#خلفاء_وقادة
💫الـحـ3ـلـقـة
محمد خان الثالث
〰〰〰〰〰〰
💫نسبه ومولده السلطان محمد خان الثالث
ولد السلطان محمد خان الثالث بن السلطان مراد الثالث بن سليمان القانوني عام 974هـ الموافق 1546م، وجلس على سرير السلطة عام 1003هـ الموافق 1566م بعد وفاة والده باثني عشر يومًا؛ لأنه كان مقيمًا في مغنيسا، كانت أمه إيطالية الأصل اسمها (صفية).

💫نشأته نشأ السلطان محمد خان الثاني في أسرة حملت لواء الجهاد في سبيل الله قرونًا عديدة، ولم يسلم محمد خان الثاني من الاتهامات التي وجهت إليه كما وجهت إلى من تولى قبله؛ فقد اتهم بقتل تسعة عشر من إخوته، وقتل عشر من نساء أبيه كلهم حبالى. ولعمر الله، كيف يُقدِم رجل على فعل هذه الأعمال الشنيعة ثم يُنزِل الله عليه النصر؟! ولقد اتهم محمد الفاتح بمثل هذا الاتهام من قبل ونال بشارة رسول الله بفتح القسطنطينية، فكيف يرتكب هذه الكبيرة ثم ينزل الله عليه النصر؟! إنها روايات ملفقة عن هؤلاء العظام؛ حتى لا يعرف الناس حقيقة جهادهم، وما فعلوه لأجل الإسلام والمسلمين. جهاده رغم حالة الضعف والتدهور التي كانت قد اعترت الدولة العثمانية إلا أن راية الجهاد ضد الصليبيين ظلت مرفوعة، ومما يذكر لهذا السلطان أنه لما تحقق له أن ضعف الدولة في حروبها بسبب عدم خروج السلاطين وقيادة الجيوش بأنفسهم، برز بنفسه وتقلد المركز الذي تركه سليم الثاني ومراد الثالث، ألا وهو قيادة عموم الجيوش، فسار إلى بلجراد ومنها إلى ميادين الوغى والجهاد. وبمجرد خروجه دبت في الجيوش الحمية الدينية والغيرة العسكرية، ففتح قلعة (أرلو الحصينة) التي عجز السلطان سليمان عن فتحها في سنة 1556م، ودمر جيوش المجر والنمسا في سهل كرزت بالقرب من هذه القلعة في 126 أكتوبر سنة 1596م، حتى شبهت هذه الموقعة بواقعة (موهاكز) التي انتصر فيها السلطان سليمان سنة 1526م، وقد كاد أن يؤسر فيها السلطان. وقد ورد في بعض الروايات أن عدد القتلى في صفوف الأعداء مائة ألف، وعاد السلطان غانمًا إلى العاصمة. ويقول إبراهيم أفندي -الذي كان حاضرًا في تلك الواقعة-: إنه لو أمضت العساكر العثمانية شتاء ذلك العام بالحدود ثم تقدمت في الربيع لكان أمكن افتتاح مدينة فيينا. وبعد هذه المعركة استمرت الحروب دون أن تقع معركة حاسمة. ويُذكر للعلماء مواقف مشرفة في جهاد العثمانيين، من ذلك قول الشيخ سعد الدين أفندي -الذي كان من شيوخ السلطان محمد الثالث، وممن شجعه على الخروج بنفسه لقيادة الجيوش- للسلطان محمد الثالث: (أنا معك أسير حتى أخلّص وجودي من الذنوب، فإنني بها أسير). وفي إحدى المعارك التي كاد أن يؤسر فيها السلطان وفر من حوله الجنود والأعوان، قال الشيخ سعد الدين أفندي: (اثبت أيها الملك؛ فإنك منصور بعون مولاك الذي أعطاك، وبالنعم أولاك). فركب السلطان جواده، وحمل سيفه وتضرع إلى القوي العزيز، فما مضت ساعة حتى نزل نصر الواحد القهار، وكانت تلك المعركة بعد فتح حصن اكري. من كلماته كان السلطان محمد خان الثالث على نصيب عال من التعليم والثقافة والأدب، وكان شديد التدين ويميل إلى التصوف، ومن أشعاره ذات المعاني السامية: لا نرضى بالظلم بل نرغـب في العــدل نحن نعمل لحب الله، ونصغي بدقة لأوامـره نريـد الحصـول علـى رضـا اللــه نحـن عارفـون وقلوبنـا مـرآة العالـم قلـوبنا محروقة بنـار العشـق فـي الأزل نحن بعيدون من الغش والخديعة وقلوبنا نظيفة وفاته توفي السلطان محمد الثالث بعد أن أخمد الحركات التمردية، والثورات العنيفة، وقاد الجيوش بنفسه، حتى أطلق عليه لقب (أغري) أي فاتح.

💫وكانت وفاته في نهار الأحد الثامن عشر من رجب سنة 1012هـ، ومدة حكمه تسع سنين وشهران ويومان، وله من العمر ثمانٍ وثلاثون سنة. وكان هذا السلطان عندما يسمع اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقوم إجلالاً واحترامًا لسيد الكائنات.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55 
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ2ـلـقـة السمح
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ3ـلـقـة
محمد خان الثالث
〰〰〰〰〰〰
💫نسبه ومولده السلطان محمد خان الثالث
ولد السلطان محمد خان الثالث بن السلطان مراد الثالث بن سليمان القانوني عام 974هـ الموافق 1546م، وجلس على سرير السلطة عام 1003هـ الموافق 1566م بعد وفاة والده باثني عشر يومًا؛ لأنه كان مقيمًا في مغنيسا، كانت أمه إيطالية الأصل اسمها (صفية).

💫نشأته نشأ السلطان محمد خان الثاني في أسرة حملت لواء الجهاد في سبيل الله قرونًا عديدة، ولم يسلم محمد خان الثاني من الاتهامات التي وجهت إليه كما وجهت إلى من تولى قبله؛ فقد اتهم بقتل تسعة عشر من إخوته، وقتل عشر من نساء أبيه كلهم حبالى. ولعمر الله، كيف يُقدِم رجل على فعل هذه الأعمال الشنيعة ثم يُنزِل الله عليه النصر؟! ولقد اتهم محمد الفاتح بمثل هذا الاتهام من قبل ونال بشارة رسول الله بفتح القسطنطينية، فكيف يرتكب هذه الكبيرة ثم ينزل الله عليه النصر؟! إنها روايات ملفقة عن هؤلاء العظام؛ حتى لا يعرف الناس حقيقة جهادهم، وما فعلوه لأجل الإسلام والمسلمين. جهاده رغم حالة الضعف والتدهور التي كانت قد اعترت الدولة العثمانية إلا أن راية الجهاد ضد الصليبيين ظلت مرفوعة، ومما يذكر لهذا السلطان أنه لما تحقق له أن ضعف الدولة في حروبها بسبب عدم خروج السلاطين وقيادة الجيوش بأنفسهم، برز بنفسه وتقلد المركز الذي تركه سليم الثاني ومراد الثالث، ألا وهو قيادة عموم الجيوش، فسار إلى بلجراد ومنها إلى ميادين الوغى والجهاد. وبمجرد خروجه دبت في الجيوش الحمية الدينية والغيرة العسكرية، ففتح قلعة (أرلو الحصينة) التي عجز السلطان سليمان عن فتحها في سنة 1556م، ودمر جيوش المجر والنمسا في سهل كرزت بالقرب من هذه القلعة في 126 أكتوبر سنة 1596م، حتى شبهت هذه الموقعة بواقعة (موهاكز) التي انتصر فيها السلطان سليمان سنة 1526م، وقد كاد أن يؤسر فيها السلطان. وقد ورد في بعض الروايات أن عدد القتلى في صفوف الأعداء مائة ألف، وعاد السلطان غانمًا إلى العاصمة. ويقول إبراهيم أفندي -الذي كان حاضرًا في تلك الواقعة-: إنه لو أمضت العساكر العثمانية شتاء ذلك العام بالحدود ثم تقدمت في الربيع لكان أمكن افتتاح مدينة فيينا. وبعد هذه المعركة استمرت الحروب دون أن تقع معركة حاسمة. ويُذكر للعلماء مواقف مشرفة في جهاد العثمانيين، من ذلك قول الشيخ سعد الدين أفندي -الذي كان من شيوخ السلطان محمد الثالث، وممن شجعه على الخروج بنفسه لقيادة الجيوش- للسلطان محمد الثالث: (أنا معك أسير حتى أخلّص وجودي من الذنوب، فإنني بها أسير). وفي إحدى المعارك التي كاد أن يؤسر فيها السلطان وفر من حوله الجنود والأعوان، قال الشيخ سعد الدين أفندي: (اثبت أيها الملك؛ فإنك منصور بعون مولاك الذي أعطاك، وبالنعم أولاك). فركب السلطان جواده، وحمل سيفه وتضرع إلى القوي العزيز، فما مضت ساعة حتى نزل نصر الواحد القهار، وكانت تلك المعركة بعد فتح حصن اكري. من كلماته كان السلطان محمد خان الثالث على نصيب عال من التعليم والثقافة والأدب، وكان شديد التدين ويميل إلى التصوف، ومن أشعاره ذات المعاني السامية: لا نرضى بالظلم بل نرغـب في العــدل نحن نعمل لحب الله، ونصغي بدقة لأوامـره نريـد الحصـول علـى رضـا اللــه نحـن عارفـون وقلوبنـا مـرآة العالـم قلـوبنا محروقة بنـار العشـق فـي الأزل نحن بعيدون من الغش والخديعة وقلوبنا نظيفة وفاته توفي السلطان محمد الثالث بعد أن أخمد الحركات التمردية، والثورات العنيفة، وقاد الجيوش بنفسه، حتى أطلق عليه لقب (أغري) أي فاتح.

💫وكانت وفاته في نهار الأحد الثامن عشر من رجب سنة 1012هـ، ومدة حكمه تسع سنين وشهران ويومان، وله من العمر ثمانٍ وثلاثون سنة. وكان هذا السلطان عندما يسمع اسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقوم إجلالاً واحترامًا لسيد الكائنات.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55 
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ3ـلـقـة محمد خ
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ4ـلـقـة
آق سنقر البرسقي
〰〰〰〰〰〰
💫نسبه ومولده آق سنقر البرسقي

سيف الدين قسيم الدولة أبو سعيد البرسقي مولى الأمير برسق غلام السلطان طغرلبك، ترقت به الحال إلى أن ولاه السلطان محمود إمرة الموصل والرحبة، ثم ولاه شحنمكية بغداد.

💫نشأته نشأ آق سنقر البرسقي وتربى في أحضان الدولة السلجوقية فقد كان مملوكًا للسلطان طغرلبك، ومن الواضح أن لآق سنقر مميزات أهلته ليترقى من كونه مملوكًا إلى محاربًا في الجيوش إلى ان يكون واليًا على الموصل من قبل السلطان محمود السلجوقي، ويقول عنه ابن الأثير في كتابه الكامل إنه كان في خدمة السلطان محمود، ناصحًا له، ملازمًا له في حروبه كلها، ولا شك أنه هذه الصفات نشأ وتربى عليه منذ صغره.
قامت الدولة السلجوقية بدور هام في الحروب الصليبية فهي أول من تصدى لهذه الحملات التي استهدفت بلاد الشام للقضاء على الإسلام والمسلمين، فجهز السلطان محمود السلجوقي آق سنقر البرسقي إلى الموصل بعد قتل الأمير ممدود لمحاربة الصليبيين.

💫جهاده
وأهم المعارك ودوره فيها كان البرسقي كثير الحركة دائب النشاط فلم تعرف نفسه يومًا الكسل فقد كان يحارب الباطنية، وكاد أن يقضي عليهم وحار الصليبيين في الشام وكان السلطان محمود قد أمره بتجهيز نفسه إلى الموصل ليصبح واليًا ومقاتلاً للصليبيين وذلك بعد مقتل الأمير ممدود، فلم يأخذ قسطًا من الراحة بعد أن تولى ولاية الموصل بل قام بمحاربة الصليبيين ونشر العدل بين أهل الموصل، فبدأ بالدفاع عن حلب بعد أن ضايقها الفرنج بالحصار ثم عاد إلى الموصل وأقام بها إلى أن قتل. صورة "الجهاد في سبيل الله" طمعت الفرنجة وقويت نفوسهم ومنوا أنفسهم في الاستيلاء على بلاد الشام بعد أن تملكوا مدينة صور، فاستكثروا من الجموع خاصة بعد أن وصل إليهم دبيس بن صدقة صاحب الحلة، فأطمعهم طمعًا ثانيًا في بلاد الشام، وخاصة حلب ظنًّا منه أن أهل هذه البلاد على نفس مذهبه الشيعي، ومتى رأوه مالوا إليه وسلموا له البلد، فسار معه الفرنج بعد أن بذل لهم بذولاً كثيرة وصار مطيعًا لهم ونائبًا عنهم، فحاصروا حلب وقاتلوهم قتالاً شديدًا. ولقد وطن الصليبيون أنفسهم على دخول المدينة فبنوا بيوتًا تقيهم من الحر والبرد،

يقول ابن العديم: ولقد طال حصار حلب وأشرف الفرنج على الاستيلاء عليها، وبلغ بهم الضر إلى حالة عظيمة حتى أكلوا الميتات والجيف، ووقع فيهم المرض، فحكى لي والدي أنهم كانوا في وقت الحصار مطرحين من المرض في أزقة البلد، فإذا زحف الفرنج، وضرب بوق الفزع قاموا كأنما نشطوا من عقال، وقاتلوا حتى يردوا الفرنج، ثم يعود كل واحد من المرضى إلى فراشه، وما زالوا في هذه الشدة إلى أن أعانهم الله بقسيم الدولة آق سنقر البرسقي، وكان مريضًا بالحمى فعاهدهم إن عافه الله لينصرنهم، فما لبث ثلاثة أيام حتى عوفي، فأمرهم بتسليمه القلعة لنوابه، وما إن أشرف عليها حتى رحل الفرنج عنها، وهو يراهم، فأراد من في مقدمة عسكره أن يحمل عليهم، فمنعهم هو بنفسه وقال: قد كفينا شرهم، وحفظنا بلدنا منهم، والمصلحة تركهم حتى يتقرر أمر حلب ونصلح حالها، ونكثر ذخائرها، ثم حينئذ نقصدهم ونقاتلهم.
فلما رحل الفرنج خرج أهل حلب ولقوه، وفرحوا به، وأقام عندهم حتى أصلح الأمور وقررها.

ومن أهم المعارك التي خاضها مع الفرنجة معركة كفر طاب فقد جمع البرسقي عساكره وسار إلى الشام، وقصد كفر طاب وحصرها، فملكها من الفرنج، وسار إلى قلعة عزاز، وهي من أعمال حلب من جهة الشمال، وصاحبها جوسلين، فحصرها، فاجتمعت الفرنج فارسها وراجلها، وقصدوه ليرحلوه عنها، فلقيهم وضرب معهم مصافًا، واقتتلوا قتالاً شديدًا صبروا كلهم فيه، فانهزم المسلمون وقتل منهم وأسر كثير.

وكان عدد القتلى أكثر من ألف قتيل من المسلمين، وعاد منهزمًا إلى حلب، فخلف بها ابنه مسعودًا، وعبر الفرات إلى الموصل ليجمع العساكر ويعاود القتال.

كان البرسقي صاحب بأس شديد على الفرنجة وعلى الباطنية، وما استطاعوا هزيمته إلا بعد صولات وجولات وبعد أن هزمهم في كفر طاب وبعد أن أجلاهم عن حلب.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ4ـلـقـة آق سنق
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ4ـلـقـة
آق سنقر البرسقي
〰〰〰〰〰〰 
💫وفاته قتل قسيم الدولة آق سنقر البرسقي، صاحب الموصل، بمدينة الموصل، قتلته الباطنية يوم جمعة بالجامع، وكان يصلي الجمعة مع العامة، وكان قد رأى تلك الليلة في منامه أن عدة كلاب ثارت به، فقتل بعضها، ونال منه الباقي ما آذاه، فقص رؤياه على أصحابه، فأشاروا عليه بترك الخروج من داره عدة أيام، فقال: لا أترك الجمعة لشيء أبدًا، فغلبوا على رأيه، ومنعوه من قصد الجمعة، فعزم على ذلك، فأخذ المصحف يقرأ فيه، فأول ما رأى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب: 38]، فركب إلى الجامع على عادته، وكان يصلي في الصف الأول، فوثب عليه بضعة عشر نفسًا عدة الكلاب التي رآها، فجرحوه بالسكاكين، فجرح هو بيده منهم ثلاثة، وقتل -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته.

وكانت وفاته سنة عشرين وخمسمائة لما انفتل من الصلاة في جامع الموصل، أثخنه الباطنية جراحًا في ذي القعدة؛ لأنه كان قد تصدى لاستئصال شأفتهم وقتل منهم عصبةً.
قالوا عنه قال عنه الذهبي: وكان ديّنًا عادلاً عالي الهمة.

ويقول ابن الأثير في كتابه الكامل: حكى لي والدي -رحمه الله- عن بعض من كان يخدمه قال: كنت فراشًا معه، فكان يصلي كل ليلة كثيرًا، وكان يتوضأ هو بنفسه، ولا يستعين بأحد، ولقد رأيته في بعض ليالي الشتاء بالموصل، وقد قام من فراشه، وعليه فرجية صغيرة وبر، وبيده إبريق، فمشى نحو دجلة ليأخذ ماء، فمنعني البرد من القيام، ثم إنني خفته، فقمت إلى بين يديه لآخذ الإبريق منه، فمنعني وقال: يا مسكين! ارجع إلى مكانك، فإن برد، فاجتهدت لآخذ الإبريق، فلم يعطني، وردني إلى مكاني ثم توضأ وقام يصلي.
وكان مملوكًا تركيًّا، خيرًا، يحب أهل العلم والصالحين، ويرى العدل ويفعله، وكان من خير الولاة يحافظ على الصلوات في أوقاتها، ويصلي من الليل متهجدًا.
ويقول عنه صاحب بغية الطلب في تاريخ حلب: لما ملك حلب وأحسن إلى أهلها، وعدل فيهم، وأزل المكوس والمظالم، ووقع إلي نسخة التوقيع الذي كتبه لأهل حلب بإزالة المكوس والضرائب وتعفية آثار الظلم والجور، وكان -رحمه الله- على ما يحكي حسن الأحوال، كثير الخير، جميل النية، كثير الصلاة والتهجد والعبادة والصوم وقال أبو الحسن عليّ بن محمد بن عبد الكريم الجزري: كان آق سنقر البرسقي خيرًا، عادلاً، لين الأخلاق حسن العشرة من أصحابه[1].
[1] المراجع: العبر في خبر من غبر - الوافي بالوفيات - الكامل في التاريخ - بغية الطلب في تاريخ حلب.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55 
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ4ـلـقـة آق سنق
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ5ـلـقـة
أسد الدين شيركوه
〰〰〰〰〰〰
💫التعريف بـ أسد الدين شيركوه ونشأته أسد الدين شيركوه هو أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مران بن يعقوب، الملك المنصور أسد الدين وزير العاضد؛ مولده بدوين من أذربيجان بطرفها. نشأ بتكريت إذ كان أبوه متولي قلعتها؛ وقال ابن الأثير: أصلهم من الأكراد الروادية، هم فخذ من الهذبانية، وأنكر هذه النسبة جماعة من بني أيوب وقالوا: إنما نحن عرب وتزوجنا من الأكراد[1].

💫أهم معارك أسد الدين شيركوه ودوره فيها في جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين وخمسمائة،أرسل نور الدين محمود بن زنكي عسكرًا كثيرًا إلى مصر، وجعل عليهم الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي، وهو مقدم عسكره، وأكبر أمراء دولته، وأشجعهم، وسنذكر سنة أربع وستين سبب اتصاله بنور الدين وعلو شأنه عنده إن شاء الله تعالى.
وكان سبب إرسال هذا الجيش أن شاور وزير العاضد لدين الله العلوي، صاحب مصر، نازعه في الوزارة ضرغام، وغلب عليها، فهرب شاور منه إلى الشام، ملتجئًا إلى نور الدين ومستجيرًا به، فأكرم مثواه، وأحسن إليه، وأنعم عليه، وكان وصوله في ربيع الأول من السنة، وطلب منه إرسال العساكر معه إلى مصر ليعود إلى منصبه ويكون لنور الدين ثلث دخل البلاد بعد إقطاعات العسكر، ويكون شيركوه مقيمًا بعساكره في مصر، ويتصرف هو بأمر نور الدين واختياره؛ فبقي نور الدين يقدم إلى هذا العرض رجلاً ويؤخر أخرى، فتارة يحمله رعاية لقصد شاور بابه، وطلب الزيادة من الملك والتقوِّي على الفرنج، وتارة يمنعه خطر الطريق، وأن الفرنج فيه؛ وتخوف أن شاور إن استقرت قاعدته ربما لا يفي.
ثم قوى عزمه على إرسال الجيوش، فتقدم بتجهيزها وإزالة عللها، وكان هوى أسد الدين في ذلك، وعنده من الشجاعة وقوة النفس ما لا يبالي بمخافة، فتجهز، وساروا جميعًا وشاور في صحبتهم، في جمادى الأولى من سنة تسع وخمسين، وتقدم نور الدين إلى شيركوه أن يعيد شاور إلى منصبه، وينتقم له ممن نازعه فيه.
وسار نور الدين إلى طرف بلاد الفرنج مما يلي دمشق بعساكره ليمنع الفرنج من التعرض لأسد الدين ومن معه، فكان قصارى الفرنج حفظ بلادهم من نور الدين، ووصل أسد الدين ومن معه من العساكر إلى مدينة بلبيس، فخرج إليهم ناصر الدين أخو ضرغام بعسكر المصريين ولقيهم، فانهزم وعاد إلى القاهرة مهزومًا.
ووصل أسد الدين فنزل على القاهرة أواخر جمادى الآخرة، فخرج ضرغام من القاهرة سلخ الشهر فقتل عند مشهد السيدة نفيسة، وبقي يومين، ثم حمل ودفن بالقرافة، وقتل أخوه فارس المسلمين، وخلع عن شاور مستهل رجب، وأعيد إلى الوزارة، وتمكن منها، وأقام أسد الدين بظاهر القاهرة، فغدر به شاور، وعاد كما كان قرره لنور الدين من البلاد المصرية، ولأسد الدين أيضًا، وأرسل إليه يأمره بالعود إلى الشام، فأعاد الجواب بالامتناع، وطلب ما كان قد استقر بينهم، فلم يجبه شاور إليه، فلما رأى ذلك أرسل نوابه فتسلموا مدينة بلبيس، وحكم على البلاد الشرقية، فأرسل شاور إلى الفرنج يستمدهم ويخوفهم من نور الدين إن ملك مصر. وكان الفرنج قد أيقنوا بالهلاك إن تم ملكه لها، فلما أرسل شاور يطلب منهم أن يساعدوه على إخراج أسد الدين من البلاد جاءهم فرج لم يحتسبوه، وسارعوا إلى تلبية دعوته ونصرته وطمعوا في ملك الديار المصرية، وكان قد بذل لهم مالاً على المسير إليه، وتجهزوا وساروا، فلما بلغ نور الدين ذلك سار بعساكره إلى أطراف بلادهم ليمتنعوا عن المسير، فلم يمنعهم ذلك لعلمهم أن الخطر في مقامهم، إذا ملك أسد الدين مصر، أشد، فتركوا في بلادهم من يحفظها، وسار ملك القدس في الباقين إلى مصر.
وكان قد وصل إلى الساحل جمع كثير من الفرنج في البحر لزيارة البيت المقدس، فاستعان بهم الفرنج الساحلية، فأعانوهم، فسار بعضهم معهم، وأقام بعضهم في البلاد لحفظها، فلما قارب الفرنج مصر فارقها أسد الدين، وقصد مدينة بلبيس، فأقام بها هو وعسكره، وجعلها له ظهرًا يتحصن به، فاجتمعت العساكر المصرية والفرنج، ونازلوا أسد الدين شيركوه بمدينة بلبيس، وحصروه بها ثلاثة أشهر، وهو ممتنع بها مع أن سورها قصير جدًّا، وليس لها خندق، ولا فصيل يحميها، وهو يغاديهم القتال ويراوحهم، فلم يبلغوا منه غرضًا، ولا نالوا منه شيئًا.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ5ـلـقـة أسد ال
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ5ـلـقـة
أسد الدين شيركوه
〰〰〰〰〰〰
فبينما هم كذلك إذ أتاهم الخبر بهزيمة الفرنج على حارم وملك نور الدين حارم ومسيره إلى بانياس، على ما نذكره عن شاء الله تعالى، فحينئذ سقط في أيديهم، وأرادوا العودة إلى بلادهم، ليحفظوها، فراسلوا أسد الدين في الصلح والعد إلى الشام، ومفارقة مصر، وتسليم ما بيده منها إلى المصريين، فأجابهم إلى ذلك لأنه لم يعلم ما فعله نور الدين بالشام بالفرنج، ولأن الأقوات والذخائر قلت عليهن وخرج من بلبيس في ذي الحجة.
يقول من رأى أسد الدين حين خرج من بلبيس: أخرج أصحابه بين يديه، وبقي في آخرهم وبيده لت من حديد يحمي ساقتهم، والمسلمون والفرنج ينظرون إليه.
قال: فأتاه فرنجي من الغرباء الذين خرجوا من البحر، فقال له: أما تخاف أن يغدر بك هؤلاء المصريون والفرنج، وقد أحاطوا بك وبأصحابك، ولا يبقى لكم بقية؟ فقال شيركوه: يا ليتهم فعلوه حتى كنت ترى ما أفعله؛ كنت والله أضع السيف، فلا يقتل منا رجل حتى يقتل منهم رجالاً، وحينئذ يقصدهم الملك العادل نور الدين، وقد ضعفوا وفني شجعانهم، فنملك بلادهم ويهلك من بقي منهم، والله لو أطاعني هؤلاء لخرجت إليكم من أول يوم، ولكنهم امتنعوا.
فصلب على وجهه، وقال: كنا نعجب من فرنج هذه البلاد ومبالغتهم في صفتك وخوفهم منك، والآن فقد عذرناهم؛ ثم رجع عنه[2].

💫وفاة أسد الدين شيركوه توفي أسد الدين فجأة يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من هذه السنة، فكانت وزارته شهرين وخمسة أيام[3].

قالوا عن أسد الدين شيركوه يقول الذهبي في سير أعلام النبلاء عنه: كان أحد الأبطال المذكورين والشجعان الموصوفين ترعب الفرنج من ذكره[4]. يقول العرقلة: قـل لأمير المؤمنين الذي * مصـر حمـاه وعليّ أبـوهُ نصَّ على شاورَ فرعونها * ونصَّ موساها على شيركوه[5].
💫المراجع
[1] الوافي بالوفيات 5/221. [2] الكامل في التاريخ 5/89-91. [3] الروضتين في أخبار الدولتين. [4] سير أعلام النبلاء. [5] الوافي بالوفيات 5/221.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55 
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ7ـلـقـة المنصو
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ7ـلـقـة
المنصور محمد ابن أبي عامر
〰〰〰〰〰〰
💫ودخل على (طليطلة) غرة صفر من سنة 367؛ فاجتمع مع صهره "غالب"، فنهضا معا، فافتتحا حصن (المال) وحصن (زنبق)، ودوخا مدينة (شلمنقة) وأخذا أرباضها.
وعاد "ابن أبي عامر" إلى قرطبة بالسبي والغنائم، وبعدد عظيم من رؤوس المشركين، وتمت هذه الغزوة في أربع وثلاثين يوماً من خروجه إليها. ومن أهم معارك التي قضى فيها على معقل من معاقل النصرانية في (أسبانيا) معركة (شنت ياقوب).
وقبل أن نخوض غمار المعركة نلقي نظرة على موقع هذه المدينة في قلوب النصارى وأهميتها عندهم، كانت هذه المدينة أعظم مشاهد النصارى في بلاد "الأندلس"، وكان النصارى يعظمون كنيستها، كتعظيمنا للكعبة المشرفة، وإلى هذه الكنيسة كان يحجون قادمين إليها من أقصى البلاد الرومية، وزعموا أنها بها قبر "يعقوب" من حواري سيدنا "عيسى" __، ولم يتمكن أحد من المسلمين الفاتحين للأندلس" دخولها أو فتحها حتم تم ذلك على يد المجاهد "محمد بن أبي عامر". وقد خرج "المنصور" إليها من قرطبة غازيا بالصائفة يوم السبت لست بقين من جمادى الآخرة سنة 387، متوجهاً إلى (شنت ياقوب)، ودخل على مدينة (قورية)، ولما وصل "المنصور" إلى مدينة (غليسية)، وافاه عدد عظيم من القوامس المتكسطين بالطاعة، في رجالهم، فصاروا في عسكر المسلمين، وكان "المنصور" قد أمر ببناء أسطولاً بحرياً فبعد أن تم بناءه جهزه برجاله البحريين، وحمّل فيه المؤن والذخائرة والأطعمة والأسلحة، وخرج "المنصور" إلى موضع على نهر (دويره)؛ فدخل في النهر إلى المكان الذي عمل "المنصور" على العبور منه؛ فعقد هناك من هذا الأسطول جسرا بقرب الحصن الذي هناك. ووزع المنصور ما كان فيه من الميرة على الجند؛ فتوسعوا في التزود منه إلى أرض العدو، ونهض يريد (شنت ياقوب)، فقطع أرضين متباعدة الأقطار، وقطع بالعبور عدة أنهار كبار وخلجان، وبعد أن خاض المسلمون غمار المعركة تارة في البحر وأخر في البر، سالكين الجبال والأودية، إلى أن أتم الله عليه فتح (شنت ياقوب)، ولما وصل إليها المسلمون وجدوها خالية من السكان، فحاز المسلمون غنائمها، وهدموا مصانعها وأسوارها وكنيستها، وعفوا آثارها،وانكفأ المنصور عن باب شنت ياقوب، وقد بلغ غاية لم يبلغها مسلم قبله.

💫قالوا عنه كان "المنصور بن أبي عامر" سياسياً بارعاً وصاحب همة عالية متمنياً أمراً عظيماً، وبعلو همته وحسن سياسته استطاع أن يصل إلى ما تمنى، فقال عنه "الذهبي" كان من رجال الدهر رأياً وحزماً، ودهاء وشجاعة وإقداماً استطاع استمالة الأمراء والجيش بالأموال، ودانت لهيبته الرجال،
وكان حازماً، قوي العزم، كثير العدل والإحسان، حسن السياسة. وما يذكر عنه من حسن سياسته وتدبيره: أنه دخل بلاد الفرنج غازياً، فجاز الدرب إليها، "الدرب: مضيق بين جبلين"، وأوغل في بلاد الفرنج يسبي، ويغنم، فلما أراد الخروج رآهم قد سدوا الدرب، وهم عليه يحفظونه من المسلمين، فأظهر أنه يريد المقام في بلادهم، وشرع هو وعسكره في عمارة المساكن وزرع الغلات، وأحضروا الحطب، والتبن، والميرة، وما يحتاجون إليه، فلما رأوا عزمه على المقام مالوا إلى السلم، فراسلوه في ترك الغنائم والجواز إلى بلاده، فقال: أنا عازم على المقام؛ فتركوا له الغنائم، فلم يجبهم إلى الصلح، فبذلوا له مالاً، ودواب تحمل له ما غنمه من بلادهم، فأجابهم إلى الصلح، وفتحوا له الدرب، فجاز إلى بلاده.
ويقول "ابن الاثير": كان" المنصور بن أبي عامر" عالماً، محباً للعلماء، يكثر مجالستهم ويناظرهم، وقد أكثر العلماء ذكر مناقبه، وصنفوا لها تصانيف كثيرة، وكان حسن الاعتقاد والسيرة، عادلاً، وكانت أيامه أعياداً لنضارتها، وأمن الناس فيها. وقد مدحه الشاعر قائلاً: آثارُهُ تُنْبِيكَ عَنْ أخْبَارِهِ...
حَتَّى كأنَّكَ بالعُيُونِ ترَاهُ تَاللهِ ما مَلَكَ الجَزيرَةَ مِثْلُهُ... حَقًّا وَلاَ قَادَ الجُيُوشَ سِوَاهُ أخلاقه دخل "المنصور" (شنت ياقب) أكبر معاقل لنصارى الروم في ذلك الوقت، إلا أنه لم يجد فيه إلا شيخا من الرَّهبان جالسا على القبر؛ فسأله عن مقامه؛ فقال: أوانس "يعقوب". فأمر "المنصور" بالكف عنه. ولا عجب فهذه هي أخلاق الإسلام، فقد كانت وصايا رسول الله للجيش ألا يقتل طفلاً ولا وليداً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ولا يجهزوا على جريح ولا يقطعوا شجرة ولا نخلاً ولا يقتل راهباً في صومعته، وكذلك كانت وصايا الخلفاء من بعده.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ7ـلـقـة المنصو
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ7ـلـقـة
المنصور محمد ابن أبي عامر
〰〰〰〰〰〰
💫كانت نشأة المنصور بن أبي عامر لها أثر كبير في تغيير مسار حياته فقد نشأ متعلماً لأحاديث النبي فتربى على هذه الأحاديث حتى استقى أخلاقه من أخلاق النبي . من أقواله كان "المنصور بن أبي عامراً" شاعراً ومن شعره: رميت بنفسي هول كلّ عظيمة * وخاطرت والحرّ الكريم يخاطر وما صاحبي إلا جنانٌ مشيّعٌ * وأسمر خطّيٌّ وأبيض باتر فسدت بنفسي أهل كلّ سيادة * وفاخرت حتى لم أجد من أفاخر وما شدت بنياناً ولكن زيادة * على ما بنى عبد المليك وعامر رفعنا المعالي بالعوالي حديثة *** وأورثناها في القديم معافر

💫وفاته
دامت دولته ستّاً وعشرين سنة، غزا فيها اثنتين وخمسين غزوة واحدة في الشتاء وأخرى في الصيف،
وكانت وفاته في غزاته للإفرنج بصفر سنة ثلاثمائة واثنتين وتسعين، وحمل في سريره على أعناق الرجال، وعسكره يحفّ به وبين يديه، إلى أن وصل إلى مدينة (سالم)،
وكان في كل غزوة من غزواته ينفض عنه تراب الغزوة ويضعه في كيس وكان يصطحبه معه في غزواته وعند وفاته أوصى أن يذر هذا التراب على كفنه ليكون شاهداً جهاده يوم القيامة، فرحم الله "أبا منصور" وأسكنه فسيح جناته وغفر له ما أصاب من زلل.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ7ـلـقـة المنصو
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ8ـلـقـة
الملك نجم الدين إيلغازي
〰〰〰〰〰〰
💫النسب والقبيلة الملك نجم الدين إيلغازي هو الملك نجم الدين إيلغازي ابن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، كان ذا شجاعة، ورأي، وهيبة وصيت، حارب الفرنج غير مرة، وأخذ حلب بعد أولاد رضوان بن تتش.
💫جهاده وأهم المعارك ودوره فيها أيقظت الحملات الصليبية أمراء وحكام المسلمين للدفاع عن دينهم وبلادهم، جاءت الحملات الصليبية والتي تحمل في طياتها الحقد والحسد والبغضاء على الإسلام، إلا أن هذه الحملات أيقظت المسلمين من سبات عميق، فوضحت لهم رؤيا النصارى، وحقدهم الدفين على الإسلام وأهله، كانت النتيجة الطبيعية للحملات الصليبية أن يظهر من بين المسلمين قادة يحملون راية الجهاد، من هؤلاء القادة الذين رفعوا راية الجهاد الأمير إيلغازي الذي حارب الفرنج ونكل بهم في وقائع كثيرة.
استولى الفرنجة على كثير من المقاطعات الإسلامية، وخربوا كذلك كثير من البلاد، من هذه البلاد حلب ولم يكن بحلب من الذخائر ما يكفيها شهراً واحداً، فخاف أهلها خوفاً شديداً من ملاقاة الفرنجة، ولما رأى الفرنج حالة أهل حلب راسلوهم على أن يسلموهم حلب إلا أن أهلها رفضوا ذلك، مستغيثين بأهل بغداد إلا أن النصرة لم تأت ولم يغاثوا.
وكان الأمير إيلغازي، صاحب حلب، ببلدة ماردين يجمع العساكر والمتطوعة للغزاة، فاجتمع عليه نحو عشرين ألفاً، وكان معه أسامة بن المبارك بن شبل الكلابي، والأمير طغان أرسلان بن المكر، صاحب بدليس وأرزن، وسار بهم إلى الشام، عازماً على قتال الفرنج.
فلما علم الفرنجة قوة عزمهم على لقائهم، وكانوا ثلاثة آلاف فارس، وتسعة آلاف راجل، ساروا فنزلوا قريباً من الأثارب، بموضع يقال له تل عفرين، بين جبال ليس لها طريق إلا من ثلاث جهات، وفي هذا الموضع قتل شرف الدولة مسلم بن قريش وظن الفرنجة أن أحداً لا يسلك إليهم لضيق الطريق، فأخلدوا إلى المطاولة، ومن عادة الفرنجة أنهم إذا رأوا قوة المسلمين،
راسلوهم بأنهم قادمين عليهم لبث روح الرعب في قلوب المسلمين، فراسلوا إيلغازي قائلين له: لا تتعب نفسك بالمسير إلينا، فنحن واصلون إليك، فأعلم أصحابه بما قالوه، واستشارهم فيما يفعل، فأشاروا بالركوب من وقته، وقصدهم، ففعل ذلك، وسار إليهم، ودخل الناس من الطرق الثلاثة، ولم تعتقد الفرنجة أن أحداً يقدم عليهم، لصعوبة المسلك إليهم، فلم يشعروا إلا وأوائل المسلمين قد غشيتهم، فحمل الفرنجة حملة منكرة، فولوا منهزمين، فلقوا باقي العسكر متتابعة، فعادوا معهم، وجرى بينهم حرب شديدة، وأحاطوا بالفرنجة من جميع جهاتهم، وأخذهم السيف من سائر نواحيهم، فلم يفلت منهم غير نفر يسير، وقتل الجميع، وأسروا.
الحروب الصليبية وكان من جملة الأسرى نيف وسبعون فارساً من مقدميهم، وحملوا إلى حلب، فبذلوا في نفوسهم ثلاثمائة ألف دينار، فلم يقبل منهم، وغنم المسلمون منهم الغنائم الكثيرة.
وأما سيرجال، صاحب أنطاكية، فإنه قتل وحمل رأسه، وكانت الوقعة منتصف شهر ربيع الأول، ثم تجمع من سلم من المعركة مع غيرهم، فلقيهم إيلغازي أيضاً، فهزمهم، وفتح منهم حصن الأثارب، وزردنا، وعاد إلى حلب، وقرر أمرها، وأصلح حالها، ثم عبر الفرات إلى ماردين. وكان هذه الواقعة في عام 513 هـ. واستولى إيلغازي كذلك على ميافارقين وغيرها قبل موته بسنة،
ثم سار منجدا لأهل تفليس هو وزوج بنته ملك العرب دبيس الأسدي، وانضم إليهما طغان صاحب أرزن، وطغريل أخو السلطان محمود السلجوقي، وساروا على غير تعبئة، فانحدر عليهم داود طاغية الكرج، فكبسهم، فهزمهم، ونازل اللعين تفليس وأخذها بالسيف، ثم جعلهم رعية له، وعدل ومكنهم من شعار الإسلام، وأمر أن لا يذبح فيها خنزير، وبقي يجئ ويسمع الخطبة، ويعطي الخطيب والمؤذنين الذهب، وعمر ربطا للصوفة، وكان جوادا محترما للمسلمين. وأما إيلغازي، فتوفي في رمضان بميافارقين سنة 516هـ، فهذا أول من تملك ماردين، واستمرت في يد ذريته. قالوا عنه أثنى عليه العلماء ومدحه الشعراء فقال الذهبي "كان فارساً شجاعاً كثير الغزو كثير العطاء". وقيل فيه قل ما تشاء، فقولك المقبول * وعليك بعد الخالق التعويل واستبشر القرآن حين نصرته * وبكى لفقد رجاله الإنجيل

💫وفاته اتفق أن أكل إيلغازي لحم قديد كثيراً وجوزاً أخضر وبطيخاً وفواكه، فانتفخ جوفه وضاق نفسه، واشتد به الأمر، فرحل إلى حلب، وتزايد به المرض، فسار طغتكين إلى دمشق وبلك غازي إلى بلاده. ودخل إيلغازي ليتدواى بحلب، فنزل القصر، ولم يخلص من علته. أقام إيلغازي، وصلح من مرضه، وسار إلى ماردين، ثم خرج منها يريد ميافارقين، فاشتد مرضه في الطريق،
وتوفي بالقرب من ميافارقين بقرية يقال لها: عجولين، في أول شهر رمضان من سنة 516هـ.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55 
#خلفاء_وقادة 💫الـحـ8ـلـقـة الملك
#خلفاء_وقادة
💫الـحـ9ـلـقـة
بلك بن بهرام بن أرتق
〰〰〰〰〰
💫التعريف به بلك بن بهرام بن أرتقبلك بن بهرام بن أرتق، وَلَدُ أخي إيلغازي بن أرتق.

💫 جهاده وأهم المعارك ودوره فيها تصدى بلك بن بهرام للخطر الصليبي، واستطاع أن ينزل بالفرنج خسائر كثيرة، فبعد أن ظفر الصليبيون بالرها،
سار إليها بلك بن بهرام، فحصرها وبها الفرنج، وبقي على حصرها مدة، فلم يظفر بها، فرحل عنها، فجاءه إنسان تركماني، وأعلمه أن جوسلين (صاحب الرها وسروج) قد جمع من عنده من الفرنج، وهو عازم على كبسه، وكان قد تفرق عن بلك أصحابه، وبقي في أربعمائة فارس، فوقف مستعدًّا لقتالهم. وأقبل الفرنج،
ومن لطف الله تعالى بالمسلمين أن الفرنج وصلوا إلى أرض قد نضب عنها الماء، فصارت وحلاً غاصت خيولهم فيه فلم تتمكن -مع ثقل السلاح والفرسان- من الإسراع والجري، فرماهم أصحاب بلك بالنشاب، فلم يفلت منهم أحد، وأُسر جوسلين وجعل في جلد جمل، وخيط عليه، وطلب منه أن يسلم الرها، فلم يفعل،
وبذل في فداء نفسه أموالاً جزيلة، وأسرى كثيرة، فلم يجبه إلى ذلك، وحمله إلى قلعة خرتبرت، فسجنه بها، وأسر معه ابن خالته، واسمه كليام، وكان من شياطين الكفار، وأسر أيضًا جماعة من فرسانه المشهورين، فسجنهم معه.
ولم تكن هذه الواقعة هي الوحيدة التي قام بها بلك بن بهرام؛ ففي سنة خمسمائة وثماني عشرة، قبض بلك بن بهرام بن أرتق (صاحب حلب) على الأمير حسان البعلبكي (صاحب منبج)، وسار إليها فحصرها، فملك المدينة، وحصر القلعة، فامتنعت عليه،
فسار الفرنج إليه ليرحلوه عنها لئلاّ يقوى بأخذها، فلما قاربوه ترك على القلعة من يحصرها، وسار في باقي عسكره إلى الفرنج، فلقيهم وقاتلهم، فكسرهم وقتل منهم خلقًا كثيرًا، وعاد إلى منبج فحصرها، فبينما هو يقاتل مَن بها أتاه سهمٌ غَرْبٌ[1] فقتله.

💫وفاته لقي بلك بن بهرام ربَّه في ساحة المعركة، وقد أتاه سهمٌ غربٌ، فكان فيه قضاؤه، وذلك عام خمسمائة وثمانية عشر من الهجرة[2].
💫المراجع
[1] سهم غرب: أي لا يُدرى راميه.
[2] المراجع: سير أعلام النبلاء - الكامل في التاريخ.
يتبع...
قناة📚من عمق التاريخ الإسلامي📚
📲للإشتراك ؏ التليجرام'.-
https://telegram.me/gghopff55