كيف حالك يا أمي ؟
هل لازلتِ تشعرين اني صغيرة ؟

ماذا كنتِ تشعرين وأنتِ تعدين لي الوجبة التي لا أحبها لكنكِ كل مرة كنتِ تنتظرين مني أن أحبها !
هل لازلتِ تمتلكين من البراءة ما يكفيكِ أن تعتقدي أني سأتغير لأجلكِ يوماً ما ..

لماذا لم نتعلم منكِ الخجل من الشكوى ؟!
كيف استطعتِ أن تخيطي لي فساتين دميتي وانتِ تدرسين وتطبخين وتعملين وتؤدين واجبات الأقارب؟
ولماذا كنتِ دائمة الابتسامة وقليلة الهمهة وكثيرة النرفزة ودائمة الغفران ؟

هل كانت دموعكِ حقيقية عندما كانت علامتي في درس الرياضيات ٦٠؟
وهل لازلتِ تنظرين آلى حياتي على انها شهادة يجب أن تمتلىء بالعلامات العالية ؟!
ايتها العالية أنا لست كذلك...
أدعي حبكِ كما كل الناس لكني لازلت أغضب عندما تطلبين مني أن أرتدي ما أعتقده أنه متأخر عن الموضة..
لا زلتُ اردد في قلبي "الأف" وانتِ توبخيني على تصرفاتي التي تدل على قلة نضجي وسذاجتي

صحيح، لماذا كنّا دائما لا نثق بأحساسك الذي يصيب كل مرة ؟
هل لأنكِ كنتِ كثيرة التواجد والالتصاق بيومياتنا ؟
أم هل لأننا كنا نراكِ كل الوقت وانتِ تشغلين وظيفة الانشغال التام بِنَا ؟

أنا الآن أقبل جبهتك واطلب منكِ أن ترجعي لتلتصقي بي
تعالي فثيابي معكِ كانت أكثر اناقة
وتصرفاتي بين الناس في حضورك كانت اشد سحرا وتأثيرا وتوازناً
تعالي فأن وجهكِ كل طفولتي وبراءاتي
تعالي فأنتِ الحسنات التي ستذهب السيئات وحضنكِ هو كل المسافات ..

انا اعتذر يا أمي لأَنِّي كبرت وتخليت عن مشطكِ وظفيرتك الصباحية ،
اعتذر لأَنِّي لم أعد اكرر كلمة "نعم ماما" بكل حب وطاعة
واعتذر اكثر لأَنِّي سأكبر أكثر وسيصبح عندي ذات يوم أولاد يكتبون لي في عيد الأم وأبكي أنا حينها كثيرا لأَنِّي انشغلت بهم عنكِ ...

فكل ما سيكتب عن الأم سيكون عنكِ
وكل ما سيغنى عن الحب سيكون لك
سأنسى الجميع وستظلين أنتِ "الكل"
نسيت أن أخبرك أن أغنية "فايزة أحمد" ستظل سكينة مصنوعة من تضحياتك وحبك ،جمالك ،حسراتك وقربك ستظل سكينتها تعربد في خاصرتنا كل ما دندنت
وقالت :

ست الحبايب
يا حبيبة

#شهد_الراوي💜