الشُّــهداءُ يا ولدي .. هُم الذين لاتُغريهُم الّلحظةُ الرّاهنةُ ..
الذين لا يتوقَّفون عند لقْطةِ الكاميرا .. أو نُقطةِ مَجٍدٍ عابِرةٍ !
الشُّــهداءُ ..
هُم مَن يبحثون دوماً عن لحظةٍ مُتجذِّرةٍ في العُمقِ ..
مُتجذِّرةٍ في مَلامحِ الكون ؛ وفي ضَميرِ الوُجود !
الشُّــهداءُ ..
هُم من يَعرفون كيف يحفرون حُضورَهم بإتْقانٍ مُذهلٍ .. عبرَ نقطةِ دَمٍ سَخيّةٍ .. تظلّ تفورُ في تضاريسِ الفعلِ البَشريِّ ؛ حتى تُصبحَ شلّالا أو ربّما طوفاناً غامراً !
الشُّــهداءُ..
هُم الذين تتغيّرُ بَعدَهم الكثيرُ مِن المُعادلاتِ ..
ويحتارُ الشّيطانُ في بَصيرتِهم ..
و لا تَبقى ذاكرةُ التّاريخِ بَعدَهم كمَا هي !
الشُّــهداءُ ..
دوماً لهم مِنصّةُ الحياةِ ، ولا يَقبلون بالعتَبات !
لذا .. يُغامرون كثيراً بِما يملِكون من أوراقِ عُمرِهم .. لكنّهم دوماً هم الرَّابحون !
يَرسِمون خَطواتِ الصُّعودِ إلى المقاعدِ الشّاغرةِ بجانبِ النَّبِيين .. ويَبتسمون في ألقِ الشّهادةِ ؛ إذْ يُقَلَّدون الجَزاءَ قبلَ العُروجِ !

#كفاح_أبو_هنود