#الشهيد_يحيى_عياش
سطر ببصماته ملاحم إِيلام المقاومة للمحتلين، وصاغ مرحلة في مواجهة الاحتلال من أقوى المراحل الجهادية حتى أصبح رمزاً للنضال في فلسطين، فهو عنوان الأسطورة الفلسطينية الحقيقية التي جددت الأمل وقتلت اليأس وأعادت الحياة إلى روح الجهاد والمقاومة في فلسطين.
تحيي المقاومة الفلسطينية وكل أحرار وشرفاء العالم اليوم، ذكرى استشهاد القائد يحيى عياش "المهندس رقم 1" في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذي حفر اسمه في ذاكرة الفلسطينيين بما بذله من جهود جبارة وما أحدثه من نقلة نوعية في المقاومة الفلسطينية، فاحتل مكاناً بارزا وأصبح ظاهرةً ورمزًا من رموز القضية وتاريخها المعاصر .

🔻نَشأة القَائِد

يحيى عبد اللطيف عياش، (1966- 1996)، وُلد لأسرة فلسطينية بسيطة، زرعت في نفسه الإيمان والشجاعة، حفظ القرآن الكريم في السادسة من عمره، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في قرية رافات، قرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ثم التحق يحيى بجامعة بيرزيت في الضفة الغربية لدراسة الهندسة الكهربائية، وكان من أنشط الشباب في كلية الهندسة ضمن إطار الكتلة الإسلامية وشارك إخوانه في كافة المواقع.
تخرج من الجامعة عام 1991م بتفوق، حاول بعد تخرجه السفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا، ورفض الاحتلال طلبه، وعلق على ذلك "يعكوف بيرس" رئيس المخابرات حينها قائلاً: "لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحًا بالإضافة إلى مليون دولار". 
وتزوج من ابنة خالته بتاريخ 9 أيلول/سبتمبر، 1992م، ورزق منها طفله الأول براء في 1 كانون الثاني (يناير) 1993م وكان حينها مطاردا، وقبل استشهاده بيومين فقط رزق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمنا باسم والده.

🔻مِشوَاره الجِهَادِي

إنضم المهندس مبكراً للحركة الإسلامية في فلسطين حتى أعلن تأسيس حركة حماس – 1987 م - القوة الضاربة لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.
وقد بدأ مشوار يحيى عياش الجهادي عندما اكتشفت السّلطات الصّهيونيّة سيارةً مفخخة في منطقة رامات أفعال في تل الربيع المحتلة، وقد أشارت أصابع الاتهام إلى المهندس كأحد مدبري العملية، ومنذ ذلك الوقت أصبح المهندس مطلوبًا للاحتلال.
وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي الشّريف في الخليل عام 1994 عزم المهندس على التخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية في قلب الكيان الصّهيوني، وكان أولها عملية العفولة التي قام بها المجاهد رائد زكارنة وأودت بحياة ما لا يقل عن ثمانية صهاينة وجرح العشرات، ثم عملية الخضيرة التي نفذها عمار عمارنة، وقتل فيها سبعة صهاينة، وجرح العشرات.
تولى يحيى عياش قيادة الجناح العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام للضفة  وقطاع غزة، وقام بالتخطيط المباشر والمشاركة أحياناً بعمليات عسكرية، أسر جنود صهاينة، سيارات ملغومة، عبوات ناسفة، عمليات استشهادية.
تركز نشاط القائد في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية بسيطة ومواد متاحة ومتوفرة بكل سهولة في الأراضي الفلسطينية.
ويعتبر العياش أول من أدخل إلى ساحة الصراع الصهيوني الفلسطيني سلاح (الاستشهادي)، ذلك السلاح الذي شكل أعقد المشاكل الأمنية التي واجهتها المؤسسة العسكرية والأمنية الصهيونية منذ قيام كيان الاحتلال على أرض فلسطين.
تنقل عياش بين الضفة وغزة، وحاول أن ينشئ جهازاً عسكرياً قوياً تتحقق فيه اللامركزية، بحيث لا يرتبط العمل العسكري بشخص واحد يتوقف باستشهاده أو اعتقاله، كما عمل على إنشاء خلايا عسكرية متفرقة وغير معروفة لبعضها البعض.

🔻المطلوب الأول

اعتبر القائد مسؤولاً وقتها عن سلسلة "العمليات الاستشهادية"، مما جعله على رأس المطلوبين للصهاينة، الذين سخَروا لاغتياله مئات من العملاء والمخبرين، ولكنه أفلح طوال سنوات المطاردة في الاختفاء عن أعينهم.
فقد كان المهندس خلال سنوات  المطاردة العلقم لبني صهيون، حيث عُرِفَ الشهيد بخفة حركته وسرعة بديهته وخبرته العسكرية التي أذهلت القَادة العسكرِيين الصهاينة، وجعلتهم يعدونه أَخطر مطاردي الضفة الغَربِية والمطلوب رقم 1 لديهم، وقد وصفوه بكثير من الألقاب (الثعلب، العبقري، الرجل ذا الألف وجه، الأستاذ، المهندس، العقل المدبر، العبقري، الفذ، صقر الكتائب،...) ، فقد كانوا معجبين إعجابًا شديدًا بعدوهم الأول كما كانوا يصفوه.
وقد بلغ الهوس الصهيوني  ذروته حين قال (رابين) : "أخشى أن يكون جالساً بيننا في الكنيست "، هذا الهوس لم يطل رابين فحسب بل غدا كابوساً يتسلل إلى قلوب الصهاينة.
فكانت الجرأة التي امتلكها يحيى عياش جعلت منه بطلاً يتغنى بِه الفَلسطينيون، في حين غَدا اسمه مادة شبه دائمة في الإعلام الصهيوني، ليتصدر الصفحات الأول تحت عنوان "اعرف عدوك رقم 1 .. يحيى عيَّاش" و تحتها صور مختلفة، وأصبح الشغل الشاغل لقادة الاحتلال من سياسيين وعسكريين.