كتابة ورقة علمية بحثية

إن الورقة العلمية هي مقالة مكتوبة تصف إجراء بحث في نقطة محددة. وكل ورقة علمية تقريبا تنطوي على الأجزاء التالي:

العنوان، والملخص، والمقدمة، والمواد، والمنهاج، والنتائج، والمناقشة، والمراجع.

وعلى أية حال، تجدر الإشارة إلى أن معظم المجلات لديها قواعد حول صيغة الأوراق المنشورة فيها: فبعضها يقوم بتقسيم الأوراق إلى أبواب معينة، في حين لا يفعل البعض الآخر ذلك، كما أن ترتيبها قد يتباين في المجلات المختلفة. ولذلك، يجب أن تكون على استعداد لتعديل ورقتك بحيث تتوافق مع الصيغة المعتمدة لدى مجلة بعينها، عندما تكون على استعداد لتقديمها إليها.

هناك نقاط عامة عليك أن تتذكرها، أولها الحاجة إلى الكتابة المفهومة وتجنّب المصطلحات غير الغامضة والمختصرات قدر الإمكان، والثانية هي أن بعض المجلات ترغب في أن تُكتب الأوراق المنشورة فيها بصيغة المبني للمعلوم -أي "قمنا بإجراء تجربة حول ..." بدلا من "أُجريت تجربة حول..."- لكن هذا ليس هو الحال دائما.

#العنوان

يجب أن يحتوي العنوان على أقل عدد ممكن من الكلمات التي تصف محتوى الورقة بدقة. احذف جميع الكلمات الإضافية، مثل "دراسة عن ..."، "استقصاءات حول ... "، "مشاهدات بخصوص ..."، إلخ. تعتمد خدمات الفهرسة والتلخيص على دقة العنوان، حيث تستخلص منه الكلمات الدليلة التي تفيد في الإحالات المرجعية والبحث بواسطة أجهزة الحاسوب.

إن الورقة التي يُصاغ عنوانها على نحو غير صحيح قد لا تصل إلى جمهورها المستهدف، لذلك عليك أن تكون محدّدًا. فإذا كانت الدراسة عن نوع معين من الأحياء، فاذكر اسمه في العنوان. وإذا كانت الدراسة مقتصرة على منطقة معينة، وكانت الاستنتاجات التي تحتوي عليها محدودة بالمثل، فعليك تحديد اسم المنطقة في العنوان.

قائمة الكلمات الدليلية

إن قائمة الكلمات الدليلة تتيح لك فرصة إضافة كلمات دليلة، والتي تُستخدم من قبل خدمات الفهرسة والتلخيص، بالإضافة إلى تلك الموجودة بالفعل في العنوان. من شأن الاستخدام الحكيم للكلمات الدليلة أن يزيد من سهولة تمكّن الأطراف المعنية من إيجاد ورقتك.

#الملخص

إن الملخص المُعدّ بصورة جيدة يمكّن القارئ من التعرّف على المحتويات الأساسية لوثيقة ما بسرعة وبدقة، وذلك لتحديد مدى توافقها مع اهتماماته، وبالتالي تقرير ما إن كان سيقرأ الوثيقة بأكملها. يسرد الملخص باختصار الأهداف الرئيسية للدراسة ونطاق استقصاءاتها، إذا لم تتضح هذه من العنوان. والأهم من ذلك: أنَّه يلخّص النتائج والاستنتاجات الأساسية للدراسة بإيجاز. لا تقم هنا بذكر تفاصيل منهج البحث المستخدم ما لم تكن دراستك منهجية، أي معنية بمنهج البحث في المقام الأول.

يجب أن يكون الملخص موجزًا؛ تحدّد معظم المجلات طولا معينا للملخصات، لا تزيد –عادة- على 250 كلمة. فإذا كان بوسعك عرض التفاصيل الأساسية لورقتك في مئة كلمة، لا تستخدم مئتين. لا تقُم بتكرار المعلومات الواردة في العنوان. يجب أن يكون الملخص، وكذلك العنوان، وحدة قائمة بذاتها – إذ يتم نشره بشكل منفصل عن الورقة في الخدمات المزوّدة للملخصات، مثل Biological Abstracts أو Current Contents. احذف كل الإحالات إلى المراجع وإلى الجداول أو الأشكال التوضيحية، وكذلك احذف المختصرات المبهمة حتى لو تم تعريفها في النص الأصلي للورقة.

#المقدمة

تبدأ المقدمة بتعريف القارئ بالأدبيات المتعلقة بموضوع الورقة. وثمة خطأ شائع هنا، يتمثل في تقديم الباحثين ومجالات دراستهم بشكل عام دون الإشارة إلى النتائج الأساسية التي توصلوا إليها. والأهم من ذلك أنه يمكّن القارئ من وضع البحث الحالي بوضوح في سياق المعلومات المتاحة بالفعل.

حاول عرض المراجع بحيث لا تتداخل مع انسياب مناقشتك: قُم أولا بكتابة النص بدون مراجع بحيث يُقرأ بسلاسة، ثم أضِف المراجع في نهاية الجمل أو العبارات بحيث لا تقطع تسلسل أفكارك. لاحظ أن بعض المجلات لا تستخدم أسماء الباحثين في المراجع، ويستخدم بعضها أرقامًا في النص مع قائمة بالمراجع التي تم الاقتباس منها في نهاية المقال. تحقّق من أسلوب المجلة بهذا الخصوص عندما تكون مستعدا لتقديم ورقتك للنشر فيها.
ومن الوظائف الهامة للمقدمة أن توطّد أهمية بحثك الحالي:

لماذا كانت هناك حاجة لإجراء هذه الدراسة؟ وبعد أن تقوم بعرض الأدبيات ذات الصلة وإثبات الحاجة إلى الدراسة الحالية، عليك أن تبيّن نطاق دراستك وأهدافها بوضوح.

تجنب إدراج قائمة بالنقاط أو النقاط السود؛ واستخدِم النثر.

يمكنك إنهاء المقدمة بعرض لأهداف الدراسة، أو ببيان موجز لنتائجها الهامة، كما يفضّل بعض الباحثين. وفي كلتا الحالتين، يجب أن تزوّد القارئ بفكرة عن توجّه الورقة بحيث يمكنه متابعة تطوّر الأدلة.

#مواد_البحث_ومنهاجه

يتمثل الغرض من قسم "مواد البحث ومنهاجه" في تزويد الباحث المؤهل بتفاصيل كافية لتكرار دراستك واستنساخ نتائجها. يتطلب المنهج العلمي أن تكون نتائج بحثك قابلة للاستنساخ، وبالتالي عليك أن توفر أساسا لتكرار