" #علي_وعلى_أعدائي "
-1-

بتعرفوا قصة المثل "اللي ما بعرف بقول كف عدس"؟ قصة ھاد المثل بنطبق علي تماما.. القصة بتحكي إنه في واحد لقى مرته بتخونه مع زلمة ثاني.. و لما إكتشفھم متلبسین؛ ھرب الخاین و طلع الزوج یركض وراه بده یقتله.. و أثناء ركضھم؛ مروا بأرض الزوج اللي مزروعة عدس.

لما كان الخاین بركض؛ حمل بإیده شویة عدس على قد كفه.. و الزوج المغدور بركض وراه قدام العالم.. بوقتھا صارت الناس تحكي عن الزوج: یا ویله من الله راكض وراه عشان كف عدس!!!.. فصار الزوج یحكي: "اللي ما بعرف بقول كف عدس".

أنا ھاي قصتي.. اللي ما بعرفھا بكل تفاصیلھا أكید راح أكون بعینه شیطانة على ھیئة بشر.. بس اللي صار معي ما خلا للملائكة مكان جواي.. إحنا البشر بنمتلك إمكانیات ھائلة أحیانا بتفوق إستیعابنا و بنتفاجأ بحالنا.. بس مصیبتنا إننا مرات بنضیع الحدود و بنبطل نعرف متى نوقف و عند أي حد.. و أنا بالآخر بشر.

حیاتي كانت مثالیة لما كنت طفلة صغیرة.. بنت وحیدة أھلھا و كان الدلال كلھ إلھا.. و لحكمة معینة ربنا ما أراد لأھلي یكون إلي أخ أو أخت.. فكانت الدنیا بطولھا و عرضھا ساحة إلي لحالي.. لما كنت أفتقد وجود أخ صغیر یلعب معي؛ كان أبوي یلبي إحتیاجي.. و لما كنت أشتھي ألعب بالباربي ما كنت ألاقي أحسن من أمي.

ھیك وعیت عالدنیا.. و ھیك بتذكر أھلي.. ما كنت أعرف إنھم بحاولوا یجیبولي أخ أو أخت إلا لما صار عمري ست سنوات.. كان الصیف الأخیر قبل ما أدخل المدرسة.. بھداك الصیف كنت أكبر شوي و بحضّر حالي أكثر لعید میلادي.. المناسبة اللي كنت أحبھا أكثر من عید الفطر و الأضحى.. و أھلي ھم اللي كانوا یخلوھا إشي كثیر ممیز.

بكل سنة؛ كانوا یعملوا من عید میلادي مناسبة كبیرة.. بتحضیراتھا و ضیوفھا و ألعابھا و زینتھا.. بس فاجأوني سنتھا إنھم راح یأجلوا الحفلة لإنھم مسافرین للعمرة.. فھمتني أمي إنه ھناك راح تدعي ربنا یرزقنا بنوتة ثانیة.. و لإني ما كنت حاسة حالي محتاجة أخت، بالإضافة لموعد حفلة عید میلادي اللي راح یتأجل بسبب سفرھم؛ زعلت منھم.

حطولي أغراضي بشنتة صغیرة و تركوني ببیت عمتي بثینة.. مع إني كنت أحب خالتو روعة و بیتھا و دلالھا أكثر؛ بس كانت ھي الوحیدة اللي عندھا بنت أصغر مني بسنة وحدة، و كانت فعلا ھي أقرب وحدة علي من بنات العیلة.. "علا".

علا كانت معي بنفس الحضانة و الروضة اللي كنت فیھا.. و كنا ننبسط و إحنا صغار لما نرجع نلتقي بزیارات أھالینا.. فكانت نوعا ما ھي الأخت اللي سدت ھاد الفراغ جنب أمي.. و ھاد اللي خلاني أزعل من أھلي بزیادة.. أنا مش محتاجة أخت.. كل اللي كانت بدھا ایاه بنت ال6 سنوات ھو حفلة عید میلادھا.

رفضت حتى أودع أھلي رغم الوعود بالھدایا الكثیرة اللي راح یجیبولي ایاھا.. و حتى بعد ما وصلوا مكة و المدینة؛ حاولوا أكثر من مرة یحكوا معي و كنت أھرب من عمتي بثینة لما أشوفھا بتحكي معھم.. لغایة ما أجى یوم عید میلادي اللي كان المفروض یكون فیه حفلتي الكبیرة.. و كانوا أھلي بجھزوا حالھم یرجعوا ثاني یوم.

إستنیت یرنوا على عمتي حتى أحكیلھم الكلام اللي كنت بحضره من یوم ما سافروا.. و فعلا إتصلوا الصبح و ردیت علیھم أنا: "بتعرفوا إنه كان لازم تعملوا لي حفلتي الیوم؟ لأ خلص.. ما بدي حفلة بس تیجوا ولا بدي ھدایا.. إعملوا حفلة للبنوتة الجدیدة اللي بدكوا تجیبوھا معكم.. أحكیلكم، ضلكم ھناك ولا ترجعوا بالمرة".

عیطت كثیر یومھا.. كنت أفكر إني كنت أعیط لإنھ ما انعملت لي حفلة.. بعدین حسیت حالي متضایقة لإني لأول مرة بحكي مع أھلي ھیك.. و صار بكائي بحرقة أكثر و أكثر.. لغایة ما وعدتني عمتي تعمل لي حفلة باللیل بس عشان أھدأ شوي.. و فعلا بعد ما عتمت الدنیا صاروا ناس كثیر ییجوا لبیت عمتي، و رحت لبست فستان من اللي حطتلي ایاھم أمي.

الغریب إنه ما كان حدا مبین علیه مبسوط بالمرة.. و ما علقوا زینة زي ما كانوا یعملوا أھلي.. صرت أدوّر على الكیكة اللي راح یحطوا علیھا الشمع و ما لقیتھا.. كل شي كان غریب.. و بعمري ھاد ما كنت راح أفھم شو بصیر لغایة ما حدا یحكیلي ایاه.. و ھاي المھمة أدتھا عمتي لما خبرتني إنه أھلي خلص.. ما عاد ییجوا.. سمعوا كلامي و ما راح یرجعوا.. و على قولھا: "راحوا عالجنة".

صحیح كانوا دایما یعملوا اللي بدي ایاه.. بس لیش ھالمرة ردوا علي ما بعرف.. أكید ما كان قصدي إنھم لا یرجعوا.. صرت أصرخ على عمتي "مش قصدي.. والله ما كان قصدي.. خلیھم ییجوا و والله ما بزعل منھم مرة ثانیة".. ھاد الیوم بعمري ما بنساه.. مع إني مش كنت أفھم عن الموت إشي غیر إنه اللي بیجیه بروح عالجنة.. بس یومھا عرفت عنه شي ثاني.

عرفت إنه قاسي و بوجع من جوّا و بحرق.. ما حدا كان فاھم شو اللي بصیر معي حتى أنا، و لا خالتي روعة اللي ركضت علیھا و حكیتلھا "ساعدني مشان الله في إشي بحرق جوّا یا خالتو".. و ھي تمسح على راسي و تسمّي علي، بس اللي بحرق كان