سيقولون أحبّ فتاةً أكبر منه؟! كان مُحتاجًا إلى حنانها وعطفها لا إلى حُبّها وقلبها، وليكن؛ أنا نُثارةٌ في مهبّ الرّيح، أحتاج مَنْ تضمّني إلى صدرها. سيقولون: مجنون يكاد ينتهي به المطاف في الشّارع بلا وجه، وليكنْ، أفَكانَ لي هذا الوجه وأنا أتبع أبي في الهضبات الصّاعدات إلى قمّة ابن جُبير. سيقولون: أفقدتْهُ الكتب عقلَه، كان قبلها بلا قلب، وصار بعدها بلا عقل. الكتب الّتي قرأها أعاشتْه فيها، وفصَلَتْه عن الواقع؛ فلم يَعُدْ هو هو، وليكنْ؛ دلّوني على أحدٍ يستطيع أن يقول إنّه هو هو!! سيقولون: دمّرتْه عيناها، وهو يغوص فيهما ريشةً من جناح نورسٍ تتأرجح على رَهْو البحر، وليكنْ، أفكان لي قَدَرٌ أجمل من أن أغرق في بحرهما؟!! سيقولون: نضج قبل أوانه، واحترق قبل نُضجه! وليكنْ، أنا في الحبّ أعيش في غابات استوائيّة لا تعترف بالفصول ميزانًا للنُّضج، ولا تعترف بالحرارة وسيلة للاحتراق. أنا أحترق في ذاتي من أجل ذاتي، أنا أموتُ في سبيل ألاّ أفقدَني
...
#ذائقة_الموت
‌‎#ايمن_العتوم


هذه الرواية كانت أول قراءة لي لـ أيمن العتوم ..
رواية مليئة بالسوداوية ، عن فقد الأحباب ، الأخت و الأم و الحبيبة و هذه هي نهاية كل إنسان " الموت " ، من الواضح أن السجن يؤرق الكاتب كثيرًا ليكتب بهذه القوة عنه ،



@Riko94