الرابع
#في_الطريق_إلى_الجنة
للكاتبة روز سعد الدين

صوفيا : مين في هون
صار الصوت يقترب اكتر
صوفيا : ياااااسر ياااااسر وينك لحقني
بهالأثناء كان ياسر راجع هوي و مصطاد أرنب ، بس سمع صوت صوفيا عم تصرخ راح ركض
شاف كلب بري كبير واقف عم يتطلع فيها و بدو يهجم عليها
ياسر : صوفيا لا تخافي رح بعدو عنك
صار ياسر يعمل أصوات للكلب حتى ينتبه عليه ، و صار يأشرلو بالأرنب يلي بإيدو
هجم الكلب باتجاه ياسر يلي صار يركض ليبعدو عن صوفيا قدر المستطاع
بس بعد عنا زتلو الأرنب ، هجم الكلب على الأرنب و ياسر رجع لعند صوفيا يطمن عليها
مسكلا ايدا و راحو ركض لعند السيارة
قعدو جواتا و سكرو الباب ، وجوهن كانت حمرا و عم يلهتو كتير
ياسر : بعتزر صوفيا انو حطيتك بهيك موقف ،انا من صغري بجي لهون و بخيم بس ولا مرة صادفني
شي حيوان ، شكلن عن جديد صايرين هالكلاب يعيشو فيها
صوفيا : خفت عليك كتير لمن لحقك الكلب ، لو كان صارلك شي شو كنت رح اعمل
ياسر : يعني بهمك امري
صوفيا : كتير ، ياسر من يوم ما عرفتك صرت الشي الوحيد يلي عم يشغل تفكيري
ما بعرف ليش عم بحكيلك هدول الأشياء هلأ ، بس ما عم بقدر خبي بقلبي اكتر
لمن بفيق الصبح بتزكر ابتسامتك ، لمن بشرب قهوتي بتزكر لمن تخاقنا بكافيتيريا المطار و بصير بضحك ، لمن بحط راسي على المخدة بتزكر أحاديثنا و سهراتنا على الشاطئ
برأيك هاد الشي كلو عادي
ياسر :طب و مازن
صوفيا : مازن هوي طوق النجاة الأخير لأبي و اسم عيلتي بهالحياة ، ازا بنخسر شراكتو
رح نأفلس
ياسر : انتي ما بتحبيه ، عم تشوفيه وسيلة لتنقزي مستقبلكن
صوفيا : هاد الوضع مخربط كتير و عم يحسسني بالعجز ، باقي على زواجي اسبوعين بس
و بكل ثانية عم تمر بحس انو الطريق لجهنم عم يقصر
بس معك عم حس بشي ما حسيتو من قبل ، معك ما باكل هم شي بحس انو طفلة و روح الحياة
فيني بحب غامر و استكشف ، بحب افكارك المجنونة ، يمكن يكون يلي عم حس فيه اعجاب مؤقت
و يمكن يكون حب بس يلي بعرفو انو انا مبسوطة بقربك
ياسر : صوفيا ما رح انكر انو عم حس بالشي يلي عم تحسي فيه ، كنت خايف يكون اعجابي
من طرف واحد كنت خايف من فكرة زواجك و ارتباطك و كنت خايف من رفضك الي
ما بعرف ازا الفترة يلي قضيناها سوا كانت كافية انو نعرف بعض فيها منيح
بس أحيانا بنعيش العمر كلو مع أشخاص ما بنقدر نكتشف حقيقتهن ، و بأحيان أخرى
اللقاء الأول بكون كفيل حتى نعرف هالأشخاص
الأيام القلال يلي عرفتك فيهن ، حرب نشبت بين قلبي و عقلي ، كنت بحالة من الفوضى و الضياع
بس هلأ بعد حكينا هاد انا صرت أعرف منيح الطريق يلي رح أسلكو
قولي انك بدك اياني و مستعد احرق هالعالم
ما بدي منك جواب هلأ ، فكري و رديلي خبر ، بس ساعة يلي بتقولي فيها تعال عرفي انو ما رح يكون في طريق للرجعة من بعدا
صوفيا : رجعني على البيت
ياسر : متل ما بدك
طلع ياسر بسيارتو و رجع على المدينة وقف على الطريق عند سوبر ماركت
و اشترى اكل و مي
ياسر : وصلك على البيت
صوفيا : ازا ما فيها عزاب الك
صف ياسر سيارتو قدام بيت صوفيا بعد ما اعطتو العنوان ، بقيت معو بالسيارة
شي عشر دقايق كان عم يوصيها على حالا و زكرها بالموضوع يلي حكو فيه
بعدا راح ، بقيت عم تطلع عليه لحتى اختفى عن نظرا لمن برمت وشا شافت مازن واقفلا على الباب
صوفيا : مازن ، من ايمتى انت واقف هون
مازن : من لمن راح بسيارتو و وقفتي تراقبيه
صوفيا : بعرف هاد الاسلوب كتير منيح ازا عندك شي قولو بدون ما تلمح
مازن : على أساس رايحة على الجامعة ، طلعتي عم تتفتلي مع هادا
صوفيا : ما دخلك انا وين بروح ، و ما الك الحق تحاسبني على شي
مازن : شوفي انا ما بقى اتحمل تصرفاتك ابداً
صوفيا : اه تركلي ايدي ليش عم تشدها
مازن : امشي معي ما بدي عمي يشوفنا من الشباك
مسك مازن بإيد صوفيا و جرها غصبن عنها لحدقة البيت الخلفية
صوفيا : طيب بس تركلي ايدي ، ما بسمحلك تطاول عليي
مازن : خرسي و مشي معي
صوفيا تفاجئت من اسلوبو بالحكي هاي اول مرة بيحكيها هيك
صوفيا : انت منين جايب هالجرأة حتى عم تخرسني ، مني يعني؟!
مازن : مين الحيوان يلي كان معك بالسيارة
صوفيا : حاج عنجد تخنتا
مازن : قليلي مين احسن ما اعرف بطريقتي و وقتها حسابك رح يكون عند عمي
صوفيا : شو دخل بيي بالموضوع
مازن : لانو مليت منك و من اكازيبك يلي ما بتخلص
لسا مبارح قلتي رايحة على الجامعة و اليوم بلاقيكي عم تتفتلي مع زلمة
لك انتي حتى ما عم تنكري يعني صحيح انك كنتي مع زلمة
مين هوي صوفيا لا تطالعيلي عقلي
صوفيا : ايييي خلصنا يا ما رح تخوفني بصوتك العالي
كنت مع ياسر
مازن : ياسر هداك شاب المينا يلي اعطاكي ايميلو
صوفيا : اي هوي
مازن : كان معك على نفس الطيارة ، يعني كنتو مسافرين سوا
صوفيا جاوبيني كنتي طالعة معو سياحة على فرنسا
كان بدك مكان تختلي فيه مع هداك الواطي لهيك بعدتي عن عيوني
صوفيا : حاجتك تخبيص بالحكي ، انا سافرت لحالي
مازن : يا الله قديشني واحد غبي
عم اعطيكي مصا
عف
ياسر : ما بدك تنهي قصة حبنا برسالة تافهة ، لكن اسمحيلي انهيها ببوسة عشقنا الأولى و الأخيرة
قرب منها ياسر و باسا ، بس دفشتو صوفيا و ما سمحتلو يكمل
صوفيا : حاج نعزب بعضنا اكتر من هيك ، عم قلك بضعف قدامك
نزلو دموعها و طلعت من بيتو ركض ، و رجعت على بيتها
:
:
:
المسا كان ابوها و مازن قاعدين على سفرة الاكل ناطرينها لتنزل تتعشا معهن
مازن : اي يا عمي السوق صاير تعبان كتير
خلدون : اي شفت اخر تقارير الشغل
مازن : بس عندي حل انت لا تقلق ، حط رجليك بمي باردة
خلدون : انا بثق فيك كتير يا مازن ، انت شاب مجتهد و حكيم
مازن : تسلم يا عمي
كان مازن عم يحكي مع خلدون بس شاف صوفيا نازلة عن الدرج
تعلقو عيونو فيها و بقي عم يتطلع فيها لحتى قعدت على الطاولة
خلدون انتبه عليه و ضحك بقلبو
صوفيا : اهلا و سهلا مازن نورتنا
مازن : اهلين فيكي ، يوم عن يوم عم تحلي اكتر
صوفيا : ابتسمتلو بهدوء
اي بابا انا و مازن قررنا شي و حابين نحكيلك اياه
مازن ترك كلشي كان بإيدو و قلبو انقبض
كان متلو متل خلدون ما بيعرف صوفيا شو رح تقرر بخصوصو
الجزء الخامس
#في_الطريق_إلى_الجنة
للكاتبة روز سعد الدين

كان مازن عم يحكي مع خلدون بس شاف صوفيا نازلة عن الدرج
تعلقو عيونو فيها و بقي عم يتطلع فيها لحتى قعدت على الطاولة
خلدون انتبه عليه و ضحك بقلبو
صوفيا : اهلا و سهلا مازن نورتنا
مازن : اهلين فيكي ، يوم عن يوم عم تحلي اكتر
صوفيا : ابتسمتلو بهدوء
اي بابا انا و مازن قررنا شي و حابين نحكيلك اياه
مازن ترك كلشي كان بإيدو و قلبو انقبض
كان متلو متل خلدون ما بيعرف صوفيا شو رح تقرر بخصوصو
صوفيا : انا و مازن قررنا نتزوج بعد بكرا
خلدون : شو ، ايمتى قررتو هاد الشي
و تطلع بمازن ليتأكد
مازن كان عم يعيش نشوة الانتصار ، بهاللحظة حس حالو قادر يمتلك كل شي بالعالم
مازن : صحيح هاد الشي ، نحن قررنا بما انو تنيناتنا موافقين ما في داعي نأجل أكتر
انا بكرا رح اعزم ال
صوفيا : اي بابا نحن قررناها حفلة على الضيق ، ما رح نعزم غير الأصدقاء و المقربين
مو هيك مازن
مازن ما عجبو الحكي و هز براسو
تاني يوم كان يوم التحضيرات ، الكل نعجق بالبيت يحضر و يجهز
كانو مقررين يعملو حفلة العرس بحديقة بيتو لمازن ، و صوفيا رح تتجهز ببيتا و بعدا
رح تروح على بيت مازن و تبقى فيه
:
:
:

اليوم يلي كنت رح البس فيه الأبيض ، كنت بحلم فيه على طول من أنا و صغيرة ، متل كل البنات ، تخيلت فارس أحلامي يلي رح يصير زوجي ، و استنيت هاليوم بفارغ الصبر
هاليوم اجا بس حماسي و شغفي هنن يلي ما اجو على حفلة عرسي ، و بقيو عند فارس أحلامي
يلي قابلتو للأسف بالوقت الغلط ، صدقو القديمين لمن قالو أحياناً منتمنى لو ما تعرفنا على الأشخاص الصح لأنو التوقيت غلط
كانت صوفيا ناوية تلبس فستان أبيض رسمي و بسيط و يقعدو مع اصدقائن و قرايبن
بحفلة صغيرة و يعلنو زواجن
بس تفاجأت صوفيا بمازن باعتلا فستان فرح أبيض معجق و مشكوك بالخرز الأبيض
و فخم و تقيل كتير ، و كان معن فريق من مركز تجميلي حتى يهتمو بمكياجا و شكلا
عملولا شعرا و حطولا تاج و طرحة و ميك اب صارخ و لبست الفستان يلي بعتو مازن
كانت متضايقة كتير من شكلا ، هيي بنت بتحب البساطة و النعومة و بتكره تلبس شي في كل هالتفاصيل بس ازا قرارا بخصوص عرسا و عريسا ما قدرت انو تختارو بقى رح يفرق معا
الفستان و التفاصيل الثانوية الباقية
بس خلصت تجهيز حالا اجا مازن لحتى ياخدا
مازن : طالعة كتير حلوة
صوفيا : و انت كمان
قرب منها مازن و همس بإدنا : رح تصيري الي انا و بس ، ما رح اسمح لحدا ياخدك مني
صوفيا : بتعرف شو
لو انك كنت بتحبني عنجد ما كنت رح ازعل على زواجي منك بهالطريقة
مازن : كل هالشي يلي عم اعملو مشانك و مانك مقتنعة بحبي الك
صوفيا : هالشي عم تعملو مشان بريستيجك قدام العالم
مازن : ما عم افهمك كيف بتفكري
صوفيا : عم شوف الأشيا يلي انت مو قادر تشوفن
مسلا انت بدك تتزوجني لانك خايف تخسر ، و امسالك مانن معودين عليها
انت بتحب فكرة انك تمتلكني بس ولا مرة حبيتني لشخصي انا
على طول بتحاول تغير بشخصيتي و تبدل فيها و ما بتفكر تتقبلني متل ما انا
مازن : هلأ لانو بدي البنت يلي بحبا تبقى تحت جناحي و عم خاف عليها بدك تعملي مني
انسان قذر و متملك و ما بفكر غير بحالو
صوفيا : ما عم اعمل منك هيك ، انت هيك
مازن : خرسي صوفيا ، و رفع ايدو عليها و ضربا كف
صوفيا : اصلا هاد اللي كان ضايل يلا مو حضرتك ضمنت انو هلأ صرت الك ، رح ترفع ايدك عليي
و تصرخ بوشي و تبهدلني ايمتى ما بدك ، مو هييييك
مازن : صوفيا حبيبتي بعتزر فقدت السيطرة على حالي سامحني
قرب منا و حاول يضما
صوفيا : بعد عني مازن ، انا بكرهك بكرهك لاخر نفس بحياتي
صارت تبكي و رجعت على غرفتا
صارت تمسح مكياجا و خربت شعرا و شلحت طرحتا
وقف مازن ورا الباب و صار يدق عليها
مازن : صوفيا افتحيلي هالباب حتى اشرحلك
صوفيا : لا تشرح شي بس روح من هون
هيي و ع
الجزء الأول
#في_الطريق_إلى_الجنة
للكاتبة روز سعد الدين

عندما نمشي في سبل الحياة نلتقي بالمقنعين فكيف لنا أن نعلم ما في جوفهم ، فنحن لا نملك من معرفة الباطن سوى ما يظهرونه لنا ،و قد لا تسقط أقنعتهم الا في نهاية الطريق ، عندما نكون قد أوشكنا على السقوط في الهاوية ، فهلا يرشدنا الرب الى السبيل فنتبعه لنكون من
الصالحين او نعرض عنه فنحسب من الخاسرين ……
ففي الطريق الى الجنة نلتقي بالقديسين و في الطريق الى جهنم نلتقي بالشياطين ، و لكن يبقى السؤال هل يعلم الواحد منا إلى أين يسير ؟!!!

مازن : صوفيا فتحيلي الباب
صوفيا : مازن تعبانة كتير هلأ ، بس ارتاح بشوفك ، رجاءًا روح من هون
مازن : خبرني ابوكي بكل شي ، بعرف انو عم تضبي شنتايتك حتى تسافري افتحي
تنهدت صوفيا بصوت مسموع ، و فتحتلو الباب هيي و قالبة بوزا
مازن : كمان محضرة تلت شنتات ، شو ناوية تهربي قبل العرس
صوفيا : هاي شنتاية سارة رح تسافر معي
مازن : سارة بنت وائل بيك
صوفيا: اي
مازن : منيح صايرة تعرفي تختاري رفقاتك
اي و ايمتى كنتي ناوية تخبريني بسفرك
صوفيا: ما كنت ناوية خبرك
مازن : اها ، طالعة بموال جديد
صوفيا : انت لساتك خطيبي ما صرت زوجي حتى خبرك
مازن : لايمتى ناوية تضلي تتصرفي متل الصغار ، ولدنتك هاي لازم لاقيلا حل لأنو صبري بلش ينفذ
طلع من الغرفة هوي و معصب كتير ، و طرق الباب من قوة الضربة العطور و البارفانات يلي
كانو على طاولتا اهتزو
صوفيا : غليظ
قعدت صوفيا على تختا ، كان بدنا مهزوز من بعد ما حكيت مازن
كانت عم تسترجع بعقلا الموقف يلي صار بيناتن
دمعو عيونا ، هيي و عم تفكر انو رح يصير زوجا بعد شهر واحد بس
سمعت صوت الباب عم يندق ، مسحت دموعا بسرعة و رسمت ملامح باردة على وشا من جديد
صوفيا : مين
الخادمة : هاد انا يا انسة ، والدك طالب يشوفك و عم يستناكي بمكتبو
صوفيا: قليلو انو جاية
فاتت صوفيا على الحمام و غسلت وشا ، بعدا راحت على مكتب ابوها
كان رجال عمرو بالخمسين ، الهيبة واضحة على محيياه
رياضي و أنيق بشكل ملحوظ و مو واضح عليه الكبر
صوفيا : بابا بعتت ورايي
خلدون : اي يا بنتي فوتي
قعدت صوفيا على الصوفاية يلي بحد المكتب و بقيت ساكتة
خلدون : قبل ما يروح مازن مر لعندي و كان مزعوج كتير
صوفيا: صار حاكيلك
خلدون : يا بنتي يلي عم تعملي ما بليق فيكي و لا بمكانة بنت متلك من عائلة محترمة
صوفيا : بس يا بابا انا ما قلتلو شي ، ما بعرف شو حكالك عني……
خلدون : انتي اهنتيلو رجولتو
مانك معبرتيه ولا معطيتيه أهمية او قيمة بحياتك ، قليلي مين ما بتخبر خطيبا بسفرا
و قلي انو بس راجعك زودتيها معو بالحكي
هالتصرفات غلط يا بنتي
صوفيا : بس بابا انت بتعرف انو ما بحبو و ما بدي اياه
خلدون : ما رح تلاقي احسن منو يا بنتي ، انا بعرف مصلحتك اكتر منك
صوفيا: قلتلي مع الأيام رح حبو بس صايرة ما طيق شوفو او اسمع صوتو
خلدون : بكفي ، حاج تخلي هالأفكار تاكلك عقلك
ديري بالك على مازن و تمسكي في منيح ، هوي طريق خلاصنا الوحيد
و حاج تكوني أنانية و تفكري بس بحالك
صوفيا : انا ماني أنانية يا بابا ، لانو لو كنت هيك ، كنت بتركك تفلس و ما بخطب مازن الغليظ
خلدون : ليش مفكرة انو ازا افلست رح افلس لحالي
هالبيت و الشركة و حساباتك بالبنك و تيابك و سفراتك و جامعتك و مصروفك الخيالي
كلن رح تخسريهن ، قليلي انتي فيكي تعيشي ببيت غرفتين و براتب شهري محدود !!
انا عم دور على مصلحتك قبل مصلحتي يا بنتي و حطي هالشي براسك
مازن بيقدر يعيشك بنفس المستوى يلي عيشتك فيه و يمكن بأحسن منو
و كمان شراكتي مع مازن هيي يلي رح تنقذ شركتنا من الإفلاس
مازن لو ما كان بحبك يا بنتي ، ما صبر على كل فصولك معو و ما كان عرض عليي الشراكة
لأنو مالو مصلحة فيها ، لهيك بدي اياكي تحكمي عقلك قبل قلبك لمن بدك تحكمي على مازن
صوفيا : انا بعتزر منك بابا ما كنت بقصد ضايقك او رد بوشك
حكيت هيك من زعلي على مازن
خلدون : انا معزرك يا بنتي و مقدر موقفك ، بس بدي منك تحاولي اكتر و تتقربي من مازن
بدي حس انكن متل اي تنين مخطوبين سعيدين و بتحبو بعض
صوفيا : رح حاول بابا و هلأ عن ازنك بدي كمل ترتيب غراضي مشان السفرة
خلدون : ماشي ، لا تنسي تتصلي بمازن و تصالحيه
صوفيا : امرك بابا
طلعت صوفيا من مكتب ابوها مضايقة و مهمومة ، صارت متأكدة انو ما في مهرب من هالجازة
لانو مستقبلا و مستقبل العيلة كلو مربوط فيها
طلعت على الحديقة حتى تشم شوية هوا ، و صارت تفكر بحالن ازا افلسو شو حيصير فيهن
رح تخسر هالبيت الحلو يلي ربيت فيه ، رح تخسر زكرياتا مع اما اللي توفت من سنتين بمرض السرطان ، رح تخسر كتير شغلات معنوية اكتر من المادية ، ما قدرت تتخيل حالا عم تترك جامعتا ، افخم و احسن جامعة بكل البلد ، و تروح تعيش ببيت متواضع ، رفقاتا مكانتا الاجتماعية ، كل هدول رح يروحو بلمح البصر ، نفضت هالأفكار من راسا
و قررت ما تستبق الأحداث ، دقت لرفيقتا سارة
صوفيا: مرحبا سارة
ن حفلات العمل يلي بيحضرن ، و اعجب فيها كتير
تقرب منها و طلبا للزواج ، اي هاد هوي مازن شاب جدي و بيعرف شو بدو من الحياة ، ازا حب بنت
ما بيعرف يلف و يدور بمشاعرو دغري بيعبر و بياخد خطوة باتجاه مستقبلن سوا
اما صوفيا ما كان عندا خيار تاني غير انو تقبل بمازن ، هيي ما بتكرهو بس كمان ما بتحبو
يا ترى الزنب على عاتق مين رح يقع ازا فشلت هالعلاقة يلي نهايتا واضحة من البداية
هيي و عم تقرأ حست بشي متل كرة لهب مشتعلة قطعت من جنب الشباك
ثواني بس و اهتزت الطيارة بعنف
ما قدرت تفكر بشي وقتا ، صوات الناس يلي بلشت تصرخ و الوجوه المرعوبة
يلي عم تطلع
صوفيا : دخيلك يا ربي شو عم يصير
حكى كابتن الطيارة مع الناس بالسماعات و خبرن انو عطل صغير بسبب المطبات
الهوائية و احوال الطقس ، هديت الناس شوي بعد حكي الكابتن
صوفيا ما كان فيها تنسى شو شافت و تقعد مرتاحة متل باقي الناس، لهيك سألت المضيفة
صوفيا : هالهزة العنيفة سببها المطبات الهوائية؟!
المضيفة : اي يا مدام ، يا ريت تلتزمي بمقعدك حتى خبرك لمن يتحسن الوضع
صوفيا : انتي عم تكزبي ، انا شفت كرة ملتهبة مرت من جنب جناح الطيارة يلي بالقرب من شباكي
المضيفة : سكتت و ما عرفت بشو ترد
رح نحل كلشي ، رجاءًا لا تنشري الذعر بين المسافرين
وقفت صوفيا بجدية و سألتا: بدي احكي مع الكابتن ، لازم افهم منو شو عم يصيير
وينا غرفة القيادة
المضيفة : بس قومتك من مكانك مانها مناسبة
زورتا صوفيا : قليلي وين غرفة القيادة
المضيفة : لقدام ، من هون
راحت صوفيا على غرفة القيادة و مع كل خطوة تخطيها ، كان قلبا عم يسقط بين رجليها
فتحت الباب على الطيارين ، و كانت اشكال وجوهن كفيلة بأنو تخبرها
إنن في خطر حقيقي
صوفيا : شو عم يصير بالطيارة
سكت الكل و التفت عليها الكابتن ، كان الكابتن ياسر
ياسر : هاد انتي
صوفيا : ما لازم استغرب ، معناها كل هالأمور السيئة عم تصير بسببك ، من لمن لتقيت فيك
و انا عم واجه المشاكل !!
ياسر : اهدي ما بعرف شو قصدك بهالحكي بس معزرك لانو اكيد خايفة
صوفيا : هدول مانن مطبات هوائية ، مو هيك
ياسر : رح اطلب المضيفة حتى ترجعك على مقعدك
صوفيا : انا شفت بعيني كرة ملتهبة مرت من جنب جناح الطيارة
ياسر : بما انو شفتي كل شي بعينك ما رح خبي عنك ، نحن خسرنا المحرك
صوفيا : شووووو
ليش نحن كم محرك عنا بالطيارة
ياسر : تنين
و اللي فقدناه كان الرئيسي فيهن
رجعت اهتزت الطيارة هزة اعنف من يلي قبلا
صوفيا : رح نمووت !!
الجزء الثاني
#في_الطريق_إلى_الجنة
للكاتبة روز سعد الدين

لمن بنواجه المتاعب و المواقف الصعبة اول شي بيخطر على بالنا الناس اللي منحبن
و المقربين منا ، بس صوفيا بهديك اللحظات ما خطر على بالا غير اما ، طيب مش المفروض انو
تتزكر مازن خطيبا او حتى والدها اللي مزال على قيد الحياة ، ليش فكرت بإما المتوفاية بس !
هل هالشي بيعني انو ابوا و خطيبا ما الن مكان بقبلبا ؟!! والا الاقتراب من الموت خلاها تحس
بالحنين و الشوق لاما ، يمكن لانو كلمة الموت بعقلا بتتربط لا ارادياً بإما ………

ياسر : بما انو شفتي كل شي بعينك ما رح خبي عنك ، نحن خسرنا المحرك
صوفيا : شووووو
ليش نحن كم محرك عنا بالطيارة
ياسر : تنين
و اللي فقدناه كان الرئيسي فيهن
رجعت اهتزت الطيارة هزة اعنف من يلي قبلا
صوفيا : رح نمووت !!
بهالأثناء فات شخص من الطاقم وشو احمر و عم يحكي بصعوبة
جواد : كابتن نحن على وشك نخسر المحرك التاني ، ما عم يتحمل الضغط و يمكن ينفجر بأي ثانية
ياسر : رح نهبط هبوط اضطراري
رفع ياسر سماعاتو و حكى مع المسافرين
و طلب من الكل يلتزم بقعدو و يستعد للهبوط
لانو صار معن خلل ميكانيكي
صوفيا كانت عم تسمع و الخوف كاسي قلبا ، حتى انو عيونا ما عادو رمشو
انتبه عليها ياسر و طلب من جواد يقعدا بالكرسي يلي حدو و يثبتلا الحزام
لحظات بطيئة كانت عم تمر على الجميع
الرهبة و الخوف من الموت كانو أسياد الموقف
صوت الأطفال الصغار و هنن عم يبكو كان الصوت الوحيد المسموع ، حتى اهاليهن
ما كان عندن القوة الكافية حتى يواسوهن و يطمنوهن ، يمكن هنن كمان كانو بحاجة
لشخص يواسيهن و يطمنن
لحظات قليلة و الطيارة بلشت تنحدر ، كان تحتن محيط كبير
كان واضح انو الموت عم يستنى ليقبض ارواحن بلهفة ، يعني لو نجو من الهبوط يمكن ما يعرفو
يسبحو و يغرقو او حتى ممكن يكونو وجبة عشاء دسمة لأسماك القرش
عيون صوفيا تغرغرت بالدموع و بلشت تصرخ امييييي انا جاية لعندك دخيلك نتبهي علي
امييييي شتقتلك ، ما ضل شي لأوصل
ياسر كان عم يفكر بحياة المسافرين أكتر من حياتو ، يالله شو صعبة انك تتحمل مسؤولية
أرواح الناس ، مع كل هالضغط يلي كان فوق راسو
اكيد كان في موقف لا يحسد عليه ، وشو احمر و حبات العرق عم تتساقط من جبينو
بلشت الطيارة تقترب من البحر اكتر ، و الرعب عم يتغلغل لأعماق أعماق قلوب الناس
و بثواني معدودة كانت الطيارة بقلب البحر ، صوت ارتطاما بالمي كان عالي كتير
صوفي
انا رح ارجع لعندن
ياسر : خليكي معي كمان شوي ، و مسكلا ايدا
صوفيا تبسمت بخجل و بقيت قاعدة جنبو
ياسر : هلأ بكون خطيبك قلقان عليكي بس يشوف الخبر على التلفزيون
صوفيا : اي بكون جانن ، و بيي كمان بكون خايف كتير ، انا يلي بقيتلو بهالدني
و انت ما عندك مرا او حبيبا تخاف عليك
ياسر : انا مطلق و عندي ولد صغير عمرو اربع سنين
عايش لحالي ، بس ازا اسمي طلع بالأخبار بتكون امي قلقت كتير
صوفيا : اها ، الله يطمن بال اهالينا
ياسر : بلا تعتم علينا هلأ ، خلينا نرجع
مضت تلت أيام بلياليها على صوفيا و الكابتن و الناجيين بدون محدا يوصلن
و بهالفترة صوفيا و ياسر تقربو من بعضن كتير و صارو أصدقاء
كانو بكل ليلة يسهرو للفجر هنن و عم يحكو ، شكو همومن لبعض و تشاركو ذكريات فرحن
مع بعض ، عرفو عن بعض كلشي
باليوم الرابع وصلت سفينة الإنقاذ ، حملت كل الناجيين و اخدتن
عطوهن اكل و شرب و اغطية منيحة حتى يتدفو و انطلقو في عرض البحر
حطت السفينة المراساة و بلشو ينزلو الناس
اول ما نزلت صوفيا شافت مازن واقف و عم يستناها ، ركض لعندا و ضمها
مازن : خفت عليكي كتير حبيبتي
حمدلله على سلامتك
صوفيا : الله يسلمك ، وينو بابا
مازن : ابوكي تعب شوي بس سمع بالخبر و نقلناه على المشفى
صوفيا : كيفو البابا شو صرلو
مازن : لا تخافي حياتي هوي هلأ منيح. ، و بس يشوفك رح بصير احسن
صوفيا : خدني لعندو
مازن : اي ركبي بالسيارة
شافها ياسر من بعيد هيي و عم تركب بالسيارة ، ركض حتى يلحقا
ياسر : صوفيا
صوفيا : ياسر
ياسر : الحمدلله على سلامتنا ، خلينا نبقى على اتصال
صوفيا : كانت صوفيا عم تطلع بمازن لتشوف ردة فعلو ، لأنها بتعرف قديش طبعو صعب
و بغار عليها حتى من نسمة الهوا
صوفيا : اي اكيد ، قالت بصوت واطي
ياسر : هاد ايميلي حاكيني
صوفيا : اي عن ازنك
ركبت صوفيا بالسيارة وطلع فيهن مازن
بس تحركت السيارة سألا : مين هاد
صوفيا : هااد اي ياسر
مازن : عرفت انو اسمو ياسر ، ليش عطاكي البطيخ ايميلو
صوفيا : هوي كان معي بالطيارة لمن وقعت ، ساعدني و بس هيك
مازن : اي بس هيك
تناول ورقة الايميل من ايدا و كبها من شباك السيارة
صوفيا ما عجبها التصرف و قلبت بوزا
مازن : لسا ما حكينا مشان كزبك انتي و سارة
خلي عمي يتحسن بالأول و بعدا رح حسابك على كل شي

الجزء الثالث
#في_الطريق_إلى_الجنة
للكاتبة روز سعد الدين

أخد مازن صوفيا على المشفى لعند أبوها وكان كل الطريق ساكت و ما عم يحكيها ، بس كان عم يزاورا
صوفيا بتعرفن لهالنظرات كتير منيح ، نظرات الغيرة و الشك الممزوجات بالغضب
أول ما وصلت المشفى نزلت من السيارة و تركت مازن يدور على مكان حتى يصفا و هيي راحت ركض
سألت عن غرفة أبوها و طلعت لعندو ، وصلت غرفتو و شافتو نايم و الدكتور واقف حدو مع الممرضة
صوفيا : دكتور بترجاك خبرني بابا شو صرلو ، هوي منيح ، رح يتحسن؟
الدكتور : لكن حضرتك صوفيا بنتو ، هوي كان عم يهدس باسمك طول اليومين اللي مرقو
و كل ما كان يفيق يسأل عنك و لما ما يشوفك يتأزم وضعو و تسوء حالتو لهيك فضلنا نخليه تحت
تأثير المخدر
صوفيا بلشت تبكي ، اقتربت منو و مسكت ايديه و صارت تبوسن
صوفيا : حبيبي يا بابا انا هون ما بدك تطمن عليي ، ليكني صرت حدك و بوعدك ما رح بعد عنك
الدكتور : يا ريت ما تطولي بالغرفة هوي بحاجة للراحة و بس يفيق منبلغك حتى تجي و تشوفيه
صوفيا : و ايمتى رح يفيق
الدكتور : بدو حوالي اربع ساعات
وصل مازن لعندا و طالعا من الغرفة و ساعدا حتى تغسل وشا و تستعيد وعيا شوي
مازن : رح انزل جبلك اكل ، اكيد جوعانة
صوفيا : مالي نفس اكل شي
مازن : لكن رح خليهن يجهزولك غرفة حتى ترتاحي فيها بين ما يفيق عمي
صوفيا : بدي ابقى قريبة منو مشان يشوف وشي اول ما يفتح عيوني
قعدت صوفيا على كرسي انتظار قبال غرفة ابوها و سندت ضهرا على الحيطة
و بقيت عيونا معلقة على زجاج النافذة تراقب ابوها ، مازن قعد جنبا و صار يملسلا على شعراتا
صوفيا ما ابدت اي مقاومة او تمنع متل ما بتعمل معو دائماً يمكن لانو كل هالشي يلي عم يصير مانو ببالا ، عم تفكر بوضع ابوها الصحي و بس ، اما مازن فرح انو بلشت تتقبل قربو منها و ما حاولت تصدو او تبرم وشا على الجهة التانية
مازن : لو تعرفي يا صوفيا قديش بحبك ، لك انتي ازا بتطلبي مني حياتي بقدملك اياها
دخيلك لا تعملي بحالك هيك و تزعلي ، قلبي من جوا عم يتقطع لمن بشوفك بهالحالة
صوفيا : مو وقتو هالحكي مازن
مازن : بعرف مو وقتو بس هاي أول مرة بحس حالي انو قريب منك و الجدران يلي بينا اختفت
صوفيا : تحرك ، بابا تحرك
مازن : الدكتور قال مو قبل اربع ساعات
صوفيا : شفتو برم وشو على الناحية التانية
مازن : اي والله كان وشو باتجاه الخزانة
صوفيا : اكيد البابا حس بوجودي لهيك فاق بهالسرعة ، و فاتت لعندو صوفيا ، قعدت جنبو
و بقيت ملازمتو حتى فتح عيونو و شافها و اتطمن عليها ، مازن حب يعطيهن شوية خصوصية لهيك تركن و نزل على حديقة المشفى ، دخن سيجا