Forwarded From
#طفولة_من_نوع_آخر


هكذا وُضِعت معروضة تُرى من خلف ألواح الزجاج بجمالها ومنظرها الجذاب
ينظر إليها فيسيل لعابه،
كل يوم يمر ويحدق نحوها، يطيل النظر إليها عله يحظى بها لكنها صعبة المنال أصبحت همه وحلمه ...
وبزفرات التحسر تباً للبقال يمنعني حتى من الوقوف أمام حانوته إذ لا أملّ النظر إليها..تباً له..
لا بد أن أحصل عليها وبأي وسيلة..أجل..
ذات يومٍ استغل انشغال البقال بزبائنه وتسلل جزافاً نحو هدفه وبخفة بين
تلك الدواليب والبضائع المتراكمة دفع نفسه حبواً وبعد جهد وتعب ومشقة استطاع الوصول إليها أو كاد مد يده ببطء وهي ترتجف رآها وكأنها تبتسم في وجهه يكتم أنفاسه وأغمض عينيه.. وما إن أمسك بها ..فجأة بطشت به يد البقال فارتاع وانتفض قلبه، _انتزعه بثيابه الرثة صارخاً في وجهه ماذا تفعل أيها اللص ؟
وبشهقات كاد أن يتوقف بها قلبه وارتجف بها بدنه باكياً لا أفعل شيئاً لا لم أسرق لم أسرق..
رماه خارج بقالته كما يرمي هرة آذته منذ زمن صارخاً في وجهه ومعنفاً عليه..أيها الحقير أتسرق؟ سحقاً لك،
هي في الركن المقابل من دكانه وطفلها الرضيع بحضنها
سمعت صراخ ابنها الآخر فطار قلبها وفزع فؤادها هرعت نحوه تصرخ ماذا جرى ماذا فعل ابني؟!
_ إسألي ابنك هذا اللص كاد أن يسرقنا علبة الحلوى لولا أني أدركته في اللحظات الأخيرة،
وهؤلاء الزبائن سليهم أين كان!
_ يسبق دمعها كلماتها لا.. إبني لا يفعلها...
_أومؤوا برؤوسهم على استحياء
أي أجل.....
_ والآن ماذا تريدون أيها اللصوص لا نريدكم في حيينا ..إرحلوا تباً لكم!
انتشلت ابنها من الأرض وأوسعته ضرباً وكلاهما يبكي ..اقتادته أمامها وصغيرها الآخر في حضنها وطفقت تتلمس بين زوايا الواقع عما يواري سوءتها بحثاً عن مكان آخر تتسول فيه لقمة العيش..

#قيد_الأمل
Forwarded From #زينب_الحداد
#قيد_الأمل
#طفولة_من_نوع_آخر

يحكي النص حكاية طفل فقير أبسط الأشياء تُعد أكبر أمنياته ، تلك الحلوى التي كان يشتهيها كلما مرَّ بذلك المتجر ،
شيء ثمين في نظر الطفل ، نجده يسيل لعابه كلما نظر إليها ، ويُصر على أخذها ، مع إدراكه لتلك المتاعب التي قد يقع بها ، هذا كله تصوير جميل يظهر جانبا مهما وكبيرا من لُب الموضوع ، وتظهر هنا تجليات نفسية في حالة الحرمان.
تلك اللقطات التي قرأناها تسلُّلهُ للمتجر ، وامساك البائع بهِ ، التفاف الناس حوله البكاء والصراخ وركض الأم إليهم...إلخ ، كلها لقطات مفعمة بالحركة والتراجيديا ، تصور لنا تصويرا صادقا حالات الغضب(البائع) ، والخوف(الطفل)، والتأسف(الناس)، والتحسر(الأم) .
كلها تلك المشاعر استطاعت الكاتبة أن تظهرها لنا .
النص عالج قضية الفقر ، وبين سطورة خصوصا الجزء الأخير ظهرت (الطبقية) النظرة الدونية والازدراء ، إذ أننا لم نلتمس ردود فعل متعاطفة من قبل أولئك المتفرجين على الصبي وأمه ، وبحثها عن مكانِِ آخر لتتسول فيه ، يعتبر محورا آخر يقودنا إلى متابعة حركة (المأساة) وبحثها عن ملجأ آخر.
بعض المآخذ البسيطة(يحدق بها بدلا من نحوها)، (مجازفا بدلا من جزافا) و(لم أفعل شيئا ،سقطت لم سهوا) .
التقدير العام للنص امتياز .
استمري.