#قطرات_أم_قذائف
عاد منهكا ينقل خطواته بتثاقل . .
استقبلته ابنته الصغيرة التي كعادتها تنتظر عودته من العمل مساء كل يوم . . رمقته بعينها من بعيد ركضت باقدامها العارية نحوه . . .
احتضنته بشدة . . عيناه كانت تنظر لمشهدين في آن واحد . . !
الأول . . المعتاد كان ينظر بعينه الباطنية تعب ومشقة العمل يتساقط من أعلى رأسه إلى اخمص قدمه
لحضة معانقة طفلته . . .
والمشهد الآخر . . كان ينظر إلى السماء الملبدة بالغيوم الركامية في حيرة تامة . . .
وما أن أنزل ابنته من حجره
حتى نزلت اول قذيفة . . على جبهته . . وثاني قطرة على خده
دخل للبيت مسرعا وجد زوجته وسط قرقعة أواني الطبخ
ظنها تجهز له الطعام . . . !
سرعان ما تكاثرت قطرات المطر التي كان يشبهها بالقذائف التي وقعت عليه عندما كان جنديا وقطعت إحدى أطرافه بسببها
وكان ينظر للساتر وتأكد انه لايقوى على مقارعة هذه القذائف المشؤمة . . !
الساتر أو سقف المنزل مكون من صفائح معدنية وأعمدة حديدية
تهيأت زوجته ونشرت كل أواني المطبخ في المنزل تحت كل ثقب . . ولكن
الأواني قليلة والثقوب كثيرة . . !
معركة غير متكافئة . . !
عندها لام نفسه
على يوم بلل اصبعه فيه بشيء من الحبر
ومن شدة غضبه . . أوشك أن يقطعه
28_10_2015

ربيع الربيعي - النجف.