Forwarded From مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية في النهضة الحسينية
🍀 #الإمام_المهدي_في_النص_الحسيني

🔸3-8 #تجلي_السنن_الإلهية_في_المهدي(ع)3️⃣

🔹 ثالثاً: سنّة النبيّ موسى(ع) في الإمام المهدي(ع)

قال الإمام الحسين(ع): «...وأمّا من موسى، فالخوف والغيبة...».

تقدّم في مبحث الغيبة الحديث عن سنّة الإمام المهدي التي في النبيّ موسى(ع) من جهة غيبته، أمّا سنّته من موسى في الخوف، فمن الواضح ليس المراد من الخوف هو خوف الإمام(ع) على نفسه، بل يمكن تصوير سنّة الخوف بمعنيين:

المعنى الأوّل: الخوف من القتل، لكن لا بالمعنى السلبي المتعارف، بل الخوف على الهدف والغاية الإلهيّة الموكلة إليه، وهي إقامة دولة العدل في الأرض؛ إذ بقتله(ع) من قِبل الأعداء سوف تنتفي الغاية التي أوكلت عليه.

المعنى الثاني: المراد من الخوف هو الخوف من جهل الناس، وليس الخوف من القتل، والشاهد على ذلك هو الارتباط بين الخوف والغيبة في كلمة الإمام الحسين(ع)، وأنّه سنّة من النبيّ موسى، وقد فسّر الإمام أمير المؤمنين(ع) خوف النبيّ موسى(ع)، بأنّه لم يوجس خيفة على نفسه، بل أشفق من غلبة الجهّال، وهو مقتبس من قوله سُبحانه: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى)، فإنّ النبيّ موسى(ع) لمّا جيء بالسحرة خاف، إلّا أنّ خوفه(ع) ليس على نفسه، بل كان خوفه من أن يلتبس الأمر على الناس، وينخدعوا بأباطيل السحرة، وأن يتغلّب عليهم فرعون وأعوانه، كما أخبر به سُبحانه في كتابه الكريم: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى)، فالإمام الحسين(ع) يُشير إلى هذا المعنى من سنّة موسى في الإمام المهدي، وهي كما أنّ النبيّ موسى(ع) كان يخشى من جهل الجاهلين في عدم التمييز بين المعجزة والسحر؛ الأمر الذي سيفضي إلى انتصار الجهّال وحكومة المستبدّين، كذلك الإمام المهديّ كان يخشى عدم امتلاك الناس للوعي، بنحو يُؤدّي بهم إلى عدم التمييز بين مقام الولاية وبين الأنظمة الاستبداديّة لحكّام الجور، فيتركونه وحيداً كما فعلوا مع بقيّة الأئمّة.

📔 انظر: #أصول_العقيدة_في_النص_الحسيني.
⬅️ يتبع⬅️
Forwarded From مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية في النهضة الحسينية
⭐️ #إضاءات_حسينية #في_أصول_العقيدة⭐️

🍀 #الإمام_المهدي_في_النص_الحسيني

🔸 1- الوعد الإلهي بإقامة العدل على يد الإمام المهدي(عج)

🔹قال الإمام الحسين(ع): «مِنَّا اثْنا عشر مهديّاً، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبِي طالب، وآخرهم التاسع من وُلدي، وهو الإِمام القائم بِالحقّ، يُحيِي الله بِه الأرض بعد موتها، ويُظهِر بِه دين الحقّ على الدينِ كلّه، ولو كرِه المُشْرِكُونَ».

من الواضح أنّ الشريعة التي أُنزلت على نبينا’، ما هي إلّا خطة إلهيّه؛ لأجل إيصال الإنسان إلى كماله وسعادته في الدارين.

وقد وعد الله تعالى المجتمع البشري ـ الذي عانى طوال حياته من الظلم والجور ـ أن يسوده الأمن والعدل، وهذا المعنى يبدو واضحاً من قوله(ع): «وَيُظْهِرُ بِهِ دينَ الْحَقِّ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ». وإظهار الحقّ كناية عن قيام العدالة الإلهيّة على يد الإمام المهدي(عج)، وهو يلتقي مع قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

إلّا أنّ النقطة الجديرة بالالتفات هي أنّ تحقق هذا الهدف الإلهي بإقامة العدل في الأرض يتوقف على توفر شرائطه، وشاءت الحكمة والإرادة الإلهيّة أن تتحقق هذه الشـرائط من طرقها الطبيعية، وليس بشكل إعجازي خارق للعادة، ومن الأُمور الغيبية التي لا يصلها العقل البشري أنّ الله تعالى اختار بعد النبيّ اثني عشر إماماً، أوّلهم علي بن أبي طالب(ع)، وآخرهم الإمام المهدي(عج)، وقد شاءت الإرادة الإلهيّة أن يكون الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت(ع) ـ الذي يمثّل الحلقة الأخيرة من سلسلة الأئمّة الهداة ـ مصلحاً للبشـرية، ومحقّقاً للهدف الإلهي وهو إقامة العدل في ربوع الأرض، وهذا الهـدف الإلهي هو الثمرة الكبيرة من رســالات السـماء وبعث الأنبياء، كما قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وهذا ما يُشير إليه الإمام الحسين(ع) في جوابه للسائل الذي سأله عن تفسير قوله تعالى: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا)، فقال(ع): «ذلك القائم(ع) من آل محمد’، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً».

لكن وكما ذكرنا من أنّ تحقق هذا الهدف ـ وهو إقامة العدل والقسط في الأرض ـ يتوقف على توفر شرائطه التي شاء الله تعالى أن تكون من الطريق الطبيعي لا الإعجازي، وهذا ما جرت عليه السنن الإلهيّة في هذا العالم، فالتخطيط الإلهي لجريان السنن في هذا العالم مبني على العوامل الطبيعية، نعم قد يتدخل الإعجاز في الظروف الخاصّة والاستثنائية التي تعجز عنها الظروف الطبيعية، والتي تقتضي فيها الحكمة الإلهيّة أن يكون إنجاز الهدف والوصول إليه عن طريق الإعجاز، من قَبيل إثبات نبوّة الأنبياء.

فلكي يُقام العدل في هذه الأرض بقيادة الإمام المهدي(عج)، لا بدّ من اكتمال جميع شرائطه، وفي ضوء ذلك جاءت غيبة إمامنا المهدي؛ لتكون جزءاً من هذا التخطيط الإلهي، إلى حين اكتمال الشرائط الأُخرى .



📔 انظر: #أصول_العقيدة_في_النص_الحسيني،
⬅️ يتبع⬅️
Forwarded From مؤسسة وارث الأنبياء للدراسات التخصّصية في النهضة الحسينية
🍀 #الإمام_المهدي_في_النص_الحسيني

🔸 #تجلي_السنن_الإلهية_في_المهدي(ع) 4️⃣

🔹 رابعاً: سنّة النبيّ عيسى في الإمام المهدي(ع)


🔸قال الإمام الحسين(عليه السلام): «وأمّا من عيسى، فاختلاف الناس فيه».

إنّ ما حصل للنبيّ عيسى(ع) هو الاختلاف الكبير في أمر حياته من قِبل الفرق المتحزّبة بعد عيسى(ع)، فقالت طائفة منهم: إنّه مات ومصلوب، وبعض قال بل هو حيّ رفعه الله إليه. وكذلك الإمام المهدي(ع) حيث اختلف فيه الناس هل هو حيّ أو لم يولد بعدُ أو وُلِد ومات.

📔 انظر: #أصول_العقيدة_في_النص_الحسيني،
⬅️ يتبع⬅️
⭐️ #إضاءات_حسينية #في_أصول_العقيدة⭐️

🍀 #الإمام_المهدي_في_النص_الحسيني

🔸 1- الوعد الإلهي بإقامة العدل على يد الإمام المهدي(عج)

🔹قال الإمام الحسين(ع): «مِنَّا اثْنا عشر مهديّاً، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبِي طالب، وآخرهم التاسع من وُلدي، وهو الإِمام القائم بِالحقّ، يُحيِي الله بِه الأرض بعد موتها، ويُظهِر بِه دين الحقّ على الدينِ كلّه، ولو كرِه المُشْرِكُونَ».

من الواضح أنّ الشريعة التي أُنزلت على نبينا’، ما هي إلّا خطة إلهيّه؛ لأجل إيصال الإنسان إلى كماله وسعادته في الدارين.

وقد وعد الله تعالى المجتمع البشري ـ الذي عانى طوال حياته من الظلم والجور ـ أن يسوده الأمن والعدل، وهذا المعنى يبدو واضحاً من قوله(ع): «وَيُظْهِرُ بِهِ دينَ الْحَقِّ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ». وإظهار الحقّ كناية عن قيام العدالة الإلهيّة على يد الإمام المهدي(عج)، وهو يلتقي مع قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).

إلّا أنّ النقطة الجديرة بالالتفات هي أنّ تحقق هذا الهدف الإلهي بإقامة العدل في الأرض يتوقف على توفر شرائطه، وشاءت الحكمة والإرادة الإلهيّة أن تتحقق هذه الشـرائط من طرقها الطبيعية، وليس بشكل إعجازي خارق للعادة، ومن الأُمور الغيبية التي لا يصلها العقل البشري أنّ الله تعالى اختار بعد النبيّ اثني عشر إماماً، أوّلهم علي بن أبي طالب(ع)، وآخرهم الإمام المهدي(عج)، وقد شاءت الإرادة الإلهيّة أن يكون الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت(ع) ـ الذي يمثّل الحلقة الأخيرة من سلسلة الأئمّة الهداة ـ مصلحاً للبشـرية، ومحقّقاً للهدف الإلهي وهو إقامة العدل في ربوع الأرض، وهذا الهـدف الإلهي هو الثمرة الكبيرة من رســالات السـماء وبعث الأنبياء، كما قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْمِيزَانَ لِيَقُومَ ٱلنَّاسُ بِٱلْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا ٱلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِٱلْغَيْبِ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وهذا ما يُشير إليه الإمام الحسين(ع) في جوابه للسائل الذي سأله عن تفسير قوله تعالى: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا)، فقال(ع): «ذلك القائم(ع) من آل محمد’، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً».

لكن وكما ذكرنا من أنّ تحقق هذا الهدف ـ وهو إقامة العدل والقسط في الأرض ـ يتوقف على توفر شرائطه التي شاء الله تعالى أن تكون من الطريق الطبيعي لا الإعجازي، وهذا ما جرت عليه السنن الإلهيّة في هذا العالم، فالتخطيط الإلهي لجريان السنن في هذا العالم مبني على العوامل الطبيعية، نعم قد يتدخل الإعجاز في الظروف الخاصّة والاستثنائية التي تعجز عنها الظروف الطبيعية، والتي تقتضي فيها الحكمة الإلهيّة أن يكون إنجاز الهدف والوصول إليه عن طريق الإعجاز، من قَبيل إثبات نبوّة الأنبياء.

فلكي يُقام العدل في هذه الأرض بقيادة الإمام المهدي(عج)، لا بدّ من اكتمال جميع شرائطه، وفي ضوء ذلك جاءت غيبة إمامنا المهدي؛ لتكون جزءاً من هذا التخطيط الإلهي، إلى حين اكتمال الشرائط الأُخرى .



📔 انظر: #أصول_العقيدة_في_النص_الحسيني،
⬅️ يتبع⬅️