قصة جديدة: #دموع_فوق_الثلوج
من مشاركاتكن🌹✨
.............
قراءة ممتعة🦋💙"
#ⴅÂÐЄĦÂ
#دموع_فوق_الثلوج
فصل الاول
انتفضت (شيماء) من نومها على صوت رنين هاتفها المحمول،فالتقطته بسرعة وردت بعد أن رأت اسم خطيبها على شاشته:
- نعم يا (سامح)
وفركت عينيها وهي تستمع إلى صوته المنفعل على الجانب الآخر:
" ألم تستيقظي بعد؟ لم يبق الكثير على موعد الطائرة "
نظرت إلى الساعة المعلقة على الحائط لتقفز من فراشها على الفور..
- لا تقلق..لن أتأخر
بعد ربع ساعة كانت قد ارتدت ثيابها وحملت حقيبتها،ومضت تقفز الدرجات حتى وصلت للأسفل.. أدارت سيارتها وانطلقت بسرعة إلى المطار الذي لم يكن بعيدا عنها وهي القاطنة بحي مصر الجديدة، ولحسن حظها أن اليوم هو السبت والشارع ليس مزدحما ككل صباح..
وصلت أخيرا وأوقفت سيارتها في مرآب المطار،وانطلقت تهرول إلى الداخل حيث استقبلها (سامح) ،ثم تحركا معا لإنهاء إجراءات سفرهما..
- لماذا تأخرت؟
قالت بعد أن التقطت أنفاسها:
- لم أنم جيدا بالأمس؛فقد جاء عمي وأسرته لزيارتنا كعادتهم كل شهر،وظلوا عندنا حتى وقت متأخر
قال (سامح) منفعلا:
- ألم تستطيعي أن تخبريهم أن لديك عملا في الصباح؟
ردت عليه بضيق:
- عمي يزورنا مرة واحدة في الشهر،ولم يكن من اللائق أن أتركه وأنام،خاصة وأنه يأتي من قنا خصيصا
كاد (سامح) أن يرد عليها لكنها قالت بحسم:
- لقد جئت في الموعد المحدد وانتهى الأمر
زفر (سامح) بضيق ووضع حقيبته على السير المتحرك للتفتيش..ثم اتجها إلى صالة الانتظار ليجدا بقية الزملاء في انتظارهما،سلما عليهم وراحوا يتحدثون حتى سمعوا نداء الرحلة المتجهة إلى الأقصر..
- وجهكِ يبدوا غريبا اليوم بعض الشيء
كانت الطائرة قد أقلعت ففكت (شيماء) الحزام وأجابته وهي تضع حقيبتهاعلى كتفها وتنهض:
- هذا من قلة النوم،كما أنني لم أضع شيئا في وجهي سوى الكحل منذ أن استيقظت..
ثم تابعت بصوت خفيض:
- سأذهب إلى الحمام
دخلت (شيماء) إلى الحمام وأخرجت بعض أدوات التجميل من حقيبتها الصغيرة..نظرت في المرآة إلى ذلك الوجه مصري الملامح،والذي برغم بساطته اكتسب جمالا خفيا بسبب لونه القمحي..
غسلت شيماء وجهها ثم مشطت شعرها المموج وربطته كذيل الفرس،وبدأت بوضع بعض المساحيق الخفيفة المناسبة لرحلتها ولهذا الوقت من اليوم،وتعطرت ثم خرجت وعادت إلى مقعدها..
- ما هذه الرائحة الزكية!
كانت نظرات (سامح) تنطق بالإعجاب وهو يقول عبارته،فابتسمت (شيماء) لتفاجأ به يقترب منها محاولا طبع قبلة على وجنتها،فأبعدته بسرعة وهي تقول محذرة:
- انتبه..نحن في الطائرة
هز كتفيه وقال مفسرا:
- لكنك خطيبتي
- أجل خطيبتك لكن هذه التصرفات لا تصلح أمام العامة
زفر في تبرم وقطع تفكيره توزيع طعام الإفطار..كانت المضيفة التي توزع الطعام فتاة جميلة،لا يمكن مقارنة (شيماء) بها،فلم يرفع (سامح) عينيه عنها حتى انتهت من خدمتهم،وظل يتابعها في كل تحركاتها حتى انتبهت (شيماء) ..
- (سامح) ..ماذا تفعل؟
التفت إليها وقال ببراءة مصطنعة:
- ماذا؟
رفعت أحد حاجبيها الذي رققته بالأمس وقالت:
- عيناك تكادان تخرجان من محجريهما وأنت تتابع تلك الفتاة في كل حركاتها..
وتابعت بضيق:
- ألن تكف عن تلك العادة؟
أمسك بذقنها يداعبها وهو يقول:
- أتغارين يا حبيبتي؟
أبعدت يده وقالت:
- بالتأكيد أغار،ولا يعني هذا أنني لست واثقة من نفسي،لكنه يعني أنني أحبك..هل فهمت؟
ابتسم وقال:
- بالطبع فهمت،ولكنك تعرفين أنني لا أرى إلا فتاة واحدة فقط،وهي أنت
قالت متهكمة:
- والدليل أنك تكاد تلتهم تلك الفتاة بعينيك
قال ببراءته المصطنعة:
- وماذا أفعل؟ هي من تتحرك أمامي؟ هل أطلب تغييرها؟
نظرت له بلوم ولم ترد..لطالما تشاجرا بسبب عينيه اللتان لا تكفان عن تفحص الفتيات في كل مكان، وكانت والدتها تخبرها أنه سيتغير بعد الزواج،وأن هذه نزوات عابرة ككل الشباب،وطالما أنه يحبها فلا مشكلة،لكن (شيماء) لم تكن تقتنع بذلك الكلام،إلا أنها أصبحت تقلل النقاش معه في مثل هذه الأمور كي لا تزيد الأمر تعقيدا..
بعد قليل تراخى جفناها ونامت..وقبيل موعد الوصول شعرت بـ (سامح) يهزها برفق ليوقظها، فقامت وذهبت إلى الحمام لتطمئن على مظهرها،ثم خرجت وربطت حزامها إلى أن رست الطائرة في مطار الأقصر..
* * *
تطايرت خصلات شعرها فور أن خرجت من بوابة الطائرة،فأزاحتها جانبا وقد أغمضت عينيها بسبب ضوء الشمس،وانتظرت حتى نزلت من على السلم ثم أخرجت نظارتها الشمسية واستبدلتها بالطبية التي كانت تستند على قصبة أنفها..
- ألن تتخلصي من هذا السجن الذي تحبسين عينيك فيه؟
التفتت إلى (سامح) وهما يسيران معا نحو صالة الوصول،وقالت:
- لقد أخبرتك مرارا أنني لن أخضع لأية عملية في عينيّ،كما أن العدسات اللاصقة تسبب لي الحساسية
هز رأسه وقال:
- الكثيرون أجروا عمليات تصحيح النظر وأنت تخافين..
وتابع وهو يناولها حقيبتها من على السير المتحرك:
- الطب في تقدم كل يوم..
قاطعته وهي تضحك بمرح قائلة:
- الطب في تقدم ونحن في القرن الحادي والعشرين،والنظارات لم تعد تليق بالشباب الصغير خاصة الفتيات منهم..أعرف ما ستقوله يا حبيبي لكني لن أخضع لها
- افعلي ما يحلوا