وصحة الجنين..
شغف: لا اريد ان ابقى هنا..ارجوكِ إني اتذكر كل الليالي القاسية التي مررت بها
العجوزة: هيّا يا ابنتي..منزلي لكِ
شغف: لا..لم اقصد هذا
العجوزة: هيّا..انتِ ك ابنتي
شغف: حسناً..
بقيت شغف في منزل العجوزة..وأحسّت أنها بأحضان أمها..
عاشت اروع ايام حياتها مع تلك المرأة..
عرفت كثيراً من الاشياء التي كانت تجهلها..
تعلمت القرآءة والكتابة..
وتعلمت اشياء كثيرة..
وحان موعد ولادتها...
اخذتها العجوز الى المشفى..
وولدت وانجبت فتاة شقراء جميلة..عندها اطلقت عليها اسم "أمل"..
وعندما عادت الى المنزل بقيت العجوزة تهتم بها وبأمل..
لحتى شفيت شغف..
شغف: أجميل اسم امل؟
العجوزة: اجل...لكي تتذكري دائماً بأن لا نجاح دون أمل..
ولا حياه دونه ايضاً..
شغف: احبكِ كثيراً يا أمي..
العجوزة: وانا ايضاً احبك..
شغف: لم اتوقع يوماً ان يكون لدي أحد مثلكِ...انا سأعتني بأمل مثلما انتِ اعتنيتي بي..
العجوزة: وافضل...قدّمي لها كل شيء حُرمتِ منه..
شغف: حسناً..
ومرّت الأيام وامل تكبر يوماً بعد يوم..
وقد بلغت من العمر ست سنوات..
واعتادت على الحياة مع العجوزة..وعشقت اهتمامها وحنانها..
ولم تكتمل سعادة شغف..فقد جاء الموت ليسرق منها اغلى ما تملك..
ذات يومٍ نامت العجوزة ولم تستيقظ...

" لماذا رحلتِ يا أمي"

-الجزء الرابع:
احتضنت شغف طفلتها امل..وذهبت دفنت العجوزة وعادت الى المنزل وخيّم الحزن عليها ٣اسابيع..من البكاء والألم لم يكفيها..وكادت ان تخسر طفلتها بسبب عدم اهتمامها بها..
جلست تتذكر كلام العجوزة:
حياتنا كالرواية يا ابنتي..
تتالى الحروف خلف بعضها..لتشكّل صفحات تلك الرواية..
وهذه الصفحات تحوي الكثير...منها ما هو حزين ومنها ما هو سعيد..فيها الفرح والحزن..الأمل واليأس..التعب والجهد..النجاح والفشل..
ولا نستطيع ان نتخلى عن صفحة واحدة من هذه الروايه مهمه كانت الصفحة..ستكون عندها الرواية ناقصة..
وحياتنا هكذا...فيها ايام تبهج الروح من فرط سرورها..وفيها من الأيام تمزّق القلب من شدة ألمها..وعلينا عبور صفحات الألم لنصل لصفحات الفرح..
ولا لذة للفرح دون الشعور بالحزن..ولا لذّة للنجاح دون الفشل..وإن كانت حياتنا كلها فرح وكل شيء نملكه..فستكون الحياة مملة دون جهاد او تعب..
نهضت قوية وكأن لاحزن اصابها...وعادت الى منزلها ترمم اوجاعها..
وتهتم بابنتها..وتقدم لها كل شيء كانت تحتاجه هي..
وأول شيء العلم والمعرفة..

بعد ١٨ عاماً..
شغف: ها انا اليوم اقطف ثمرة جهدي التي بذلت حياتي فيها..
ابنتي وأملي في هذه الحياة قد تخرّجت من كلية الهندسة..
لم تكن سعادتها تفوق سعادتي!!
انا اليوم اشعر وكأنني عشتُ من جديد..
وكأن الحياة تقول لي: هنيئاً لكِ قد تفوقتِ علي..

ها قد طرق الفرح باب قلبي بعد سنين تعب وحزن وألم..
اقف اليوم على ناصية الألم الوّح بشهادة ابنتي وادعها تداعب هواء مدينتي..و أنا ذاهبة لقبر العجوزة لأُفرح قلبها..
هذه العجوزة التي طالما تحمّلت مشاكل حياتي كلها..
التي احتوت آلامي..التي قدّرت أحزاني..
وها انا اليوم اذهب لأُقبّل تراب قبرها واتشكّرها ع كل شيء..
((لم تكن كالأمٌ فقط..بل كانت كالروووحٌ..روحٌ إلهية..))

قد تهدينا الحياة اشخاصاً...يمزّقوا كل اوردة الجسم..
ويجعلوا حياتنا اكثر بؤساً وحزناً ووجعاً..
وقد تهدينا الحياة اشخاصاً...يرمموا كل الأوردة والجِراح..ويزهروا الرووووح من جديد..
كلهم اشخاص..ولكن احدهم عن الآخر يختلف..
يختلف كثيراً....

#انتهت💚🍃
#روحٌ إلهية💙🌏🎶
بقلمي: ملاذ حلاق🙈🌸

2020/4/7
.............................
حبيتوا كتابتها ..💙؟!