#طبعةُالمُغْنِي التي حازت نَظَرَات النّفّاخ

بقلم خير الله الشريف
ـــــ
كنتُ أعجَب في نشرة الأساطين (الأفغاني والمبارك وحمد الله وبمراجعة النفاخ) لكتاب ابن هشام النفيس (مغني اللبيب) من أمرين: الكثرة الكاثرة لمرات طَبْعِها حتى بلغَت العشرات، وجمال إحدى طبعات هذه النشرة؛ وهي طبعة بنغازي الليبية التي وقعت لي في مكتبة مجمع دمشق.
وحدثني الأستاذ الكبير العلامة الأديب النحوي المحقق أبو صفوان محمد علي حمد الله ـ رحمه الله تعالى وآنسه ـ في بيته بالتل من دمشق المحروسة أنه لمّا عهد إليه شيخه أستاذ الأساتيذ علامة الشام سعيد الأفغاني ـ رحمه الله تعالى وأعلى مقامه ـ القراءة الأخيرة قبل الطبع لآخر طبعة من كتاب مغني اللبيب لابن هشام، دفعها أبو صفوان إلى شيخ العربية الأستاذ أبي عبد الله أحمد راتب النفاخ رحمه الله تعالى وأبرد مضجعه، فأترعها النفاخ بتصحيحات قيّمة أحصى لي أبو صفوان عددها، فكانت لواذ (230) موضعًا، ثم عرضها على الأفغاني مناقشاً، فأباها الأفغاني، وكان بينه وبين أبي عبد الله نفرة، ومنعه من إثباتها، لكن أبا صفوان خالف شيخه فأثبتها جمعاء إلا مواضع ضئيلة.
فالطبعة الأخيرة التي بين أيدينا من هذا التحقيق النفيس حازت من نظرات أبي عبد الله رحمه الله وفرة وافرة.
ومع أن للمغني تحقيقات أخرى، منها ما سبق هذا التحقيق وكثير منها حديث لحقه، فقد بقيت هذه النشرة المميزة عماد علماء النحو المعاصرين حتى يومنا هذا، ومنهم من لايقبل موازنتها بها، بل يراها جمعاء دون المستوى الذي بلغته طبعة هؤلاء الأساطين.
ومن الطرائف المتصلة الذكر بهذه النشرة أنني كنت أيام الطلب في جامعة دمشق أتحيّن الفرصة لشراء نسخة منها، فكنت أدّخر المال ليجتمع لي ثمنُها، فخرجتُ ذات يوم سعيدٍ من الجامعة بعد المحاضرات صحبة زميليّ محمد شفيق البيطار وإسماعيل مروة، وتوجّهنا إلى دار الفكر، لنقتنص بعض النفائس ومنها نشرة المغني هذه، وكان ثمنها قفَزَ -في موجة غلاء- من عشرين ليرة إلى مئة ليرة كاملة، وهو مبلغٌ محترم في تلك الأيام، وهو (يحكي) كما يقول الشوام، فلما سمع صاحباي السعرَ ورَأيَا دَفْعي إياه ذُهِلا؛ وكتب أحدهما على غلاف نسخة المغني الداخلي: (مئةٌ من الليراتِ نطَّتْ)، وقال للآخَر: أجِزْ. فقال الآخر ثم كتب: (وبِجَيْب دار الفكر حُطَّتْ) ! ودوّن كل واحد منهما اسمه الأول تحت الشطر الذي اجترحه، ثم مضينا لا نلوي على شيء...
خير

رابط "المُغني":
1
https://www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%BA%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D8%B9%D9%86-%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-pdf
2
https://waqfeya.net/book.php?bid=10682
رابط المقال على موقع (الرقيم):
http://www.arraqeem.com/View/Article.aspx?Page=1902&cn=4