*خطبتان عن محاسبة النفس [ الجمعة الثالثة من شهر صفر 1443 هجرية].*

#الخطبة الأولى .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين ، الحمد لله الكريم الفتاح، أهل الكرم والسماح ، المُجزل لمن عامله بالأرباح ، سبحانه فالق الإصباح وخالق الأرواح ، أحمده سبحانه على نعمٍ تتجدد بالغدو والرواح، وأشكره على ما صرَف من المكروه وأزاح، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزه عن المكان والكيف والأين والكم ، لا تراه العيون، ولا تحيط به الظنون، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، شهادةً بها للقلب انفساح وانشراح.
وأشهد أنَّ سيدنا ، وقائدنا، ومعلمنا ، ومربينا، محمداً عبد الله ورسوله ، الذي أُرسل بالهدى والصلاح، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح للأمة ، وكشف الغمة، ولم يترك الأمة في عمياء من أمرها، صلى الله عليه صلاة تبلغ روحه الطاهرة ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻗﺮﻧﺎء اﻟﻮﺣﻲ اﻟﺤﺎﻣﻴﻦ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭاﻹﻓﺴﺎﺩ ،اﻷﺋﻤﺔ اﻟﻬﺪاﺓ، اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﺪﻭا ﺃﻗﻮاﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ، ﻭﺃﻧﺎﺭﻭا ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ اﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻖ ﻭﺃﺑﺎﻧﻮا اﻟﺴﺒﻴﻞ، وسلم تسليماً كثيراً.
و بعد- *عباد الله :*
أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأن نُقدّم لأنفسنا أعمالاً صالحة مباركة تبيض وجوهنا يوم نلقاه عزوجل{يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)} ،{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}،{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} .
*عباد الله:* بين كل حين وآخر ، بين كل فترة وفترة ينبغي للمسلم أن يحاسب نفسه على ما قدم وأخر ، ونحن في أول شهرين من عام هجري جديد دعونا نقف مع أنفسنا وقفة محاسبة قبل هجوم هادم اللذات روي في كتاب اﻷﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎ السيلقية عن اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ : (ﺃﻛﺜﺮﻭا ﺫﻛﺮ ﻫﺎﺩﻡ اﻟﻠﺬاﺕ، ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺇﻥ ﺫﻛﺮﺗﻤﻮﻩ ﻓﻲ ﺿﻴﻖ ﻭﺳﻌﻪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻓﺮﺿﻴﺘﻢ ﺑﻪ ﻓﺄﺟﺮﺗﻢ، ﻭﺇﻥ ﺫﻛﺮﺗﻤﻮﻩ ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﺑﻐﻀﻪ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻓﺠﺪﺗﻢ ﺑﻪ ﻓﺄﺛﺒﺘﻢ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﻨﺎﻳﺎ ﻗﺎﻃﻌﺎﺕ اﻵﻣﺎﻝ، ﻭاﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻣﺪﻧﻴﺎﺕ اﻵﺟﺎﻝ، ﻭﺇﻥ اﻟﻤﺮء ﺑﻴﻦ ﻳﻮﻣﻴﻦ، ﻳﻮﻡ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﺃﺣﺼﻲ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻪ ﻓﺨﺘﻢ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻳﻮﻡ ﻗﺪ ﺑﻘﻲ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻟﻌﻠﻪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺧﺮﻭﺝ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺣﻠﻮﻝ ﺭﻣﺴﻪ ﻳﺮﻯ ﺟﺰاء ﻣﺎ ﺃﺳﻠﻒ ﻭﻗﻠﺔ ﻏﻨﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻒ، ﻭﻟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻞ ﺟﻤﻌﻪ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺣﻖ ﻣﻨﻌﻪ). ويقول الله - سبحانه وتعالى -: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)}.
*أيها المسلمون:*
إن الله سيحاسبنا على كل شيء على الصغير والكبير والفتيل والقطمير، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}. أصحاب القلوب السليمة والعقول الواعية عرفوا أن الله لهم بالمرصاد، فعرفوا أنه لن يُنجيّهم إلا لزوم المحاسبة ومُطالبة النفس، و محاسبتها على الأنفاس والحركات، قال - سبحانه وتعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)}.
*تأمّل عبد الله* هذه الآية التي أشارت إلى تقوى الله فيما مضى من عمرك من أعمال، والنظر والمحاسبة فيما قدّمت لأخرتك والله خبيرٌ بما تعمل في هذه اللحظة ، روي في ﻛﺘﺎﺏ اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺧﻄﺒﻪ ﺃﻭ ﻣﻮاﻋﻈﻪ: (ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻨﻜﻢ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ ﻋﻦ ﺁﺧﺮﺗﻜﻢ، ﻭﻻ ﺗﺆﺛﺮﻭا ﺃﻫﻮاﺋﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺭﺑﻜﻢ، ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻮا ﺇﻳﻤﺎﻧﻜﻢ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﺻﻴﻜﻢ، ﻭﺣﺎﺳﺒﻮا ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺣﺎﺳﺒﻮا، ﻭﻣﻬﺪﻭا ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﺬﺑﻮا، ﻭﺗﺰﻭﺩﻭا ﻟﻠﺮﺣﻴﻞ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺰﻋﺠﻮا، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﻋﺪﻝ، ﻭﻗﻀﺎء ﺣﻖ، ﻭﺳﺆاﻝ ﻋﻦ ﻭاﺟﺐ، ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻹﻋﺬاﺭ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻹﻧﺬاﺭ).
*عباد الله:* ينبغي للعاقل أن يكون له في يومه ساعة يحاسب فيها نفسه ، كما يحاسب الشريك شريكه في شؤون الدنيا ، فكيف لا يحاسب الإنسان نفسه في سعادة الأبد وشقاوة الأبد ،ﺃﺧﺮﺝ الإمام ﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ عليه السلام ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ: (ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺄﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﻓﻠﻴﻴﺄﺱ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺟﺎء ﺇﻻ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺈﺫا ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺃﻋﻄﺎﻩ، ﺃﻻ ﻓﺣﺎﺳﺒﻮا ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺣﺎﺳﺒﻮا ﻓﺈﻥ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﻮاﻗﻔﺎ ﻛﻞ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﻘﺎﻡ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ، ﺛﻢ ﺗﻼ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ: {ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪاﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ(4)}.
*ألا عباد الله* وإن من فوائد محاسبة النفس أنها تُعرِّف الإنسان بنعم الله عليه فيشكرها، ويستخدمها في طاعة الله ويحذر من التعرض لأسباب زوالها، قال - سبحانه وتعالى -: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}، فبداية المحاسبة أن يقيس العبد ويوازن بين نعم الله عليه من عافية، وأمن و
ستر وغنى، وبين ذنوبه؛ فحينئذٍ
وبهذه المقايسة والمحاسبة يعلم العبد أن الرب رب بكرمه وعفوه وجبروته وعظمته، وأن العبد عبد بذله وضعفه وفقره وعجزه، وأن كل نعمة من الله فضل، وكل نقمة منه عدل.
وبهذه المحاسبة يسيء العبد الظن بنفسه ، لأن حُسْن الظن بالنفس يمنع من كمال الصلاح والتقوى فيرى المساوئ محاسن والعيوب كمالاً.
فعين الرضا عن كل عيبٍ كليلة
ولكن عين السخط تُبدي المساويا
*أيها المسلمون:*
كلما عرف الإنسان ربه حقَّ المعرفة عرف أن ما معه من البضاعة والطاعة مهما عظمت وكبرت وزادت لا تساوي شيء، ولو جاء بعمل الثقلين، لأنه أمام ربٍّ سريع الحساب ، فعلى المؤمن أن يحاسب نفسه ، فالطاعة والفروض رأس المال ، والمعاصي هي الخسائر، والنوافل هي الأرباح، وليعلم أنّ كل نَفَس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة يمكن أن يشتري بها كنز من كنوز الآخرة.
فإذا أصبح العبد وفرغ من صلاة الصبح ينبغي أن يُفرِّغ قلبه ساعة فيقول لنفسه: مالي بضاعة إلا العمر ولو توفاني الله لكنت أتمنى أن يرجعني إلى الدنيا يوماً حتى أعمل صالحاً،ومن ثَم ينوي فعل الخيرات ليكون من الرابحين ، روى الإمام المرشد بالله عليه السلام بإسناده قال: كان الإمام زيد بن علي عليهما السلام يقول: إنما سلامتك يابن آدم في الدنيا من الظلال مطيتك إلى رضوان ربك تبارك وتعالى فتعاهد نفسك بالحساب وناقشها فيما لها وعليها ولا ترخص لنفسك فيما ليس لك حتى تحرزها لخالقها وتخلصها لربها حينئذ أنت عبد الله ووليه ومن أهل جنته. يابن آدم كم أشهدته من عملك على ما لا يرضى لك وإنما سعيت في هلكتك وكدحت إلى بوارك ثم ها أنت ذا تغتر بجهل الجاهلين بك وتزهو بمدح المغترين بما ظهر من ريائك، يابن آدم من أعرف منك بنفسك ومن هو الذي أولى بصلاح أمرك منك، بادر ثم بادر قبل اخترامك وقبل زوالك وقبل رحيلك وقبل نزولك إلى قبر لم تمهد فيه معادا ولم توسد لنفسك فيه وسادا إنما تسكنه فردا خاليا تنوبك فيه بنات الارض وتزورك فيه هوامها، أيا غافلا وما أغفلك، أخلت تكون سدى أتترك فيما هاهنا آمنا، أتزعج إلى دار الخلود التي أعدت للمتقين.
عباد الله: روي أن حواراً دار بين أخوين مسلمين قائلين:قال لي صاحبي: يا أخي ما أغبانا وأبعدنا من الله تعالى وما أشغل قلوبنا بالترهات من الدنيا الفانية. فقلت له: صحيح يا أخي أبتلينا بالحياة كما قال الله تعالى: ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)) وقد افتتنا بها وأخلدنا إليها ولم ننظر إلى ما فيه نجاتنا من عذاب الله تعالى ومن غضبه ولم ننظر إلى ما تجاهنا من المصائب والفتن ونحن في آخر الزمان وعلى مشارف أهوال القيامة. فقال: صاحبي ما المخرج يا أخي؟ وأجهش بالبكاء، فقلت: المخرج الرجوع إلى الله تعالى ومحاسبة النفس على كل دقيقة وجليلة في الليل والنهار، والإستقامة كما قال الله تعالى: ((فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)). فإنه من حاسب نفسه قبل أن يُحاسب خفّ في يوم القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحَسُن مُنقلبه ومآبه, ومن لم يُحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته, وقادته إلى الخزي والمقت سيئاته, وأكيس الناس من دان نفسه وحاسبها وعاتبها، وعمل لما بعد الموت، واشتغل بعيوبه وإصلاحها».
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
#الخطبة الثانية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين من يومنا هذا إلى يوم الدين .
*أما بعد عباد الله:*
قال - سبحانه وتعالى -: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}، حاسب نفسك لتعرف رصيدك من الخير والشر،حقوق الله هل وفّيتها؟ حقوق العباد هل أدّيتها؟ ما حالك مع الصلاة هل تؤديها بشروطها وأركانها؟ متى آخر مرة بكيت من خشية الله؟
ما حالك مع كتاب الله؟ لا تكن ممن قال الله تعالى فيهم على لسان نبيه -صلى الله عليه وآله سلم-: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)}.
أنا العبد الذي كسب الذنوبا
وصدته المنايا أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا
على زلاّته قلقاً كئيبا
أنا المضطر أرجو منك عفواً
ومن يرجو رضاك لن يخيبا
*عبد الله:* اجلس مع نفسك وحاسبها وقل لها: «يا نفس أتعلمين أن كل من يلتفت إلى ملاذ الدنيا ويأنس بها فمصيره الموت، يا نفس أو ما تنظرين إلى الذين مضوا كيف بنوا وعلوا ثم ذهبوا، أما ترينهم كيف يجمعون مالا يأكلون ويبنون مالا يسكنون ويُؤملون مالا يُدركون، يبني كل واحد قصراً مرفوعاً إلى جهة
صلاة إقامة صحيحة مكتملة الأركان، ومستوفية الشروط، بخشوعها و طمأنينتها، صلاة يراقب بها اللهَ تعالى، ويستشعر فيها مراقبتَه سبحانه وأنه واقف بين يديه، صلاة كهذه ستنهاه عن كل فحشاء ومنكر، صلاة كهذه تجعله يكف لسانه عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان وعن شهادة الزور وقول الفواحش، تجعل لسانه عفيفا لا يقول إلا طيبا، تجعل قلبه سليما طاهرا نقيا لا يحمل بين جنباته بغضا ولا كراهية ولا حقدا ولا حسدا، تجعله يحب كل المسلمين ويحب لهم ما يحب لنفسه ولا يرجو لهم إلا الخير...فهذا قد نفعته صلاته وانتفع بها ولكننا للأسف نرى الرجل يصلي باستمرار، يصلي الصلوات الخمس في الجماعة، وقد نجده يحافظ على الصف الأول ولا تفوته تكبيرة الإحرام، لكنه إذا خرج من صلاته وخرج من المسجد، فعل المنكرات، وقارف السيئات، وعامل المسلمين بالغش والكذب والاحتيال، عاملهم بالظلم والجور. تجده يصلي وهو مشهور ببيع المحرمات من المطعومات والمشروبات. تجده يصلي وهو يأكل ويتعامل بالربا. تراه يطيل صلاته ويُكثر الركوع والسجود ويصوم النهار ويقوم الليل ويمكث الساعات الطوال بتلاوة القرآن، لكن قلبَه مملوءٌ غلا وحسدا وضغينة وكراهية لغيره، لسانه لا يفتر عن الغيبة والنميمة والاستهزاء والسخرية بغيره، يسعى في تأجيج الفتن وإنشاء الخلافات، لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار إلا بإحداث المشاكل والخصومات بين الناس. إذا رأيت ذلك فاعلم أن هذا في صلاته خلل، وأنه لم ينتفع بها وأنها لم تنفعه.. بل اهمس في أذنه أن رجلا قال: (يا رسول الله، إن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: هي في النار)، فما نفعها كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها؛ لأنها تؤذي غيرها. عباد الله ﺗﺘﺼﺪﺭ اﻟﺼﻼﺓ اﻟﻤﺮﺗﺒﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﺮاﺗﺐ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ، ﻓﻬﻲ ﻋﻤﻮﺩ اﻹﺳﻼﻡ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﻪ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ، ﻭﻷﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺻﻠﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﺑﺮﺑﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﺧﺺ اﻟﺸﺎﺭﻉ ﻷﺣﺪ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭاﻷﺣﻮاﻝ، ﻭﻟﻘﺪ ﻃﻠﺐ ﻭﻓﺪ ﺛﻘﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻴﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﻼﺓ ﻓﻘﺎﻝ: ((ﻻ ﺧﻴﺮ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﻻ ﺻﻼﺓ ﻓﻴﻪ )). ﻭﻗﺪ اﺧﺘﺎﺭ اﻟﻠﻪ ﻟﻔﺮﺿﻬﺎ ﺃﻓﻀﻞ اﻷﻭﻗﺎﺕ ﻭﺃﺷﺮﻓﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻹﺳﺮاء ﻭاﻟﻤﻌﺮاﺝ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﺤﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻷﻣﺘﻪ، ﻓﻤﻦ ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻧﻮﺭا ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﺎ ﻭﻧﺠﺎﺓ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ. ﻭﻗﺪ اﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺑﺪء ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ اﻷﺫاﻥ، ﻓﻌﻨﺪ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﻴﺖ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻉ ﺣﻴﻦ ﺃﺳﺮﻱ ﺑﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻤﺎء ﻗﺎﻝ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻬﺎﺩﻱ ﻓﻲ (اﻷﺣﻜﺎﻡ): ﻭاﻷﺫاﻥ ﺃﺻﻠﻪ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﻴﻠﺔ اﻹﺳﺮاء ﺃﺭﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻠﻜﺎ ﻓﻌﻠﻤﻪ اﻷﺫاﻥ.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْـمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَـمُونَ} بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم. ونفعني وإياكم بما فيه من الايات والذكر الحكيم، إنه تعالى ملك برٌ رؤوف رحيم ،#
*
#الخطبة الثانية.# 
بسم الله الرحمن الرحيم ،
الحمد لله رب العالمين، أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين. أما بعد: عباد الله فإن الإسراء والمعراج بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، يحمل العديد من الدروس التي يستفيد منها أهل الإيمان الراسخ، والعقيدة الثابتة، وفيه دلالة عظيمة على قدرة الله سبحانه وتعالى الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فالإسراء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، والعروج به إلى السموات السبع ورجوعه في خلال ليلة معجزة عظيمة، لذلك لم يصدق المشركون عندما قص عليهم النبي صلوات الله عليه وآله ما حدث له في تلك الليلة، وقالوا كيف يمكن ذلك والمسافة من مكة إلى بيت المقدس تقدر بشهرين على ظهور الجمال. ثانيا: هناك ترابط بين المسجدين المقدسين بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، الذي كان قبلة المسلمين في أول الإسلام فلا ينبغي لنا كمسلمين أن نفرط فيه، أو أن نتازل عنه لليهود والنصارى وغيرهم. ثالثاً: نعي أهمية الصلوات الخمس التي فرضت على النبي صلوات الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء والمعراج في السماء السابعة. وفي ذلك دلالة واضحة على عظمة الصلاة وأهميتها ومكانتها في الإسلام، فيجب على كل مسلم الإهتمام بهذه الصلاة والمحافظة عليها. ﻭﻓﻲ اﻷﻣﺎﻟﻲ اﻟﺨﻤﻴﺴﻴﺔ: ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وآله وسلم: ((ﺃﻻ ﺃﺣﺪﺛﻜﻢ ﺑﻐﺮﻑ اﻟﺠﻨﺔ؟ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺑﺄﺑﻴﻨﺎ ﺃﻧﺖ ﻭﺃﻣﻨﺎ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ ﻏﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﺻﻨﺎﻑ اﻟﺠﻮﻫﺮ ﻛﻠﻪ ﻳﺮﻯ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ، ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻌﻢ ﻭاﻟﻤﻠﺬاﺕ ﻭاﻟﺸﺮﻑ ﻣﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ
ن. وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم يا أول الأولين، ويا آخر الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا رازق الضعفاء والمساكين، اغفر لنا وارحمنا، واهدنا وعافنا وارزقنا، وأصلح لنا ديننا فإنه عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيه معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وأصلح مَن في صلاحِه صلاحٌ للإسلام وأهله، وأهلك من في هلاكه صلاح للإسلام وأهله، واجمع كلمتنا، ووحد صفوفنا.
اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأدل لنا ولا تدل منا، وانصرنا على من بغى علينا، وخذ لنا بثارنا ممن ظلمنا، يا رحيم يا رحمن، إنك على كل شيء قدير.
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ، َ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا؛ فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا. اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةٍ، لَا عَذَابٍ وَلَا بَلَاءٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعز الإسلام والمسلمين، وأقم وأيد شريعة سيد المرسلين، وانصر الحق والمحقين، واخذل الباطل والمبطلين، واحفظ العلماء العاملين، يا رب العالمين، وافضح المنافقين والمعتدين، ودمر المفرقين بين المؤمنين، إنك على كل شيء قدير، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
عباد الله:{ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .

#الخطبة الثانية مختصرة من خطبة استشهاد الإمام زيد بن علي من كتاب سبائك الذهب في المواعظ والخطب.
َفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)
وأيضا أيه الأخوة المؤمنون ،الإصلاح، يستحق به المصلحون، دفع العذاب ،والمصائب والكوارث،يقول الله سبحانه وتعالى(((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) هنا في هذه الاية، أخبر الله سبحانه وتعالى انه لن يعذب اهل القرا ، التي يسعى اهلها الى الإصلاح ،لما يفسده المفسدون ،او يسعون لإصلاح ،ما يحصل من الفساد،؛
والإصلاح يكون ،بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتكلم بمافيه الإصلاح وجمع شمل الناس ،
وايضا يقول الله سبحانه وتعالى (((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)) هنا أمر الله بوجوب الإصلاح،بين الطائفتين، إذا كل ما يترتب عليه الإصلاح فهو واجب،لأن مالا يتم الواجب إلا به يجب كو جوبه، وكل ما يمنع من وجود الإصلاح فهو محرم شرعا ،لأنه ،يمنع من عمل الواجب ،وترك الواجب محرم،
الاصلاح بين الناس بالعدل، واجب ،وإنصاف الناس واجب على الإنسان،حتى من نفسه فعلامة الإيمان ،بان ينصف الإنسان ،من نفسه،
وأيضا أيه الأخوه يجب على المؤمن ان يعد ل حتى في القول والكلام، أمر ناالله سبحانه وتعالى به في قو له تعالى((وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ ۖ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)
[سورة اﻷنعام 152]
وايضا لابد من تقديم التنزلات في بعض الحقوق ،في مقابل ،أن يصلح شأن المسلمين،!! هذا هو شأن المؤمنين بالله والراجين ثوابه ،الخائفين من بطشه وعذابه، وليعلم كل مؤمن أن الله رقيب عليه ،لا تخفى عليه خافيه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ،يو م لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم لله الواحد القهار، بارك الله لي ولكم في القرءآن الكريم ونفعني ،وإياكم بما فيه من الأيات والذكر الحكيم،إنه تعالى ،جواد ملك بر رؤف رحيم ،بسم الله الرحمن الرحيم ،((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءآمنو وعملو الصالحات،وتواصو بالحق،وتواصو بالصبر ،)
أستغفر الله العضيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه ،هو الغفور الرحيم
(الرحيم.
#الخطبة الثانية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين من يومنا هذا إلى يوم الدين .
**أما بعد عباد الله:* اعلمو انكم في يوم
ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻣﻴﻤﻮﻥ، ﻓﺄﻛﺜﺮﻭا ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻜﻢ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﺎﺋﻞ: {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮا ﺻﻠﻮا ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻤﻮا ﺗﺴﻠﻴﻤﺎ} ،اﻟﻠﻬﻢ ﻓﺼﻞ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻭﺗﺮﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻙ ﻭﻧﺒﻴﻚ اﻟﺨﺎﺗﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻦ ﻫﺎﺷﻢ، ﻭﺻﻞ اﻟﻠﻬﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ اﻟﻠﻴﺚ اﻟﻐﺎﻟﺐ اﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ، ﻭﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ اﻟﺒﺘﻮﻝ اﻟﺰﻫﺮاء ﺳﻴﺪﺓ ﻧﺴﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻳﻬﻤﺎ اﻹﻣﺎﻣﻴﻦ اﻷﻋﻈﻤﻴﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺤﺴﻦ، ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺤﺴﻴﻦ.
ﻭﺻﻞ اﻟﻠﻬﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎﻡ اﻟﺠﺪ ﻭاﻻﺟﺘﻬﺎﺩ اﻟﻮﻟﻲ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻲ اﻹﻣﺎﻡ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ، ﻭﻋﻠﻰ اﻹﻣﺎﻡ اﻟﻬﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ اﻟﻘﻮﻳﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ اﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ، ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺖ ﻧﺒﻴﻚ اﻟﻤﻄﻬﺮﻳﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻣﻘﺘﺼﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻟﻬﺎﺩﻳﻦ، ﻭاﺭﺽ اﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ اﻷﺧﻴﺎﺭ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭاﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻭاﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭاﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﻭﻣﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ اﻟﺮاﺣﻤﻴﻦ.ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﻭﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻨﺎ ﻫﺬا ﺃﻥ ﺗﻠﻢ ﺷﻌﺜﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﻮﺣﺪ ﻛﻠﻤﺘﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺑﻼﺩ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﺮ ﻭﺑﻠﻴﺔ ﻳﺎ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﺭﺑﻨﺎ ﺃﺩﺧﻠﻨﺎ ﻣﺪﺧﻞ ﺻﺪﻕ ﻭﺃﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﺨﺮﺝ ﺻﺪﻕ ﻭاﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ، اﻟﻠﻬﻢ ﻃﻬﺮ ﺃﻟﺴﻨﺘﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻜﺬﺏ ﻭاﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭاﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ اﻟﺰﻭﺭ ﻭﺃﻳﻤﺎﻥ اﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭاﺟﻌﻠﻨﺎ ﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺬاﻛﺮﻳﻦ، اﻟﻠﻬﻢ اﻧﺼﺮ اﻹﺳﻼﻡ ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻭﺣﺪ ﺻﻔﻬﻢ ﻭﺃﻋﻞ ﺭاﻳﺘﻬﻢ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺃﺛﺒﻬﻢ ﻓﺘﺤﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎ، اﻟﻠﻬﻢ ﺃﺧﺬﻝ ﻣﻦ ﺧﺬﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺃﻫﻠﻚ اﻟﻜﻔﺮﺓ ﻭاﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻤﻔﺮﻗﻴﻦ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭاﻟﺼﺎﺩﻳﻦ ﻋﻦ ﺫﻛﺮﻙ ﻭاﻟﻤﺨﺮﺑﻴﻦ ﻟﺪﻳﻨﻚ ﻭاﻟﻤﺘﻘﻄﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻠﻚ ﻭاﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻴﻦ ﻷﻭﻟﻴﺎﺋﻚ ﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻤﻮاﻟﻴﻦ ﻟﻬﻢ.
اﻟﻠﻬﻢ ﻓﺮﻕ ﺟﻤﻌﻬﻢ ﻭﺷﺘﺖ ﺷﻤﻠﻬﻢ ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻄﺸﻚ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻦ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ،
اللهم واحفظ وانصر من سعى في صلاح ذات البين ، وانصره وايده وبارك له في ماله وولده ،واصلح أمر آخرته ودنياه، واصرف عنه ،كل سوؤ ومكروه يا رب العالمين ،اللهم واهلك من يسعى ،لفساد ذات البين ، وافسد عليه أمره واصرف عن المؤمنين شره وضره،اللهم واشغله بنفسه،يارب العالمين
اللهم واحفظ علمائنا العاملين وطلبة العلم والمرشدين ومن ساهم وأعان على نشر الدين، ﻭﺁﺧﺮ