#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء الثاني
للكاتبة روز سعد الدين

هي و عم تبكي جوات الحمام سمعت صوت حدا دق عليها الباب و سألا

جهاد : انتي منيحة ؟
استغربت سنا بس سمعت صوت شاب جوا حمام البنات

سنا : انت ليش فايت هون ، شو بدك ؟ هاد حمام بنات

جهاد : بعتذر انو عم ازعجك ، بس انتي فتي الحمام الغلط
هاد حمام الرجال !

سنا : شو !

جهاد : متل ما عم قلك

سنا : يا ربي شو هالمصيبة ، كان ناقصني لأنو
هلأ بشوفوني الشباب طالعة من حمام الرجال و بتصير سيرتي علكة بلسانن و بقضوها مسخرة
عليي من هون لاتخرج

جهاد : بس مو كأنك عم تبالغي شوي !

سنا : هلأ انت شايفني عم بالغ ؟ مانك شايف حالتي ! ووين قاعدة هلأ ؟

جهاد : طيب روقي شوي ، عطيني ثانية

فتح جهاد باب الحمام و اتأكد انو محدا واقف برا و رجع دق الباب على سنا و خبرها تطلع

جهاد : اي اسرعي ما في حدا

فتحت سنا الباب ، كان واضح على ملامح وشا انو بكيانة ، المسكرا كانت سايحة تحت عيونها
بقي جهاد صافن فيها لثواني ، انتبهت عليه سنا بس ما عطتو انتباه و طلعت
لما جهاد حس على حالو انو البنت طلعت و هوي واقف عم يتطلع عليها متل المسطول
لحقا فوراً

جهاد : لحظة ما قلتيلي اسمك

سنا : ……

جهاد : شبك صفنتي عم اسألك عن اسمك

سنا : سنا

جهاد :اسمك حلو كتير و انا اسمي جهاد

سنا : تشرفنا

برمت سنا و همت بالمغادرة بس استوقفا صوت جهاد يلي رجع ناداها من جديد

جهاد : لحظة ، بعرف عم تقولي بينك و بين حالك مين هالشاب يلي دبقني
بس في شغلة

سنا : اي

جهاد : وشك واضحة عليه اثار البكا

سنا : لا ما تقولا ! يا الله ، تاخرت على محاضرتي

جهاد : اذا ما عندك مانع فيني ساعدك

سنا : اي

طالع جهاد من جيبتو منديل صغير و اقترب من وش سنا و صار يمسحلا تحت عيونا

جهاد : هيك صار شكلك مقبول

سنا : هههههه غليظ

جهاد : بتمنى ارجع شوفك مرة تانية

سنا : هلا ما عندي وقت بفضل نتركا للصدفة

جهاد : على راحتك

مشيت سنا هي و مستغربة من حالا كيف ضحكت قبل شوي من موقف بسيط
مع انو صارلا شهور طويلة ما ضحكت حتى انو كانت رح تنسى كيف شكل ضحكتها
هالموضوع ما شغل تفكيرا كتير لانو كان في شي تاني تفكر فيه و عم يدور براسها
خلص دوامها كالمعتاد و رجعت على البيت
ما كانت من البنات اللي عندن اصدقاء و بتروح تضيع وقتا معن
من بيتا لجامعتا و من جامعتا لبيتا

وصلت سنا بيتا و أول ما فتحتلا الخادمة الباب سألتا عن لينا

كاتي : مدام لينا عم تشرب قهوة بالحديقة

سنا : لحالا ؟

كاتي : اي

اخدت سنا نفس عميق ، و توجهت للحديقة ، وقفت قدام لينا بثبات
فتحت شنتايتا و طالت منها ورقة …

سنا : خدي

لينا : شو هاي ؟

سنا : اقرأيها

فتحت لينا الورقة و قرأت : رحلة إلى قصر ماتيلدا المشيد
هزت راسا بعدم استيعاب !

سنا : قنعي بابا يبعتني عليها

لينا : أول شغلة انتي بتعرفي قديش ابوكي بخاف عليكي و مستحيل يتركك تروحي على
هيك اماكن لوحدك لمدة أسبوعين و تاني شغلة انا ليش لاخدمك هالخدمة ؟

سنا : اولا ما رح كون لحالي ، في كتير طلاب من الجامعة سجلو بهاي الرحلة و رح بكون معنا
مرشدين سياحين و متطوعين كشافة
تانيا بتستفيدي انو تخلصي من شوفتي اسبوعين كاملين
تخيلي انتي و بابا و ولادك لوحدكن مدة اسبوعين بدون ما نكد عليكن بمشاكلي و قصصي

لينا : مجرد التفكير بالموضوع حسنلي نفسيتي

سنا : معناها ابذلي جهدك مع ابي ليسمحلي روح ، لتقدري تعيشي الحياة الزوجية المثالية اللي
طول عمرك بتحلمي فيها !!

لينا : الليلة بس يرجع بحكي معو

لينا كانت بحاجة لاستراحة قصيرة من سنا و مشاكلها حتى تقدر تسترجع حيويتها و نشاطها
اللي خسرتن اخر فترة بسببها أو هيك كان عم يتهيألا

انسحبت سنا على غرفتها بهدوء ، اخدت حمام ساخن لتسترخي و تسطحت على تختا لتاخد قيلولة
اول ما غمضت عيونا شافت الشباب يلي اتمسخرو عليها بالجامعة

سنا : طلعو من راسي ما بدي فكر فيكن

نفضت راسا من هالافكار و قامت قعدت على مكتبا ، تناولت كتاب ملون من على الرف
و صارت تقلب بين صفحاتو و تبتسم لوقت اخدتا ذكرياتا لزمن بعييد …

سنا : ماما اقرأيلي قصة البنت اللي عايشة بقصر

مريم : بس يا ماما قرأتلك اياها مرتين اليوم !

سنا : بس انا بحبا للاميرة ام شعر برتقالي و بحب اتفرج على صور قصرا الكبير

مريم : هههههه ام شعر برتقالي لكن

سنا : ماما مشان الله ،اقرأيها مرة تانية

مريم : طيب طيب ، الله يعيني عليكي

سنا : بوعدك بس اكبر و اتعلم القراءة ما رح عزبك و رح صير اقرأها لحالي

انتشلا من شرودا صوت باب غرفتا اللي ندق
سكرت الكتاب ، رجعتو لمكانو و قامت فتحت الباب

سنا : بابا

جمال : اي كيفها بنتي الحلوة

سنا : الحمدلله

جمال : من شوي خبرتني لينا انو حابة تروحي تغيري جو برحلة منظمتا جامعتك

سنا : اي بابا كتير حابة شارك فيها

جمال : انا اكيد ما عندي مانع بس بخاف عليكي لوحدك
لهيك شو رأيك نروح كلنا سوا رحلة ، هيك بتغيري جو و انا بضل
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء الثالث
للكاتبة روز سعد الدين

شوي شوي انطفت الاضوية بكل الخيم باستثناء خيمة واحدة كان عم ينبعث منها ضوء خافت
و حركة خفيفة ، بعد مرور دقائق معدودة انطفى الضو و انفتح باب الخيمة بهدوء
طلعت منو سنا هي و حاملة على ضهرا شنتاية صغيرة ، اتاكدت انو الكل نايم ، شعلت ضو يدوي
صغير و مشيت بين الاشجار لوقت اللي اصطدمت بشخص

سنا : مين في هون

وجهت الضو قداما لتشوف مين

…… : نزلي الضو من عيوني

سنا : انت مين ؟! …… وسااام !

وسام : شو عم تعملي هون يا اميرة ؟

سنا : ما دخلك ، بعد هيك عن طريقي

وسام : انتي مجنونة شي؟ وين رايحة بهالعتمة ولوحدك؟

سنا : ما دخلك !

وسام : رجعي لخيمتك احسن ما بلغ قائد مجموعتك عنك ، الطلعة بالليل لوحدك بهيك
مكان اسما ولدنة ، و فيها مسؤولية كبيرة اذا بصيرلك شي

سنا : بالله ! لكن انت ليش طالع لوحدك بهالليل ؟

وسام : ولي هبلة ما تقارني حالك فيني ، انا زرت هالمكان شي عشر مرات من قبل و بعدين ماني لوحدي ، جهاد معي بس نسي جوالو و رجع يجيبو

سنا : ولوين رايحين انت و جهاد بهالليل

وسام : طالعين نسهر على قمة الجبل و نتفرج على المكان من فوق ، انتي لوين كنتي ناوية تروحي؟

سنا : كنت حابة زور القصر

وسام : كنتي نطري للصبح و روحي مع البقية

سنا : لا ما بدي روح بالنهار ، لانو قرأت عن القصر انو بيتزين بأضوية و شموع بالليل
و بتحاوطو الارواح بالليل و بتكون قريبة من البشر حتى انو احيانا بيتجسدو على شكل حيوانات
او بشر متلنا و بيحكو معنا و بيوصلولنا رسائلن العالقة ……

كانت سنا عم تحكي و مندمجة بالحديث اما وسام كان صافن فيها ببلاهة و فجأة
اطلق ضحكة ساخرة هزت اركان المكان

وسام : لك عم تحكي من عقلك انتي؟ هدول الخرافات ما بصدقن طفل عمرو خمس سنين
اما انتي الصبية الواعية الجامعية مامنة فيهن ؟! !

حست سنا بالاحراج من سخريتو عليها و ندمت لانو شاركت افكارها مع شخص تافه و سطحي
متل وسام ، لانو ابدا ما رح يقدر يفهم اهمية هالخرافات بالنسبة الها ، فقررت تضل ساكتة
و تحتفظ بافكارها لنفسها ،و تذكرو انو مو الكل بشاركونا نفس الاهتمامات لهيك يا اما بنعثر
على الشخص المناسب لنحكيلو شو بدور براسنا او منبقى محتفظين فيه لانفسنا ، و تأكدو
انو قد ما كان الشي اللي بدور براسكن تافه او بدون قيمة رح تلاقو على الاقل شخص واحد
يهتم فيه و يشاركن الحديث عنو بس انتو اعثرو على هاد الشخص المناسب ……

تطلعت سنا بوسام نظرات غاضبة ، بعدها دفشتو و كملت طريقها

وسام : استني شوي لا تروحي ، قلتلك هالمكان خطر !

سنا : سواء خطر او امن اعتقد هالشي ما بيعنيك ! متل ما قلت انا صبية واعية و بعرف دبر راسي
لو واجهت مشكلة و اكيد ما رح استناك تخلصني لهيك ريح حالك و روح مطرح ما بدك و انسى انك شفتني هون

وسام : يا الله لشو كل هالعناد ، اسمعي الكلمة و ارجعي لخيمتك والا برجعك بالقوة

سنا : و ليش خايف عليي كل هالقد ؟!

وسام : ليش مين انتي بالنسبة الي لخاف عليكي ! بس كل القصة انو الموضوع فيه مسؤولية

بقيو واقفين سنا و وسام عم يتخانقو لاكتر من عشر دقائق ، حتى اجا عليهن جهاد و تدخل بالموضوع

جهاد : سنا انتي شو عم تعملي هون ؟

وسام : دخيلك حكي معا و فهما لهالغبية ، بدا تروح على القصر هلا و لوحدا

سنا : انت الغبي مو انا ، بعدين ما خصكن فيني بروح لوين ما بدي

جهاد : سنا روقي شوي ، وسام معو حق الروحة لهنيك هلا و لوحدك خطرة كتير
الافضل تاجليها لبكرا و تروحي بالنهار مع مجموعتك

وسام : قلتلك هالحكي ولو سمعتا بشو ردت ! قال رايحة تحكي مع الارواح اللي بتطلع الا بالليل
بشرفك هالحكي بفوت عقل بني ادمين

حست سنا بالاحراج للمرة التانية و حاولت تتمالك اعصابا لما تبكي قدامن ، باختصار هاي هي سنا
بنت ضعيفة لدرجة انا بتلجأ للبكى بكل موقف بتتعرضلو و ما بتقدر تدافع فيه عن حالا …

اما جهاد فورا تذكر حديثا معو عن القصر و روايات اما و فهم المغزى من زيارتا للقصر بهالوقت
اقترب منها بهدوء و شاف دمعتا واقفة بمحجر عينا
حط ايدو على خدا و رفعلا وشا

جهاد : كتير حابة تروحي لهنيك ؟

هزتلو براسا لمعنى ايه

جهاد : لكن انا بروح معك ، ما بدي شوف دموع بعيونك بعد اليوم

كان وسام واقف و عم يتطلع فيهن ببلاهة مو مستوعب تصرف رفيقو و اهتمامو المبالغ فيه
لهالبنت تحديدا مع انو الجواب واضح ، اما سنا لو كان عندا جناحات لكانت طارت بهاللحظة من شدة فرحتا……

و من هون منستنتج انو الشخص اللي بحبك ما بيمنعك تعمل الشغلات اللي انت متمسك فيها
بحجة خوفو عليك بالعكس بقلك اعمل و انا بضهرك بسندك اذا تعثرت

جهاد : شو وسام مانك جاي معنا ؟

وسام : و تسلق القمة ؟

جهاد : منأجلها لبكرا ، اذا مو حابب تجي فيك تروح لوحدك او ترجع على خيمتك

وسام : خلص بجي معكن امري لله

ابتسمت سنا و وزعت عليهن اضوية صغيرة ، شعلوها و مشو تلاتتن سوا باتجاه الظلام
كان شعور الخوف عم يراود سنا كل شوي بس كانت تست
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء الرابع
للكاتبة روز سعد الدين

وقف وسام على الشباك و تناول سنا من ايديها و نزلا لتحت اول ما خطت رجليها على الارض
نفذت حكين بالحرف بلشت تركض بدون ما تطلع وراها
ركضت و ركضت كتير لحتى بعدت عن القصر !
كانت عتمة كتير و مانها شايفة مطرح ما بتدعس لوقت اللي حست الارض ابتلعتا لجوا
و صرخت بصووووت عالي

سنا : ااااااااااااه

ظلام حالك عم يحاوط المكان من كل الجهات ، عيون صغيرة عم تحاول تتفتح بس ما عم تقدر ، شعر اسود متناثر على وش ملائكي بريء ، شوي شوي بلشت سنا تستعيد وعيا ، بلشت تسمع الاصوات المحيطة فيها و تشعر بحركة الشجر و الحشرات من حواليها ، حاولت تحرك رجليها و ايديها بس خانتا قوتا و ما قدرت ، ما كانت بتعرف قديش صرلا نايمة على هالحالة بدون حراك ، موجوعة كتير و مو قادرة حتى تميز المكان اللي هي في ……

دقائق معدودة و سمعت صوت أشخاص بينادو باسما

…… : سناااا يا سنا ويييينك !

…… : سنا اذا عم تسمعينا احكي

بصعوبة لقدرت تميز الأصوات ، كان مصدر الصوت بعيد عنا ، حاولت تصرخ ليسمعوها بس ما قدرت ،حتى احبالها الصوتية خانتها بهاللحظة ، تجمعت الدموع بعيونها و صارت تبكي على الساكت

سنا : اناا هوون
ليش ما عم تسمعوني !

كان صوتها بالكاد اشبه بانو يكون همس

سنا : يا ربي انا وين و ليش هيك حالتي ؟ شو صار معي ؟

اخر شي بتتذكرو انها كانت عم تركض هربانة من عمال القصر حتى ما يلقطوها و فجأة حست برجليها هوت للأسفل مرة وحدة و بعدها فقدت وعيها

سنا : انا خايفة كتير لوحدي ، تعو انقذوني ! انا هووووون ليش ما عم تسمعو

الأصوات اللي كانت عم تنادي باسما بلش صوتا يختفي تدريجياً ، و كأنو عم يبعدو عن المنطقة بعد ما فقدو الأمل بالعثور عليها ، اما سنا فكان خوفا عم يزيد اكتر و اكتر ، و كأنو العالم كلو تآمر عليها بأشد لحظاتها ضعفاً ليتركها تواجه مصيرها لوحدهاا …

كانت سنا منهكة كتير و التعب مغشيها ، بعد ما فقدت الامل بانو حدا يلاقيها استسلمت لمصيرها و غمضت عيونها ، شافت نور أبيض ماشي باتجاها من شدة وهجو ما قدرت تميز ملامحو ، كان عم يقترب منها ببطئ شديد لوقت اللي صار حدا …

سنا : امي هاي انتي امي

ابتسمت سنا و لمعت عيونها ببريق سعادة ، مدت سنا ايدا لتمسك باما بس ما قدرت ، لانو صار مكان ما بتمسك اما منو يتلاشى متل الوهم

سنا : ليش هيك عم يصير

مريم : لانو انا و انتي يا بنتي بعالمين مختلفين ، فينا نشعر بوجود بعض بس ما فينا نلمس بعض

سنا : بترجاكي خديني لعندك ، انا هاد العالم كلو ما بدي اياه

مريم : بس يصير الوقت رح تجي لعندي و نبقى سوا لاخر الحياة ، بس انتي هلا لازم تعيشي بعالمك و تكفي حياتك متل كل الناس العايشين معك

سنا : بس انا ما بحب حدا من هدول الناس يا امي ، حتى ابي بطلت حبو ، من وقت اللي تسبب بموتك مشاعري تجاهو اختلفت

مريم : ما حدا تسبب بموتي يا بنتي الحلوة ، حتى ابوكي و صديقتي انا سامحتن ، ليش انتي لتبقي حاقدة عليهن !

سنا : لانو حرموني منك

مريم : ما حدا بيحرمني من بنتي و الدليل انو عم شوفك على طول و احرسك من بعيد

سنا : بس مانك عايشة معي

مريم : قلتلك لانو صرت بعالم مختلف ! و انتي و ابوكي و كل الناس رح تجو لعالمي و تزوروني بس يصير الوقت

سنا : طيب انا خايفة كتير هون ! موجوعة و بردانة و تعبانة ، خديني لعندك !

مدت سنا ايدها لتمسك باما بس هالمرة قدرت تلمس ايدا

سنا : انا عم المسك ! صرنا بعالم واحد !

كانت سنا عم تضحك و مو مصدقة اللي بصير معها ، قدرت توقف على حيلا و تلحق اما ، كانت ماسكتلا بايدا و عم تمشي وراها لوقت اللي سمعت صوت عم يناديلا

وسام : ليكاااا هون ! سنااا هووون ! تعو بسرعة

شوي شوي بلش طيف اما يتلاشى و يختفي

سنا : ليش عم تتركيني وين عم تروحي ؟

مريم : ما صار الوقت

تجمعو كل الطلاب حوالين الحفرة اللي كانت واقعة فيها سنا ، كان الفجر بزغ و الضوء بلش يتسلل لجواتها ، بسرعة ربطو حبل بالشجرة و نزلو وسام لعندا ، كانت الحفرة كتير عميقة طولها بيتجاوز الاربع أمتار ، بلشت سنا تفتح عيونها بصعوبة وقت اللي شافت وسام جنبا ، تطلعت فيه بغضب

سنا : ليه جيت ؟!

وسام : سنا انتي عم تسمعيني ؟ واعية شو عم بصير حواليكي ؟

سنا : بسببك امي راحت

…… : شو عم يصير معك يا وسام ؟

وسام : عم تلهوس بكلام مو مفهوم ، و الهيئة انو منصابة ، رجليها و ايديها مجرحين و عم ينزفو لازم تتصلو بالاسعاف فوراً ، ما فيني طالعا محمولة بخاف اذيها او يكون شي بجسما مكسور

…… : طيب رح ارجع على المعسكر خبر البقية انو لقيناها و نتصل بالاسعاف

سنا : انا وين هلأ

وسام : انتي بامان يا اميرتي المدللة ، ما تخافي !
قضيتي ليلتك وحيدة هون ؟ بهالعتمة و البرد !

سنا : كانت امي هون

وسام : خلص ما تحكي شي ارتاحي ، انتي عم تهلوسي لانو حرارتك مرتفعة

سنا : كانت قاعدة مكانك

وسام : شو صار معكن يا شباااب ؟

…… : خبرو الاسعاف هوي بالطريق

وسام : قلتولن ع
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء السابع
للكاتبة روز سعد الدين

داخل واحدة من قاعات الكلية الفاضية ، كان جهاد قاعد لوحدو بوقت فراغو و عم يقلب بجوالو بعيد عن الطلاب و التجمعات

سنا : انا من النهار عم دورك عليك و انت هون ؟ !

جهاد : سنا ! شو بدك ؟

سنا : هلأ هيك صار ينحكى معي؟ من مبارح بالليل عم دقلك و ابعتلك رسائل و انت ما عم تعبرني

جهاد : اي شفتن بس كنت تعبان ما قدرت رد عليكي

سنا : و ما بدك تسألني ليش كنت عم دقلك مبارح

جهاد : ليش دقيتيلي

سنا : مبارح وسام اخدني على بيتو و عرفني على امو و …

جهاد : و شو

سنا : خبرني انو ما عم يتسلى معي كعلاقة عابرة و هيك بالعكس شايفني زوجة لالو بالمستقبل

جهاد : هههههههه

سنا : ليش عم تضحك

جهاد : انو وسام و الزواج ؟! انا اسف سنا بس الموضوع فعلا بضحك

سنا : ليش يعني مو شايفني بنت بتصلح للزواج ؟

جهاد : بالعكس يا سنا ، انتي بنت ماشالله عنك بس فهمتيني غلط ، رفيقي وسام اللي انا بعرفو ما بفكر بالزواج ، لسا جامعتو مو مخلصا ! بعدين وسام مو خرج يحمل مسؤوليات ، كل البنات اللي ارتبط فيهن من قبلك ما قعد معن اكتر من شهرين و اول ما يحس البنت عم تفكر بالاستقرار او تلمحلو بالزواج فورا بشمع الخيط و بيهرب

سنا : بس انا ما لمحتلو على شي ، هو من حالو حكى و قلي بشوف فيكي زوجة لالي ، و قلي انو بس يتخرج ناوي يخطبني رسميا يعني مو هلا

جهاد : انا اسف سنا ما بقدر شجعك على هيك خطوة ، هاد رفيقي من زمان و حافظو بصم

تضايقت سنا من حكي جهاد بس ما اقتنعت فيه و راحت لعند وسام و خبرتو بحكي جهاد كلو مو من باب انو تخرب العلاقة بين الاصدقاء بس ما في حدا تاني غير هدول التنين تحكيلن عن الافكار اللي بتدور براسا ، و طبعا وسام عصب كتير من حكي رفيقو اللي من المفروض انو يدافع عنو بغيابو مو يهاجمو

سنا : يا الله انا شو عملت ! كان لازم خبرو لوسام يعني ! ما اغباني

راح وسام لعند جهاد و تهجم عليه بنص الكلية و كان رح يضربو

وسام : انت كيف بتقول للبنت اللي بحبا انو عم اضحك عليها ؟

جهاد : ليك وسام انا ما قلتلا انك عم تضحك عليها ولا لعبتلا بعقلا

وسام : يا عيب الشوم بس! بدل ما تكون رفيقي و بضهري عم تحكي عليي من وراي !

جهاد : متل مو انت رفيقي البنت كمان رفيقتي !
و لمن طلبت رأيي بالموضوع قلتلا اياه بكل حيادية بس ما نصحتا تتركك ولا حرضتا عليك

اجتمعو كل الطلاب على الأصوات و الصراخ اللي صارو ، اما سنا من اول ما شافت التجمع حزرت لحالا شو صاير ، اخترقت الحشود و فاتت بين الرفيقين لحتى توقفن

سنا : مشان الله وقفو !

وسام : سنا بعدي من هون

سنا : ما رح بعد لتتركو بعضكن

جهاد : اسمعي الكلمة و روحي من هون

رفضت سنا تروح و بقيت واقفة بيناتن ظناً منها انها رح تقدر تفض الخلاف ، بس من كلمة لكلمة رجع نشحن الجو بيناتن و رجعو يتضاربو متناسيين سنا الواقفة بيناتن

وسام : قول هالحكي لحالك عم تسترجل من وراي !

جهاد : حفاظ ادبك انا ارجل منك بوجودك و بعدمو

ضرب وسام جهاد بوكس و التاني حاولو يردو بس اجت الضربة بسنا ، اللي وقعت على الارض من اثر قوة الضربة

جهاد : سنا سنا انا بعتذر ما قصدت

وسام : لك شو عملت يا حمار
سنا ! حبيبتي انتي منيحة؟

بقيت سنا حاطة ايديها على تما اللي كان عم ينزف ، من صدمتا ما نطقت بحرف بواحد

جهاد : ما قصدتا بترجاكي سامحيني !

وسام : مشي نروح ع الدكتور

حافظت سنا على هدوئا ، اخدت غراضا و نسحبت من الموقع بدون ما تحاكيهن

وسام : شفت حالك شو عملت ؟!!

جهاد : ما قصدتااا كانت الضربة لالك بس هي طلعت بوشي

وسام : بعد اليوم انسى انو انا رفيقك علاقتنا انتهت !

جهاد : اي بكوون احسسسن !

راح كل واحد فيهن من طريق اما سنا رجعت على بيتا ، و اول ما فاتت تفاجئت لينا بشكلا

لينا : سناا ! مين عامل فيكي هيك ؟

سنا : محدا وقعت بالكلية

لينا : كيف وقعتي ؟ و محدا اسعفك ولا شافك دكتور ؟

سنا : لينا مو حابة احكي معك بهالموضوع تركيني بحالي

فاتت سنا على الحمام و غسلت وشا ، تفقدت الجرح على المراي كان كبير و واضح ، حاولت تلمسو بايدا بس توجعت كتير ، طلعت من الحمام و راحت على غرفتا و هنيك لحقتا لينا بعدة الاسعاف

لينا : خليني عقملك الجرح حتى ما يتجرثم

سنا : لا بلاها ! عم انوجع لمن المسو ! هلا بصير بيحرقني

لينا : بتخليني عقمو او بتصل على ابوكي بخبرو لحتى ياخدك على المشفى ؟

سنا : اوووف طيب !

قعدت لينا مقابيلا و باهتمام مصطنع كانت عم تداويها و تعقملا الجرح

لينا : ما خبرتيني كيف صار هيك ؟

سنا : وقعت على الدرج و طرقت بحفة الدرابزين

لينا : ما بعرف ليش حاسستا ضربة ؟

سنا : ضربة ! ههه ضربة شو مين بيضربني بالجامعة ؟

لينا : ليكون هاد الشاب رفيقك عم يعنفك ؟

سنا : شو هالمسخرة

لينا : اذا عم يعملك شي احكيلي و انا بوقفو عند حدو

سنا : لا انتي خيالك عم يشطح لبعيد ، عم قول اذا خلصتي بدي ارتاح شوي

لينا : بدي حاكيكي بموضوع

سنا :
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء الثامن
للكاتبة روز سعد الدين

رجال و نساء لابسين اسود واقفين عم يأدو واجب العزاء مع اهل الفقيد بالمقبرة ، لينا و سنا واقفين عم يستقبلو التعازي من الناس وسط بكاءن و حزنن الواضح للناس كلا

…… : البقية بحياتكن

لينا : بحياتك الباقية

دموع سنا ما هديت ابدا ، كانت واقفة على رجليها يوم الجنازة بالزور

لينا : تماسكي شوي يا سنا

سنا : ما عم بقدر هادا بابا اللي توفى

لينا : نحن خسرنا الرجال الوحيد اللي كان عم يحمينا و يسندنا بهالحياة

سنا : راح سندي الغالي

كتير عالم حضرت تشييع جثمان والد سنا ، كان واضح للكل انو المرحوم كان شخص محبوب من قبل الناس ، عثمان و وسام كانو من اوائل المشاركين في الجنازة و الدفن ، بقيو طول الوقت بحد لينا و سنا و ما تركوهن ابدا ، اما جهاد فما كان عندو علم بكل هالتطورات اللي صارت بحياة سنا ! و كيف رح يعرف اذا سنا كانت ما عم تترك وسيلة لتتخبى منو و ما تشوفو بعد اخر موقف صار بيناتن …

بعد ما خلصو مراسم الدفن

وسام : الناس كلا بلشت تروح ، و انتو كمان لازم ترجعو على البيت ترتاحو

لينا : يلا حبيبتي سنا

سنا : بدي ابقى حد بابا

لينا : صدقيني رح تزعليه اكتر ازا رح بتضلي تبكي

عثمان : ارجعي هلأ على البيت لحتى تريحي جسمك و بوعدك بكرا انا بجيبك لعندو

لينا : يلا سنا

بصعوبة لاقتنعت سنا بكلامن و رجعت معن على البيت ، اول ما فاتت الصالون شافت الصوفاية اللي كان يحب يقعد عليها و رجعت دخلت بنوبة بكاء جديدة

لينا : عثمان خلينا نعطيها دوا المهدئ اللي وصفو الدكتور

عثمان : ليكو

عطوها من ادويتا لحتى هديت شوي و نقلوها على غرفتها لحتى تنام ، بعد ما اتطمنو انها نامت و فضي البيت من الاصدقاء و المقربين اللي بقيو معهن …

قعدت لينا على الصوفا بالصالون و تنهدت بارتياح

لينا : و اخيراً خلص هاليوم ، كان متعب كتير

رمت لينا كندرتها على الارض و شلحت الكفوف و الطاقية السود

عثمان : تشربي معي قهوة

لينا : لا شربت كتير اليوم ، على بالي شي فرش اكتر

عثمان : عصير اورنج ؟

لينا : تمام

عثمان : رح اتصل بالمحامي بين ما جهزن

نص ساعة و كان المحامي عندن بالبيت

المحامي : انا كنت ناوي اجي لعندكن بعد ما تخلص ايام العزا ، لحتى نحل موضوع الوصية

عثمان : نحن فكرنا بانو ما في داعي ناجل الموضوع اكتر

لينا : هلا ما بقيلنا حدا متل ما بتعرف ، ولازم ندبر امورنا و امور الشغل ، و سواء هلا او بعدين لازم نتحرك و ما نترك رزقنا سايب

المحامي : اكيد معك حق مدام لينا
المرحوم قبل ما يتوفى كان كاتب وصية و موزع فيها املاكو على ولادو

عثمان : ولادو بس ؟

المحامي : للمدام لينا تركلا بيت الجبل و المزرعة اللي حدو بالاضافة لرصيد بنكي

فتحت لينا عيونا بغضب واضح

لينا : بس هيك ! انت اكيد

المحامي : اي يا مدام و فيكي تقرأي الوصية

عثمان : طيب و لولادا زين و جود ؟

المحامي : زين و جود تنيناتن الهن ربع الشركة و مستودعين و النادي و حساباتن البنكية

لينا : اي !!

المحامي : و ما تبقى من تلت ارباع الشركة و هاد البيت و حسابو البنكي الشخصي لبنتو سنا

عثمان : بس هادا ظلم لولادو ؟ تقريبا اكتر من نص ورتتو لبنتو و ولادو ع الهامش!

المحامي : انا لمن سالتو اذا متاكد من هالتقسيم اكدلي انو هيك رح يكون ضميرو مرتاح ، لانو ظلم بنتو بحياتها كتير و حب يعوضها

لينا : يعني ينصف بنتو و يظلم ولادي ؟!

المحامي : مدام لينا يا ريت ما تنسي انو اغلب املاك المرحوم كانت لزوجتو مريم اللي ورتتن من اهلا و هوي اكيد راعى هالشي لمن قسم الورتة

ابتلعت لينا ريقها بخوف و امتعضت ملامح وشو لعثمان ، اما المحامي استاذن و انصرف

لينا : شو رح نعمل هلا ! الشركة و الفيلا طلعو لسنا

عثمان : ما توقعت يكون عامل هيك بالوصية !

لينا : الله لا يرحمو ! بدو اياني اتشنطط انا و ولادي! الورت اللي تركو لالنا رح بكفينا مصروف يومي و بس! اما سنا رح تلعب بالمصاري لعب ! انت صار لازم تتزوجا من كل بد

عثمان : اكيد ما رح نترك كل هالمصاري لهالمريضة عقليا

لينا : وسام لازم ينفذ اللي قلتلو عليه ! و بعدها انت بتستغل الفرصة لتفوت ع الخط

هيي و عم تحكي فاتت لعندا سنا و عيونا منفخة

لينا : سنا ! انتي من ايمتى هون

سنا : صحيت من شوي و نزلت ! حاسة حالي رح اختنق !

لينا : اي ، جوعانة ؟ عطشانة ؟

سنا : لا ، قولي للشوفير يحضر السيارة بدي اطلع

عثمان : لوين رايحة بهالليل لوحدك ؟ انا بوصلك مطرح ما بدك !

سنا : معلش حابة اطلع لوحدي

لينا : طيب خلص رح اتركك على راحتك بس حاكيني كل شوي لا تشغليلي بالي

طلعت سنا من البيت ، اما لينا فورا اتصلت بوسام

لينا : قالتلي طالعة و ع الاغلب رح تجي لعندك
شو من وين بدك تدبرها ! اتصرف
الليلة يعني الليلة !
ما بتاخد ولا قرش مني
ناطرة الاخبار منك

عثمان : شو قلك ؟

لينا : رح يدبر حالو

كان توقع لينا بمطرحو ، سنا راحت على بيتو لوسام ، كانت رح
قصة اليوم: #قصر_ماتيلدا_المشيد
............
قراءة ممتعة🦋💙"
#ⴅÂÐЄĦÂ
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء الأول
للكاتبة روز سعد الدين

كانت كالغريق الذي أمسك بقشة فتعلق بها ، لا تجيد العوم أو السباحة ، تائهة في وسط محيط
لا تعرف الاتجاهات ، تارةً تلتفت إلى اليمين و تارةً إلى الشمال ، تتخبط حتى في نفسها
لا تعرف سوى القليل ولم تطمح لتعلم المزيد ، تفضل العزلة و مشاهدة الطبيعة على انفراد ،
هي لم تكن يوماً كذلك ، لكن ما مرت به و قاسته من تجارب مريرة أوصلها إلى هنا حتى باتت شمعة ذابلة يوشك ضوئها على الاختفاء ……

زين : يا سنا شو عم تعملي ، قليلي ؟

سنا : حبيبي روح لعند الماما و تركني اعرف اشتغل

زين : ما بدي روح لحتى تلعبيني معك على اللاب توب

اقترب زين من اختو و صار يضايقها و يضغط على أزرار اللابتوب بعشوائية هوي و عم يضحك
عصبت سنا من تصرفو و مسكتلو ايديه بعنف وصارت تصرخ عليه

سنا : خلصنا بقى يا زين ، انت صاير كتير عم تزعجني ، روح من وشي ! ما بدي شوووفك !!!

خاف الطفل من لهجتها القاسية بالحكي معو ، دمعو عيونو و طلع من
الغرفة عم يركض و يبكي ، لحتى اصطدم بامو

لينا : شبك زين ليش عم تبكي

زين : سنا صرخت عليي و بهدلتني ، انا ما بحبا ، قالها الطفل وسط بكائو

لينا : انا ما حذرتك مليون مرة و قلتلك لا بقى تفوت لعندا على الغرفة

زين : ما عم ترضى تلعبني معا و بتصرخ بوشي على طول
ماما انا بخاف منا !

لينا : خلص حبيبي لا تخاف و حاجتك بكي ، انا بحكي مع ابوك حتى يوقفا عند حدا
صارت عم تتمادى كتير اخر فترة
كاتي يا كاتي

كاتي : نعم مدام

لينا : خدي زين على غرفتو ، و غسليلو وشو

كاتي : حاضر مدام

اخدت كاتي الطفل و لينا فاتت على غرفة سنا بدون ما تدق الباب

سنا : شو ما تعلمتي في بيت اهلك تدقي الباب و تستأذني قبل ما تفوتي

لينا : مو شغلك شو تعلمت في بيت اهلي !
ليش ضربتي زين و صرختي عليه ؟

سنا : لان مالو مؤدب و بيزعجني انا و عم اشتغل

لينا : ازا بعد مرة بتطاولي على ابني ما تلومي الا حالك ! ايدك بدي اكسرا ازا بتمديها عليه
و ازا امك ما عرفت تربيكي انا بربيكي !

سنا : مو وحدة متلك بتعلي صوتها عليي و بتربيني ! كنتي ربي حالك بالأول يا خطافة الرجال
يا مجرمة ، وحدة قاتلة !

لينا : ايمتى رح تفهمي انو امك ماتت لانو خلص عمرا ! انا ما خصني

سنا : لو ما خنتيها يا رفيقة عمرا و صاحبتي زوجا من وراها ما كانت نجلطت و ماتت

لينا : شو بعمل ازا كانت امك غبية و ما عرفت تحافظ على زوجا و بيتا

سنا : لا تجيبي سيرة امي على لسانك ، بعدين هاد ابدا ما بيعطيكي الحق تخونيها و تخربي بيتا

لينا : انا ما عاد اتحمل وجودك بالبيت ابدااا ، الليلة ابوكي لازم يلاقيلنا حل

دفشت لينا الباب و طلعت لبرا هي و معصبة
اما سنا قعدت على تختا مهمومة و عم تحاكي حالا

سنا : الله يلعنك و يلعن الساعة اللي فتي فيها على حياتنا قلبتيها لجهنم
بأنانيتك و وساختك !

خلوني عرفكن على سنا ، طالبة جامعية عمرا 22 سنة بتدرس ادارة أعمال بالجامعة
بالسنة التانية ، أكيد عم تتسائلو ليش لساتا بالسنة التانية ؟ لأنو اللي بعمرا مفروض يكونو متخرجين
باختصار لانو مرت بظروف صعبة دمرتا نفسيا و صحيا ، اضطرت على اثرا تتعالج لمدة تلت سنين
عند دكتور نفسي ، و من جديد لرجعت تمارس حياتا (الطبيعية) بس رجعت بجروح و تشوهات نفسية
عميقة ، صح هي مو ظاهرة للناس ، بس ما ممكن تنشفى منها ابدا ……
عايشة ببيت أبوها مع مرتو و ابنن زين

بالمسا رجع أبوها من شغلو و سمعت صوت مرتو عم تشكيلو عنها و هوي كان عم يحاول يهديها
أصواتن كانت واصلة لجوات غرفتا ، بعد شوي ندق الباب

سنا : تفضل

جمال :فيني ادخل ؟

هزتلو براسا ايمائاً منها لتإذنلو بالدخول

جمال : افتكرتك نايمة لانو ما تعشيتي معنا

سنا : لا ما نمت لسا بكير على موعد نومي

جمال : كيف حالك

تطلعت فيه بعتب و اكتفت بالصمت
اما جمال فحاول يتقرب منها شوي ، جلس حدا على طرف السرير و حاول يفتح مواضيع مختلفة
لتندمج معو بالحديث

جمال : الطقس اليوم كان لطيف و بكرا كمان رح يكون متل اليوم ، عم فكر اخدكن رحلة

سنا : اي انبسطو

جمال : يعني ما رح تجي معنا

سنا : عندي دراسة كتير ما بقدر

جمال : بابا ليش عم تبقي منعزلة لوحدك بهالغرفة طول اليوم ، ليش ما بدك تشاركينا تفاصيل
حياتنا ، و تكوني جزء من هالعيلة !

سنا : انا ابداً ما رح كون جزء من هالعيلة لا هلأ ولا بعدين

جمال : يا بابا عم تضايقيني بحكيك هاد

سنا : بعتذر منك على وقاحتي بالحكي ، بس انتو كنتو السبب بموت امي و ما رح سامحكن ابدا
لا انت ولا مرتك هالخاينة

جمال : يا بابا يمكن انتي ما كنتي مدركة طبيعة علاقتنا انا و امك ، صح كنا متزوجين بوقتا بس على الورق مش اكتر ، كنا بقيانين تحت سقف واحد مشانك لحتى نربيكي سوا ، بس كنا منفصلين عن بعضنا بنومنا و طلعاتنا و حياتنا و كل تفاصيلنا حتى اكلنا ……
كنت بحاجة لمرا بحياتي تشاركني همومي افراحي و احزاني تكون رفيقتي و حبيبتي و شغلات تانية كتير بس ا
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء الخامس
للكاتبة روز سعد الدين

وقف وسام و مسكلا ايديها التنتين و لزقا بالحيط ، و الكل عم يتطلع عليهن متفاجئ بتصرفن

وسام : شو بك اه ؟ شو صايرلك ؟

سنا : فلت ايديي يا حقير

وسام : حقير !!

سنا : اللي بيعمل عملتك بكون اكتر من حقير

وسام : خرسي!

فجأة شهقو الحاضرين ، الكل متفاجئ من الشي يلي صار ، وسام ايدو على خدو و عم يتطلع فيها مصدوم بتصرفها

…… : ضربتو كف ! شفتو ؟

…… : الله اعلم شو عاملها

وسط ذهول جميع الحاضرين ، انسحبت سنا و طلعت لبرا تاركة وراها وسام مصدوم ، ركضت لحتى تبعد عن الطلاب اللي كانو عم يلاحقوها بنظراتن ، وصلت للحديقة الخلفية ما كان فيها كتير طلاب اخدت زاوية لوحدا و قعدت فيها ، سوحت بالفراغ بدون ما تحس على حالا كانت عم تسترجع الاحداث اللي مرت فيهن بهالكم يوم قديش غيرولا حياتا …

فجأة نمدت ايد من وراها و طبطبت على ضهرا

جهاد : توقعت لاقيكي هون

سنا : دريت باللي صار ؟

جهاد : تأكدي انو يلي عمل هالشي بدو يدفع التمن ، انا بنفسي حكيت مع رئيس اتحاد مجلس الطلبة و اكدلي انو رح يتم التحقيق بالموضوع ، و الفاعل رح ينال عقابو

سنا : ما رح استفيد شي ازا اتعاقب الفاعل ، خلص انا نفضحت ، كل الطلاب عم يأشرو عليي باصابعن صرت مسخرة

رجعت غطت وشا بايديها و بلشت بكي ، جهاد ما تحمل المنظر و راح فوراً لعند وسام و مسكو من ياقة قميصو

وسام : جهاد شو صرلك

جهاد : تسليت ؟! نبسطت ؟! عملت من البنت مسخرة ؟ ارضيت نفسيتك المريضة !

وسام : ما رح رد عليك انت و معصب
تركلي قميصي حتى ما نتزاعل

جهاد : ليش عملت هالفصل الناقص

وسام : شوف من شوي سنا بهدلتني و ضربتني قدام الطلاب و بقيت ساكت ، بس ما بقى اتحمل اهانات اكتر من هيك ، انا ما خصني بصور سنا اللي انتشرت

جهاد : لكن مين خصو ؟

وسام : هدول ادم و جاد ، بس اسمعني للاخر قبل ما تعصب

جهاد : احكي

وسام : وقت تغالظنا على سنا ، انا و اياها ما كنا اصدقاء ولا كنت بعرفا منيح للبنت ، و بوقتا ادم و جاد صوروها و قالو بدن ينشرو الصور و انا ما اهتميت كتير للقصة و نسيتا ، و ما خبروني قبل ما يعملو هالعملة والا كنت منعتن ، بعدين والله انا متلك من شوي لدريت بالقصة بعد ما بهدلتني سنا

جهاد : ما عم تكزب ؟

وسام : بحلفلك بشرفي ما عم اكزب ، بعدين وينا سنا ؟
دورت عليها حتى فهما القصة بعد ما عرفت بس ما لقيتا

جهاد : بالحديقة الخلفية عم تبكي

وسام : خلينا نروح لعندا

راحو تنيناتن لعند سنا اللي كانت بعدا جالسة بمطرحا و سرحانة ، وقف جهاد لبعيد و وسام راح لعندا وطى على ركبو قبالا و حط ايديه فوق ايديها

وسام : لساتك معصبة مني ؟

سنا : ……

وسام : سنا تطلعي فيي ! و حياتك عندي ما عملت هالشي

سنا : لكن مين عملا ؟ رفقاتك بامر منك؟

وسام : اي رفقاتي عملوها بس انا ما كان عندي علم بهالشي ، ولو مخبريني كنت بهدلتن و منعتن

سنا : و انا المفروض انو صدقك ؟

وسام : عم احلفلك انو ما خصني

سنا : بس انت هاد طبعك و هاي شخصيتك على طول بتسخر من الناس لتحظى بالتسلية ليش لحتى ما تكون عاملها هالمرة ؟!

وسام : لانو مستحيل اذي البنت اللي انا معجب فيها

سنا : ……

وسام : سنا بعرف هالحكي سابق لاوانو بس انتي بتعجبيني و كتير ، شخصيتك مميزة و فريدة من نوعا اول مرة بحياتي بقابل بنت متلك ، حساسة و خجولة و رقيقة ، عندا معتقداتا الخاصة اللي بتامن فيهن و بتعمل المستحيل لتوصلن ، والله انا ندمان كتير انو اذيتك و خليتك تاخدي عني فكرة سيئة …

كانت سنا عم تصغي لحديثو باهتمام واضح ، و بقرارة نفسا كانت مبسوطة انو مشاعرا ما طلعت من طرف واحد و انما متبادلة ، لكنها اكتفت بابتسامة صغيرة تعبر عن رضاها …

بس في شخص كان عم يراقب بصمت ، عقد حواجبا ، و ضم ايديه لصدرو دلالة على عدم رضاه ، بس ما كان طالع بايدو شي يعملو غير انو يتمنالن التوفيق ، بالنهاية تنيناتن اصدقائو …

جهاد : انا رايح عندي محاضرة

سنا : لحظة جهاد !

جهاد : بشوفك بكرا

وسام : سنا

سنا : اي

وسام : لساتك زعلانة مني؟

سنا : انت عم تقول ما خصك و انا قررت صدقك

وسام : بوعدك الا امسح فيهن الارض ، و رح خليهن يجو لعندك يعتذرو

سنا : كل اللي بهمني انو الطلاب تنسى هالصور و ما تضل تحكي بسيرتا كتير

وسام : اللي بوجهلك حرف واحد بدي اقطعلو لسانو
حاج عابسة و حزينة ، ما بحب شوفك هيك

سنا : ماني بمزاج يسمحلي انو اضحك

وسام : انتي ولا مرة كنتي بمزاج يسمحلك تضحكي ! اصلا لهلا ما بعرف كيف شكل ضحكتك

سنا : وساااام ، قالتها بدلع

وسام : ينعن عمرو وسام خلص سكتت

بنهاية الدوام رجعت سنا على بيتا مبسوطة ، عم تعايش مشاعر جديدة للمرة الاولى …

سنا : بابا ! شو راجع على البيت بكير

جمال : اي اشتقت لبنتي الحلوة

سنا : انااا بدي فوت غير تيابي

فاتت سنا على غرفتا لتتهرب من ابوها

جمال : لساتا عم تتهرب مني

لينا : لا تضغط عليها ، لساتا ما تعودت تظهر مشاعرا تجاهك

جمال : بس ع
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء السادس
للكاتبة روز سعد الدين

نهار تاني يوم ، فاقو الكل بكير و كل حدا راح يشوف شغلو ، جمال على شركتو ، سنا على جامعتا ، و الاطفال على حضانتن ، اما لينا فكان عندا مخطط لازم تنفذو باسرع وقت ممكن

ببيت ارضي واسع ، حديقتو كبيرة و مطلة على الشارع
كانت لينا واقفة قدام باب البيت ، ناطرة الاذن من صحابو لتفوت

…… : تفضلي يا بنتي

لينا : وسام موجود !

…… : وسااام يا امي في وحدة هون عم تسأل عنك

ثواني و كان وسام طالع على الباب

وسام : مدام لينا ! قالها باستغراب
تفضلي فوتي لجوا

لينا : ممكن اخد من وقتك عشر دقايق نحكي فيهن على انفراد

وسام : اكيد ، بتحبي نقعد برا ؟

لينا : يا ريت

اخدا وسام على حديقة بيتو ، قعدو سوا و نطرا لتبلش تحكي

لينا : اكيد مستغرب من زيارتي و عم تتسائل عن السبب

وسام : اي

لينا : بصراحة سنا خبرتني بكل شي ، خبرتني عن علاقتكن و انو في بيناتكن اعجاب متبادل ممكن يتطور لقصة حب لطيفة

وسام : اي لسا علاقتنا باولا

لينا : بس هالعلاقة ما رح تستمر !

وسام : عفواً

لينا : ابوها لسنا مستحيل يقبل بهيك شي
نعم انت شاب جامعي وسيم و طموح بس هالشي ما بكفي

وسام : ليش عم تحكي معي هيك !

لينا : لانو مستحيل نقبل بشاب مو من بيئتنا يطلع و يفوت مع بنتنا

وسام : اعتقد هاد شي منقررو انا و سنا مو حضرتك ، ما بدي كون وقح معك بس انا تأخرت و لازم اطلع على جامعتي

حست لينا بإنو خطتا رح تفشل و كان لازم تدارك الموقف بسرعة

لينا : خمسين الف دولار مقابل انك تتركها

وسام : شو !

لينا : عم بعرض عليك مصاري لتترك هالبنت ! حتى لو رافقتا و طلعت و فتت معا ما رح تحصل منا هيك مبلغ

وسام : بس انا ممكن اتزوجا و تصير كل ثروتا الي !

لينا : بلشنا نتفاهم
اذا عم تفكر تتقرب من هالبنت لتتزوجا اتاكد انو انا واقفتلك بالمرصاد ، مو بس انا حتى ابوها فيني اقلبو عليك و حرضو ليعاديك ! و سنا بلا مصريات ابوها ما بتسوى قشرة بصل

وسام : عم تحكي و انتي واثقة من حالك ! بس بالنهاية هاي بنتو الوحيدة و ما رح تهون عليه

لينا : صدقني بيطلع بايدي اكتر من هيك ! بزمناتي سرقتو من عيلتو و موتت مرتو و قعدت محلا و اذا بدي حطك براسي بلفقلك حيالا شي لتبعد عن طريقي ، لهيك خليك عاقل ولا تجربني

وسام : ……

لينا : قبال بعرضي و طلاع بمصلحة منيحة بدون ما تنضر

وسام : و المطلوب !

لينا : خود المبلغ و فوقو زيادة كمان بس نفذ حكيي بالحرف
و هلأ عن اذنك صار فيك تطلع على جامعتك

بالجامعة كانت سنا قاعدة بالكافتيريا مع جهاد عم تحكي معو و تطلعو على اخر تطورات علاقتا

جهاد : المهم تكوني رضيتي

سنا : ما فيني اكرهو بعد كل هالشي اللي عملو مشاني ، بيهتم بادق تفاصيلي و ما بيترك فرصة ليعبرلي فيها عن اعجابو فيني

جهاد : مبسوط لانك مرتاحة معو

سنا : لو بعرف الحب حلو هيك كنت من زمان جربتو

جهاد : حب ! كنت بظن انو اللي بينكن اعجاب

سنا : رح قلك على سر ، يمكن وسام معجب فيي بس انا بكنلو بقلبي اكتر من اعجاب

جهاد : ايمتى بلش هالشي ؟

سنا : الحب ما بدو وقت ليتطور ، اوقات لحظات صادقة بتخلق احساس الحب جواتك

جهاد : كمان صرتي عم تعطي دروس بالحب

سنا : هههههه خلص لا تتمسخر ، اذا بتعيدا ما بقى احكيلك شي

جهاد : شو حلوة ضحكتك !

هني و عم يحكو فات لعندن وسام ، كان واضح عليه انو مشوش و بال مشغول ، سلم على جهاد بالايد اما سنا باسا من خدا و قعد جنبا

وسام : اي شو عم تعملو

جهاد : عم نتساير ، خبرتني سنا باللي عملتلا اياه الليلة

تطلعت فيه سنا بخجل و تبسمت

وسام : شو ما عملتلا قليل بحقا

انتشل وسام غطاية علبة مشروب طاقة عن الطاولة و قدما لسنا على شكل خاتم

وسام : انا لو فيي الماس بجيب ما بعمرو بيغلا ع الحبيب

سنا : ههههههه وسام عم تخجلني

جهاد : ما بدي اقطع عليكن رومانسيتكن بس صار لازم نفوت على محاضراتنا يا شباب

وسام : حبيبي انت فوت ، انا بدي اخدا لسنا مشوار

جهاد : اي متل ما بدكن ، انا بالاذن

تركن جهاد قاعدين لوحدن و راح ، ما حب يتطفل عليهن

سنا : ليش هيك قلت قدامو ، بلكي اتضايق!

وسام : جهاد ما بيتضايق منا ، بعدين حابب اقعد معك على انفراد والا ما بيطلعلي !

سنا : بيطلعلك

وسام : قومي نروح مشوار بالسيارة

بمكان تاني بعيد كلياً عن الجامعة و اجوائها ، داخل مكتب صغير وسط عمارة ، كانت لينا قاعدة مع اخوها عم تحكيلو شو صار معها

عثمان : طلعت حياتها العاطفية مليانة بالغراميات !

لينا : صدقني ما كانت هيك ! انا استغربت متلك طلعت متخابة بتيابا هالسنا

عثمان : يعني طارت من ايدينا

لينا : محدا احق مني و منك بهالثروة ، عملت اللي عملتو بزمناتي و تحملت صورة العشيقة الرخيصة قدام المجتمع لاحصل على العز و المال و الجاه ، و ما رح اسمح لهالبنت المعقدة نفسياً انو تجيب رجال غريب يشاركني املاكي

عثمان : بس لو البنت فعلا بتحبو نحن ما رح يطلع بايدينا شي ، بالنهاية ا
#قصر_ماتيلدا_المشيد
الجزء التاسع
للكاتبة روز سعد الدين

داخل غرفة واسعة بفيلا سنا ، كانت قاعدة قبال المراي عم تسرح شعرا ، بعيونا في نظرة حزن واضحة وحيدة و ما بقيلا حدا بهالدنيا ، عم تحاول تعوض خسارتا الكبيرة بوهم زائف ما بتعرف لوين ممكن انو يوصلا …

ندق الباب بهدوء

سنا : فوتي

لينا : لساتك ما جهزتي ؟!

سنا : مبلا انا هيك جاهزة

لينا : ليش ما استخدمتي شوية مكياج ليكي وشك كيف تعبان

سنا : اكيد ما عم تتوقعي مني البس و اتزين و انبسط و نحنا بهيك وضع ! لا تنسي السبب يلي خلاني اتزوج بهالوقت و بهالطريقة

لينا : حبيبتي انا ما قصدت ضايقك ، بس ما بدي تنسي انك عروس و لازم تبهجي شوي حتى تعجبيه لعريسك

سنا : ما عم فكر بهالشغلات و مو قدرانة فكر فيها

لينا : طيب متل ما بدك ، بكرا بس نتجاوز هالمحنة رح نعمل حفلة عرس كبيرة يحكو الكل فيها و نعزم الكل عليها و عثمان رح يعوضك عن كلشي سيء شفتيه !

تطلعت فيها سنا ببرود و طلعت لبرا ، شافت عثمان واقف ناطرها ، كان متأنق كتير على غير عادتو ، اول ما شافا بانت ابتسامتو العريضة و اقترب منها

عثمان : طالعة حلوة اليوم

سنا : شكراً ما في داعي تجاملني

عثمان : ما عم جاملك انتي حلوة كتير

مدلا عثمان ايدو لينزلو سوا من على الدرج ، بس سنا بقيت واقفة عم تطلع فيه ببرود

عثمان : المأذون عم يستنانا

سنا : معلش بنزل لحالي

تركتو سنا واقف و نزلت لوحدا ، الامر اللي خلا عثمان يغضب كتير ، تطلع باختو لينا و الشرر عم يتصاعد من عيونو ، و هي بدورا اشارتلو ليحافظ على هدوءو حتى يمضى هاليوم على خير

عثمان : لنشوف شو اخرتاا

نزل عثمان وراها و لحقا للصالون مطرح ما كان المأذون ناطرن برفقة مجموعة قليلة من الأصدقاء و المقربين

اول ما قعدو تنيناتن على طاولة المأذون باشر باجراءات الزواج قدام الحضور ، سألن اذا موافقين على هاد الزواج عثمان باشر بالقبول اما سنا ترددت شوي لكن قبلت بالاخر ، وقعو الشهود و تم الزواج

المأذون : وفق الصلاحيات الموكلة الي اعلنكما زوج و زوجة

كان اعلان الزواج بارد كتير ، محدا من العرسان صفق او بانت ابتسامتو ، حاولت لينا تلطف الجو شوي و توزع ابتسامات للحضور لكن الناس كانت عارفة انو ظرف استثنائي لزواجن خصوصا انو اجا بعد ايام من ما توفى والدها لسنا ، فاكيد في سبب وراه ، باركتلن الناس بهدوء و انصرفو على بيوتن …

لينا : الف مبروك لالكن ، بعرف انكن ضحيتو بهاد الزواج و قبلتو فيه بهالظرف كرمال مصلحة العيلة و الشركة و ما بعرف كيف فيني ردلكن هالشي العظيم اللي عم تعملوه كرمالنا

سنا : عم اعمل هيك ليبقى ورث ابي و اسمو محافظ على مكانتو حتى بعد وفاتو

لينا : اخي شخص طيب كتير و انا اكيدة انو رح يسعدك بس تتعودي عليه رح تعرفي قديش كنتي محظوظة بهالزواج

استاذنت سنا و انصرفت على غرفتا بس عثمان لحقا و حاوطا بايديه التنتين ، و همسلا بادنا

عثمان : مبروك عروستي

احست سنا باحساس غريب ما قدرت تفسرو ، بس اقنعت نفسا انو هاد قدرا و مع الوقت رح يصير بيناتن عشرة و تعود عليه ، فاتت على غرفتا و هوي فات وراها

سنا : عفواً ! بدي غير تيابي و نام

عثمان : غيريهن قدامي ما انا زوجك

سنا : ……

عثمان : شو ما بتعرفي تغيريهن لوحدك ؟ ساعدك !

قال جملتو وسط ابتسامة صفراء كست ملامح وشو

سنا : لا اناا ، توترت سنا و ما عرفت شو بدها تقول

سنا : عثمان ليك ، نحنا لازم نتفق على شوية امور
انا نفسيا مو جاهزة للشي اللي ببالك
عطيني وقت اتعود عليك و انسى وجعي

عثمان : طيب ما رح اضغط عليكي ، انا طالع لبرا

غادر الغرفة و توجه لغرفة اختو لينا اللي تبسمت اول ما شافتو

لينا : شو طردتك عروستنا ؟

عثمان : بلا مسخرتك هلا

لينا : عم امزح معك ، بتعرف انو ما زوجتك بنت زوجي لهالسبب ! قدامك مهمة خلصا حتى نتخلص من هالبنت و هما

عثمان : لكن بكرا حاكي المحامي و جهزي وراق الوكالة

بغرفة نوما لسنا كانت قاعدة متسطحة على تختا و عم تحاول تنام بس ما عم تقدر ، لوقت اللي رن جوالا و كان المتصل جهاد

سنا : الو
ليش هيك صوتك
هلا ؟ طيب لاقيني بحديقة بيتنا مو قدرانة اطلع

سكرت سنا الخط معو و توقعت انو عرف بقصة زواجا من الاخبار ، نزلت لتحت تنطر جيتو و فعلا طلع توقعها بمكانو ، كان معصب منا كتير و زعلان لانو ما خبرتو !

جهاد : انتي كيف بتعملي هيك ! انا شو بحياتك ؟

سنا : جهاد بترجاك انت ما عم تحاول تتفهم ظرفي

جهاد : مو انا صديقك ! لكن ليش ما بعرف اخبارك ؟ بسمعها اما من النت او من الناس ! شو هالصحبة هاي ؟!

سنا : ظرفي كان استثنائي هالمرة

جهاد : توفى ابوكي، و تركتي وسام و كنتي رح تنتحري و هلا تزوجتي و كل هدول بظرف اسبوعين و ما عرفت عنن غير بالصدفة

سنا : ……

جهاد : ليش تزوجتي؟

سنا : كنت مضطرة لاقي كتف استند عليه ! يحمل عني مسؤولياتي و يساعدني بالشغل و يوقف حدي ! و ما لقيت غيرو

جهاد : ما لقيتي غيرو؟!!

سنا : وسام بطيخ اللي كنت معلقة امالي عليه خ