قصة جديدة: #طفلة_من_جهنم
............
قراءة ممتعة🦋💙"
#ⴅÂÐЄĦÂ
#طفلة_من_جهنم
الجزء الأول
للكاتبة روز سعد الدين

الظروف السيئة ……
لا بد و أنكم قد مررتم بها يوماً ، فالحياة السعيدة الخالية من المشاكل تكاد أن تكون أمرا صعباً بل مستحيلاً ، فيتوجب عليك أن تذوق مرار اللحظات السيئة لتشعر بلذة الجيدة منها …
لكن تلك الظروف متفاوتة من شخص لآخر ، فهذا قد ذاق شيئاً من الظلم ، و ذاك اكتوى بنار الخيانة ، و تلك أرهقتها متاعب الحياة صعودا في حين و نزولاً في آخر ، الخ ……

لكن ماذا عن طفلة في السابعة عشرة من عمرها قد مرت بهذا كله بل أكثر ، كيف استطاعت
أن تواجه عالماً من الذئاب لوحدها ، و كيف شقت طريقها من بينهم ؟ هذا ما سنعرفه و أكثر في
قصتنا ، طفلة من جهنم

في قصرٍ ريفيٍّ مترامي الأطرافي في بلدةٍ بعيدة ، تقطنه واحدة من أكثر العوائل عراقة و ترفاً في المنطقة ، قد أرخى عليه الليل بسدوله ليغشيه شيئاً فشيئاً ……
في إحدى غرف هذا القصر الواسع ، كان هنالك فتاة في مقتبل عمرها ، تجلس على كرسيِّها الخشبي الهزاز بجوار النافذة ، قد غطى شعرها الأشقر الطويل وجهها إلا من عيونٍ زرقاءٍ لامعة
تراقب القمر بهدوء تام لدقائق و ساعات
أغمضت عينيها قليلاً بحزن ، لتهرب دمعة حارة من بين أجفانها ملامسة خدها الوردي المكتنز
:
سمعت صوت مقبض الباب يتحرك ، لكنها لم تكترث
دخلت إلى الغرفة امرأة ثلاثينية تحمل بين يديها صينية طعام صغيرة
قالت بصوت ناعس ، ألن تتناولي الطعام يا صغيرتي
لكن تلك الفتاة الشقراء لم تجب بحرف ، فاكتفت الأخرى بوضع الطعام و الخروج
ما لبثت أن غادرت الغرفة حتى اصطدمت بامرأة عجوز قد امتلكت من الهيبة و الوقار ما يكفي
لإخافة الناظرين اليها
صفية : شو كنتي عم تعملي جوا ؟
تلعثمت المرأة و قالت : يا خانم طلبت مني الست نورا فوت الأكل لهالطفلة
المسكينة
فجأة ، دوى صوت صفعة في المكان …
كانت الخادمة المسكينة تغطي وجهها بكلتا يديها و تبكي في صمت
صفية : مرة تانية ما بتاخدي الأوامر غير مني ، انا خانم هالقصر
و هلأ نقلعي كملي شغلك
:
خرجت نورا من غرفتها مسرعة بعد أن سمعت صوت الضرب و الصراخ
نورا : ليش عم تبهدليها للخدامة انا يلي بعتا
صفية : يا ويلك مني ازا بتخالفي أوامري مرة تانية ، هالبنت الوقحة ممنوع عنها الأكل
لحتى تتعلم الأدب
نظرت إليها نورا بسخرية و قالت : بس هي مجرد طفلة
صفية : كبرت و ما عادت طفلة ، ولازم تتعلم كيف تعامل أسيادها
نورا : من عقلك عم تحكي يا عمتي ! بتطالبوها بالطاعة و انتو يلي ! ……
اتسعت عينا صفية بجحوظ
فسكتت نورا على الفور ، علمت انها ان قامت بالثرثرة ستنال عقابها هي أيضاً
صفية : كيف تجرأتي تحكيني بهالطريقة ؟ بس يرجع جواد بدي خبرو بكل شي
قالت جملتها الأخيرة و انصرفت بغضب
أما نورا لم تعرف ما الذي ستفعله ، فصعدت هي الأخرى إلى غرفتها
جلست قليلا ترتب الكلام مع نفسها
نورا : يا ربي شو اللي عملتو انا ؟ ما قدرت خلي تمي مسكر قداما
نورا : لا لااا انا عملت الصح ما لازم خاف
كانت تسأل نفسها و تجيب
:
بعد مرور أقل من نصف ساعة
دخل جواد إلى غرفته و القسوة تكسو ملامحه ، نظر إلى زوجته الخائفة بعينين حمراوتين
يملأهما الغضب
جواد : شو قلتي لامي ؟
نورا : جواد بترجاك افهمني و ما تعصب ، انا بس خفت على هديك الطفلة المسكينة
جواد : كتير بهمك أمر هالوقحة حتى صاير أكلها و شربها من مسؤولياتك ؟
اكتفت نورا بالصمت
جواد : لمن بسألك بتجاوبيني !
نورا : طيب ماشي انا غلطت بس …
لم تكمل نورا جملتها لأن جواد قد قام بصفعها
و لم يكتفي بهذا فحسب
فقد سُمعت أصوات صرخاتها في جل أرجاء القصر تلك الليلة
كانت تطلب الرحمة و تستنجد لكن أحداً لم يجرؤ على إيقاف ذلك الوحش خشية منه
:
على اثر ذلك الصوت خرجت صابرين من غرفتها مفزوعة
ركضت باتجاه والدتها صفيه التي كانت تتصرف و كأن لا شيئاً يحدث
صابرين : امي شو ما عم تسمعي صوتها ؟ بترجاكي احكي مع اخي ليوقف!
صفية : بتستاهل يلي عم يصرلا ، انا قلتلو لاخوكي يضربا
لانو خالفت أوامري و تحدتني
صابرين : شو انتي ما عندك قلب ؟
صفية : تأدبي لمن تحكي امك يا بنت حتى ما يصير فيكي متلا
سكتت صابرين و هي تنظر إلى والدتها بعدم تصديق …
صابرين : ما عم صدق انو انتي بهالقسوة هاي
صفية : روحي على غرفتك
:
:
انقضت تلك الليلة بأعجوبة ، لقد واحدة من اسوأ الليالي التي مرت على سكان ذلك
القصر …
كان جواد جالساً على سريره يراقب زوجته التي تكورت على نفسها في إحدى
زوايا الغرفة تبكي بحرقة
خاطبها بحزم قائلاً
جواد : روحي غسلي وشك و البسي تيابك حتى تنزلي لعند امي تعتذريلا
بقيت نورا جالسة في مكانها تحدق فيها بكره
جواد : شو ما سمعتيني ؟
نورا : سمعتك
جواد : لكن شو ناطرة ؟
اجبرت نورا نفسها على النهوض بصعوبة و توجهت إلى الحمام
انصدمت بملامح وجهها التي رأتها
بقيت تتفحص الكدمات في وجهها لدقائق طويلة
في هذه الأثناء سمعت صوت جواد يخاطبها قائلاً : ما عندك اليوم كلو ، اسرعي
قالت بصوت منخفض
نورا : بحلفلك بالله يلي ما بحلف في
#طفلة_من_جهنم
الجزء الثاني
للكاتبة روز سعد الدين

خلف مكتب فاره ذو إطلالة ساحرة ، كان يجلس جواد سارحاً في أفكاره
أيقظه من شروده أصوات طرقات ناعمة على بابه
فأجاب بصوته الرجولي الخشن
جواد : تفضل
لارا : صباح الخير استاز جواد
ابتسم جواد و أطلق ضحكة صغيرة تعبر عن سعادتو
جواد : ما عم صدق ! لارا محاميتنا العظيمة !
شو ايمتى رجعتي للبلد
لارا : من يومين بس ، و انت أول حدا فكرت زورو من رفقاتنا
سلم عليها جواد بحرارة ، و رحب فيها كتير
لارا : كيف شغلك ، عم تقدر تدير الأمور لوحدك ؟
جواد : مسؤولية صعبة ، متل ما بتعرفي انا الشاب الوحيد اللي بقي بالعيلة
و كل الحمل نزت على ضهري ، بالإضافة لمسؤولية ترباية بنت عمي الصغيرة
لارا : ليش لهلأ ما في أخبار عن ابن عمك غيث؟
جواد : من وقت حادثة موت أهلو اختفى و ما عاد حدا عرف عنو شي
لارا : اي و كيفن اهلك ؟ امك و صابرين و … زوجتك كيفا
جواد : كلو بخير
لارا : شو استاز جواد ما بدك تعزمني الليلة على بيتك ؟ لتعرفني على مرتك !
ارتبك جواد قليلا ، فهو بالطبع لم يحبذ فكرة استقبال الضيوف في منزله خوفاً من حدوث
أمر طارئ ليس في حسبانه ، بالطبع لن يفعل ذلك و هو يحتجز فتاة في بيته
جواد : اكيد بدي اعزمك ، بس فكرت لو نطلع على شي مكان برا البيت
لارا : لا بقى تطالع حجج
الساعة سبعة حكون قدام بيتك
لم يكن من جواد الا أن يرضخ لعناد صديقته فابتسم قائلاً
جواد : اهلا و سهلا ، صابرين و امي حينبسطو بهالزيارة
لارا : لكن خليني روح ، بشوفك المسا
جواد : اي الله معك
فور خروج لارا من المكتب ، اتصل جواد بوالدته و أعلمها بأمر الزيارة
أما في القصر
تسللت نورا خلسة إلى غرفة الصغيرة ليلى
فوجدتها جالسة تقرأ كتاباً بنهم
نادتها نورا بهمس
نورا : شو عم تعملي يا حلوة
ليلى : هاد انتي نورا ، عم اقرأ كتاب القانون يحكمنا
نورا : هاد اللي جبتلك اياه من شهر مو هيك
ليلى : اي ، ليش في حدا غيرك بيهتم لأمري هون
نورا فيني اسألك سؤال ؟
نورا : اكيد تفضلي
ليلى : انتي ليش عم تساعديني ؟ و على طول بتجيبيلي هالكتب لاتثقف و اتعلم منها
نورا : لانو ما بدي حقك و حق اخوكي يضيع ، بدي تكون على معرفة تامة باللي الك و اللي بتملكيه
ليلى : طيب ليش؟
نورا : لانو …… لانكن مظلومين
ليلى : بس انتي عم تقويني على زوجك ! ليش بدك اياني اخد كلشي من ايدو
نورا : لا تغلطي يا ليلى ، انتي ما رح تاخدي شي من ايدو لانو بالأساس الك
انتي رح تسترديه و بس هاد أولا
اما تانيا فانا بكرهو لجواد كتير ، هوي انسان حقير ما عندو رحمة على طول بيضربني و بيهيني ……شوفي وشي ما عم استرجي طلع بالمراية لما خاف منو ، انا متلك انظلمت بهالحياة و كنت بتمنى لاقي شخص يوقف معي و يساعدني
ليلى : طيب ليه اهلك ما بيوقفوه عند حدو ؟
نورا : اهلي زوجوني لالو غصبا عني لانو معو مصاري كتير و دفع لابي مهر كبير
و اهلي ما في عندن بنات يتطلقو او يحردو
من بيت زوجك على القبر
ليلى : كنت بتمنى لو بقدر قدملك شي او ساعدك ، بس شايفة كيف حالتي
اسوأ من حالتك
نورا : لا تخافي بيجي اليوم يلي رح تقوي فيه و تساعدي حالك و تساعديني !
و هلأ عن اذنك لازم روح قبل ما يشوفني حدا هون
ليلى : ماشي ، كل ما صحلك فرصة تعي بنبسط بالحكي معك
خرجت نورا من غرفة ليلى تلتفت تارةً يمينا و اخرى شمالا لكي تتأكد بأن لا أحد يراها
فاصطدمت أثناء سيرها بصابرين ، فشهقت خوفا
صابرين : بسم الله عليكي ، شبك !
نورا : اييي فكرتك قطة ، بتعرفيني بخاف منهن
صابرين : اي انتبهي مرة تانية
همت نورا بالمغادرة لكن صوت صابرين استوقفها
صابرين : نسيت قلك انو بدن اياكي بالمطبخ
نورا : بس انا خلصت شغلي شو بدن مني؟
سمعتها صفية فردت قائلةً
صفية : عنا عزيمة اليوم لصديقة العيلة ، بدي منك تفوتي على المطبخ و تساعدي
الخدم بتجهيز الأكل
نورا : حاضر
اجابت نورا و ذهبت مسرعة للمطبخ ، كانت تتجنب الحديث مع السيدة صفية
حتى أنها كانت تتجنب النظر إليها ، لا تريد مشاحنات أخرى مع والدة زوجها
لئلا ينتهي بها المطاف في هذه المرة داخل احدى قبور البلدة
:
صابرين : امي هلا عنجد عنا عزيمة اليوم ؟
صفية : اي ليش مستغربة
صابرين : ابدا بس لانو اخي كان على طول ينبهني ما اعزم حدا من رفقاتي لعنا
لهيك استغربت ، بس مين هالضيفة صديقة العيلة ؟
صفية : لارا
صابرين : ليش لارا رجعت على البلد ! حد علمي كانت مسافرة
صفية : شو بعرفني انا ! اسالي اخوكي لمن يجي
:
انقضى النهار و الكل مشغول في ذلك القصر باعداد الطعام و ترتيب المنزل
لاستقبال الضيفة
و عندما حان الموعد كان كل شيء في القصر معد على أكمل وجه
قبيل وصول جواد و الضيفة للقصر
اجرى اتصالا مع والدته على اثره قامت بنقل ليلى الى غرفة اخرى
صفية : يلا قومي معي
ليلى : ما بتحرك من هون لاعرف وين بدك تاخديني
صفية : يعني لازم ارجع عاقبك من جديد لتسمعي الكلمة ؟
قومي معي بلا عناد
ليلى : قلتلك ما بتحرك هون خطوة واحدة لتقليلي وين اخدتيني
صفية :
الجزء الثالث
#طفلة_من_جهنم
للكاتبة روز سعد الدين

لحظات صمت مخيفة سادت القصر ، كان جواد ينفث النار غضباً
قبضة يده مغلقة باحكام تكاد ان تتفجر شرايينها
صرخ قائلا : الله يلعنك !!!!
جواد : دورو عليها بكل شبر ارض حوااالين القصر ما رح تلحق تبعد
امتعض وجه صفية عندما سمعت جواد يصرخ
حاولت ان تبتسم في وجه لارا لكن تعابير وجهها تشنجت فجأة
وقفت عن كرسيها بصعوبة
و توجهت الى حيث يقف ابنها
صفية : مين اللي هرب
سألت و هي ترجوه بعيناها الا يقول اسمها
جواد : ليلى
اتسعت عينا صفية بكره ، كيف هيك ! الحراس ما شافوها !
جواد : الله يلعنن اتفقو عليي
كان جواد يتحدث بجمل متقاطعة غير مفهومة
جواد : ما في غيرا ، محدا غيرا ساعدا
صفية : روق شوي و احكيلي كلام افهمو كيف صار هيك
جواد : رووق! بدك ياني روووق!
ازا هالبنت بتوصل مقر الشرطة و بتبلغ عنا كل شي بين ايدينا بطير
هالقصر و الاراضي و الشركات و كلشي كلشي !
صفية : لا تفكر بهالطريقة ، حتى لو اشتكت علينا ، نفوذنا بتخلصنا
احنا ايدينا طايلة لا تنسى
جواد : شو بعمل يعني استناها تشتكي علينا و بعدا صير اركض بالمحاكم خلص حالي
صفية : اذا تشجعت و قررت تروح للشرطة اقرب مكان لالها هو مخفر الضيع
لهيك اتصل فورا برئيس المخفر و خبرو انو بنت عمك مجنونة و هربت
و اذا لجأت لالهن يحتجزوها و يسلموك اياها
و بتكرمن شوي ليتسترو على القصة
لمعت عينا جواد مع ابتسامة خبيثة ماكرة
جواد : الله يخليلنا اياكي لولاكي ما بنعرف كيف نتصرف
:
كانت لارا جالسة على السفرة مع صابرين لا تعرف ماذا تفعل
احست بالريبة و ان الوضع ليس على ما يرام ، فقررت ان تعتذر و تغادر
لارا : يبدو انو الوضع مكركب شوي ، بدي استاذن منك
اجابت صابرين و هي لا تزال تجلس في مكانها
صابرين : اذنك معك
خرجت صابرين متوجهة الى الباب و في طريقها لمحت جواد واقفاً مع حراسة يصرخ و يشتم
اقتربت منه بهدوء
لارا : جواد
جواد : لارا اركبي سيارتك و ارجعي على بيتك بعدين منحكي ، في شي كتير خطير صاير
بعتذر منك
لم تعجب لارا هذه الطريقة بالمعاملة
فمنذ دقائق فقط قد كان جواد ودوداً معها و مهذبا بشكل لا يوصف
اما الان فهو يتحدث بقلة احترام
لارا : اها انا رايحة
جواد : ابعت معك حدا يوصلك ؟
لارا : لا شكرا
خرجت لارا مصدومة بما حدث تسأل نفسها
لارا : شو صاير معو حتى انقلب حالو هيك فجأة
مين هربان !
قررت ان لا تشغل بالها كثيرا بما حدث
ادارت مقود السيارة ، و انطلقت ……
فتحت الشبابيك لتسمح للهواء بالدخول الى رئيتها ، فلا شيء يضاهي نقاء نسيم الجبل
ادارت المسجل على اغنيتها المفضلة لتريح رأسها قليلا
لكن فجأة سمعت صوت احد قام بالعطس ، ظنت انها تتوهم لكن صوت العطاس قد عاد مرة اخرى
خافت لارا و اوقفت سيارتها على الفور
اخفضت صوت المسجل و نزلت من السيارة
لارا : مين في هون ! نزيل فورا من السيارة والا بخبر الشرطة
كانت لارا خائفة و ترتجف ظنت ان لصا قد تسلل الى سيارتها ، بقيت لثواني معدودة تفكر
ماذا تفعل ، اتهرب تاركة السيارة و تنجو بحياتها ام تخيفه ليتركها و شأنها
قررت ان تتجرأ اخيرا ، فتحت الباب الخلفي للسيارة و همت بالانقضاض
لكنها رأت فتاة شقراء صغيرة تكورت على نفسها اسفل الكرسي ، ترتجف من الخوف و البرد
ذهلت لارا قليلا بما رأت
و توقف لسانها عن النطق للحظات معدودات
لارا : انتي مين
ليلى : ………
لارا : يا ربي شو اعمل انا مين هاي ، اتصل بالشرطة و خبرن انو لقيتا بسيارتي
والا خبر جواد و هوي بساعدني
ليلى : لا لا جواد لا
بترجاكي ما ترجعيني لعندو
لارا : كنتي عند جواد ! ليش مينك انتي و من وين بتعرفي جواد
صارت لارا تربط الاحداث براسها شوي شوي
جواد كان معصب و عم يقول هربت و هالبنت عم تبكي ما بدا ترجع لعندو
لارا : جاوبيني انتي يلي هربتي من القصر ؟
ليلى : اي دخيلك لا ترجعيني لعندو
لارا : ليه هربتي ؟مين انتي ؟ شو اسمك
ليلى : بقلك كلشي و بعملك اي شي بس لا ترجعيني لعندو
لارا : ماشي عم اسمعك
ليلى : اسمي ليلى
لارا : يا ربي دخيلك ما عم صدق انتي ليلى ! بنت عمو !!!
ليلى : من وين بتعرفيني
لارا : انا لارا صديقة جواد و صابرين بعرفك لمن كنتي صغيرة كنت زوركن و لاعبك
ليلى : ما عم اتزكرك
لارا : اي لانو كنتي صغيرة ، كمان بعرف امك الست سما الله يرحما
حست ليلى بالامان بس سمعت باسم امها
ليلى : رح تساعديني ؟ تطلعت فيها ليلى هي و عم تبكي
لارا : بالاول لافهم شو صاير راسي رح ينفجر
ليلى : بترجاكي لا ترجعيني على القصر جواد بيضربني و ممكن يقتلني لانو هربت
خافت لارا من حكي ليلى
لارا : جواد بعزبك؟
ليلى : بترجاكي !
شفقت لارا عليها و قررت تاخدا معها على البيت لتفهم منها اكتر
لارا : طيب اهدي شوي و روقي ، رح اخدك معي على بيتي هنيك بتتحممي و بتاكلي و بعدا
بتخبريني قصتك و شو وصلك لهالحالة
هزت ليلى راسها بانو موافقة
لارا : خلص لا تخافي ما رح خبر جواد بشي ، بدي افهم القصة منك بالاول
ابتسمت
الجزء الرابع
#طفلة_من_جهنم
للكاتبة روز سعد الدين

اما في قصر جواد
كان جواد مغمض عيونو و ايدو ضاغطة على الزناد
و نورا عم تطلع فيه بثبات ناطرة مصيرها
لوقت اللي الشرطة اقتحمت القصر و داهمت المكان
الشرطي : جواد بيك نزل مسدسك فورا
انت عم تغلط ، رح ترتكب جريمة يعاقبك عليها القانون
صفية : مين خبرن هدول
طلت صابرين من غرفتها بهالوقت و وقفت قدام الكل و قالت
صابرين : انا خبرتن ليجو
توجهت عليها كل الانظار مرة وحدة
الشرطي : جواد بيك اذا ما بتنزل مسدسك رح اعطيهن امر لياخدوك على السجن
صفية : كب المسدس من ايدك يا امي برضاي عليك
رمى جواد السلاح من يده و نظر الى اخته صابرين التي كانت تتظاهر بالقوة
جواد : نفدتي هالمرة يا نورا
و انتي يا صابرين حسابك بعدين
الشرطي : لو سمحت تفضل معنا
صفية : لوين بدو يروح معكن ، ليكو ترك المسدس
الشرطي : اجراءات قانونية
ازا المدام اشتكت عليه بدنا نحيلو للتحقيق
صفية : لا ما رح تشتكي ، ما احلاها و تشتكي بعد يلي عملتو
الشرطي : شو يا مدام
نورا : ما رح اشتكي عليه
الشرطي : لكن لازم تجو معنا لحتى يوقع جواد بيك تعهد بعدم التعرض
صفية : بس…
جواد : خلص امي ما في شي ، اجراء روتيني
طلع جواد برفقة الشرطة و نورا ، اما صفية فنزلت ببنتا صابرين بهادل
صفية : يا ريتني ما خلفتك ، بنتي انا تعمل فينا هيك و تخون اخوها
صابرين : يعني اتركو يقتلا و يخلص عليها؟ كان لازم اتصرف
صفية : و مين طلب منك تتصرفي ، لو تركتيه كان قتلها و ريحنا منها !
صابرين : من عقلك عم تحكي امي!
اذا قتلها رح ينشحط على الحبس و يضيع ابنك بتكوني مبسوطة اذا صار هيك
صفية : ما كان حدا رح يدرى فيها ، بعدين اهلها مستحيل يتجرأو يشتكو علينا
و لو صار و اشتكو منقول عنها مرا عاطلة مين بدو يلومنا وقتها !
لا قانون ولا ناس رح يتدخلو
صابرين : عم تحكي و كانو قتل بني ادم و ازهاق روحو امر هين !
صفية : انقلعي على غرفتك ولا تفرجيني وشك
و دعي لربك بس يرجع جواد ما يقتلك
:
اما في منزل لارا
كانت ليلى قد دخلت في سرير دافئ و و استرسلت في نوم عميق
و ما كان من لارا الا ان وقفت تراقب ذلك الوجه الملائكي اللي اخذه النوم الى عالم اخر
لارا : يا رب دخيلك ساعدني انا واقعة بين نارين
من جهة صديقي و العلاقة القوية بين اهلي و اهلو اللي ممكن تنضر بسبب هالشي
و من جهة تانية هالبنت اللي ممكن يكون حكيها صح و تطلع مظلومة
نفضت لارا رأسها من الأفكار و قررت ان تحزم امرها
لارا : بكرا بدي اطلع على دائرة النفوس و اتاكد من نسب البنت بالاول
بعدها بدي شوف شهادة وفاة اهاليها و تقارير موتهم
و اترك خبر بالمشافي و المطارات و السجون و الفنادق و كل مكان ممكن يكون لجأ لالو اخوها
بعد ما اختفى بس انشالله يطلع عايش بالاول
اذا المعطيات اللي جمعتها بتطلع صح و مطابقة لحكي هالبنت
بسلمها للشرطة او لشي مؤسسة ترفع قضيتها في المحاكم و تساعدها
بدون ما اكشف عن هويتي …
هاد رح يكون انسب حل لالي و لالها
غادرت لارا المكان و توجهت الى سريرها لتنام ، فهي تعلم ان يوم الغد سيكون حافلاً
بالاحداث و العمل الشاق …
:
بعد مرور ساعة واحدة ، عاد جواد الى القصر برفقة زوجته لوحدهما
لم يكن شكلها يطمأن بالخير ابدا
فاثار ضرب جديدة كانت واضحة على وجهها
حتى ملابسها مشقوقة و شعرها غير مرتب
نزل جواد من سيارته جاراً اياها خلفه ، القى بها وسط ساحة المنزل
فاجتمع الكل من حوله ، والدته و اخته و خدم البيت
جواد : هاي الكلبة ممنوع عنها كل شي ممنوع تستخدم تلفون او تحاكي حدا او تشوف حدا حتى الاكل و الشرب ممنوعين عنها الا باذني و ممنوعة من الطلعة برات البيت
عم تفهمو !!
و ايا حدا بيتجرأ يساعدها و يخالف اوامري بدي احبسو معها
و هلا كل واحد على شغلو
ادارت صابرين وجهها و همت بالذهاب لكن صوت اخيها استوقفها
جواد : لوين ست صابرين
صابرين : ……
جواد : تعي لهون
صفية : ابني انا بهدلتا و عرفتا غلطتا بغيابك
جواد : معلش امي ، انا كمان بدي احكي معها ، انتي فوتي على غرفتك
صفية : برضاي عليك…
جواد : امي ! كلامي واضح الكل يفوتو على غرفهم
اشار الى نورا و قال : و هاي كمان خدوها من وشي
و اتركوني انا و اختي لوحدنا حتى نتفاهم
:
طلعو الكل و بقيت صابرين واقفة بحد اخوها عم ترجف من الخوف
جواد : شو شايفك خفتي ! ما كنتي قوية قبل ساعة و عم تتحديني و تبلغي عني للشرطة
صابرين : انا بس بس خفت لتنفذ حكيك و تقتلا عنجد
جواد : بقتلا بدبحا بشقفا و بكبا للكلاب هاي مو شغلتك ، شووو؟
صابرين : مو شغلتي
جواد : ايوا برافو عليكي
و اذا بعد اليوم بتخالفي اوامري و بتحاولي تتحدي اخوكي و تعانديه راسك بكسرلك اياه شووو؟
صابرين : بتكسرلي راسي
جواد : هاتي تليفونك لهون
صابرين : بس!
جواد : ولا حرف هاتيه لهون
اخرجت صابرين هاتفها من جيبها و سلمته اياه مجبرة
جواد : طلعة من البيت بعد هلا ما في
صابرين : بس جامعتي !
جواد : لا تداومي
صابرين : عندي فحوصات و دروس
الجزء الخامس
#طفلة_من_جهنم
للكاتبة روز سعد الدين

مشي غيث ورا الحارس و الفضول عم ياكلو
دخل غرفة الزيارات كانت فاضية الا من صبية رشيقة و حلوة ممشوقة القوام
وقفت اول ما شافتو و مشيت باتجاهو (اكيد عرفتوها ؟)
مدت ايدا لتسلم عليه
غيث : انتي مخربطة انا ما بعرفك
لارا : مو انت غيث الجابر
غيث : اي
لارا : معناها مالي مخربطة
غيث : مين حضرتك
لارا : لارا … لارا سالم
غيث : سامع باسمك من قبل
لارا : اكيد سامع فيه ، انا محامية مشهورة كتير
غيث : العفو منك ما بعرفك بس …
لارا : حاسس انك بتعرفني
غيث : اي
لارا : انا لارا صديقة عيلتك من زمان ، كنت تناديلي لولي لمن كنت صغير
غيث : لولي …
يا الله هاي انتي بنتو للعم حيان سالم
لارا : برافو عليك تزكرتني
غيث : اي ابوكي كان رفيقو لابي قبل ما يتوفى ، كنتي تزورينا معو على طول
بس سافرتي لعند امك لمن كان عمري شي 16سنة لهيك ما تزكرتك من اول مرة ما تاخديني …
لارا : ولا يهمك بتصير ، يعني هلا صار عمرك 28 سنة و صارلك 12سنة مش شايفني اكيد ما
رح تتزكرني فورا
تطلع فيها غيث بحيرة
غيث : عرفتي مكاني و عارفة عمري ، يبدو انك بتعرفي كتير شغلات عني …
لارا : جيت لعندك حتى اعرف
غيث : العفو منك بس اكيد فضولي رح يقتلني لاعرف سبب زيارتك
لارا : جيت لاعرف الحقيقة
اختك ليلى لجأتلي و طلبت مساعدتي
غيث : ليش اختي ليلى عايشة؟
لارا : ليش ما كنت بتعرف ؟
غيث : انتي ما عم تضحكي عليي
لارا : لا ما عم اضحك عليك ، اختك هلا متخباية ببيتي
غيث : و طول هالمدة ما سالت عني ولا اجت لحتى تشوفني ؟
لارا : لانو ما كانت بتعرف مكانك بالاحرى محدا بيعرف مكانك ، بالوسط انتشرت عنك شائعة
انك هجيت برات البلد بعد موت اهلك و ما عاد رجعت ولا سألت عن حدا
غيث : عمي كامل الكلب كلو منو ، بس لاطلع بدي حاسبو على كل شي
لارا : بس عمك توفى من زمان
غيث : شوو !! بترجاكي ما عم افهم شي ، جيتيني فجأة و حاملة كل هالاخبار يلي نزلتيها ع راسي
متل الصاعقة …
لارا : بعتذر منك بس ما كنت بعرف انو ما عندك علم
غيث : كيف بدو يكون عندي علم بشي و انا من عشر سنين محبوس جوات هالسجن ، محدا افتكرني بزيارة لا من اهل او اصدقاء او معارف
لارا : قلتلك محدا بيعرف مكانك …
طيب روق شوي لاشرحلك يلي بعرفو او يلي خبرتني فيه اختك ليلى
بيوم الحادثة بعد ما توفو امك و ابوك
غيث : ما توفو انا اكيد انو عمي الكلب هو يلي قتلن و اتهمني بالجريمة ليخلص مني
لارا : ليلى كمان خبرتني نفس الشي ، انو عمك حط اهلك بالسيارة و دفشن عن الجبل لتحت
و انا صار عندي فضول لاعرف الحقيقة لهيك زرت دائرة النفوس و المحكمة قبل ما اجي لعندك
و شفت الارشيف ، متهمينك بقتلن عن تخطيط منك لتورث اهلك
غيث : كان عمري بوقتا 18 سنة بس ، مخلص الثانوية من كم يوم و فرحان بالعطلة متل اي ولد
و عم استعد لادخل الجامعة ، كنت شاب سخيف و ساذج بوقتا ، شايف الحياة وردية
و عم خطط لمستقبلي الدراسي ، انسي انن اهلي بس شاب شايف المستقبل قدامو عم يفتحلو
بوابو بروح بيعمل هيك و بضيع حالو ! شاب صغير من وين بتجيه الجرأة انو يقتل اهلو ؟
لارا : مصدقتك
غيث : عنجد انتي مصدقتيني؟
لارا : اي لانو من وجهة نظري كمحامية القصة يلي قدما عمك للمحكمة كتير ضعيفة و ركيكة
يعني ليلى كانت موجودة و شهدت الاحداث بس اسمها ما نذكر و محدا دقق
لو فعلا زي ما بقولو انت كنت عم تسوق السيارة و كبيتها عن الجبل و نطيت من الشباك
فالمفروض اختك ليلى تكون ماتت او نصابت و دخلت المشفى !
غيث : كنت صغير و ضعيف ما عرفت دافع عن حالي ، عمي كان زلمة قوي و صاحب نفوذ
زور كتير و لفقلي قصص كتيرة لقدر بالاخر يزتني بالحبس
عدا عن انو بقيت اول كم شهر تحت تاثير صدمة موت اهلي ، عقلي ما كان متوازن
لاقدر احكي و دافع عن حالي
لارا : مصدقتك و ما عم لومك بشي
غيث : بترجاكي كفيلي القصة اللي قالتلك اياها اختي بدي افهم
لارا : ماشي
بيوما اخدو اختك ليلى و حبسوها بالقصر تبعكن
بس عمك بعد سنة وحدة توفى بمرض خطير
بس ما تغير شي لانو جواد ابن عمك استلم مطرح ابوه و بقيو حابسين ليلى عندن بالبيت
ما بتشوف حدا و محدا بشوفها
اخدو الوصاية على املاكها لانو صغيرة و عم يتصرفو بمصرياتكن و ارزاقكن
من كم يوم رجعت على البلد و عزمني جواد على البيت و هنيك صار في فوضى فجأة
و كانو عم يحكو في حدا هربان ، ما اهتميت كتير و ما حبيت ابقى و ازعجن لهيك رجعت على بيتي
و المفاجأة كانت انو ليلى هربت من القصر او بالاحرى هربتا نورا مرتو لجواد بدون علمن و اتخبت بسيارتي، التجأتلي و طلبت مساعدتي ، و ما قدرت رد حدا مظلوم
لهيك بلشت اتحرى و بحبش ورا القصة لوصلتلك
غيث : ليش نورا صارت مرتو لجواد ؟
لارا : ليش بتعرفا لنورا
ابتسم غيث وو غرق شوي باحلامو
غيث : نورا …
حبي الاول ، البنت اللي كنت قضي معظم وقتي معها لمن اطلع على الجبل
افتكرت انو بتكون تزوجت و صار عندا ولاد بس ما تخيلت انو تتزوج جواد !
لارا : ما تزوجتو بارادتا