﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ﴾

على إيقاع (لقمة في فم جائع خير من بناء ألف جامع) يتغنى البعضُ مُرددًا بجهل تلك المقولة التي لا تثبت عقلًا ولا نقلًا!
منذُ أن أُسّسَ أول مسجدٍ في الإسلام، كان قبلةً للمحتاجين، للمظلومين، للفقراء، ولمن ضاقت بهم الأرض...
وعلى نهجهِ انتهجت مساجد الله، وٱفتتحت بيوته لإقامة الشعائر، ونشر الدعوة، وإجارة المظلوم، وإغاثة الملهوف، وإطعام البائس الفقير.

إبَّان الغزو الأمريكي للعراق، فتحت الجوامعُ أبوابها لمن شرّدتهم القنابل، وأرعبتهم الصواريخ، ولمن هدمت منازلهم طائرات "بوش"
فكانت بيتًا لمن لا بيت له، وسكنًا لمن افترش الأرضَ، والتحفَ السماء، وملجئًا لمن ضاقت به السُّبل، وٱنقطعت به الحيل، لتُقدّم لهم الإعانات الغذائية، وكسوة الأطفال، وتوفير متطلبات العيش الضرورية...

واليوم تُعيدُ جوامع الموصل رونقها ووقوفها المُشرف بعد أنْ شُوّهت صورتها بألسنٍ لا تقيم لبيوت العظيم أي تعظيم!
فطعنَ البعضُ في روّادها ﴿وَسَعَى في خَرَابِهَا﴾

تُجمع الملايين في صناديق الجوامع لأجل شراء أجهزة تنفس لمقاومة جائحة "كورونا"
تهطلُ الرحماتُ من (الرحمة) ويفوح الخيرُ والأُنس من (الونسة) ويُغدق الجودُ الجسيم من (الرحمن الرحيم) وتُكفل الأيتام، وتوصل الأرحام في (صلة الأرحام) وينطلقُ العطاء من (التّكّاي)...
وهكذا تتنافسُ الجوامعُ في السخاء، ويتسابق أهل الرفد والعطاء﴿وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ ﴾

ملحوظة: ما بين الأقواس هي أسماء الجوامع

قلم
–خطاب الموصلي
#وقفة_المساجد