنانية والسورية.

قدم للأسد الجولان لتل أبيب عندما أعلن سقوط القنيطرة قبل 17 ساعة من وصول جيش الكيان للمدينة، وقام بسحب القادات وترك الجنود على جبهة الجولان بدون قيادة ثم أصدر امرا بالانسحاب من المنطقة، وقتها كتبت تل ابيب شيكا لحافظ الأسد باسم اخيه رفعت بقيمة 100 مليون دولار لتبدأ العائلة أعمالها من بنك سويسري بحسب مستشار أنور السادات والذي قال أن لدى جمال عبد الناصر رقم وتفاصيل الشيك.

حاول الكيان الصهيوني الحصول على اعتراف دولي بسيادته على الجولان، ولهذا تم اطلاق مفاوضات عصر التسعينيات برعاية كلينتون بين الكيان والدول العربية، أطلقت عليه عصابات الاسد اسم "سلام الشجعان" لتقنع عوام الشعب بأنه ليس تسليما، ثم توقفت المفاوضات من طرف تل ابيب، ثم هلك حافظ ليتم توريث ابنه.

ما لا يعلمه كثير من السنة هو أن العلويون كانوا قد تسلحوا واستعدوا لانتفاضة سنية خلال عام 2000 لخوفهم من فقدان السلطة، لكن كثير من المحسوبين على السنة منهم المصدقين بأجندة الممانعة، كانوا هم من ثبت حكم بشار.

من عام 1990 الى عام 2000 نشطت ايران في التشييع في مدن سوريا، ومن عام 2000 الى 2010 بدؤوا بنشر التشيع في سوريا وفق استراتيجية، فعلى سبيل المثال كان فرع الفوعة مسؤول عن تشييع معرتمصرين وحارم وبنش ودركوش، وفرع الزهراء مسؤول عن انشاء قرية شيعية في قيلا ونشر التشيع في خان العسل واورم والاتارب وصلوة وقيلا والدانا ودارة عزة.

جاءت الثورة، فانهارت المخططات، وأصبح اللعب على المكشوف، لم يعد هناك اي سرية، ولم تعد تستطع ايران دس التشيع في العسل، بل تضطر الآن لامساك الارض عسكريا، وبالتالي تشيعها أصبح محصورا بين العوام القاطنين في مناطق عصابات الأسد والباحثين عن السلطة والمال.
#أ.أحمد