الشيئان اللذان ليس لهما حدود، الكون و غباء الإنسان.
مع أنني لست متأكدًا بخصوص الكون!

#أينشتاين

#ﻧۆﻧھَہّ
هناك أشخاص يُجبرون على التعايش مع أشخاصهم فقط لأنهم خسروا الكثير للوصول إليهم !

#ريامي

#ﻧۆﻧھَہّ
" المغفلة "
قصة قصيرة من الأدب العالمي .. للكاتب الروسي "أنطون شيخوف"

منذ أيام دعوت الى غرفة مكتبي مربية أولادي "يوليا" لكي أدفع لها حسابها.
- قلت لها : إجلسي يا يوليا .. هيا نتحاسب .. أنتي في الغالب بحاجة إلى النقود ولكنك خجولة إلى درجة انك لا تطلبينها بنفسك .. حسنا .. لقد اتفقنا على أن أدفع لك (ثلاثين روبلا ) في الشهر.
- قالت : أربعين ..
- قلت : كلا .. ثلاثين .. هذا مسجل عندي … كنت دائما أدفع للمربيات (ثلاثين روبلا ).
- حسناً ..
- لقد عملت لدينا شهرين..
- قالت : شهرين وخمسة أيام..
- قلت : شهرين بالضبط .. هذا مسجل عندي .. إذن تستحقين (ستين روبلا ). نخصم منها تسعة أيام آحاد فأنتي لم تعملي أيام الآحاد بل كنت تتنزهين مع الأطفال .. ثم ثلاثة أيام أعياد ..
تضرج وجه يوليا وعبثت أصابعها بأهداب الفستان ولكن لم تنبس بكلمة..
واصلت ..
- نخصم ثلاثة أعياد إذن المجموع (إثنا عشر روبلا ) ..
وكان "كوليا" مريضاً أربعة أيام ولم يدرس .. كنت تدرسين "فاريا" فقط ..
وثلاثة أيام كانت أسنانك تؤلمك فسمحتْ لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء .. إذن إثنا عشر زائد سبعة .. تسعة عشر ..
نخصم ، الباقي .. (واحد وأربعون روبلا ) . مضبوط ؟
- إحمرّت عين يوليا اليسرى وامتلأت بالدمع، وارتعش ذقنها .. وسعلت بعصبية وتمخطت ، ولكن .. لم تنبس بكلمة
- قلت : قبيل رأس السنة كسرتي..فنجانا وطبقا نخصم (روبلين) .. الفنجان أغلى من ذلك فهو موروث ، ولكن فليسامحك الله !! علينا العوض ..
وبسبب تقصيرك تسلق "كوليا" الشجرة ومزق سترته .. نخصم عشرة ..
وبسبب تقصيرك أيضا سرقت الخادمة من "فاريا" حذاء .. ومن واجبكي أن ترعي كل شيء فأنتي تتقاضين مرة .. وهكذا نخصم أيضا خمسة ..
وفي 10 يناير أخذتي مني (عشرة روبلات)
- همست "يوليا" : لم آخذ ..
- قلت : ولكن ذلك مسجل عندي..
- قالت : قالت حسنا ، ليكن
- واصلت : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر
امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل .. يا للفتاة المسكينة
- قالت بصوت متهدج : أخذت مرة واحدة .. أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات) .. لم آخذ غيرها
- قلت : حقا ؟ .. أنظري وأنا لم أسجل ذلك !! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة .. الباقي أحد عشر ..

ها هي نقودك يا عزيزتي !! ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد ، واحد .. تفضلي ..
ومددت لها (أحد عشر روبلا ) ..
فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست : شكرا
إنتفضت واقفا وأخذت أروح وأجيء في الغرفة وإستولى عليا الغضب
- سألتها : شكرا على ماذا ؟
- قالت : على النقود
- قلت : يا للشيطان ولكني نهبتك .. سلبتك ! .. لقد سرقت منك ! .. فعلام تقولين شكرا ؟
- قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئا
- قلت : لم يعطوكيِ ؟! أليس هذا غريبا !؟ لقد مزحت معك .. لقنتك درسا قاسيا .. سأعطيك نقودك .. (الثمانين روبلا ) كلها .. ها هي في المظروف جهزتها لكِ !! ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة ؟ لماذا لا تحتجين ؟ لماذا تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألا تكوني حادة الأنياب ؟ هل يمكن ان تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة ؟
- ابتسمت بعجز فقرأت على وجهها : “يمكن”
- سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها ، بدهشتها البالغة ، (الثمانين روبلا ) كلها .. فشكرتني بخجل وخرجت
تطلعت في أثرها وفكرت : ما أبشع أن تكون ضعيفا في هذه الدنيا ..!


#ﻧۆﻧھَہّ