ㅤ
« العَبدُ قَد بُلِيَ بِالغَفلَةِ والشَّهوَةِ والغَضَبِ. ودُخُول الشَّيطَان عَلى العَبدِ مِن هَذهِ الأبوَابِ الثَّلاثَة،
فَإذَا أرَادَ اللهُ بِعَبدِهِ خَيرًا = فَتَحَ لَه مِن أبوَابِ التَّوبَةِ والنَّدَمِ، والانكِسَارِ والذُّلِ، والافتِقَارِ والاستِعَانَةِ بِه، وصِدقِ اللُّجأ إلَيهِ، ودوَامِ التَّضَرُّعِ والدُّعاءِ، والتَّقرُّبِ إلَيهِ بِمَا أمكَن مِنَ الحَسَنَاتِ مَا تَكُون تِلكَ السَّيِّئَة بِه رَحمَة، حَتَّى يَقُول عَدُوُّ اللهِ: يَا لَيتَنِي تَرَكتُه ولَم أُوقِعَه.
وهَذَا مَعنَى قَولُ بَعضِ السَّلَفِ: إنَّ العَبدَ لَيَعمَل الذَّنبَ يَدخُلُ بِه الجَنَّة، ويَعمَل الحَسَنَة يَدخُلُ بِهَا النَّار، قَالُوا: كَيف؟
قَال: يَعمَلُ الذَّنبَ فَلا يَزَالُ نُصبَ عَينَيهِ مِنهُ مُشفِقًا وَجِلًا، بَاكِيًا نَادِمًا، مُستَحِيًّا مِن رَبِّه تَعالى نَاكِسَ الرَّأسِ بَينَ يَدَيهِ، مُنكَسِرَ القَلب لَه؛ فَيَكُون ذَلِكَ الذَّنب أنفَعُ لَه مِن طَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ بِمَا تَرتَّبَ عَلَيهِ مَن هَذِه الأمُور الَّتِي بِهَا سَعَادَة العَبدِ وفَلاحه، حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ الذَّنب سَبَبَ دُخُولِه الجَنَّة،
ويَفعَلُ الحَسَنَة فَلا يَزَالُ يَمُنُّ بِهَا عَلى رَبِّه، ويَتَكَبَّرُ بِهَا، ويَرَى نَفسَه ويُعجَبُ بِهَا، ويَستَطِيلُ بِهَا، ويَقُولُ: فَعَلتُ وفَعَلتُ، فيُورِثُه مِنَ العُجبِ والكِبرِ، والفَخرِ والاستِطَالَة؛ مَا يَكُونُ سَبَبُ هَلاكِه ».
ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ-.
[ الوَابِلُ الصَّيِّبُ || ١ / ١٤ ]
#يقظة_فكر_التعليمية @Yeqiztfaker_Education