#يومًا_آخر
كان يومًا آخر مملا يرمي بثقله على قلبها و يحملها حملا فوق حملها، عادت إلي منزلها و دخلت بلهفة إلی غرفتها وجلست علی مقعدها الوثير.. نظر إليها مبتسمًا وبادلته نفس الإبتسامة وعلی وجنتيها حُمرة الخجل، كانت تلك عادتها عندما ينظر إليها.. ظلا علی هذه الحالة ينظران لبعضهما البعض دون أن يتحدث أحد منهما إلي الآخر.. وكأنهما يتحدثان بلغة أخری غير موجودة.. لغة خصا بها من بين البشر، شفرات لا يحل لغزها سواهما، غفت عيناها لثوان قليلة.. فتحتهما مرة أخری ووجدته مازال يبتسم لها.. كم كانت تريحها تلك الإبتسامة ، تنسيها آلام الدهر و بشاعة الواقع ، تنسيها مرارة تتجرعها كل يوم ، بإختصار إبتسامته تساوي الحياة ، تمنح قلبها نبضا و تجعل روحها خفيفة تكاد تطير ، قالت له:
- تصبح علی ما تشتهي يا وجعي أراك في الصباح.. واغلقت هاتفها المحمول الذي كانت عيناها مثبتة على شاشته كانت تنظر إلی صورته.. فهي ليست معه الآن ولكنه مازال يعيش معها في عالمها. أيعقل أن تحلق الأرواح و تتعانق ، تقفز على كل الحواجز و الحدود ، و تتخلص من قيود الأجساد التي يكبلها الزمن و المسافات .. لم تكن تملك حلا آخر، غير أن تثبت عينيها الصغيرتين على صورته و تغرق في دوامة الخيال علها تعوضها عن لوعة الفقد و الحرمان و تروي وجدانها المكلوم ، كان ذلك كل ما تملك.. فقط صورة و شبح الغياب/الحضور.
#إسلام_عبدالعزيز