قويٌّ هَشّ 🌱🍃
(٢٦)
كان أحمد يبكي رغما عنه، هو أحب ياسمين من كل قلبه، ولكنه لا يذكر كيف صار ينسى أمرها، ويتجاهل وجودها. لا يذكر كيف بدأ بالابتعاد حتى صار الفراغ بينهما بحجم المجرّة. لا يذكر غير أنه وجد فسحةً تنقله من جحيم المعاناة إلى رغد العيش. صحيح، هو لم يفكر بقلبها يوما، ولا أعطى قيمة لمرضها. لقد ظلم ياسمين وظلم يزن معها، "ثمّ ماذا يا الله! لقد أخطأت أجل! أنا ظالم صحيح! ولكنك عاقبتني بما فيه الكفاية! أريييد أن أعيش كما يعيش أصحاب الجااااه! قضيت عمري وأنا أركض خلف لقمة العيش.. ألا تكفي طفولتي المليئة بالمآسي؟!
وأنت يا ياسمييين ما الذي تريدينه؟؟ سيعود يزن إلى كنفي مجددا، وسأوضح له كل شيء. سيعيش ملكا معززا مكرما عندما تتم هذه الصفقة! لن ألجأ إلى هذه الصفقات بعد اليوم، ولكنني محتاج للمال..
سأُغرق الفقراء بالأموال لأعوض عن ذنبييي، لكنني لن أترك هذه الفرصة!
تبا للشرطة وتبّا للعصابة وتبّا للمخدراااات! كل همي أن أحيا مرتاحا أهذا كثيييير؟؟؟
يا ربي، أنا ابتعدت عنك ولكنك مسامح كريم، وأنا أريد حياة ممتعة، مريحة، كما أحب أنا، وليذهب هذا الواعظ وتهديده إلى الجحييييم!"
كان أحمد يصدح بهذه الكلمات في السيارة بأعلى صوته، لقد اتخذ قراره؛ لن يتخلى عن الصفقة أبدا، ولن يسمح لأي كان بأن يعيقه. أسند رأسه إلى المِقود، وأخذ يفكر بطريقة يبعد فيها ذاك المجهول "المتطفل" عن طريقه.
هو نسي أو تناسى أن الحياة لا تحلو بلا مرارة الكد والسعي، و أن لقمة العيش أطيب إن مزجت بالرضا والقناعة. نسي أن كثرة المال لا تجلب إلا تزايد الهموم فكيف بالمال الحرام! كان يطمع بكرم الله وقبوله للتوبة، ناسيا أن الإصرار على الذنب سيبعده أكثر عن طريق الحق!
...
جاد: صباح الخير أخيي. لدي أخبار لك!
يزن: صباح الأنواار. أسمِعني ..
جاد: لدى أبي نقص في عمال المستودع. يعني أولئك الذين يفرّغون البضاعة ويحمّلونها، ويوضّبونها، بالإضافة إلى الإحصاء.. هكذا أمور يعني.
يزن: يعني قبل أن أعمل أم لا؟؟
جاد: هو يريد من هم أهل للثقة مثل حضرتك ولكن..
يزن: ولكن ماذا؟
جاد: في الحقيقة أنا خائف عليك!
يزن: هاااا ولماذا تخاف؟
جاد: في هذا النوع من الأعمال جهد مضاعف، وانت.. أعني أخشى أن تتأذَّى من ذلك.. أقصدُ..
يزن: تخشى على قلبي ها.
جاد: أجل! أعني قد تجد شيئا يحتاج مجهودا أقل!
يزن: صحيح، كالاتجار بالمخدرات. ما رأيك لو أساعد أبي في صفقته؟ ما رأيك أن أنضم لإحدى هذه العصابات وأريح بالي؛ أضرب الناس قليلا وأجني كثيرا!!
جاد: اهدأ يا أخييي لم أقصد كل هذاا!
#قويٌّ_هَشّ 💜
(٢٦)
كان أحمد يبكي رغما عنه، هو أحب ياسمين من كل قلبه، ولكنه لا يذكر كيف صار ينسى أمرها، ويتجاهل وجودها. لا يذكر كيف بدأ بالابتعاد حتى صار الفراغ بينهما بحجم المجرّة. لا يذكر غير أنه وجد فسحةً تنقله من جحيم المعاناة إلى رغد العيش. صحيح، هو لم يفكر بقلبها يوما، ولا أعطى قيمة لمرضها. لقد ظلم ياسمين وظلم يزن معها، "ثمّ ماذا يا الله! لقد أخطأت أجل! أنا ظالم صحيح! ولكنك عاقبتني بما فيه الكفاية! أريييد أن أعيش كما يعيش أصحاب الجااااه! قضيت عمري وأنا أركض خلف لقمة العيش.. ألا تكفي طفولتي المليئة بالمآسي؟!
وأنت يا ياسمييين ما الذي تريدينه؟؟ سيعود يزن إلى كنفي مجددا، وسأوضح له كل شيء. سيعيش ملكا معززا مكرما عندما تتم هذه الصفقة! لن ألجأ إلى هذه الصفقات بعد اليوم، ولكنني محتاج للمال..
سأُغرق الفقراء بالأموال لأعوض عن ذنبييي، لكنني لن أترك هذه الفرصة!
تبا للشرطة وتبّا للعصابة وتبّا للمخدراااات! كل همي أن أحيا مرتاحا أهذا كثيييير؟؟؟
يا ربي، أنا ابتعدت عنك ولكنك مسامح كريم، وأنا أريد حياة ممتعة، مريحة، كما أحب أنا، وليذهب هذا الواعظ وتهديده إلى الجحييييم!"
كان أحمد يصدح بهذه الكلمات في السيارة بأعلى صوته، لقد اتخذ قراره؛ لن يتخلى عن الصفقة أبدا، ولن يسمح لأي كان بأن يعيقه. أسند رأسه إلى المِقود، وأخذ يفكر بطريقة يبعد فيها ذاك المجهول "المتطفل" عن طريقه.
هو نسي أو تناسى أن الحياة لا تحلو بلا مرارة الكد والسعي، و أن لقمة العيش أطيب إن مزجت بالرضا والقناعة. نسي أن كثرة المال لا تجلب إلا تزايد الهموم فكيف بالمال الحرام! كان يطمع بكرم الله وقبوله للتوبة، ناسيا أن الإصرار على الذنب سيبعده أكثر عن طريق الحق!
...
جاد: صباح الخير أخيي. لدي أخبار لك!
يزن: صباح الأنواار. أسمِعني ..
جاد: لدى أبي نقص في عمال المستودع. يعني أولئك الذين يفرّغون البضاعة ويحمّلونها، ويوضّبونها، بالإضافة إلى الإحصاء.. هكذا أمور يعني.
يزن: يعني قبل أن أعمل أم لا؟؟
جاد: هو يريد من هم أهل للثقة مثل حضرتك ولكن..
يزن: ولكن ماذا؟
جاد: في الحقيقة أنا خائف عليك!
يزن: هاااا ولماذا تخاف؟
جاد: في هذا النوع من الأعمال جهد مضاعف، وانت.. أعني أخشى أن تتأذَّى من ذلك.. أقصدُ..
يزن: تخشى على قلبي ها.
جاد: أجل! أعني قد تجد شيئا يحتاج مجهودا أقل!
يزن: صحيح، كالاتجار بالمخدرات. ما رأيك لو أساعد أبي في صفقته؟ ما رأيك أن أنضم لإحدى هذه العصابات وأريح بالي؛ أضرب الناس قليلا وأجني كثيرا!!
جاد: اهدأ يا أخييي لم أقصد كل هذاا!
#قويٌّ_هَشّ 💜