#التابوت
#بقلم_جمايكا_احمد


الجزء الاول...والجزء الثاني .

ضلمة كتير..صوت حفيف الشجر وقت مايهتز.والكلاب الضالة بالشوارع ..القرية صغيرة وكم بيت قديم بين كل بيت وبيت مزرعة كبيرة وفي بهالمزرعة بيت امي وابي القديم .صوت دقات قلبي كنت عم اسمعها وانا متسطحة على سريرهن ..كانت اول ليلة نام فيها في بيتهن هاد البيت يلي ماوعيت عليه شي يوم.. انا طول عمري عايشة مع عمتي يلي بالسويد اخدتني معها وقت حرب الخليج ..كانو اهلين خايفين عليه من الحرب وقت قالو صدام رح يرمي كيماوي.. لهيك كان افضل مكان امان لالي هو هونيك..ومن بعدها انقطعت اخبار امي وابي وماعرفنا عنهن شي انا وعمتي يلي ماتت من ٥ سنين ..وبهالغربة صار عمري ٣٤ سنة ...اتعبت من بعد وفاة عمتي لان مابقي لالي حد ..بس ما يأست مشان امي وابي ..وقررت اسأل عنهن بمواقع التواصل سألت بالفيس اذا حد بيعرفهن او سمع فيهن. لوصلني خبر انو هني نقلو من بيت العيلة لبيت في قرية سلوم ..كنت متأملة شوفهن عايشين ..قطعت تذكرة سفر ونزلت ابحث عنهن ووصلت لقرية سلوم النائية ..كانت عز الحر وانا عم جر شنتايتي من بين هالمزارع الكبيرة كانت القرية شبة خالية مافيها حد..لعند ما شفت دكان صغيرة ..بقالة ع قد الحال كانت فيها عجوز نايمة وحواليها بضاعتها .قربت لعندا بهدووء لفيقها لاقدر اسألها..

جميلة :- حجة حجة ..ياخالتو

(( التفتت لعندي بهدوووء ...

العجوز:- خدي يلي بدك اياه وحطي ليرة جنب راسي والله معك..

(( ارجعت فيقتا من تاني كرمال اسألها ..

جميلة :- انا مابدي اشتري بس بدي اسألك عن ناس هون

(( قامت بصعوبة لتجلس قعدتها كانو تيابها مهترية ورجليها كلن صدفية وقشب وجروحات ..منظر اصابع رجليها مخيف كانها مقطعين ..كنت عم اتامل رجليها ..

العجوز:- اكلوهن الجرذان لا تخافي اتعودت

(( انصدمت معقول الفيران تاكل اصابع رجليها بدون ما تحس..بس وقت انتبهت ع المكان كانت الجرذان بكل مكان حتى بين رجليه كان واحد..صرخت لاهرب من برا هالدكان...العجوز بلشت تشحط بحالا باتجاهي ماكانت قادرة تمشي .

العجوز :- انتي شكلك مو من هالقرية

جميلة :- لاء انا مو من هون

العجوز :- اها وشو جابك لهون

جميلة :-انتي بتعرفي كل يلي ساكن بالقرية هون

العجوز:- واللي طلع كمان

جميلة :- الحمد لله ..انتي بتعرفي هادول الشخصين يلي بالصورة

العجوز،:- انا مابشوف منيح والصورة مهترية كيف اعرفهم

جميلة :- بتعرفي حد هون اسمو سعد وصباح

العجوز :- سعد وصباح سعد وصباح ييييييي والله مابعرف ماني متذكرة..كتير في سعد وصباح كانو بالقرية..

جميلة:- هني كبار بالعمر ست كبيرة لالها شامة متل يلي بالصورة

العجوز :- والله ماني شايفة ..وماني متذكرة

جميلة :- طيب اتفضلي هالليرات لالك واسفة اني ازعجتك

العجوز:- الله معك

(( مشيت خطوات بعيدة عنها لاشوف حد بالقرية تاني اقدر اسألو ..لعند ماسمعت صوت عم ينادي من ورا ضهري التفت كان شاب صغير بالعمر واقف جنب العجوز..

الشاب :- تعي يختي انا بساعدك قولي شو بدك

جميلة :- بتعرف يلي بالصورة

الشاب :- هاي صورة قديمة ابيض واسود ..

جميلة:-اي لان ماعندي غيرا وهني هلق كبار بالعمر

الشاب :- الله يصلحك وكيف اعرفهم اذا هلق كبار بالعمر

جميلة :- هو اسمو سعد وهي صباح

الشاب :- سعد وصباح..ليكون سعد جزمان

جميلة:- لاء مو جزمان ابي اسمو سعد حيدر وامي صباح العنابي

الشاب :- متزوجين..ايوووه ليكون قصدك ابو جميل وام جميل

جميلة:- ابو جميلة قصدك

الشاب :- والله يلي هون ابو جميل ابنهم مسافر هيك كانو يقولو الله يرحمهم

جميلة :- ليش هني ماتو

الشاب :- من سنة ..كان الرجال يشتغل بالمقبرة يلي جنب بيتو ومرتو مغسلة موتى ..وبيوم ماتت مرتو وهو دفنها بالبيت وفقدناه فترة طويلة ولما رحنا نشوفو ونطمن عليه الله يرحمو لقيناه ميت وجثتو متحللة جنب قبر مرتو الظاهر من زعلو عليها دفناه جنبها بالبيت واتسكر البيت ..ومن هاداك اليوم البيت مهجور ماحد ساكن فيه ..

جميلة :- فيك تاخدني على البيت 😭

الشاب :- ليش انتي شو بتكوني وشو بدك منهم

جميلة :- انا بنتهم جميلة يلي بالسويد

الشاب :- غريب جميل صار جميلة

جميلة :- هني ما الهن غيري انا جميلة وهاي هويتي وانا كنت مسافرة بالسويد

الشاب :- على العموم انا يختي بوصلك ع البيت

جميلة :- بتشكرك

الشاب :- لاتشكريني

جميلة :- اها فهمت عليك اتفضل

الشاب :- يسلمو اديكي..

((وصلت البيت يلي كان فعلا شبه القبر بس كبير كتير كلو غرف صغيرة وهالغرفة المعتمة كان فيها شباك واحد صغير اغلب ..الغرف مافيها اي اثاث او فرش . وغرفة فيها عفش نوم قديمة كلها غبرا وغرفة فيها فرش واغطية وحيط فيها رفوف كلها كتب ..وماشفت لاقبور ولا شفت شي من يلي قالو الشب ..بلشت فتح بشبابيك البيت ليتهوى كانت ريحتو عبوء ورطوبة ..ماكنت ناطرة اتحمل لارتاح وانضف الغبرا ..من وقت ماوصلت وانا عم نضف لوقت ماغابت الشمس ..قفلت الشبابيك وحطيت فراش نضيف فوق السرير..