#في_مسرح_الجريمة_بقلم_محمود_غسان

الجزء الخامس و الأخير : الحقيقة
@rwayate
جميع أفراد الأمن يحيطون بالمنزل فأخبره احدهم قائلا :
من فضلك غير مسموح للمدنين بالتجوال هنا
و لكن كانت عين المحقق ترصد مكتب الضحية , فالتفت إليه و اخرج إليه شارته فسمح له بالدخول
دخل المحقق مسرح الجريمة مرة أخرى و بدأت عيناه تلاحظ شيئا غير معهودا
فجأة سمع صوت الآنسة كليرا فالتفت نحوها و قال : الحل في هذا المرآة
فقالت باستغراب : كيف ؟
اقترب المحقق من زجاج المرآة المحطمة , ثم اخرج من جيبه النموذج الذي حصل عليه من الطبيب و بدأ مقارنة جميع قطع الزجاج المحطم بهذا النموذج . .
تلك الفكرة لم تكن تخطر على قلب بشر , بما ان السيد روبيرت أعسر , و قــُتُل , إذن حاول الدفاع عن نفسه بواسطة قطع الزجاج المحطم لذلك جرح نفسه من شدة قبضته لها و في هذه الحالة لابد و انه الحق الضرر بالجاني ...
بعد مرور @rwayate ساعة استطاع المحقق دانيال إيجاد قطعة الزجاج التي حاول الضحية الدفاع بها عن نفسه , التقطها بحرص شديد ووضعها في كيس بلاستيكي . ..
بعد ذلك قال للآنسة كليرا : خذي هذه إلى مكتب التحقيق الجنائي لمعرفة النتيجة , قد يكون عليها بعض عينات الحمض النووي للجاني فنستطيع تحديد هويته ..
ثم أضاف بعدما أزال الأتربة من على ملابسه : أما أنا سوف أرسل طلبا لأخذ عينات من دم فريد و سوزان و نادين و .... و سارة
- هل ترتبك لأمر فريد و سارة ؟
قال لها : من الواضح على فريد انه شخصية طيبة و لا يستطيع القيام بمثل هذه الأعمال و لكن الاحتياط واجب في مثل هذه الأمور أما سارة .... فلا اعلم
لم يمضى سوا ثلاث ساعات حتى كانت النتيجة أمام مكتب المحقق دانيال . .
بكل جدارة استطاع المحقق دانيال الإيقاع بالجاني دون أن يعترف , و لكن في طبيعة الحال سوف ينكر التهمة الموجه له , و مع الدلائل المتاحة لديه يستطيع تسليمه للعادلة و الحكم به دون شك او ريب ....
و من ذكاء المحقق دانيال , انه حاول بقدر المستطاع التصوير للجميع ما حدث و كأنه فيلم سينمائي ...
دخل المحقق دانيال مسرح الجريمة للمرة الأخيرة و طلب من مساعدته الآنسة كليرا إحضار سوزان و سارة و نادين و فريد و طلب منهم الاستماع فقط ..
أشار المحقق الى سوزان و قال : مدام سوزان , لقد قلتي مسبقا بأن القاتل , او من تظنيه القاتل دخل على سيدك حوالي الساعة الثالثة و النصف عصرا , و اختلى به قرابة ساعة , و بعد ذلك شاهدتيه يغادر المنزل , أليس كذلك
- بلى @rwayate
- حسنا , و بعد ذلك قمتي بالاطمئنان على السيد روبيرت باندريك في مكتبه و لكن وجدتيه غارقا بدمائه
أشار بيده إليها فقالت : بلى
- و لكن ماذا حدث ؟ , ما سبب تحطيم المرآة ؟ , ما سبب إطلاق رصاصتان من المسدس و لم نجد سوى رصاصة واحد في قلب الضحية ؟؟ , كان من المفترض ان يترك الجاني الرصاصة الأولى التي حطمت المرآة و ان لا يتخلص منها .. , حاول الجاني ان يربك التحقيقات , هل هي جريمة قتل , أم مجرد حادثة انتحار , فكل الشوائب تقول بأنها حادثة انتحار , لكن الجاني قد اخطأ فلم يعرف ان الضحية أعسر و قام بالتوقيع على الخطاب - الذي كتبه الجاني - بيده اليسرى , كيف يقتل نفسه بيده اليمنى , و الجاني لا يعرف اصلا ان الضحية تعاني بضعف في أعصاب يديه اليمنى و لا يقوى على استخدام أصابعه .. .. كيف يقتل نفسه ... , هذا لان الجاني لم يحتك مع الضحية سوى يومين فقط , ثانيا الجاني قام بكتابة الخطاب قبل ان يزور الضحية , لان آلة الكاتبة الموجودة على مكتب السيد روبيرت لا تحوي على مادة الكتابة و هي الحبر , و أنها معطلة و لم تستخدم منذ اشهر , لذلك قام الجاني بكتابة الخطاب حرصا ان يبعد تلك المسؤولية عنه لأنه على ثقة بأن الضحية لن ينصاع لأمره و يكتب ما يريد , و بالطبع لا يستطيع الجاني الكتابة و هو يرتدي قفاز جلدي ... , كيف عرف الجاني بأن الآلة الكاتبة لا تحوي على حبر للكتابة ؟؟ , لابد ان شخص ما قد اخبره بذلك , من الواضح ان الجاني , على دراية واسعة في أمور الجريمة , لأنه يمثل دورا ما قد كتبه مسبقا او قد قرأه مسبقا لأحد كتّاب القصص و الروايات العالميين. @rwayate
ثم التفت الى فريد و قال : لماذا تغيبت يوم وقوع الجريمة من عملك في المكتبة ؟؟
ثم أضاف : لا بل أنت تغيبت قبل وقوع الجريمة بثلاث أيام , ما السبب ؟
بدأ المحقق يتحرك في أرجاء الغرفة و هو يقول : لم انتبه للنذبة التي على كف يديه اليسرى , توقعت منذ البداية انه مجرد جرح قديم , و لكن فجأة أعلمتنا سارة بأن لم يكن للسيد روبيرت أي جروح او نذب في كفه , و كي نتأكد , وجهت السؤال لمستر فرانسوا , محامي السيد روبيرت فأكد كلام سارة.
قصتي اليوم إسمها #في_مسرح_الجريمة_بقلم_محمود_غسان

الجزء الأول : جريمة قتل

دخلت الآنسة كليرا وهي شابة طويلة القامة مكتب المحقق دانيال , حيث رأيته يتحدث عبر الهاتف بعنف شديد , فسمعته يصرخ و يقول : اليوم حين أأتي لا أريد أن أراكِ و أغلق سماعة الهاتف بقوة ..
فلاحظ وجود الآنسة كليرا فالتفت إليها و قال بهدوء : المعذرة , أنها زوجتي !
فلاحظت و كأن الوقت غير مناسب و لكن كان عليها إخباره :
المعذرة سيدي , و لكن جاءني @rwayate بلاغ الآن عن جريمة قتـل في 7515 شيلدون في إلك جروف
فسألها المحقق : من الذي قــُتـل ؟؟
لم يكن سؤاله ينم عن إرادة قوية لمعرفة من هو , حتى سمعها تقول له بتردد شديد :
انه رجل الأعمال روبيرت باندريك
صُدم المحقق باندريك بشدة حتى قال باهتمام : كيف حدث هذا ؟
جلست الآنسة الحسناء أمام مكتبه ثم عقدت شعرها الذهبي كذيل الحصان ثم قالت :
لقد جاءني اتصال للتو من مديرة أعماله التي تدعى سوزان و قالت بأنها وجدت سيدها مقتولا في غرفة مكتبه , غارقاً بدمائه ....
أصدر المحقق صوت همهمة ثم نظر إلى ساعة يده فوجدها تشير إلى الرابعة و النصف مساءا
ثم قال : حسنا هيا بنا ...
دخـل بيت السيد روبيرت باندريكرجل قصير القامة يبلغ من العمر خمسة و أربعون , اسمر اللون ..
فوجد بيته صغيرا و أثاثه فاخرا , بيته في منطقة بعيدة عن المدينة , منطقة يسودها الهدوء و السكينة و لا احد يقصدها إلا ملاك تلك البيوت .. @rwayate
فنظر إلى سيدة تبدو حزينة جالسة في احد أركان البيت فأقترب منها و قال :
من فضلك يا سيدتي أنا المحقق دانيال من قسم مكافحة جرائم القتل
فنهضت تلك السيدة و قالت و هي تبكي :
من فضلك يا سيدي اقبض على من فعل تلك الفعلة من فضلك سيدي , لا تجعله أن يفلت بفعلته
فحاول المحقق أن يهدئ من روعها :
حسنا .. حسنا و لكن عليكِ مساعدتي في هذا , من فضلك رافقيني الآن إلى مكان السيد باندريك
فتحركت تلك السيدة و من خلفها المحقق دانيال و بجواره الآنسة كليرا و من خلفه رجلان احدهم هو جاستيس بيرو المحقق الجنائي , و الآخر الدكتور بيتر روكويل خبير البصمات ...
دخلت تلك السيدة أولا ثم تبعها المحقق دانيال بحذر شديد و بخطوات قد تكون متناهية الصغر و تبعه من خلفه مساعدته و الرجلان الآخران ....
تجمد المحقق دانيال مكانه و لكن كانت عيناه تتحرك في أرجاء الغرفة حتى وقعت على الضحية الملقاة على الأرض على بطنه , باسطاً لذراعيه بزاوية قائمة , غارقاً بدمائه و في يديه اليمنى مسدس , و على كفه الأيسر نذبة على شكل مثلث ..
فتحرك بصره قليلا أمام الضحية فوجد برواز لمرآة زجاجية محطمة كليا ...
أما على المكتب فوجد عليها آلة كاتبة و ورقة بيضاء فتناولها و بدأ يقرأ بصوت خافت :
أنا روبيرت باندريك , اكتب هذا و أنا بكامل @rwayate قواي العقلية , أحُيل ممتلكات عائلة باندريك جميعها إلى وريثتي الوحيدة سارة براد باندريك بنت أخي براد باندريك المتوفى التي تقيم في فيرزنو دون قيد او شرط .... توقيع روبيرت باندريك
حوّل المحقق نظره نحو الآنسة كليرا مساعدته ثم قال لها :
أريد معرفة من هي سارة ؟ و جميع معارفها ؟
سكت ثم قال عندما أشار الى الضحية : أيها المحقق بيرو من فضلك قم بعملك
و هنا أشار لمدام سوزان الى جهة باب الغرفة قائلا : من فضلك تعالي معي
أخذها و خرج خارج البيت يتأمل حديقة المنزل , فتناول مقعد خشبي قصير واتخذه مجلسا له و قال :
من فضلك سيدتي عليكي ان تهدئي حتى اعرف ماذا حدث.
مسحت سوزان دموعها بيدها ثم أخذت نفـَس من انفها ثم قالت بتأني :
سيدي , انا لا اعرف ماذا حدث , و لكن ...
فقاطعها مسرعا : أولا أريد معرفة من زار سيدك اليوم و خطوات عمله منذ الصباح حتى وقت وقوع الجريمة , حسنا
ظلت سوزان تفكر قليلا حتى قالت بهدوء :
عند الساعة التاسعة صباحا زاره مستر براين جونزي , هو مدير شركة بيزك كيميكال للصناعات الخفيفة , مكث معه قرابة ساعتين , بعد @rwayate ذلك مباشرة طلب الإفطار في حديقة المنزل هناك ( و أشارت الى مكان قريب من موضعهم , ثم التفت إليه و أكملت حديثها ) فجلبت له الإفطار , و عندما فرغ منه طلب ان ينام قليلا حتى موعد قدوم الآنسة نادين .....
قاطعها المحقق فورا و قال : المعذرة , من ؟؟
نظرت إليه بإعياء و قالت : الآنسة نادين فتاة ذات أصول عربية و تعمل مترجمة للسيد روبيرت
سكتت ثم قالت بعد تنهيدة قصيرة : زارته تقريبا الساعة الواحدة بعد الظهر , مكثت معه في مكتبه حتى جاءني اتصال من احد مسئولي شركة مقاولات يريد تحديد موعد مسبق مع السيد روبيرت بخصوص منشآت في لاس فيجاس , فأعطيته موعد غدا الساعة العاشرة مساءا - حسب جدول مواعيد السيد روبيرت - لان أي عميل قبل قدومه يطلب موعدا مسبقا.
يستمع لها السيد روبيرت بكل تأني و تركيز حتى وجدها فجأة كفت عن الحديث فقال لها بإشارة بيده : حسنا أكملي ....
#في_مسرح_الجريمة_بقلم_محمود_غسان

الجزء الثاني : التحقيق في مقتل رجل أعمال
@rwayate
دخل المحقق دانيال مسرح الجريمة مع الآنسة كليرا , فرأى المحقق بيرو يقرأ من الملفات التي لديه , الدكتور روكويل يستخدم بعض المحاليل الكيميائية لاستخراج البصمات , و من الواضح بأن لم يشعر به احد حتى صرخ و قال : هل هناك جديد ؟؟
فتقدم المحقق بيرو و قال : سيدي , المجني عليه يدعى روبيرت جي.بروس باندريك عمره 59 عاما , لديه عدة أعمال و مشاريع في ساكرامنتو , أصيب برصاصة من مسدس البريتا 9 ملم من مسافة قريبة جدا في قلبه فقتلته فورا ما بين الساعة الرابعة , و الرابعة و النصف
ثم أضاف : تحطمت زجاج المرآة - على الأغلب - نتيجة شجار نشب بين الجاني و الضحية.
فتقدمت الآنسة كليرا بكل حرص ثم قالت : سارة براد باندريك , فتاة شابة في الخمسة و العشرون من عمرها و تعمل موظفة حكومية في شركة لإدارة الفنادق في فرزنو , ليست متزوجة و لكنها على علاقة بصديق يدعى فريد , فريد من الطبقة الفقيرة , يعمل في مكتبة صغيرة في فرزنو و يقضي معظم أوقاته هناك.
بان على المحقق عدم الاهتمام @rwayate حيث يسترق النظر نحو مدام سوزان و هو يقول :
مدام سوزان تقول ان علاقة سارة بعمها علاقة وطيدة و تبعد كل التهم عنها
ثم التفت إليها و قال لها : أريد ان أقابل محامي السيد بنادريك
فجأة قال الدكتور روكويل : جميع البصمات تعود الى المجني عليه حتى بصمته على المسدس.
نظر إليه بحدة و قال : ماذا تعني ؟؟ أنها حادثة انتحار ؟؟
ارتبك قليلا ثم قال : انا لم اقل هذا , سيدي
فقال المحقق بيرو : و لكن هناك أمر ما في غاية الخطورة
التفت إليه المحقق دانيال و قال : أي أمر ؟
فقال بثقة : المسدس الذي قتل الضحية أطلق منه رصاصتان , الثانية هي التي قتلته , أما الأولى فلا اثر لها هنا
فجأة نظر الى الحديقة و قال : أريد محادثة المحامي فورا ...
بدأ الليل يسدل ستائره حتى قالت الآنسة كليرا :
سيدي , مستر فرانسوا دلفين المحامي في انتظارك
نهض بسرعة فوجد رجل طويل القامة يرتدي بذلة سوداء اللون و قبعة سوداء على رأسه , فأقترب مستر فرنسوا من المحقق دانيال و قال : المعذرة يا سيدي , ما الأمر ؟؟
ثم التفت حوليه و قال : لماذا رجال الشرطة @rwayate يحيطون ببيت السيد باندريك ؟
ثم قال بلهجة قلقة : ما الأمر
فحاول المحقق ان يهدئه ثم قال :
أنا المحقق دانيال من إدارة مكافحة جرائم القتل , نحن هنا بسبب مقتل السيد روبيرت باندريك
قاطعه المحامي قائلا بصراخ و بعنف :
هل أنت جننت ؟ , من الذي يستطيع ان يقتل السيد روبيرت
انزعج المحقق دانيال من لهجته ثم قال : سيدي انا اقدر موقفك و لكن من فضلك اهدأ قليلا
ظل مستر فرانسوا ينظر حوليه حتى قال : أين هو .. ها .. أين هو ؟؟
فطلب المحقق من الآنسة كليرا مرافقته الى مسرح الجريمة
دخل المحامي باضطراب فوجده ملقى على سرير تابع للتحقيق لنقله الى المشرحة و مغطى بكامل ,
و عندما تأخر مستر فرانسوا هناك , قرر المحقق دانيال زيارته بنفسه ...
- سيدي من فضلك تعال معي ؟
و لكن مستر فرانسوا المعروف عنه قوة القلب كاد ان يفطر قلبه من بكاءه على صديقه روبيرت فنظر الى المحقق و قال بعنف : هل عرفتم من مرتكب تلك الجريمة ؟؟ , هل عرفتم من هو ؟
أجابه المحقق دانيال بهدوء : @rwayate
لا يا سيدي , ليس بعد ! و لكن من فضلك اهدأ و تعال معي , أود ان اطرح عليك بعض الأسئلة
#في_مسرح_الجريمة_بقلم_محمود_غسان

الجزء الثالث : سارة
@rwayate
دخل المعاون و هو يقول : سيدي , في انتظارك آنسة تدعى سارة باندريك
عدل سترة بذلته ثم قال : حسنا دعها تتفضل ... @rwayate
دخلت فتاة شقراء , شعرها منسدل على كتفيها و تتحرك بكل خفة , فرحبت بالمحقق دانيال ثم جلست أمامه ثم سألته برقة : مرحبا سيدي , ما الأمر الذي جعلك ان تستدعيني لأجله ؟
- حمد لله على سلامتك , ثم ...
قالها المحقق ثم سكت , فقالت له بترقب : ثم ماذا ... ؟
عدل نفسه بسرعة و قال : اقصد يجب ان تستريحي قبل التحقيق معك ؟
أصاب سارة الاستغراب و قالت: التحقيق معي ؟؟؟ ماذا حدث حتى تستدعيني للتحقيق ؟؟
نظر إليها بيأس و قال : في مقتل السيد روبيرت باندريك ..
لم يكن من حسن حظه او حظها ان تسمع خبر مثل هذا , لم يسعها ان تلقي بنفسها من النافذة و لكن اكتفت بأنها صرخت صرخة شديدة و قالت : أبي .... و سقطت على الأرض ...
حاول الجميع إيقاظها فظلت تهذي بلهجة غريب : أبي , أبي , أبي
فحاول المحقق و بمساعدة الآنسة كليرا مساعدتها للجلوس على كرسيها مرة أخرى ,
فأخذ من أمامه كأس من الماء و قدمه @rwayate لها : تفضلي ماء
تناولت بيديها كأس الماء و هي ترتعش بشدة مما أوقع بعض قطرات الماء على ملابسها , فأخذت رشفة منه ثم قالت : من فضلك اخبرني بأنك تمزح معي , أبي لم يمت , من فضلك سيدي
حاول ان يهدئها : اهدئي من فضلك
سكتت فجأة ثم قالت : من فضلك عليّ الذهاب إلى دورة المياة
أشار بيده ثم قال : حسنا تفضلي من هنا ...
حاولت سارة النهوض و لكن كادت ان تسقط لولا مساعدة الآنسة كليرا لها ..
- هل أنتي على استعداد للإجابة على أسئلتي الآن ؟؟
أخذت نفـَس من أنفها المحمِر ثم مسحت عيناها بمنديل ورقي ثم قالت وعيناها تنظر نحو الأمام :
بلى تفضل
اخذ المحقق دانيال يقلـّب في محتويات الورق التي أمامه ثم قال :
متى آخر مرة كنتي على اتصال بعمك ؟ @rwayate
أجابت بعد ثوان : أمس
صُدم المحقق ثم قال : ماذا ؟؟ , متى ؟
- لا اعلم ... تقريبا الساعة الرابعة عصرا
نظر المحقق دانيال الى مساعدته الآنسة كليرا ثم نظر مجددا إلى الآنسة سارة و قال :
و بماذا أخبرك ؟
قالت بهدوء :
قال بلهجة متوترة بأنه يحبني جدا , و انه يحـّضر لي مفاجأة سوف اعلمها بنفسي قريبا
سمع منها ثم قال بتردد : حسنا , السيد روبيرت قد ....
سكت لثواني , فأخرج من درج مكتبه الخطاب الذي وجده في مسح الجريمة , أعطاها أيا و قال :
تفضلي
تناولته سارة بحذر شديد ثم قالت في نفس حالتها : ما هذا ؟؟
أشار المحقق بيده و قال : تفضلي
فتحت سارة الخطاب و بدأت تقرأ ما سطـّر روبيرت حتى صرخت و قالت بلهجة تهديد :
لا أريد شيء , أريد اعرف من قتل @rwayate أبي , من الذي قتله ؟؟؟
فأجابها المحقق بتأني : لا تقلقي يا آنستي , لن يفلت الجاني بفعلته ...
ثم أضاف بعدما هدأت : هل هناك شخص معين - برأيك - قد يكون مشترك في مقتل عمك ؟؟
ظلت تفكر سارة قليلا و قالت : لا , أنا لا اعرف جميع أصدقاء أبي
- حسنا , متى كانت زيارتكِ الأخيرة لبيت عمك ؟
ظلت تفكر بحيرة : لا أتذكر بالتحديد , تقريبا ثلاث اشهر
نظر الى المجلدات التي أمامه و استرق جملة ثم قال لها بهدوء :
أنتي على علاقة بصديقك فريد , أليس كذلك ؟
- بلى
حرك يديه و قال : و هل سوف تتزوجا ؟؟
بقت سارحة قليلا ثم قالت ببطء :
انه مميز , و أنا أحبه و نحن نقضي معظم أوقاتنا كننا زوجان , و هو أيضا يحبني و لكنه فقير
- حسنا , لماذا لم تتزوجا بعد ؟؟ @rwayate
فقالت بتلقائية : لأنه فقير
ظهر على وجه المحقق علامة اليأس : لا بأس , من فضلك يا آنسة لديك غرفة محجوزة في فور سيزون اوتيل تستطيع ان تقيمي هناك حتى نسمح لك بالعودة الى ديارك
- أريد ان أرى أبي , من فضلك
فقال لها بتردد : لا أظن أنها فكرة مناسبة لكِ
- لماذا ؟
- انه الآن في المشرحة و ....
سرت في جسدها القشعريرة عندما سمعت لفظ المشرحة فصرخت و قالت : ماذا ؟؟
ثم أضافت بسرعة و بصراخ عالٍ : ماذا تفعلون بأبي ؟
فحاول أن يهدئها : من فضلك سوف اسمح لك برؤيته قريبا قبل الدفن
بكت سارة بكاءً شديداً فحاولت الآنسة @rwayate كليرا مرافقتها حتى خرجت من مكتب التحقيقات ..
لقد أصاب محققنا الجنون , فلم يعد يدري من هو القاتل الحقيقي و ما مصلحة سارة بينهم , الجميع يتصنع الحزن الشديد على الفقيد و الجميع يتمنى ان يكون حيّاً الآن لم يعد المحقق دانيال قادر على الاحتمال و هو يرى غريمه أمامه يتحكم في أعصابه و لم يعد النائب العام يطيق صبرا على استغلال الوقت دون فائدة ...
لذلك قرر المحقق زيارة مسرح الجريمة مرة أخرى و يحاول دراسة ظاهرة القتل او الانتحار ..

يتبع
#في_مسرح_الجريمة_بقلم_محمود_غسان

الجزء الرابع : انتحار و تحليل آخر
@rwayate
بدأ المحقق يراقب مسرح الجريمة عن كثب , فقالت له الآنسة كليرا :
لقد حطمت المرآة بسبب شجار , أليس كذلك ؟
بينما الآنسة كليرا تنتظر الرد بـ نعم و لكن المحقق يقترب من المرآة أكثر فأكثر حتى قال :
لا , لم تتحطم اثر شجار
فقالت الآنسة كليرا مستغربة : لماذا ؟
التفت إليها و اقترب منها و قال : أن روبيرت باندريك قد انتحر ..
- ماذا تقول ؟
- لست متأكد من هذا , و لكن المرآة محطمة و بدون أثار دماء او خدوش على الضحية , و هناك رصاصة لا نعرف أين هي , و بصمات المجني عليه على الهاتف , و الآلة الكاتبة و المسدس , هذا يكفي بأنه قد انتحر ..
فقالت الآنسة كليرا مسرعة : او قاتل محترف
قال المحقق : المجني عليه قرر الانتحار لأسباب غير معلومة , فكتب خطاب يفيد بأنه أحـُيل كل ثروته إلى ابنه أخيه براد , فأخرج مسدسه من الدرج ثم وقف أمام المرآة و كأنه يحدث نفسه فأطلق رصاصة نحو المرآة فكسرها - لتجربة المسدس مثلا - ثم امسك المسدس بيده بقوة و صوبه @rwayate نحو قلبه و أطلق الرصاصة فأردته قتيلا.
صرخت فجأة و قالت : حسنا , لماذا لم يذكر بأنه سوف ينتحر في الرسالة ؟؟
ضحك المحقق دانيال و قال : يريد ان يضعنا في حيرة
فجأة قالت : و حتى إذا كان قــُتل , كان من المفترض ان يجبره ان يكتب بأنها حادثة انتحار
ضحك المحقق و أشار بإصبعه و قال :
العكس تمام , اذا كان القاتل اجبره ان يكتب في خطابه بأن هذا حادثة انتحار , سيعرف جيدا بأن الشرطة سوف تدقق و تحقق أكثر , لكن في هذه الطريقة جعلها مبهمة
ثم أضاف : أما الرجل الغريب فلم يرتكب الجريمة , أني أبرئه دون أن اعرفه
جلست الآنسة كليرا في حالة من التعب و قالت :
و ماذا سوف تفعل الآن , سوف تسُجل بأنها حادثة انتحار و أنت غير مقتنع بهذا
نظر إليها بيأس دون أن يجيبها . .
@rwayate
رن جرس الهاتف فأستيقظ المحقق دانيال و بصوت خافتا قال : مرحبا
فسمع صوت الآنسة كليرا تقول له : هل أنت نائما , هيا بنا , الساعة قاربت على ...
فقاطعها مسرعا : حسنا .. حسنا أنا قادم ..
ارتدي ملابسه و ذهب إلى المحامي فرانسوا و طلب منه الخطاب الذي كتبه المجني عليه ..
و سأله عن حال سارة , قال بأن حالتها أصبحت مزرية و لا يعرف طريقة للتعامل معها ..
فسأله : هل حصلت على ممتلكتها ام ليس بعد ؟
ضحك المحامي و قال : بالطبع لا , لم يتم دفن المتوفى بعد حتى تنتهي الحكومة من تسليم تلك الكيانات الضخمة لفتاة لم تتجاوز الخمس و العشرون من عمرها , كما أني سوف اقترح على سارة بأن تسلّمها الى رجل ناضج يستطيع إدارتها
- هل تقصد أنها سوف تتزوج ؟؟ @rwayate
- بلى ذلك الشاب فريد التي تحبه
فسرعان ما أصابه قشعريرة تسري في جسده فقال و كأنه يحدث نفسه : فريد !
فتركه و غادر المكتب و هو يقول : سوف أرد لك الخطاب غدا
فأشار المحامي إليه و قال : لك هذا