Forwarded From مخطوطاتنا
13‏/4‏/2017، 8:24:28 م: أحمد جنيدي: #مكتبة #دار #الإفتاء #الأزهرية

تعد مكتبة دار الإفتاء الأزهرية من أهم المعالم التراثية لمسلمي كيرالا، فهي الخزانة التي تضم عديدا من الكتب العلمية القيمة ونوادر المخطوطات،أسسها أحمد كويا الشالياتي المرحوم عام 1946م – 1366ه حين تأسسيه للمسجد الشالياتي ببلدة شاليم من مديرية كاليكوت، وكان الشالياتي شديد الحرص على جمع نوادر المخطوطات والكتب الإستثنائية القيمة.لم يكن الشيخ الشالياتي يدخر الكتب إلا ليتعلم بنفسه،ولما وجد بيته غير متسع لخزانة الكتب وذخيرتها بنى بيتا صغيرا زوّده بالكتب الإستثنائية والنادرة وهو البيت الذي أصبح فيما بعد معروفا بـــ مكتبة دار الإفتاء الأزهرية،

وفي داخل هذه المكتبة أدراج تعج بالكتب كما أن هناك سلّم يساعد على أخذ الكتب من أعلى الدرج حيث يصعب أن يكون في متناول يدك، والسلّم فريد بنوعه إذ لو وضع معكوسا لتشكل في شكل كرسي خشبي جميل.

ومن التحف القيمة التي تحويها المكتبة الأزهرية نسخة التوراة والإنجيل المكتوبة باللغة العبرية، والأبانيشاد، ومهابهاراتام، ورامايانم، وباغاواد غيت.
ومن نوادر الكتب كذلك نسخة كتاب الهند لأبي ريان محمد بن أحمد البيروني الذي تشرف بزيارة الهند مع محمود الغزنووي في القرن الحادي عشر، ومؤلفات زين تومس أحد دعاة التبشير ، وكذلك مؤلفات هويان سانغ الصيني أحد أعلام الديانة البوذية والذي زار الهند زمن حكم ساندرا غوبتا الإمبراطوري من السلاسة المورية التي حكمت الهند.

ويوجد في المكتبة عديد من الكتب النادرة التي تعالج علوم الفلك والحساب وجم غفير من الخرائط والإسطرلابات التي تحدّد الجهات بالإضافة إلى الآلات الفلكية والحسابية التي اخترعها الشالياتي بنفسه.

ومن النسخ النادرة في هذه المكتبة نسخة وحيدة لكتاب عمدة الأصحاب ونزهة الأحباب للعلامة الفاضل زين الدين رمضان الشالياتي ، أول كتاب عربي من كيرالا، والنسخة الأصلية لكتاب الأجوبة العجيية عن الأسئلة الغريبة لزين الدين المخدوم الكبير، كما هناك مخطوطات لكتاب المحرر للرافعي ، والفتح المبين للقاضي محمد ، وفتاوى ابن حجر الهيتمي ، وإعانة المستعين حاشية فتح المعين لعلي ابن أحمد بن سعيد باصبرين.

ركز الشالياتي الذي كان يعتاد على نسخ معلومات الوثائق التاريخية في أوراقه الخاصة على جمع المعلومات عن نوادر الكتب والمخطوطات ، وفي الحين الذي لا يجد نسخ المخطوطات مختومة حاول أن يخط ذلك بيده وينسخه في أوراقه كما وظّف له عاملين ينسخون الكتب ويخطون بأيديهم.

وفي جل الكتب التي في خزانة مكتبته يمكن أن نرى تعليقات ونكت وأراء كتبها الشالياتي بيده، ولا يدلّ هذا إلا على عمق قراءته وتفحصه للكتب والخوض في معارفه.

وفي عام 1946 أعلن الشيخ أحمد الشالياتي مكتبته العتيدة عن تقديمها كوقف إسلامي وعيّن على إشرافها ابن أخته أبا بكر كويا مسليار ، فهو الذي يشرف عليها إلى الآن، وفي المكتبات الإسلامية الموقوفة نظامان نظام يسمح للباحثين أخذ كتبها ونظام يرفضه ، فالمكتبة الأزهرية تندرج ضمن المكتبات التي لا تسمح أخذ الكتب منها، هذا غيض من فيض ما تحتويه مكتبة دار الإفتاء الأزهرية والتي تحولت إلى تراث علمي ضخم في ولاية كيرالا.
منقول
صنوان القضاء وعنوان الإفتاء
المؤلف: عماد الدين محمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد الخطيب الأشفورقاني
المحقق: مجاهد الإسلام القاسمي
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
#الإفتاء