10- (صديقتي سَلام)

"سَلام" فتاة تحمل كُل الصفات البشرية التي أصبحت على وشك الأنقراض في زمنٍ كثرت به بشاعة الاخلاق وقبح التصرفات ، فهي تتحلى بالعفة والرزانة ، البراءة والقوة ، النباهة والشغف وحب الخير ومساعدة الغير ..
حلُمها منذ أن كانت في رياض الاطفال أن تكون ناشطة أنسانية .. كَبُرت وكَبُرُ حُلمها معها .. فهي تُحب مساعدة الغير وأنتشالهم من واقعٍ مر إلى واقعٍ أحلى وأرقى ..
لقد حققت حُلمها بعد سنين طوال وأصبحت تمارس عملاً أنسانياً طمحت به طويلاً ..
كانت تسمع من جارتها دائماً :
أنتِ وأمثالك قليلون ، ماذا ستفعلون في ظلِ مأساتنا الكبيرة!
تبتسم كعادتها وتقول : قليلٌ من الخير يخلق موجة خير لا نهائية .
أذكر قولها : دائما عمل الخير لا يحتاج إلى أنتمائنا لمنظمات إجتماعية أو إنسانية فإن أطعامك قطة مشردة هذا عمل رائع ومساعدتك عجوزاً أعمى لعبور الشارع فعلٌ نبيل..
كل منا في داخله "سَلام" نحن نحب الخير بطبيعتنا الإنسانية ..


قلبك عضلة تنبض بالحب والخير فلا تحولها لصخرةٍ سوداء أرجوك..
إبتعد عن الغرائز الحيوانية المفترسة وكن أنسان.

#عذراء_طه
النص الخامس/


(فجيعة حرب)
                          
على صوت الإنفجار و الصراخ فزعت من النوم لا تعلم ماذا يجري ؟! صقيع يجمد اطراف اقدامها وتتخذ البرودة مجرى في جسدها الدافئ ... فجر بارد باهت يقرأ في عينيه هول الفجيعة التي يحملها … وقوف وذهول وصمت مبهم يرتسم على ملامحها البريئة لا تعلم ما يختبئ تحت جناح هذا الفجر الذي يخفي الكثير… انها لعنة الحرب ياصغيرتي … دقت ساعة الحرب ياطفلتي … وناقوس الخطر يحدق على اعتاب موطنك …
استجمعت انفاسها المتتالية واخذت تركض تفتش عن أمها وأبيها وأخوتها والجميع في حالة ذعر واستنفار واصوات رجال يصرخون ونساء ينتحبن لابد وانه هناك فقيد لاشك بذلك ...ساورتها الشكوك ولكنها لم تستطع تخيل حجم الفاجعة فهي لاتزال طفلة لم يتجاوز تخيل العنف مخيلتها سوى تمزق فستان عروستها التي اهدته اياها جدتها في عيد ميلادها وتحيك لها فستان جديد كلما تمزق الأول وتلبسها وتصبح بأبهى حلة وكأنها اشترتها لها حديثآ  او خروج حبات القطن المتناثرة  ان افترقت خيطتان في عقدة ما من دبدوبها المليء بالفرو الذي اهداه اياها والدها المقعد … كيف لها أن تتخيل مأساة ما سترى! !!  مشت وهي تتحسس سلالم بيتها الخشبي المليء بالقشور غير آبهة لها ولم تكترث لتلك الاعواد الصغيرة التي اغترست في باطن يديها لأن هناك شيء اكبر ينتظرها خلف السلالم … خلف عتبة الباب ينتظرها شيء لم تعرفه من قبل  … تسارعت خطاها متتبعة ذاك الشرخ الصغير المعتلي عتبة الباب الذي يدخل منه شعاع نحيل ومتقطع ظننته نور الفجر ولكنه نيران الفجر الآتي ياصغيرة … مسكت قبضة الباب بيدان داميتان ترتجفان من برد الخوف … تماسكت نفسها وفتحت الباب والغبار يعم المكان لا ترى شيئآ بوضوح … والناس تجري وتتزاحم وتتصادم ببعضها وتحمل الدلى الممتلئة بالماء لتطفيء ألسنة النيران الملتهبة إثر سقوط صاروخ على المنازل المجاورة … نعم صاروخ ياصغيرتي إنه عبوة ضخمة تمتلئ بالمتفجرات والغازات السامة تستخدم في الحروب ضد البشر الضعفاء وللاسف اصبحنا نحن منهم … أضحينا ضحية حرب شرسة لم يكن لنا إرادة بها ولا تخطيط … نحن دومآ من ندفع ثمن أخطاء لم نرتكبها … ليست الا البداية ستسمعين وسترين الاضخم والابشع من ذلك … انطفئت النيران واذ بالناس تخرج جثث ملتفة بالحرير الابيض أشلاء تخرج من تحت الانقاض لم تعد تعرف ملامحها ... أناس احرقتهم نيران الحرب المستعرة من أجل سلطة عبثية وكرسي قذر يداس علينا لاجل الوصول اليه … هدوء عم المكان والطفلة في حالة صدمة وتحط خطاها على الارض الدافئة إثر حرارة النيران المنطفئة … تابعت خطاها لا تعلم إلى أين المسير وإلى أين المفر … الى أن انتشلتها ذراع قوية وسحبتها الى الاعلى … ضمها اخوها الى صدره واغمى على عينيها لكي لا ترى بشاعة المنظر… احتضنها وعاد بها الى المنزل واحست بوخز في يديها من الاخشاب الصغيرة المتراكمة فيها … فأخذ يزيلها بلطف وقال لها لا تستغربي فهذا المنظر سيتكرر كثيرآ من الان فصاعدآ … ولكن مالحل يااخي … لا شيء سوى الإنتظار لقدر عابث يحكمنا …  ويبدو انه سيطول الإنتظار كثيرآ لتشرق شمس الحرية من جديد …


الصديقة #سمر_الدبعي

النص السادس/


(صديقتي سَلام)

"سَلام" فتاة تحمل كُل الصفات البشرية التي أصبحت على وشك الأنقراض في زمنٍ كثرت به بشاعة الاخلاق وقبح التصرفات ، فهي تتحلى بالعفة والرزانة ، البراءة والقوة ، النباهة والشغف وحب الخير ومساعدة الغير ..
حلُمها منذ أن كانت في رياض الاطفال أن تكون ناشطة أنسانية .. كَبُرت وكَبُرُ حُلمها معها .. فهي تُحب مساعدة الغير وأنتشالهم من واقعٍ مر إلى واقعٍ أحلى وأرقى ..
لقد حققت حُلمها بعد سنين طوال وأصبحت تمارس عملاً أنسانياً طمحت به طويلاً ..
كانت تسمع من جارتها دائماً :
أنتِ وأمثالك قليلون ، ماذا ستفعلون في ظلِ مأساتنا الكبيرة!
تبتسم كعادتها وتقول : قليلٌ من الخير يخلق موجة خير لا نهائية .
أذكر قولها : دائما عمل الخير لا يحتاج إلى أنتمائنا لمنظمات إجتماعية أو إنسانية فإن أطعامك قطة مشردة هذا عمل رائع ومساعدتك عجوزاً أعمى لعبور الشارع فعلٌ نبيل..
كل منا في داخله "سَلام" نحن نحب الخير بطبيعتنا الإنسانية ..


قلبك عضلة تنبض بالحب والخير فلا تحولها لصخرةٍ سوداء أرجوك..
إبتعد عن الغرائز الحيوانية المفترسة وكن أنسان.

#عذراء_طه